فيديو الدرس: الهيكل العظمي الطرفي الأحياء • الصف الثالث الثانوي

نسخة الفيديو النصية

في هذا الفيديو، سوف نتعلم كيف نسمي عظام الطرفين العلويين والسفليين وكيف نحددها. وسنتعرف على أنواع المفاصل الموجودة في الهيكل العظمي الطرفي. كما سنتعرف على التراكيب الموجودة داخل هذه المفاصل.

يتكون الجهاز الهيكلي للإنسان البالغ من 206 عظام، وجميع المفاصل التي تقع بينها. العظام هي أعضاء قوية وصلبة مكونة في الغالب من نوع خاص من النسيج الضام يسمى النسيج العظمي. تشير كلمة «عظمي» إلى ارتباط هذا النسيج بالعظام. تؤدي العظام العديد من الوظائف، منها إنتاج خلايا الدم الحمراء والبيضاء في النخاع العظمي، وتخزين المعادن، التي تسمى أيضًا الأملاح أو الأيونات. وتحمي العظام بعضًا من أهم أعضائنا الحساسة. كما توفر الدعامة والتركيب اللذين تحتاج إليهما أجسامنا لكي نتمكن من الحركة.

من المثير للاهتمام أن عدد العظام يزيد في الأطفال الرضع مقارنة بالأشخاص البالغين. حيث يحتوي جسم الإنسان على نحو 300 عظمة عند ولادته. كما يحتوي هيكله العظمي على قدر كبير من نسيج ضام مختلف أقل صلابة، يسمى الغضروف. يختلف الغضروف عن النسيج العظمي، وذلك لأن الغضروف يكون أكثر ليونة ومرونة. بالإضافة إلى ذلك، لا يتضمن الغضروف شبكة من الأوعية الدموية مثل النسيج العظمي. وبمرور الزمن، يتحول الغضروف غير الوعائي في الهيكل العظمي للرضيع إلى نسيج عظمي وعائي. ثم يلتحم العديد من عظام الرضيع معًا. وهذا ما يفسر كيف يحتوي جسم الإنسان على 300 عظمة في بداية حياته، ثم يتقلص عددها فيما بعد إلى 206 عظام فقط.

غالبًا ما ينقسم الجهاز الهيكلي إلى جزأين مختلفين: الهيكل العظمي المحوري، والهيكل العظمي الطرفي. يتكون الهيكل العظمي المحوري من عظام الجمجمة، والعمود الفقري، والقفص الصدري. وهي عظام تقع على طول المحور الرأسي للجسم. في حين يتكون الهيكل العظمي الطرفي من عظام الذراع، والساقين، وكذلك العظام التي تربط الذراعين والساقين بالهيكل العظمي المحوري. ويشار إلى الذراعين والساقين أيضًا باسم الأطراف، ولهذا سمي الهيكل العظمي الطرفي بهذا الاسم.

والآن، دعونا ندرس تشريح الطرفين العلويين، أي الذراعين. ذراع الإنسان هو الطرف العلوي. وهو متلائم على نحو خاص مع دقة الرمي، والحركة، والتحكم. يرتبط الذراع العلوي بالقفص الصدري من خلال عظمتين وهما: لوح الكتف، والترقوة. لوح الكتف، ويطلق عليه أحيانًا المنكب، هو عظمة مثلثة ومسطحة تقع خلف الجزء العلوي من الجذع. أما الترقوة، فتسمى أحيانًا الناحرة، فهي عظمة على شكل حرف ‪S‬‏ تقع بالقرب من قاعدة الرقبة.

في الواقع، لا يرتبط لوح الكتف بعظام الظهر، بل يطفو فوقها. يتصل لوح الكتف بالجذع من خلال ارتباطه بالترقوة. كما يتصل لوح الكتف بعظمة الجزء العلوي من الذراع، ويسمى العضد. ويمتد العضد من الكتف إلى المرفق.

يحتوي الجزء من الذراع التي تقع بين المرفق والرسغ على عظمتين طويلتين. والعظمة التي تمتد من المرفق إلى الرسغ على الجانب الذي يقع فيه الإبهام تسمى الكعبرة. أما العظمة التي تمتد من المرفق إلى الرسغ على الجانب الذي يقع فيه الخنصر فتسمى الزند. أفضل طريقة لتذكر الفرق بين هاتين العظمتين هي بأن نتذكر أن الخنصر هو الأصغر من بين الأصابع الأربعة، وأن الزند هو الاسم الأقصر من بين الاسمين، لأنه مكون من ثلاثة أحرف فقط.

