نسخة الفيديو النصية
يحدث مرض كوفيد-19 بسبب الإصابة بسلالة فيروسية مستجدة، تسمى فيروس كورونا المسبب للمتلازمة التنفسية الحادة الشديدة من النوع اثنين (SARS-CoV-2)؛ فلم تكتشف أي حالة تثبت أنه يصيب البشر قبل عام 2019. اعتمادًا على ما تعرفه عن الاستجابة المناعية الأولية والثانوية، أي العبارات الآتية صواب؟ أ: عندما بدأ SARS-CoV-2 يصيب البشر، استحث الاستجابة المناعية الثانوية فقط، وكانت هذه الاستجابة سريعة، فحد ذلك من انتشار العدوى. ب: فيروس SARS-CoV-2 مرض حيواني المصدر، وهذا يعني أنه لا يمكن أن يستحث الاستجابة المناعية الثانوية. ج: عندما بدأ SARS-CoV-2 يصيب البشر، لم تكن لدى الناس مناعة، ومات جميع الأفراد الذين أصيبوا به. د: عندما بدأ SARS-CoV-2 يصيب البشر، استحث الاستجابة المناعية الأولية فقط، وكانت هذه الاستجابة بطيئة، فسمح ذلك للفيروس بالانتشار سريعًا.
يتناول هذا السؤال الاستجابة المناعية الأولية والثانوية لفيروس SARS-CoV-2. دعونا نحذف الخيارات الآن لنتمكن من مراجعة الحقائق الأساسية عن جهاز المناعة التكيفية.
يولد جهاز المناعة التكيفية، ويسمى أيضًا جهاز المناعة المكتسبة أو المتخصصة، استجابة مناعية متخصصة لمسبب المرض. يستخدم هذا النوع من المناعة الخلايا البائية والخلايا التائية أو الخلايا الليمفاوية لمقاومة المرض وتذكر مسبب المرض المحدد. توجد ثلاثة أنواع رئيسية من الخلايا التائية: الخلايا التائية المساعدة، التي تساعد الخلايا البائية والخلايا التائية الأخرى في الاستجابة؛ والخلايا التائية السامة، التي تقتل خلايا الجسم المصابة؛ والخلايا التائية المثبطة، التي تعطل جهاز المناعة بعد القضاء على العدوى. أما الخلايا البائية فتنتج أجسامًا مضادة لمسبب المرض. تتضمن المناعة التكيفية الاستجابة الأولية والثانوية، ولذلك سنلقي نظرة على كل منهما بالترتيب.
تحدث الاستجابة المناعية الأولية عند مواجهة مولد الضد للمرة الأولى. يمكن أن يكون مولد الضد جزءًا من مسبب المرض، أو جزيئًا غريبًا، أو سمًّا، يتعرف عليه جهاز المناعة على أنه غير ذاتي. واستجابة للهجوم، ستساعد الخلايا التائية في تحفيز الخلايا البائية لإنتاج أجسام مضادة لهذا الهجوم. الجسم المضاد هو جزيء بروتين على شكل الحرف Y به مواقع ارتباط مولدات الضد. ونظرًا لأن هذه هي المرة الأولى التي تواجه فيها الخلايا البائية والتائية مولد الضد المحدد هذا، فلا بد من تنشيطها، وهي عملية تعرف بالانتقاء النسيلي لكي تتمكن من التضاعف، وهو ما يعرف بالتوسع النسيلي. تستغرق مجموعات الخلايا البائية والتائية وقتًا طويلًا لتتضاعف بما يكفي للسيطرة على العدوى؛ ومن ثم تكون الاستجابة بطيئة نوعًا ما. وأثناء الهجوم، تنتج أيضًا خلايا الذاكرة البائية والتائية، التي ستتعرف على مولد الضد المحدد إذا واجهته مرة أخرى.
أما الاستجابة المناعية الثانوية، فهي رد فعل لأنواع مولدات الضد التي أصابت الجسم سابقًا. تكون هذه الاستجابة أسرع بكثير. وتنتج الأجسام المضادة فيها بكميات أكبر بكثير من الأجسام المضادة التي تنتجها الاستجابة المناعية الأولية. وذلك لأن خلايا الذاكرة مستعدة بالفعل للتعرف على مولدات الضد.
إن كوفيد-19 مرض حيواني المصدر؛ حيث يعتقد أن فيروس SARS-CoV-2 قد انتقل من الخفافيش إلى البشر عن طريق حيوان آخر. ظهر كوفيد-19 في عام 2019، وهذا يعني أنه لم يصب البشر قبل ذلك. ولأن البشر لم يواجهوا SARS-CoV-2 قبل عام 2019، فإن أجسامهم لا تحتوي على خلايا ذاكرة للفيروس. وعند مواجهة الفيروس للمرة الأولى، يبدأ جهاز المناعة البشري في حث الاستجابة المناعية الأولية، وهي استجابة أبطأ بكثير من الاستجابة المناعية الثانوية. ومع ذلك، إذا تعافى شخص من كوفيد-19 وأصيب مرة أخرى بفيروس SARS-CoV-2، فإن جسمه سيستحث الاستجابة المناعية الثانوية الأسرع.
والآن بعد أن استعرضنا الحقائق الأساسية عن الاستجابة المناعية الأولية والثانوية، دعونا نعد إلى السؤال. بما أننا نعلم أن الفيروس الذي يسبب كوفيد-19 يستحث الاستجابة المناعية الأولية فقط في البداية، فيمكننا أن نجيب عن السؤال. الإجابة الصحيحة هي الخيار د. عندما بدأ SARS-CoV-2 يصيب البشر، استحث الاستجابة المناعية الأولية فقط، وكانت هذه الاستجابة بطيئة، فسمح ذلك للفيروس بالانتشار سريعًا.