شارح الدرس: عوامل الوقوع في أخطاء التفكير | نجوى شارح الدرس: عوامل الوقوع في أخطاء التفكير | نجوى

شارح الدرس: عوامل الوقوع في أخطاء التفكير Philosophy • الصف الأول الثانوي

انضم إلى نجوى كلاسيز

شارك في حصص الفلسفة المباشرة على نجوى كلاسيز وتعلم المزيد حول هذا الدرس من معلم خبير!

في هذا الشارح، سوف نتعلَّم كيف نتعرَّف على بعض عوامل الوقوع في أخطاء التفكير.

في بعض الأحيان، قد نقع في أخطاء التفكير. عندما لا نفكِّر بشكلٍ صحيح، نصبح أقل قدرة على فَهْم العالم من حولنا.

من جهة أخرى، إذا عرفنا العوامل التي تؤدِّي إلى أخطاء التفكير، فستزيد فرصنا في التفكير على نحوٍ صحيح.

يوجد نوعان من العوامل المؤثِّرة في التفكير سنتناولهما في هذا الشارح: العوامل الموضوعية والعوامل الذاتية.

افترِض أنَّك محقِّقٌ مُكلَّفٌ بالبحث عمَّن سرق الماسة الشهيرة فلاديفوستوك. هناك عوامل عديدة قد تمنعك من الوصول إلى النتيجة الصحيحة.

مُحقِّق يتَّكئ على شجرةٍ ويُدوِّن مُلاحظات
الشكل 1: محقِّق يراقِب مشتبهًا به. الأدلة هي أساس عمل المحقِّق.

بعض هذه العوامل عبارة عن خواص تتعلَّق بما تفكِّر فيه. على سبيل المثال، قد لا تتمكَّن من الوصول إلى دليل مهمٍّ. هذا عامل موضوعي لأنه يتعلَّق بالمشكلة التي تفكِّر فيها، ومن المحتمَل أن يُسهم في أخطاء التفكير.

وتُسهم عوامل أخرى ذاتية في أخطاء التفكير. وهذه العوامل الذاتية تتعلَّق بسمات الشخص المفكِّر، وتزيد من احتمال ارتكاب أخطاء التفكير.

على سبيل المثال، بُغضك لأحد المشتبه بهم قد يدفعك لتصديق أنه مَن ارتكب الجُرم (حتى إذا لم يكُن لديك أيُّ دليل ضده). هذا عامل ذاتي لأنه أمرٌ يتعلَّق بك. إنها مشكلة في عملية التفكير الخاصة بك تؤدِّي إلى خطأ في التفكير.

هيا نُلقِ نظرة على أربعة عوامل موضوعية تُسهم في وقوع أخطاء التفكير.

مصطلح رئيسي: العوامل الموضوعية

العوامل الموضوعية عبارة عن خواص تتعلَّق بالموضوع الذي يفكِّر الشخص فيه.

العامل الموضوعي الأوَّل الذي سننظر فيه هو عدم الدقة في استخدام اللغة. بعض الكلمات لها معانٍ متعدِّدة؛ وعدم الدقة في استخدام اللغة يُشير إلى التحيُّر الذي من الممكن أن يؤدي إليه عدم الدقة هذا.

عندما نعبِّر عن أفكارنا، يجعل عدم الدقة اللغوية أفكارَنا عُرضةً للتفسير الخاطئ وسوء الفهم.

ورغم أننا لا نستطيع القضاء على عدم الدقة اللغوية تمامًا، فإن انتباهنا لها قد يساعدنا في تقليل تأثيراتها المُضِرَّة إلى الحدِّ الأدنى.

الشكل 2: عدم الدقة اللغوية. كلمة قدم قد تعني عضوًا من أعضاء الجسم وقد تعني وحدة قياس.

مثال ١: شرح عدم الدقة اللغوية

لماذا يؤدِّي المعنى المبهم للكلمات في بعض الأحيان إلى الوقوع في أخطاء التفكير؟

  1. لأن الكلمات المختلفة يمكن أن تحمل المعنى نفسه
  2. لأن علينا استخدام العديد من الكلمات للتعبير عن فكرة واحدة
  3. لأن نفس الكلمات يمكن أن تحمل معاني مختلفة
  4. لأن الناس ليسوا على استعداد لبذل الوقت اللازم لفَهْم ما نعنيه بالفعل

الحل

بعض الكلمات لها معانٍ متعدِّدة؛ يُشير الغموض اللغوي إلى الإبهام الذي يمكن أن ينتج عن ذلك.

عندما نعبِّر عن أفكارنا، يجعل عدم الدقة اللغوية أفكارَنا عُرضةً للتفسير الخاطئ وسوء الفهم.

