نسخة الفيديو النصية
في هذا الفيديو، سوف نتعلم كيف نصف تركيب الهيكل العظمي المحوري للإنسان. وسنتعرف على وظيفة العمود الفقري والجمجمة والقفص الصدري. كما سنتعرف على أنواع المفاصل الأكثر شيوعًا في الهيكل العظمي المحوري.
يتكون الجهاز الهيكلي للإنسان البالغ من 206 عظمات، بالإضافة إلى جميع المفاصل التي تربط بينها. والجهاز الهيكلي سمة تتمتع بها بعض الكائنات الحية التي تسمى بالفقاريات. وعلى وجه التحديد، تمتلك الثدييات والزواحف والطيور والبرمائيات وبعض الأسماك هياكل عظمية مشابهة لنا. وقد تكيف هذا الجهاز الهيكلي ليؤدي عددًا من الوظائف. فعظامنا تعد الموقع المخصص لإنتاج خلايا الدم، كما تلعب دورًا في جهازنا المناعي. إذ إنها تخزن أيونات ومعادن معينة، وربما الأهم من ذلك هو أن الهيكل العظمي يشكل هيكل أجسامنا ودعامته الداخلية. كما أن عظام الهيكل العظمي تمنح الجسم شكله الفريد، وتسمح بالحركة، وتحمي أعضاءنا الأكثر حساسية وأهمية.
ينقسم الجهاز الهيكلي للإنسان عادة إلى قسمين هما: الهيكل العظمي المحوري والهيكل العظمي الطرفي. يحتوي الهيكل العظمي الطرفي على عظام الأطراف. وهي التي تمثلها الذراعان والساقان في البشر. كما يشمل الهيكل العظمي الطرفي أيضًا العظام المسئولة عن ربط هذه الأطراف بالجذع. أما بالنسبة إلى الهيكل العظمي المحوري، فيشمل العظام الموجودة حول المحور الرأسي للجسم. إذ يحتوي الهيكل العظمي المحوري على الجمجمة والقفص الصدري، والعمود الفقري، ويشار إليه أيضًا بالسلسلة الفقرية.
دعونا نلق نظرة فاحصة على تشريح الهيكل العظمي المحوري. وسوف نبدأ بدراسة الجمجمة. جمجمة الإنسان عبارة عن تركيب مكون من 22 عظمة مختلفة. ويسمى الجزء المستدير الكبير من الجمجمة بالقحف. وتكمن الوظيفة الرئيسية للقحف في حماية الدماغ. إذ يحتوي القحف على العديد من العظام الصفائحية الشكل ذات القوة والصلابة الخاصة. يتمثل بعض هذه العظام في العظم الجبهي في مقدمة الرأس، والعظم القذالي في مؤخرة الجمجمة، والعظم الجداري الذي يغطي الفصوص الكبرى من الدماغ، والعظم الصدغي الموجود بالقرب من الأذنين. ويحتوي الجزء السفلي من القحف على فتحة تسمى الثقب الكبير. إذ تشير كلمة «ثقب» إلى أي فتحة طبيعية في العظم. ويسمح الثقب الكبير باتصال الحبل الشوكي مع الدماغ.
يحتوي الجزء الأمامي من الجمجمة على عدة عظام غير منتظمة الشكل تسمى عظام الوجه. بعض عظام الوجه هي تلك الموجودة في محجر أو تجويف العين، والعظم الوجني، وعظمتي الأنف الصغيرتين. تدعم عظام الوجه وتثبت جميع عضلات الوجه التي تمكننا من التحدث، والرمش، والتواصل باستخدام تعابير الوجه المختلفة. ويتصل عظم الفك بأسفل الجزء الأمامي من الجمجمة، ويسمى أيضًا بالفك السفلي.
توجد الأسنان بداخل الفك. وغالبًا ما تعد الأسنان جزءًا من جهازنا الهيكلي، إلا أن الأسنان لا تتكون من عظام. فالأسنان أكثر متانة وصلابة من العظام. ولكنها غير قادرة على إصلاح نفسها عند تعرضها للكسر مثلما يحدث في عظامنا. يمكن أيضًا تقسيم الجمجمة إلى جزء أمامي وآخر خلفي. «خلفي» هي كلمة تعني الخلف أو الوراء. و«أمامي» تعني المقدمة أو الجانب الأمامي. ويشير مصطلح «الجمجمة الخلفية» عادة إلى عظام القحف، ويشير مصطلح «الجمجمة الأمامية» عادة إلى عظام الوجه والفك السفلي.
