نسخة الفيديو النصية
ما الذي تفرزه الخلايا المصابة بفيروس لتمنعه من التضاعف في الخلايا المجاورة؟
يتكون جهاز المناعة من شبكة من الخلايا والبروتينات التي تحمينا من العدوى. ينقسم هذا الجهاز إلى مناعة فطرية أو غير متخصصة، ومناعة تكيفية أو متخصصة. يدور هذا السؤال حول خواص جهاز المناعة الفطرية؛ ولذا دعونا نصف ذلك ببعض التفصيل.
المناعة الفطرية هي خط الدفاع الأول، أما الاستجابة المناعية التكيفية فهي استجابة مكتسبة. وهي مناعة سريعة تشمل حواجز مثل الجلد الذي يمكنه منع مسببات الأمراض من الدخول وإحداث العدوى. المناعة الفطرية مناعة غير متخصصة، ما يعني أنها تحارب جميع مسببات الأمراض بالطريقة نفسها. إذا حدث ودخلت مسببات الأمراض جسم الإنسان بسبب جرح في الجلد على سبيل المثال، فيمكن لخلايا متخصصة تسمى الخلايا البلعمية أن تعمل على طردها من الجسم.
لكن هذه الخلايا البلعمية لا تظهر فجأة؛ فيجب أن تستدعى إلى موقع الإصابة أولًا. وهذا ممكن حدوثه؛ نظرًا لوجود خلايا مناعية متخصصة، تسمى الخلايا الصارية، تستشعر تلف الأنسجة حال حدوثه فتطلق بروتينات تسمى السيتوكينات. تتصرف هذه السيتوكينات كأنها إشارات تنبيهية للخلايا المناعية الأخرى، مثل الخلايا البلعمية، لتهاجر بعد ذلك إلى موقع الإصابة. وحال وجود أي مسببات للأمراض، مثل البكتيريا، فإن الخلايا البلعمية تتكفل بالتهامها أو ابتلاعها.
حسنًا، بعد أن علمنا ما هو السيتوكين، دعونا نلق نظرة على أحد السيتوكينات المسئولة عن إيقاف العدوى الفيروسية.
عندما تصاب إحدى خلايانا بفيروس، تنتج هذه الخلية نوعًا من السيتوكينات يسمى الإنترفيرون، وتفرزه إلى البيئة المحيطة. يرتبط الإنترفيرون بمستقبلات تقع على الخلايا المجاورة، ما يحفز هذه الخلايا للتعبير عن جينات مختلفة تنتج بروتينات مضادة للفيروسات تشارك في منع الفيروس من التضاعف. بهذه الكيفية، يساعد الإنترفيرون في حماية الخلايا من الإصابة بفيروس.
إذن، بالرجوع إلى سؤالنا، يمكننا القول إن الخلايا المصابة بفيروس تفرز الإنترفيرون لتمنعه من التضاعف في الخلايا المجاورة.