وبهذه الطريقة، يؤدي عدم الدقة اللغوية إلى أخطاء في التفكير.

إذن الإجابة الصحيحة هي الخيار ج.

العامل الموضوعي الثاني هو الهيمنة. في بعض الأحيان، لا نستطيع التفكير بشكلٍ مستقلٍّ بسبب هيمنة شخص ما أو مجموعة ما على تفكيرنا.

يمكن أن تحدث الهيمنة بسبب التأثير الذي يُحدِثه شخصٌ ذو نفوذٍ، أو التأثير الذي يُحدِثه شخصٌ متلاعبٌ أو بارعٌ في التواصل.

العامل الموضوعي الثالث هو صعوبة المشكلة. عندما نواجه مشكلات صعبة، يصبح التفكير الصائب أكثر صعوبةً.

بعض المشكلات صعبة للغاية، حتى إن الفلاسفة تجادلوا حولها لما يزيد على ألفين وخمسمائة سنة؛ مشكلات مثل: إذا ما كان للإنسان إرادة حرة أو إذا ما كان العالَم خالدًا أو سيفنى في وقتٍ ما.

مصطلح رئيسي: المشكلة

المشكلة عبارة عن موضوع للتأمُّل والمناقشة، قد يكون له حلٌّ أو لا.

ولأن المشكلة نفسها هي مكمن الصعوبة، فقد لا يمكننا استبعاد الصعوبة بشكلٍ كامل. على سبيل المثال، إذا أردتَ أن تفهم إذا ما كان العالم سيستمر للأبد أو لا، فمن الأفضل أن تدرس ما قاله الفلاسفة عن هذه المشكلة.

إذا حاولتَ فهم المشكلة دون أن تدرس ما قاله المفكِّرون الكبار في الماضي والحاضر عنها، فستقع في أحد أخطاء التفكير على الأرجح.

ولكن بعض المشكلات تكون شديدة الصعوبة لدرجةٍ تجعل الوقوع في أخطاء التفكير أمرًا محتمَلًا، حتى وإن أعددنا أنفسنا على نحوٍ جيِّد.

صورة لزملاء عمل مُتوتِّرين في مقرِّ عملهم، يتعاونون في أداء أعمالهم باستخدام جهاز كمبيوتر محمول
الشكل 3: مجموعة زملاء يفكِّرون في مشكلة صعبة. المشكلات الصعبة تزيد من احتمال الوقوع في أخطاء التفكير.

العامل الموضوعي الرابع هو نقص المعلومات. عندما لا تتوافر لدينا المعلومات الكافية لفهم مشكلة ما، فإن احتمال وقوعنا في خطأ في التفكير سيكون أكبر.

في الغالب، إذا لم تتوافر لدينا معلومات كافية، نستطيع اتخاذ خطوات لتصحيح هذه المشكلة. على سبيل المثال، يمكننا إجراء مزيد من البحث.

ولكن لا يمكن دائمًا الوصول إلى المعلومات الكافية. هذا لأنها قد لا تكون موجودة، أو لأننا لسنا قادرين على الوصول إليها.

مثال ٢: شرح نقص المعلومات

متى تكون المعلومات غير الكافية عاملًا موضوعيًّا في أخطاء التفكير؟

  1. عندما لا يمكن الوصول إلى المعلومات الكافية
  2. عندما يكون نقص المعلومات أمرًا بالغ الخطورة
  3. إذا أمكن التخلُّص من نقص المعلومات بإجراء مزيدٍ من البحث
  4. إذا نتج عن هذا النقص خطأ في التفكير

الحل

يهتم السؤال بنقص المعلومات عندما يكون عاملًا موضوعيًّا، على وجه التحديد، من عوامل الوقوع في خطأ التفكير.

يمكننا استبعاد الخيار د لأنه لا يميِّز بين العوامل الموضوعية والعوامل الذاتية. إن أيَّ عاملٍ منهما قد يؤدي إلى خطأ في التفكير.

والسؤال إذا ما كان عاملٌ ما عاملًا موضوعيًّا أو لا، ليس سؤالًا عن مدى خطورة هذا العامل. ومن ثَمَّ، يُمكِننا استبعاد الخيار ب.

يمكن استبعاد الخيار ج لأنَّ جَبْر نقص المعلومات عن طريق الحصول على المعلومات اللازمة لا يشكِّل عاملًا موضوعيًّا. في هذه الحالة، نقص المعلومات خطأ ارتكبه المفكِّر.

تعذُّر الوصول إلى المعلومات هو ما يجعل نقص المعلومات عاملًا موضوعيًّا من عوامل الوقوع في أخطاء التفكير. إذن الإجابة الصحيحة هي أ.

الآن، هيا نُلقِ نظرة على أربعة عوامل ذاتية من عوامل الوقوع في أخطاء التفكير.

