نسخة الفيديو النصية
يوضح الشكل الآتي عينًا مصابة بقصر النظر. إذا وضعت العدسة ﺃ أمام العين، فهل يتركز الضوء أقرب إلى شبكية العين أم أبعد عنها؟
في هذا السؤال، نرى شعاعين ضوئيين متوازيين. ونرى أيضًا عينًا. يذكر السؤال أن هذه العين مصابة بقصر نظر. ونلاحظ أن الشعاعين الضوئيين يدخلان العين المصابة بقصر النظر، ثم يلتقيان عند نقطة ما تقع قبل الجزء الخلفي من العين. وأخيرًا، يوضح السؤال عدسة محدبة، وهي العدسة ﺃ، وعدسة مقعرة، وهي العدسة ﺏ، ويطلب منا معرفة إذا ما كان وضع العدسة ﺃ أمام العين سيجعل تركيز الضوء الذي يدخل العين أقرب إلى شبكية العين أم أبعد عنها.
دعونا نفكر في المقصود بالتركيز. تتركز أشعة الضوء إذا تجمعت عند نقطة تسمى «البؤرة». والمسافة من العدسة إلى بؤرتها تسمى «البعد البؤري». نلاحظ أن الشعاعين الضوئيين يتجمعان عند نقطة ما، وهي النقطة التي تقع قبل الجزء الخلفي من العين.
دعونا نفكر في المقصود بالشبكية. شبكية العين هي جزء من العين يجب أن يتركز الضوء عليه ليتسنى للعين الرؤية بشكل صحيح. تقع الشبكية في الجزء الخلفي من العين. يمكننا ملاحظة أن العين الواردة في السؤال لا تركز الشعاعين الضوئيين الموضحين على شبكية العين.
دعونا نفكر في المقصود بقصر النظر. تكون العين مصابة بقصر النظر إذا كان بإمكانها أن تركز الضوء الصادر من الأجسام القريبة فقط تركيزًا صحيحًا. فالعين المصابة بقصر النظر لا يمكنها أن تركز الضوء الصادر من الأجسام البعيدة تركيزًا صحيحًا. في السؤال، الشعاعان الضوئيان متوازيان. وأشعة الضوء الصادرة من أحد الأجسام البعيدة تكون متوازية تقريبًا. لذا، نلاحظ أن السؤال يوضح عينًا لا يمكنها تركيز الشعاعين الضوئيين المتوازيين الصادرين من جسم بعيد تركيزًا صحيحًا، وعلى وجه التحديد فقد تركز هذين الشعاعين قبل الشبكية وليس على الشبكية.
من المهم أن نفهم أن الشعاعين الضوئيين المتوازيين في بداية مساريهما، اللذين يتركزان في نهاية مسارهما، يفيدان بأنه عند دخولهما العين يتغير اتجاههما بحيث يتجمعان معًا بدلًا من استمرارهما في الحركة على نحو متواز بعد دخولهما العين.
ومن ثم، يمكننا ملاحظة أن تركز الشعاعين الضوئيين قبل الشبكية يعني أن العين تسببت في تغيير اتجاههما بزاوية أكبر من أن تجعلهما يتجمعان عند الشبكية. أما إذا كانت زاوية تغيير اتجاه الشعاعين الضوئيين أقل، كان قد تجمعا عند الشبكية.
يطلب منا السؤال معرفة إذا ما كان مرور الشعاعين الضوئيين عبر العدسة ﺃ قبل دخولهما العين سيغير من مسارهما بحيث يتركزان أقرب إلى الشبكية أم أبعد عنها. لمعرفة إذا ما كانت العدسة ﺃ يمكنها تحقيق هذه النتيجة، نحتاج إلى فهم تأثير العدسة ﺃ على مساري الشعاعين الضوئيين المتوازيين الصادرين من الجسم.
لعلنا نتذكر أن العدسة ﺃ عدسة محدبة. وتعرف العدسة المحدبة أيضًا بأنها عدسة مجمعة. وذلك لأن العدسة المحدبة تتسبب في تجميع أشعة الضوء المتوازية الساقطة بعد خروجها من العدسة. ويمكننا ملاحظة أن العين نفسها يجب أن تؤدي دور العدسة المجمعة، بحيث تجمع أشعة الضوء المتوازية التي تدخل العين. ولعلنا نتذكر أن العين المصابة بقصر النظر لا يمكنها تركيز أشعة الضوء المتوازية الساقطة على الشبكية؛ لأن العين تغير اتجاه أشعة الضوء تغييرًا كبيرًا. فالعين لها بعد بؤري صغير جدًّا بحيث لا يمكنها تركيز هذه الأشعة على الشبكية. وهذا يعني أنه لكي تتمكن العين من تركيز هذه الأشعة على الشبكية، يجب تفريق الأشعة قبل دخولها العين.
وبما أن العدسة ﺃ هي عدسة محدبة، فستجمع الأشعة المتوازية التي تدخل العدسة بعد الخروج منها. وهذا عكس ما يجب أن يحدث للأشعة لتجمعها العين على الشبكية. وعليه، نستنتج أن وضع العدسة ﺃ أمام العين سيجعل تركيز الشعاعين الضوئيين الصادرين من الجسم أبعد عن الشبكية.
