نسخة الفيديو النصية
أي الحالات الآتية تسببها زيادة إفراز الثيروكسين زيادة تؤدي إلى تضخم الغدة الدرقية والرقبة وبروز مقلتي العين؟ أ: ارتفاع السكر في الدم، ب: التضخم الجحوظي (مرض جريفز)، ج: المكسيديما، د: قصور الغدة الدرقية الخلقي.
يطلب منا هذا السؤال تحديد إحدى الحالات الناتجة عن فرط إفراز الثيروكسين. لذا دعونا نراجع الحقائق الرئيسية المتعلقة بالغدة الدرقية وإفرازاتها والحالات الناتجة عن اختلال توازن الهرمونات.
الغدة الدرقية غدة صماء تأخذ شكل فراشة وتقع في الجزء السفلي من الرقبة. تفرز الغدة الدرقية هرمونين رئيسيين هما الثيروكسين والثيرونين ثلاثي اليود، وهذان يؤديان دورًا مهمًّا في النمو والتطور ومعدل الأيض، إضافة إلى العديد من الوظائف الأخرى. ولأداء هذه الوظائف على النحو الصحيح، يجب التحكم في مستويات هذه الهرمونات بدقة. ويتم ذلك عن طريق إحدى آليات التغذية الراجعة السلبية، ومنها ما يسببه تحت المهاد والغدة النخامية.
يستشعر تحت المهاد المستويات المنخفضة للهرمونات الدرقية في الدم، فيطلق حينئذ هرمونًا يسمى الهرمون المطلق لمنبه الدرقية، أو ما يسمى TRH اختصارًا. ينتقل الهرمون المطلق لمنبه الدرقية إلى الغدة النخامية، ويحفز إطلاق الهرمون المنبه للغدة الدرقية أو TSH. ينتقل الهرمون المنبه للغدة الدرقية عبر الدم وصولًا إلى الغدة الدرقية؛ حيث يرتبط بالمستقبلات الموجودة على الخلايا، ما يحفز إفراز المزيد من الهرمونات الدرقية، ويرفع ذلك تركيز الهرمونات الدرقية إلى المستوى الطبيعي.
يستشعر تحت المهاد مرة أخرى المستويات المرتفعة من الهرمونات الدرقية في الدم، فيقلل إفراز الهرمون المطلق لمنبه الدرقية. وبذلك تفرز الغدة النخامية كمية أقل من الهرمون المنبه للغدة الدرقية؛ ونتيجة لذلك تقلل الغدة الدرقية إفرازاتها من أجل خفض مستوى الهرمونات الدرقية في الدم مرة أخرى.
عندما لا تعمل الغدة الدرقية أو التغذية الراجعة السلبية بكفاءة، تظهر على الشخص أعراض مميزة ويعاني من نتائج سلبية. يطلب منا هذا السؤال تحديد حالة ناتجة عن زيادة إفراز الثيروكسين. لذا دعونا نلق نظرة على كل من الخيارات المذكورة لنرى ما يمكننا استبعاده منها.
سنبدأ بالخيار الذي يذكر ارتفاع السكر في الدم أو ما يسمى hyperglycemia، الذي يمكننا استبعاده على الفور؛ لأنه ليس له علاقة بالغدة الدرقية من الأساس. هذه حالة يرتفع فيها مستوى السكر في الدم لدى الشخص ارتفاعًا كبيرًا؛ فالبادئة hyper تعني «ارتفاعًا»، في حين تشير اللاحقة glycemia إلى نسبة الجلوكوز في الدم. وغالبًا ما يرتبط ذلك بمرض السكري.
نعلم الآن أن البادئة hyper تعني «ارتفاعًا»، لكن البادئة hypo تعني «انخفاضًا». ولذا يشير مصطلح قصور الغدة الدرقية أو hypothyroidism إلى انخفاض إفراز الهرمونات الدرقية. يصف المصطلح «خلقي» أن الحالة تحدث عند الولادة أو قبلها. وبالنسبة إلى الرضع والأطفال، يحدث قصور الغدة الدرقية الخلقي عادة بسبب نقص اليود في النظام الغذائي للأم في مراحل الحمل الأولى. اليود هو أحد المكونات الرئيسية للهرمونات الدرقية. ومن ثم إذا كان النظام الغذائي للأم لا يحتوي على كمية كافية من اليود فسيؤدي ذلك إلى إصابتها بقصور الغدة الدرقية، ما يؤدي إلى تلف دائم في دماغ الجنين. إذن من الواضح أن نقص اليود في النظام الغذائي للأم يؤدي إلى نقص اليود في الطفل النامي، ما يؤدي في النهاية إلى إصابته بقصور الغدة الدرقية، وهذا يعيق بدوره تطوره ونموه البدني.
يشير المصطلح «المكسيديما» إلى إحدى الحالات الشديدة الناتجة عن قصور الغدة الدرقية لدى البالغين. تصحب هذه الحالة بالعديد من الأعراض، ومن ذلك انخفاض معدل ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم ونوبات الصرع، وقد تؤدي إلى الغيبوبة إذا لم تعالج.
إذا نظرنا إلى السؤال مرة أخرى، فسنجد أنه يسأل عن الحالة التي يسببها الإفراز المفرط للهرمونات الدرقية. إذن يمكننا استبعاد الخيارين ج، د؛ لأنهما يشيران إلى حالتين تنتجان عن انخفاض كمية الهرمونات الدرقية المفرزة.
وهذا يتركنا مع خيار التضخم الجحوظي، ويعرف أيضًا باسم مرض جريفز. إنه إحدى أمراض المناعة الذاتية، ويتسبب في فرط نشاط الغدة الدرقية، أو بعبارة أخرى، ارتفاع مستويات الهرمونات الدرقية. عند الإصابة بهذه الحالة، يهاجم الجسم الغدة الدرقية عن طريق الخطأ، ما يجعلها تفرط في إفراز هرموناتها، ويهاجم أيضًا الأنسجة خلف العينين، ما يؤدي إلى انتفاخهما. ونتيجة لذلك تبرز العينان وتتضخم الرقبة.
نستنتج من ذلك أن الإجابة الصحيحة عن السؤال هي الخيار ب. الحالة التي تسببها زيادة إفراز الثيروكسين زيادة تؤدي إلى تضخم الغدة الدرقية والرقبة وبروز مقلتي العين هي التضخم الجحوظي (مرض جريفز).