العوامل الذاتية أمورٌ تخصُّ الشخص قد تجعل من الصعب عليه تجنُّب أخطاء التفكير.

العوامل الموضوعية التي تُسهم في أخطاء التفكير لا يمكن تجنُّبها دائمًا. لكن يمكننا جعل أخطاء التفكير أقلَّ احتمالًا بالتغلُّب على العوامل الذاتية، وتحسين قدراتنا على التفكير.

مصطلح رئيسي: العوامل الذاتية

العوامل الذاتية أمورٌ تخصُّ الفرد وعمليات التفكير لديه.

العامل الذاتي الأوَّل الذي سنتناوله هو التسرُّع في الحُكم. التسرُّع في الحُكم هو تكوين استنتاجات أو أحكام بناءً على معلومات غير كافية.

لسببٍ أو لآخر، قد لا يكون لدينا كلُّ المعلومات التي نحتاج إليها كي نستطيع فهم وَضْعٍ ما فهمًا كافيًا. ومن ثَمَّ، عندما نكوِّن حُكمًا بشأن موضوعٍ ما، لن يكون حُكمنا قائمًا على معرفة. بدلًا من ذلك، سنكون قد أصدرنا حُكمًا سريعًا؛ وبعبارةٍ أخرى، نصبح متحيِّزين. هذا الحُكم السريع يجعل أخطاء التفكير مرجَّحة.

وجديرٌ بنا أن نعرف أنه عندما لا يتوافر لدينا الكثير من المعلومات، فمن المرجح أن نقع في أخطاء التفكير. إذا فعلنا ذلك، فعلى الأقل يمكننا تجنُّب تكوين أحكام متسرِّعة بناءً على معلومات غير كافية.

مثال ٣: شرح التسرُّع في الحُكم

ما التسرُّع في الحُكم؟

  1. تكوين أيِّ أحكام على الإطلاق
  2. تكوين أحكام بناءً على معلومات غير كافية
  3. تعليق الحُكم
  4. الحُكم على شخص بناءً على مظهره
  5. توقُّع المستقبل

الحل

يتضمَّن التفكير تكوين أحكام عن العالم من حولنا. والحُكم جانبٌ جوهري في التفكير.

هذا يعني أنه لا يُمكِننا تجنُّب تكوين أيِّ أحكام على الإطلاق، ولا يمكننا تعليق الحُكم ما دمنا نفكِّر.

من ناحيةٍ أخرى، التسرُّع في الحُكم هو تكوين أحكام قبل أن نحصل على القدر الكافي من المعلومات لنحكم على المسألة بشكلٍ وافٍ.

أما الحُكم على شخصٍ ما بناءً على مظهره فهو صورة من صور التسرُّع في الحُكم التي نُوقِشت على نطاق واسع، لكنها مجرد شكل واحد فقط من أشكال التسرُّع في الحُكم.

توقُّع المستقبل قد يكون تعبيرًا عن التسرُّع في الحُكم أو لا يكون كذلك، بناءً على إذا ما كان هذا التوقُّع مبنيًّا على أساس معلومات كافية أو لا.

إذن الإجابة الصحيحة هي الخيار ب.

أما العامل الذاتي الثاني الذي يؤدِّي إلى أخطاء التفكير فهو تغليب العاطفة على العقل. كما في حالة التسرُّع في الحُكم، يمكن أن يكون تغليب العاطفة على العقل نتيجةَ نقص المعلومات. ولكن تغليب العاطفة على العقل يمكن أن يؤثِّر فينا حتى عندما يكون لدينا القدر الكافي من المعلومات.

يحدث تغليب العاطفة عندما نسمح للمشاعر بأن تطغى على منطقنا وتحدِّد أحكامنا.

ويُسهم تغليب العاطفة في أخطاء التفكير في منعنا من التعرُّف على وجاهة منطقنا.

على سبيل المثال، المحقِّق المذكور سابقًا قد أدَّى به تحيُّزه العاطفي ضد المشتبه به إلى استنتاج أن المشتبه به مذنب. هو يعتقد أنه قد ارتكب الجريمة؛ لأنه لم يُعجبه، وليس لوجود دليل قوي على كونه مذنبًا.

مثال ٤: شرح تغليب العاطفة على العقل

لدينا جميعًا عاطفة، كما أن لدينا عقلًا. ما العلاقة بين العقل والعاطفة التي قد تؤدِّي إلى الوقوع في أخطاء التفكير؟

  1. الحفاظ على توازن دقيق بين العقل والعاطفة
  2. إقرار الفرد بصدق عاطفته
  3. إبقاء الفرد لعاطفته تحت سيطرته
  4. إيجاد اللحظات المناسبة للتعبير عن العاطفة
  5. السماح بطغيان عاطفة الفرد على عقله

الحل

تُعَد العواطف جزءًا من خبرة الإنسان، وتلعب دورًا مهمًّا في التفكير. ولا يتضمَّن المنطق والتفكير الصائب تجاهل المشاعر. في الواقع، الحفاظ على التوازن بينهما أمر أساسي في التفكير الصحيح.

