نسخة الفيديو النصية
أكمل الجملة. تتكرر إصابة الإنسان ببعض الأمراض الفيروسية مثل الإنفلونزا؛ لأن البروتينات على السطح الخارجي للفيروس فراغ بسرعة، منتجة فراغ جديدة باستمرار لا تتعرف عليها خلايا الذاكرة في الدورة الدموية. أ: تتشوه، مولدات ضد، ب: تتحور، مولدات ضد، ج: تتحور، أجسامًا مضادة، د: تتحلل مائيًّا، مولدات ضد، هـ: تتشوه، أجسامًا مضادة.
يستفسر هذا السؤال عن سبب إصابتنا ببعض الأمراض الفيروسية، مثل الإنفلونزا، مرارًا وتكرارًا، ونصاب بأمراض أخرى مرة واحدة فقط. للإجابة عن هذا السؤال، دعونا نسترجع الحقائق الرئيسية المتعلقة بالاستجابة المناعية التكيفية وكيف تستحثها الفيروسات.
يتطور جهاز المناعة التكيفية، المعروف أيضًا باسم جهاز المناعة المتخصصة، على مدار حياة الفرد. وهو يتضمن الخلايا التائية والخلايا البائية التي تعمل معًا لمحاربة العدوى. تستجيب هذه الخلايا لوجود مولدات الضد. مولدات الضد هي بروتينات عادة، وعندما يصنفها جهاز المناعة بأنها مواد غير ذاتية، فإنها تستحث الاستجابة المناعية. وتتضمن مولدات الضد مواد مثل السموم، وحبوب اللقاح، والجزيئات الموجودة على أسطح مسببات الأمراض مثل البروتينات الموجودة على الأسطح الخارجية للفيروسات. دعونا الآن نتعرف على ما يحدث عندما يغزو الفيروس أجسامنا.
عندما تصادف الخلايا البائية والتائية فيروسًا للمرة الأولى، تستحث استجابة أولية. وعند حدوث ذلك، تنشط الخلايا البائية والتائية ثم تتضاعف فيزيد عددها سريعًا؛ وذلك لإنتاج عدد كبير من الخلايا يكفي لمحاربة العدوى بنجاح. تحث الخلايا التائية المساعدة الخلايا البائية على الاستجابة للفيروس، وتقتل الخلايا التائية السامة خلايا الجسم المصابة في محاولة لمنع تضاعف الفيروس. تنتج الخلايا البائية أجسامًا مضادة مخصصة لمولد الضد الموجود على السطح الخارجي للفيروس. وترتبط هذه الأجسام المضادة بالفيروس وتعادله. وهي تساعد أيضًا الخلايا البلعمية على ابتلاع الفيروسات وتكسيرها بواسطة إنزيمات التحلل المائي. يستغرق بدء تكوين الأجسام المضادة من أربعة إلى سبعة أيام. ومن ثم، يستغرق القضاء على الهجوم الفيروسي نحو أسبوعين.
بمجرد الانتهاء من ذلك، تصبح الخلايا البائية والخلايا التائية غير نشطة. لكن بعض الخلايا يبقى في صورة خلايا ذاكرة بائية وتائية خاملة. تتعرف هذه الخلايا على مولد الضد نفسه إذا عاود دخول الجسم. إذا عاد مولد الضد بالفعل، فإن خلايا الذاكرة هذه تنشط كما كانت من قبل وتتضاعف بسرعة لتدمير مولد الضد. هذه الاستجابة الثانوية أسرع بكثير وأكثر فاعلية من الأولى؛ فلن تشعر حتى بالإعياء. وهذه هي آلية عمل اللقاحات لحماية البشر من الأمراض.
وبما أن المناعة التكيفية تعتمد على قدرة الخلايا على التعرف على مولدات الضد بسهولة، فستفشل الاستجابة المناعية التكيفية إذا حدث تغير كبير في مولدات الضد. ولهذا السبب يمكن لأمراض مثل الإنفلونزا أن تعاود إصابة شخص أصيب بها من قبل؛ حيث يمكن لمولدات الضد الموجودة على بروتينات فيروس الإنفلونزا أن تتغير، وهو ما يعرف بانحراف مولد الضد. وبما أن البروتينات تنتج عن معلومات وراثية، فإن ذلك يسببه في النهاية حدوث طفرات في الجينوم الفيروسي. وعندما تتغير مولدات الضد هذه، تتكون سلالات جديدة من الفيروس. ولهذا السبب تخضع مكونات لقاح الإنفلونزا السنوي للمراجعة والتطوير حسبما تقتضي الحاجة لمواكبة تطور فيروسات الإنفلونزا.
إذن، لماذا لا نصاب بالحصبة أكثر من مرة؟ لا يتحور فيروس الحصبة بسرعة، لذا فالبروتينات ومولدات الضد التي ينتجها تظل ثابتة إلى حد بعيد. وهذا يتيح للاستجابة المناعية الثانوية للجسم التعرف جيدًا على الفيروس وحمايتنا من حدوث العدوى اللاحقة.
والآن بعد أن راجعنا الحقائق الرئيسية المتعلقة بالاستجابات المناعية التكيفية، وكيف تطورت بعض الفيروسات لتفاديها، يمكننا العودة إلى سؤالنا واستبعاد بعض خيارات الإجابة. نعلم الآن أن الخلايا البائية تنتج أجسامًا مضادة لمعادلة مولدات الضد، وهذا يعني أن الأجسام المضادة ليست أجزاء من الفيروس. يمكننا إذن استبعاد الخيارين ج، هـ.
إذا تشوه البروتين، فإنه يتكسر، وعندما تستخدم الخلية البلعمية إنزيمات التحلل المائي، فإنها تكسر الفيروس. ومن ثم، فهاتان العمليتان لا تشاركان في تكوين بروتينات جديدة. يمكننا إذن استبعاد الخيارين أ، د أيضًا.
وهذا يتركنا مع الإجابة الصحيحة، وهي الخيار ب. تتكرر إصابة الإنسان ببعض الأمراض الفيروسية مثل الإنفلونزا؛ لأن البروتينات على السطح الخارجي للفيروس تتحور بسرعة، منتجة مولدات ضد جديدة باستمرار لا تتعرف عليها خلايا الذاكرة في الدورة الدموية.