فيديو الدرس: الفشل الكلوي الأحياء

في هذا الفيديو، سوف نتعلم كيف نصف ونقيم طرق علاج الفشل الكلوي.

١١:٣٤

‏نسخة الفيديو النصية

في هذا الفيديو، سوف نتعرف على أسباب الفشل الكلوي وأعراضه. سنقارن بين مزايا وعيوب كل من زراعة الكلى وغسيل الكلى. وسنستكشف آلية عمل غسيل الكلى.

كليتا الإنسان عضوان في حجم قبضة اليد تشبهان في شكلهما حبة اللوبيا، وتوجدان بالقرب من أسفل القفص الصدري على جانبي العمود الفقري. تؤدي الكليتان الوظيفة الإخراجية المتمثلة في إنتاج البول. يعد إنتاج البول ضروريًّا؛ إذ يتيح للجسم الحفاظ على اتزانه الداخلي، أي استقرار بيئته الداخلية وسلامتها. الكلية عضو بالغ الأهمية لدرجة أنها من الأعضاء الداخلية القليلة التي يحتوي جسم الإنسان على اثنتين منها، وهذا لحسن حظنا؛ إذ يمكن لأي إنسان سليم ومعافى أن يعيش بكلية واحدة فقط ما دامت تعمل بصورة سليمة.

تنتج الكلى البول عن طريق ترشيح الدم. تحافظ الكلية التي تؤدي وظيفتها بصورة سليمة على التوازن المثالي بين الأيونات، التي تعرف أيضًا بالأملاح أو المعادن، والماء في مجرى الدم. وتزيل أيضًا الفضلات القابلة للذوبان مثل اليوريا. لكن عندما تتوقف الكليتان عن أداء وظيفتهما بصورة سليمة بسبب مرض حاد أو مزمن، لا يرشح الدم كما ينبغي، ويضطرب الاتزان الداخلي للجسم. ويحدث اختلال في توازن الماء والأيونات، وتتراكم الفضلات، مثل اليوريا، في الدم. تعرف هذه الحالة بالفشل الكلوي، ويمكن أن تؤدي سريعًا إلى مرض خطير يؤدي إلى الوفاة.

يوضح هذا الشكل مقطعًا عرضيًّا مبسطًا للكلية. تتميز الكليتان بالعمل الدئوب. فهما قادرتان على التكيف السريع والمستمر مع الظروف المتغيرة في أجسامنا والمساعدة على الحفاظ على اتزانها الداخلي. ويتحقق ذلك من خلال عمل النفرونات الموضحة هنا، وهي تراكيب مجهرية تنتج البول. هذا الشكل مبسط للغاية. النفرون هو تركيب معقد يتكون من أوعية دموية وأنيبيبات.

عندما يدخل الدم إلى النفرون، ترشح جميع الجزيئات الصغيرة تقريبًا من مجرى الدم. وهذا يتضمن الماء، والأيونات، والجلوكوز، والفضلات القابلة للذوبان، لكنه لا يتضمن الخلايا أو البروتينات. بعد ذلك، يعاد امتصاص المواد المفيدة في مجرى الدم. ويتضمن هذا الجلوكوز كله، والكمية التي يحتاج الجسم إليها من الأيونات، والماء كله تقريبًا. أما الفضلات، والأيونات الزائدة، والماء المتبقي، فتخرج في صورة بول. تحتوي كل كلية على نحو مليون نفرون صغير. وتحتوي الكليتان في أي وقت على نحو خمس إجمالي حجم الدم. عندما تفشل كليتا أحد الأفراد، يكون من الصعب جدًّا تعويض وظيفتهما.

يحدث الفشل الكلوي عندما تتوقف الكليتان عن أداء وظيفتهما بصورة سليمة، وعن ترشيح الدم كما ينبغي. عندما ينخفض أداء الكليتين إلى 15 بالمائة أو أقل من كفاءتهما المعتادة، يقال إن المريض يعاني المرحلة الأخيرة من مرض الكلى؛ وهو ما يطلق عليه أيضًا «الفشل الكلوي». بعض الأعراض المصاحبة لانخفاض وظيفة الكلى تتضمن تورم أو استسقاء الأطراف، وتغير كمية البول أو نوعيته، وتغيرًا في الشهية، والإرهاق، بالإضافة إلى تشنجات العضلات المتكررة.