تسمى عظام الرسغ في الإنجليزية «‪carpals‬‏». وتأتي هذه الكلمة من الكلمتين اليونانية واللاتينية للرسغ، وهما «‪karpós‬‏» أو «‪carpus‬‏». توجد ثماني عظام رسغ صغيرة غير منتظمة الشكل في الرسغ. وتسمى عظام راحة اليد عظام المشط، أو بالإنجليزية «‪metacarpals‬‏». المقطع «‪meta‬‏» من هذه الكلمة يمكن أن يعني «بجانب» أو «بعد»، في حين أن كلمة «‪carpal‬‏» فنعلم أنها تعني الرسغ. وتسمى عظام الأصابع السلاميات. يحتوي كل إصبع على ثلاث سلاميات، تسمى السلاميات القريبة أو الدانية، والوسطى، والبعيدة أو القاصية. أما الإبهام فيحتوي على سلاميين فقط، وهما السلامى القريبة والسلامى البعيدة. إذ إن كلمة سلامى هي مفرد كلمة سلاميات.

الآن نحن على دراية بعظام الذراع، بدءًا من لوح الكتف وصولًا إلى السلامى الأبعد. وبعد ذلك، سندرس تشريح الساق.

لقد تطور البشر على مدى ملايين من السنين لتحتوي أجسامهم على طرفين علويين وسفليين متخصصين. لكن أسلافنا البعيدين كانوا كائنات ذات أربع قوائم تسمى رباعيات الأرجل، وهي كائنات طرفاها الأماميان مطابقان تقريبًا لطرفيها الخلفيين. ويمكننا أن نرى انعكاس هذا التاريخ التطوري في حقيقة أن عظام ذراع الإنسان متماثلة مع عظام ساقه. هذا يعني أن عظام كل من الذراعين والساقين لها ترتيب مشابه، بالرغم من أن أذرعنا وسيقاننا تؤدي وظائف مختلفة.

يشار أحيانًا إلى لوح الكتف والترقوة باسم «الحزام الكتفي» أو «الحزام الصدري». تؤدي عظام الحوض وظيفة مماثلة في الطرفين السفليين، وتسمى أحيانًا الحزام الحوضي. وتتكون عظام الحوض من عظمتين كبيرتين مسطحتين غير منتظمتين تتخذان شكلًا يشبه أذن الإنسان. يشار إلى الجزء العلوي من عظام الحوض بالحرقفة. ويمكننا استشعار العرف الحرقفي إذا ضغطنا على الجزء العلوي الخارجي من الوركين.

يعرف الجزء السفلي من عظام الحوض، وهو الجزء الذي نجلس عليه، باسم عظمة الورك. وتتصل عظام الحوض عند مفصل الفخذ بعظمة الفخذ. تعد عظمة الفخذ أكبر وأقوى عظمة في جسم الإنسان. وتؤدي عظمة الفخذ دورًا مشابهًا لذلك الذي يؤديه العضد في الذراع. فهي تمتد من مفصل الورك إلى مفصل الركبة. وعلى غرار الجزء السفلي من الذراع، يحتوي الجزء السفلي من الساق على عظمتين أيضًا. تسمى العظمة الكبرى من بين هاتين العظمتين بالقصبة، كما يشار إليها أحيانًا بعظم الساق الأكبر. وتسمى العظمة الصغرى التي تقع على الجانب الخارجي من الجزء السفلي من الساق بالشظية.

يحتوي مفصل الركبة على عظمة لا نظير لها في الذراع. ففي الجزء الأمامي من الركبة، توجد عظمة صغيرة مستديرة تسمى الرضفة. ونسمي هذه العظمة أحيانًا رأس الركبة. تساعد الرضفة على ضمان انحناء مفصل الركبة في اتجاه واحد وليس في الاتجاه الآخر. تشبه عظام الرسغ في القدم عظام الرسغ في اليد. وتتكون عظام رسغ القدم من سبع عظام غير منتظمة الشكل تكون الكاحل، وكعب القدم، والجزء القريب من القدم. وتمتد عظام مشط القدم من رسغ القدم. هذه العظام الخمس الطويلة تكون الجزء الرئيسي من قوس كل قدم. وتوجد السلاميات عند نهاية عظام مشط القدم. مثل أصابع اليد تمامًا، تحتوي أربعة من أصابع القدم على ثلاث سلاميات، في حين يحتوي إصبع القدم الكبير على سلاميين فقط.