تجنُّب أخطاء التفكير، وتحديدًا تجنُّب تغليب العاطفة على العقل لا يتطلَّب من المرء إنكار صحَّة مشاعره، ولا يتطلَّب منه كذلك أن يُبقِي مشاعره تحت السيطرة دائمًا.

لكن تغليب العاطفة يمكن أن يتعارض مع التفكير الصحيح، وهو عامل مؤثِّر من عوامل أخطاء التفكير. ولهذا السبب، من الضروري تجنُّب السماح للعاطفة بأن تطغى على عقل المرء.

إذن الإجابة الصحيحة هي الخيار هـ.

العامل الذاتي الثالث هو التعصُّب. يمكن أن يُسهم التعصب كذلك في أخطاء التفكير بمنعنا من إدراك أهمية الأسباب؛ وعلى الأخص، الأسباب التي تستند إليها المعتقدات التي نخالفها. عندما لا نتسامح مع معتقدات الآخرين أو نتطرَّف في تمسُّكنا بمعتقداتنا، فمن المحتمل أن نرتكب أخطاء؛ لأننا لم نُعطِ التقدير الكافي للأسباب التي تستند إليها وجهات النظر المعارِضة.

من ناحيةٍ أخرى، قد نقع في أخطاء التفكير إذا تأثَّرنا بالآخرين بسهولة. القابلية للاستهواء، أو التأثُّر بآراء الآخرين، هي العامل الذاتي الرابع. إذا لم تكُن لدينا الثقة الكافية بمعتقداتنا وبالأسباب التي ترتكز عليها، فقد نتأثَّر بسهولة بآراء الآخرين. هذا يعني أننا سريعًا ما نتأثَّر بالثقة التي يُبديها الآخرون في تمسُّكهم بمعتقداتهم.

وهذا يمكن أن يؤدِّي بنا إلى التخلِّي عن المعتقدات الصحيحة، وتبنِّي المعتقدات الزائفة لأنها عُرِضت بثقة وجاذبية.

هيا نلخِّص بعض النقاط الرئيسية التي تناولناها في هذا الشارح.

النقاط الرئيسية

  • يمكن تقسيم العوامل المؤثِّرة في أخطاء التفكير إلى نوعين: عوامل موضوعية وعوامل ذاتية.
  • العوامل الموضوعية عبارة عن خواص تتعلَّق بالموضوع الذي نفكِّر فيه، وقد تجعلنا نُخطئ.
  • عدم الدقة اللغوية يُشير إلى المعاني المتعدِّدة للكلمات والغموض الذي يمكن أن يَنتج عن ذلك.
  • تحدث الهيمنة عندما لا يستطيع شخصٌ ما التفكير باستقلال؛ لأن تفكيره مُهيمَن عليه من قِبَل شخص آخر أو مجموعة ما.
  • صعوبة المشكلة وحدها يمكن أن تزيد من احتمال الوقوع في أخطاء التفكير.
  • قد يحدث نقص المعلومات لأن المعلومات اللازمة غير موجودة، أو لأننا غير قادرين على الوصول إليها.
  • العوامل الذاتية أمورٌ تخصُّ الشخص وعملية التفكير لديه، وقد تجعل من الصعب عليه تفادي أخطاء التفكير.
  • التسرع في الحُكم هو تكوين استنتاجات أو أحكام بناءً على معلومات غير كافية.
  • يحدث تغليب العاطفة عندما نسمح للمشاعر بأن تطغى على عقولنا وتحدِّد أحكامنا.
  • عدم التسامح مع معتقدات الآخرين قد يجعلنا نُخفق في إعطاء التقدير الكافي للأسباب التي تؤيِّد وجهات النظر.
  • إذا لم تكُن لدينا الثقة الكافية بمعتقداتنا والأسباب التي ترتكز عليها، فقد نصبح سريعي التأثُّر بالآخرين أو قابلين للاستهواء.

انضم إلى نجوى كلاسيز

شارك في الحصص المباشرة على نجوى كلاسيز وحقق التميز الدراسي بإرشاد وتوجيه من معلم خبير!

  • حصص تفاعلية
  • دردشة ورسائل
  • أسئلة امتحانات واقعية

تستخدم «نجوى» ملفات تعريف الارتباط لضمان حصولك على أفضل تجربة على موقعنا. اعرف المزيد عن سياسة الخصوصية