السببان الأكثر شيوعًا لحدوث المرحلة الأخيرة من مرض الكلى أو الفشل الكلوي هما ارتفاع ضغط الدم ومرض السكري. وتتضمن عوامل الخطر الأخرى كلًّا من تعاطي المخدرات، وتناول الكحوليات، والتدخين، ووجود تاريخ طبي عائلي للإصابة بمرض كلوي مزمن، وغيرها من أمراض الكلى والأعصاب الأخرى مثل التهاب كبيبات الكلى، وهو التهاب يصيب نفرونات الكلى.

توجد طريقتان ممكنتان لعلاج الفشل الكلوي. تتمثل الأولى في عمليات زراعة الكلى، وتعرف الأخرى بغسيل الكلى أو الغسيل الكلوي. كلمة «كلوي» تعني أن له علاقة بالكلى. تعد عمليات زراعة الكلى طريقة العلاج الأقل شيوعًا؛ إذ لا يمكن إجراؤها إلا إذا توافرت كلية من متبرع. وهي تعد حلًّا طويل الأمد يحسن من جودة حياة المريض إلى حد كبير، لذا فهي الخيار المفضل بوجه عام. على الرغم من أن غسيل الكلى هو العلاج الأكثر شيوعًا، فهو حل قصير الأمد، وبمرور الوقت قد يصبح أعلى تكلفة. والآن لنلق نظرة فاحصة على كل من طريقتي العلاج.

تجرى عملية زراعة الكلى عن طريق استئصال كلية شخص توفي حديثًا، أو كلية أحد المتبرعين، ثم زراعتها في جسم مريض مصاب بفشل كلوي. قد تبدو عملية زراعة الكلى الحل الأمثل، إلا أنها تنطوي على عوائق ومخاطر جسيمة. يمكن أن يرفض جسم المريض الكلية المزروعة. هذا يعني أن الجهاز المناعي للمريض يبدأ في مهاجمة كلية المتبرع باعتبارها جسمًا غريبًا. في هذه الحالات، يتوجب على المريض أن يتناول أدوية مثبطة للمناعة طوال حياته. تعمل المثبطات المناعية على تثبيط النشاط الكلي لجهاز المناعة أو تقليله. قد تحمي هذه الأدوية الكلية الجديدة، لكنها في المقابل تجعل الشخص عرضة للعدوى.

يتمثل العائق الآخر أمام عملية زراعة الكلية في عدم توافر كلى كافية لعلاج جميع مرضى الفشل الكلوي. وقد يضطر مريض الفشل الكلوي إلى قضاء حياته بأكملها في انتظار توافر كلية متوافقة. في هذه الأثناء، يمكن أن تحل أجهزة غسيل الكلى محل الكلى المصابة.

أثناء غسيل الكلى، يستخدم جهاز خارجي لترشيح الدم بدلًا من الكليتين. يتحكم جهاز غسيل الكلى في تدفق الدم والسوائل عبر مرشح يعرف أيضًا باسم «الكلية الاصطناعية». أثناء جلسة غسيل الكلى، يوصل المريض بجهاز غسيل الكلى عن طريق إبرتين مثبتتين بأوعيته الدموية. يتدفق الدم من جسم المريض إلى المرشح الذي ينقيه من الفضلات ويعيد إليه توازنه. ثم يضخ الدم مرة أخرى إلى جسم المريض.

لنر ذلك عن قرب. داخل هذا المرشح، توجد شبكة من الأنابيب. وهذه الأنابيب شبه منفذة، وهو ما يعني أن الجزيئات الصغيرة يمكنها أن تمر خلالها بحرية، أما الخلايا والجزيئات الأكبر حجمًا فلا يمكنها المرور. يتدفق دم المريض إلى داخل الأنبوب، في حين يتدفق سائل مخصص يسمى «سائل غسيل الكلى» أو «سائل التنقية» خارج الأنبوب. يحتوي سائل غسيل الكلى على معظم العناصر الموجودة في بلازما الدم السليمة. فهو يتضمن التوازن الصحيح بين الماء والأيونات ولا يتضمن أي فضلات أيضية مثل اليوريا.

تذكر أن الانتشار هو الميل الطبيعي للجزيئات إلى التحرك من المناطق العالية التركيز إلى المناطق المنخفضة التركيز. هذا يعني أنه إذا كان تركيز الأيونات في الدم أعلى منه في سائل غسيل الكلى، فإنها تتدفق من دم المريض عبر الأنبوب شبه المنفذ إلى سائل غسيل الكلى. وإذا كان تركيز الماء في سائل غسيل الكلى أعلى منه في دم المريض، فإنه يتدفق من سائل غسيل الكلى عبر الأنبوب شبه المنفذ إلى دم المريض. وحيث إنه لا توجد يوريا في سائل غسيل الكلى، فإن كل اليوريا ستتدفق من دم المريض عبر الأنبوب شبه المنفذ إلى سائل غسيل الكلى. وبهذه الطريقة، تستعيد تركيزات الماء والأيونات توازنها في الدم، وتزال جميع الفضلات. في بعض الأحيان، يحتوي سائل غسيل الكلى على الجلوكوز. وهذا يحمي المريض من فقد الكثير من الجلوكوز من الدم نتيجة لعملية الانتشار أثناء غسيل الكلى.

