نسخة الفيديو النصية
قبل إثبات أن الحمض النووي (DNA) هو المادة الوراثية، ما الجزيء الحيوي الذي كان من المعتقد أنه يحمل المعلومات الوراثية؟
يتناول هذا السؤال الحمض النووي (DNA) والتصورات السابقة للمادة الوراثية. لم يكن ينظر إلى DNA دائمًا باعتباره المادة الوراثية للخلايا التي تنقل الصفات من الأبوين إلى النسل. في مطلع القرن العشرين، أدرك العلماء أن المادة الوراثية تنتقل من جيل إلى آخر. لكنهم لم يعرفوا تحديدًا كيفية حدوث ذلك والجزيء الذي يحمل بالفعل هذه المعلومات.
اكتشف الحمض النووي عام 1869 على يد عالم يدعى «فريدريك ميسشر». وقد عزل الجزيء من نوى الخلايا المناعية وأطلق عليه اسم «النيوكلين»، لكنه لم يعرف الوظيفة التي يؤديها. في عامي 1902 و1903، عمل عالمان يدعيان «سوتون» و«بوفيري» كل على حدة، لكنهما توصلا إلى استنتاجات مماثلة. وقد طرحا «النظرية الكروموسومية للوراثة». نصت هذه النظرية على أن الكروموسومات مسئولة عن حمل المادة الوراثية في خلايا الكائنات الحية.
لنستعرض سريعًا ما الكروموسومات. تحتوي معظم خلايا أجسامنا على كروموسومات في نواها. الكروموسومات تراكيب خطية تحتوي على DNA المكدس بإحكام. يلتف DNA حول بروتينات خاصة تسمى «الهستونات». عندما تتكاثر الكائنات الحية، تكون الكروموسومات مسئولة عن حمل المادة الوراثية من جيل إلى آخر.
ما لم يعرفه «سوتون» و«بوفيري» هو إذا ما كان الذي يحمل المادة الوراثية هو DNA أم البروتينات الموجودة في الكروموسومات. في ذلك الوقت، اعتقد معظم العلماء أن الإجابة هي البروتينات وليس DNA. على مدار القرن العشرين، أجرت عدة مجموعات من العلماء تجارب حسمت ذلك الجدل في النهاية وأقنعت العالم بأن DNA هو المادة الوراثية وليس البروتينات.
يمكننا الآن الإجابة عن السؤال. قبل إثبات أن DNA هو المادة الوراثية، كان من المعتقد أن البروتينات هي التي تحمل المادة الوراثية.