هذه هي جميع عظام الساقين من الوركين وصولًا إلى أصابع القدمين. توفر العظام الدعامة والتركيب للجسم. ولكن لا يمكننا أن نتحرك دون المفاصل التي توجد بينها. المفاصل هي الروابط التي تصل العظام بعضها ببعض. توجد ثلاثة أنواع رئيسية من المفاصل في الجهاز الهيكلي للإنسان. وهي المفاصل الليفية، والمفاصل الغضروفية، والمفاصل الزلالية. توجد المفاصل الليفية بوجه عام بين عظمتين متصلتين معًا اتصالًا وثيقًا. حيث ترتبط هاتان العظمتان بنسيج ليفي. ويتكون المفصل الغضروفي عندما تتصل عظمتان بواسطة غضروف. وأخيرًا، المفاصل الزلالية، وهي أكثر المفاصل قابلية للحركة بحرية. وهي مبطنة وملينة بسائل خاص يسمى السائل الزلالي.

عادة ما تكون المفاصل الليفية غير قابلة للحركة، ويمكن أن تكون المفاصل الغضروفية غير قابلة للحركة أو قابلة للحركة قليلًا. في حين تتلاءم المفاصل الزلالية مع وظيفتها كي تتيح مدى واسعًا من الحركة. وهذا النوع من المفاصل هو الأكثر شيوعًا في الهيكل الطرفي المتمفصل، أو القابل للحركة إلى حد كبير. يوضح هذا الشكل مقطعًا عرضيًّا من مفصل زلالي مبسط. نلاحظ هنا باللون الأصفر التجويف الزلالي المملوء بالسائل الزلالي. والسائل الزلالي زلق للغاية. حيث يعمل على تليين المفاصل وتقليل الاحتكاك.

يبطن طرفا هاتين العظمتين أيضًا بطبقة رقيقة من الغضروف المفصلي. ويقلل الغضروف المفصلي أيضًا الاحتكاك بين المفاصل. ترتبط هاتان العظمتان معًا بواسطة أعضاء ليفية تسمى الأربطة. وتعمل الأربطة على وصل العظام بعضها ببعض.

نلاحظ هنا عضلتين موضحتين باللون الأحمر. العضلات هي التي تمكن المفصل من الحركة. فعندما تنقبض هذه العضلة العلوية، يستقيم المفصل. وعندما تنقبض هذه العضلة السفلية، يزداد انحناء المفصل.

ترتبط العضلتان بالعظم وتثبتان عليه بواسطة عضو ليفي يسمى الوتر. تعمل الأوتار على ربط العضلات بأجزاء أخرى من الجسم، وعادة ما تكون عظامًا. جميع المفاصل القابلة للحركة في جسمنا تقريبًا مفاصل زلالية تشبه هذا المفصل. حيث تتضمن مفاصل الكتفين، والوركين، والركبتين، والمرفقين، والرسغين، والكاحلين. كما يشمل هذا أيضًا المفاصل التي تقع بين السلاميات في أصابع أيادينا، والسلاميات في أصابع أقدامنا. كذلك يعد المفصل المحوري في الرقبة، والمفصل الرزي في الفك، مثالين على المفاصل الزلالية.

الآن بعد أن تعرفنا على عظام الهيكل الطرفي وكذلك المفاصل التي تربط بينها، دعونا نتناول سؤالًا تدريبيًّا.

ما التركيب الجسدي الذي تتكون عظامه من الرسغ والراحة والسلاميات؟

يعطينا هذا السؤال أسماء ثلاث مجموعات مختلفة من العظام. ثم يطلب منا تذكر اسم التركيب الجسدي الذي تنتمي إليه هذه العظام. حسنًا، السلاميات هو الاسم العلمي للعظام الموجودة في أصابع أيادينا وأصابع أقدامنا. ومن ثم، يمكننا تقليص اختيارات الإجابة إلى اليد أو القدم.

نلاحظ هنا شكلًا مبسطًا لكل من عظام اليد وعظام القدم. ولقد ذكرنا سابقًا أن أصابع اليد وأصابع القدم تسمى السلاميات. في القدم، يطلق على عظام الكاحل والكعب اسم رسغ القدم، ويطلق على عظام قوس القدم اسم مشط القدم؛ في حين أنه في اليد، يطلق على عظام رسغ اليدين اسم الرسغ، ويطلق على عظام مشط اليد اسم عظام راحة اليد. إذن، التركيب الجسدي الذي تتكون عظامه من الرسغ، والراحة، والسلاميات هو اليدان.

لنختتم هذا الدرس بتخصيص بعض الوقت لمراجعة ما تعلمناه. في هذا الفيديو، تعرفنا على تشريح الهيكل العظمي الطرفي. وتعلمنا التسمية والتحديد لعظام كل من الحزام الكتفي، والحزام الحوضي، والذراع، والساق، واليد، والقدم. كما تعرفنا على تركيب المفاصل الزلالية بالإضافة إلى وظائف الأوتار والأربطة.