شارح الدرس: تصحيح الرؤية باستخدام العدسات العلوم • الصف الثالث الإعدادي

في هذا الشارح، سوف نتعلَّم كيف يمكن تصحيح رؤية الإنسان باستخدام أنواع مختلفة من العدسات.

عندما تعمل أعيننا بشكل صحيح، نرى الأجسام من حولنا بوضوح.

قد تكون الأجسام قريبة، مثل عُملة معدنية ضمن طول الذراع، كما هو موضَّح في الشكل الآتي.

وقد تكون الأجسام أيضًا بعيدة. هيا ننظر إلى الشكل الآتي، الذي يوضِّح كيف تصل أشعة الضوء إلى أعيننا من جبل يبعُد مسافة كبيرة للغاية.

يوضِّح هذا الشكل أنه كلما زادت المسافة التي تبعُدها العين عن الجبل، قلَّت الزاوية المحصورة بين القاعدة والقمة، واقتربت هذه الأشعة من أن تصبح متوازية.

وعند مسافة بعيدة للغاية، يمكن توضيح الوضع بالتقريب، كما في الشكل الآتي.

تبدو الأجسام واضحة (وليست مشوَّشة) عندما تستطيع أعيننا تركيز الضوء القادم من الأجسام. لاحظ أن العين لا تحتاج إلى حرف أشعة الضوء الصادرة من أجسام بعيدة (كالجبال) بقدر ما تحتاج إلى حرف الضوء الصادر من الأجسام القريبة (كالعُملة المعدنية) لتتمكَّن من رؤيتها بوضوح.

في العين السليمة، يركِّز جزءٌ من العين، يُسمَّى العدسة، الضوء القادم على الجزء الخلفي من العين، كما هو موضَّح في الشكل الآتي.

وفي الجزء الخلفي من العين، يُوجَد جزء يُسمَّى الشبكية. عند تركيز الضوء على الشبكية، كما هو موضَّح في الشكل السابق، نرى صورة واضحة وحادة.

لم نتناول حتى الآن إلا الرؤية السليمة، التي تركِّز فيها العدسة الضوء على الشبكية في الجزء الخلفي من العين.

تعتمد الرؤية الصحيحة على شكل المقلة. فإذا أصبح شكل المقلة غير منتظم، فقد لا تركِّز العدسة الضوء على الشبكية.

يوضِّح الشكل الآتي عينًا سليمة (على اليمين) وعينًا ذات شكل غير طبيعي.

لاحظ أن الضوء الذي يدخل إلى العين ذات الشكل غير الطبيعي يُركَّز قبل أن يصل إلى الشبكية. وكما يوضِّح الشكل، عندما يصل هذا الضوء إلى الشبكية، فلن يكون مركَّزًا. وتكون النتيجة صورة مشوَّشة وغير واضحة.

العين التي تركِّز الضوء في نقطة قبل أن يصل إلى الشبكية يُقال إنها عين مصابة بقصر النظر. ويُطلَق عليها هذا الاسم لأن العين المصابة بقصر النظر يمكنها أن تركِّز الضوء القادم من الأجسام القريبة، ولكنها لا تركِّز الضوء القادم من الأجسام البعيدة.

تركِّز العين المصابة بقصر النظر بعض الضوء القادم بصورة مفرطة، وتحرفه بحيث تلتقي الأشعة قبل وصولها إلى الشبكية في الجزء الخلفي من العين. ولكن، تركِّز أعينٌ أخرى الضوء بصورة غير كافية؛ ما يتسبَّب في عدم تركُّز أشعة الضوء داخل العين على الإطلاق. انظر الشكل الآتي.

العين التي على اليسار أضيق وأطول من العين الطبيعية. وبسبب شكل هذه العين، فإنها لا تستطيع تركيز بعض أشعة الضوء في نقطة داخل العين. مرةً أخرى، تكون الصورة المكوَّنة مشوَّشة.

يُقال إن العين الأضيق مصابة بطول النظر. يمكن للأعين المصابة بطول النظر تكوين صور واضحة للأجسام البعيدة، في حين تبدو الأجسام القريبة مشوَّشة وغير واضحة.

تعاني الأعين المصابة بقصر النظر وطول النظر من قصور في قدرة عدسة العين على تركيز الضوء.

يمكن علاج هذا القصور باستخدام عدسات، خارج العين، مثل تلك المستخدَمة في النظارات الطبية.

بوجهٍ عام، يُستخدَم نوعان من العدسات في النظارات. يعمل أحد النوعين على تفريق أشعة الضوء القادمة، ويعمل النوع الآخر على تركيز هذه الأشعة في نقطة.

العدسات التي تفرِّق الضوء القادم تُسمَّى عدسة مفرِّقة أو مقعَّرة. يوضِّح الشكل الآتي مثالًا على العدسة المقعَّرة.

من خلال تفريق الضوء القادم، يمكن للعدسة المقعَّرة تصحيح مشكلة معيَّنة في الرؤية.

لعلك تتذكَّر أن الأعين المصابة بقصر النظر تركِّز الضوء بصورة مفرطة؛ ما يجعل أشعة الضوء القادمة من الأجسام البعيدة تُركَّز في نقطة قبل أن تصل إلى الشبكية.

بوضع عدسة مقعَّرة أمام عين مصابة بقصر النظر، تُفرَّق أشعة الضوء القادمة أولًا (بواسطة العدسة المقعَّرة)، ثم تُركَّز بعد ذلك (بواسطة عدسة العين). والنتيجة هي الحصول على مجموعة من الأشعة المركَّزة على الشبكية، كما هو موضَّح في الشكل الآتي.

إن وضع عدسة مقعَّرة أمام عين مصابة بقصر النظر يصحِّح مشكلة الرؤية. تصبح العين قادرة على تركيز أشعة الضوء القادمة من الأجسام البعيدة على الشبكية؛ ما يَنتج عنه صور واضحة.

في حين أن العدسات المقعَّرة هي أحد نوعَي العدسات التي يمكننا استخدامها في النظارات، يُسمَّى النوع الثاني الشائع الاستخدام بالعدسات المحدَّبة. تركِّز العدسات المحدبة أشعة الضوء في نقطة، كما هو موضَّح في الشكل الآتي.

ومن ثَمَّ، يمكن للعدسات المحدَّبة أن تصحِّح رؤية عين مصابة بطول النظر. لعلك تتذكَّر أن العين المصابة بطول النظر لا تستطيع تركيز الضوء القادم من الأجسام القريبة على الشبكية.

ولكن، إذا وُضِعت عدسة محدَّبة أمام عين مصابة بطول النظر، فسيمكنها تصحيح هذه المشكلة على النحو الآتي.