نسخة الفيديو النصية
جمعت عينة دم من رجل سليم بعد مرور ساعتين من تناوله الطعام. ما النتائج المرجح ظهورها؟ أ: زيادة إفراز الجلوكاجون. ب: ارتفاع مستويات الجلوكوز في عينة الدم. ج: نقص إفراز الإنسولين. د: جميع الإجابات صحيحة.
يدور هذا السؤال حول عينة دم جمعت من رجل سليم بعد ساعتين من تناوله وجبة. دعونا نراجع ما يحدث عادة لتركيزات الجلوكاجون والجلوكوز والإنسولين في الدم بعد تناول وجبة حتى نتمكن من الإجابة عن هذا السؤال بصورة صحيحة.
يحصل البشر على الغذاء عن طريق تناول الطعام. من المغذيات الأساسية التي نحتاجها في هذا الطعام هي الكربوهيدرات. تتكسر الكربوهيدرات في الجهاز الهضمي إلى سكريات أصغر، مثل الجلوكوز. والجلوكوز هو جزيء ضروري لدى البشر حيث يستخدم في عملية التنفس الخلوي، وهي الطريقة التي تنتج بها خلايا الجسم الطاقة اللازمة لعمليات خلوية حيوية مختلفة.
بعد تناول وجبة، تبدأ مستويات الجلوكوز في الدم في الارتفاع خلال الساعتين الأولى والثانية؛ حيث تتكسر الكربوهيدرات الكبيرة في الطعام إلى جلوكوز. يمتص هذا الجلوكوز بعد ذلك في مجرى الدم. وعلى الرغم من كون الجلوكوز ضروريًّا في عملية التنفس الخلوي لإنتاج الطاقة، فإنه عندما تكون مستويات الجلوكوز مرتفعة جدًّا، يمكن أن يتسبب ذلك في تلف أنسجة الجسم ويكون ضرره أكثر من نفعه.
لمواجهة ارتفاع مستويات الجلوكوز في الدم، يفرز عادة عضو يسمى البنكرياس هرمونًا، يسمى الإنسولين، بعد حوالي ساعتين من تناول وجبة. يحدث هذا التأخير في إفراز الإنسولين لأنه لا بد من تكسير الطعام وامتصاصه في مجرى الدم قبل أن يكتشف الجسم أن مستويات الجلوكوز مرتفعة جدًّا. وفي النهاية، يساعد الإنسولين على خفض مستويات الجلوكوز في الدم. على سبيل المثال، يحفز الإنسولين خلايا الجسم على امتصاص المزيد من الجلوكوز من الدم وتخزينه في صورة جليكوجين. وبما أن الإنسولين يزيد في الدم بعد تناول الوجبة بفترة وجيزة، ولن ينخفض، يمكننا استنتاج أن الخيار ج غير صحيح.
إذا لم يأكل الشخص لفترة طويلة، على سبيل المثال، خلال فترات الصيام، فإن مستويات الجلوكوز في الدم ستنخفض، ما يؤدي إلى إفراز البنكرياس لهرمون مختلف يسمى الجلوكاجون. يساعد هذا الهرمون في رفع مستويات الجلوكوز في الدم مرة أخرى إلى المعدل الصحي الأمثل، ويحدث ذلك جزئيًّا من خلال تحفيز تكسير الجليكوجين المخزن في الخلايا، وإطلاق هذا الجلوكوز الحر الناتج في مجرى الدم. وبما أن الجلوكاجون لا يفرز إلا إذا انخفضت مستويات الجلوكوز في الدم إلى ما دون المعدل الصحي، وليس بعد تناول وجبة، فيمكننا استنتاج أن الخيار أ غير صحيح.
نحن نعلم أن مستويات الجلوكوز في الدم بعد تناول الطعام سترتفع مع تكسير الكربوهيدرات الكبيرة في الجهاز الهضمي. وبذلك نكون قد توصلنا إلى الإجابة الصحيحة. من المرجح أن تظهر عينة دم جمعت من رجل سليم بعد مرور ساعتين من تناوله الطعام ارتفاع مستويات الجلوكوز في عينة الدم، أي الخيار ب.