في جلسة غسيل الكلى المعتادة، يرشح من لترين إلى أربعة لترات من الدم بالكامل. وحتى يستعيد هذا الدم توازنه بصورة فعالة، لا بد من ضخ كمية جديدة من سائل غسيل الكلى عبر جهاز غسيل الكلى باستمرار. يضخ سائل غسيل الكلى في الاتجاه المعاكس لاتجاه تدفق الدم. ويعرف هذا النسق بـ «التيار المعاكس»، وهو يحافظ على تدرج تركيز شديد الانحدار على طول جهاز غسيل الكلى كي يرشح الدم بصورة أكثر فعالية.

هناك عدة عيوب لعملية غسيل الكلى باعتبارها طريقة لعلاج الفشل الكلوي. تستطيع الكلية أن تحافظ على الاتزان الداخلي باستمرار، في حين أن غسيل الكلى لا يقوم بهذا الدور إلا عندما يوصل المريض بجهاز غسيل الكلى. يتوجب على المريض الذهاب إلى المستشفى أو مركز غسيل الكلى عدة مرات في الأسبوع لمدة أربع إلى ست ساعات في كل مرة لتلقي العلاج. يتوجب على المريض الذي يخضع لغسيل الكلى أيضًا اتباع قيود صارمة على نظامه الغذائي لمنع تراكم الفضلات والأيونات في الدم بين جلسات غسيل الكلى. غسيل الكلى ليس حلًّا دائمًا للفشل الكلوي ولا يمكن اتباعه مدى الحياة. إذ إن المريض الذي يخضع لغسيل الكلى سيحتاج في النهاية إلى عملية زراعة كلى.

والآن بعدما تعرفنا على الفشل الكلوي وأسبابه وأعراضه وطرق علاجه، هيا نجرب حل سؤال تدريبي.

إذا لم تعمل الكلى كما ينبغي، فلن تخرج بعض المواد من الجسم. ما المادة التي تتوقع تراكمها في دم شخص مصاب بفشل كلوي؟ (أ) اليوريا، (ب) ثاني أكسيد الكربون، (ج) الجلوكوز، (د) خلايا الدم الحمراء الميتة، (هـ) الصفراء.

الكلية هي عضو يرشح الفضلات من الدم. يسرد هذا السؤال عدة مواد، ثم يطلب منا تحديد المادة التي نتوقع تراكمها في دم شخص مصاب بفشل كلوي. كليتا الإنسان عضوان في حجم قبضة اليد تشبهان في شكلهما حبة اللوبيا، وتوجدان بالقرب من أسفل القفص الصدري على جانبي العمود الفقري. والكليتان عضوان في الجهاز البولي، وهما مسئولتان عن إنتاج البول.

البول سائل ذو لون أصفر كهرماني فاتح يحتوي على الماء والأيونات والفضلات القابلة للذوبان مثل اليوريا. عندما تفشل الكلى، تقل كفاءة إنتاج البول، وهو ما يعني أن الفضلات الموجودة في البول، مثل اليوريا، ستتراكم في الدم على الأغلب. وعليه، فإن المادة التي نتوقع تراكمها في دم شخص مصاب بفشل كلوي هي اليوريا.

دعونا نتوقف لحظة لنختتم الدرس بمراجعة ما تعلمناه. يحدث الفشل الكلوي أو المرحلة الأخيرة من مرض الكلى عندما ينخفض أداء الكليتين إلى أقل من 15 بالمائة من كفاءتهما المعتادة. توجد طريقتان ممكنتان لعلاج الفشل الكلوي. الأولى هي عملية زراعة الكلى، وفيها تزرع كلية أحد المتبرعين في جسم المريض. والأخرى هي غسيل الكلى، وفيها يرشح الدم باستخدام جهاز غسيل الكلى.

تستخدم نجوى ملفات تعريف الارتباط لضمان حصولك على أفضل تجربة على موقعنا. معرفة المزيد حول سياسة الخصوصية لدينا.