دعونا بعد ذلك نلق نظرة على عظام القفص الصدري. من الشائع أيضًا تسمية القفص الصدري بالهيكل الصدري. وهو يؤدي عدة وظائف مختلفة. إذ يربط بين عظام وعضلات الذراعين والجزء العلوي من الجسم ويوفر الدعامة لهذه الأعضاء. كما يحيط بالأنسجة الحساسة للرئتين والقلب ويحميها، هذا إلى جانب أعضاء حيوية أخرى، مثل الكبد والكلى. ويربط بين عضلات الحجاب الحاجز والعضلات الوربية ويدعمها، ما يسمح لنا بالتنفس. يتكون القفص الصدري من عظام الضلوع وعظمة القص والفقرات الصدرية. ويبلغ عدد الضلوع 12 زوجًا من العظام المقوسة والمسطحة. وتمتد من العمود الفقري في الجزء الخلفي من الجذع إلى عظمة القص في الجزء الأمامي من الصدر.
ترتبط الضلوع بعظمة القص عن طريق نوع خاص من الغضاريف يسمى الغضروف الضلعي. زوجا الضلوع السفليان أقصر من الضلوع الأخرى. ويشار إليهما باسم الضلوع العائمة؛ لأنهما غير متصلين بعظمة القص على الإطلاق. من الشائع تسمية عظمة القص أيضًا بعظمة الصدر. ولا يقتصر دور عظمة القص على الارتباط بإجمالي 20 ضلعًا من الضلوع البالغ عددها 24 ضلعًا فحسب، بل إنها تمثل أيضًا نقطة ارتباط الذراعين من خلال عظمتي الترقوة. والفقرات الصدرية عبارة عن 12 عظمة من العمود الفقري تتصل بالضلوع. والآن بعد أن استعرضنا تشريح القفص الصدري، دعونا نستعرض تشريح العمود الفقري.
يمتد العمود الفقري، الذي يسمى أيضًا بالسلسلة الفقرية، من قاعدة الجمجمة إلى أسفل الحوض. ويوفر العمود الفقري الدعامة والحماية للحبل الشوكي ذي القوام الضعيف، والمسئول عن نقل الرسائل من الدماغ وإليه. وتسمى عظام العمود الفقري بالفقرات، ويتألف العمود الفقري من 24 فقرة منفردة. تسمى الفقرات السبع الأولى الفقرات العنقية. وتشير كلمة «عنقي» إلى ارتباطها بالعنق. أسفل هذه الفقرات نجد 12 فقرة صدرية. وقد تعلمنا بالفعل أن كل فقرة من الفقرات الصدرية تتصل بزوج من الضلوع. بعد ذلك، لدينا خمس فقرات قطنية. وهذه هي فقرات الجزء السفلي من الظهر.
عند نقطة ارتباط العظام مع الجزء الخلفي من الحوض، نجد العجز، الذي يسمى أحيانًا أيضًا بالفقرات العجزية. العجز هو صفيحة مكونة من خمس فقرات ملتحمة معًا وتعد عظمة واحدة. ويتدلى أسفل العجز العصعص، ويسمى أحيانًا أيضًا بالفقرات العصعصية. العصعص هو مجموعة من أربع فقرات صغيرة ملتحمة، ويشار إليه أحيانًا أيضًا بعظم الذيل. وتأخذ كل فقرة شكلًا فريدًا. وتصبح الفقرات أكبر حجمًا وأكثر سمكًا كلما نزلنا أسفل العمود الفقري، وتصبح أقل سمكًا كلما اقتربنا من الجزء العلوي. وذلك لأن الفقرات السفلية تدعم القدر الأكبر من وزن الجسم مقارنة بالفقرات العلوية. وعلى الرغم من أن كل فقرة لها شكلها الفريد، فهناك بعض السمات المشتركة بينها جميعًا.
يوضح هذا الشكل مقطعًا لإحدى الفقرات الصدرية من الأعلى. بالنظر باتجاه الجانب الأمامي من العظمة، نلاحظ أن كل فقرة تحتوي على جزء يسمى جسم الفقرة، والذي يتراص مع الفقرات الموجودة فوقه وأسفله. كما تحتوي كل فقرة على فتحة تسمى الثقب الفقري، وهي المنطقة التي يمر عبرها الحبل الشوكي. وفي الجزء الخلفي من العظمة، يمتد من كل فقرة بروز واحد على الأقل يسمى النتوء. هذه هي نقاط التثبيت للأوتار والأربطة التي تدعم الجسم وتتيح له الحركة.
المفاصل هي الاسم الذي نطلقه على مواضع الارتباط بين عظمتين أو أكثر. توجد ثلاثة أنواع رئيسية من المفاصل في الجهاز الهيكلي للإنسان، بعضها أكثر مرونة أو قدرة على الحركة من غيرها. أنواع المفاصل الرئيسية الثلاثة هي: المفاصل الزلالية، والمفاصل الغضروفية، والمفاصل الليفية. المفاصل الزلالية هي النوع الأكثر قابلية للحركة. ويرجع ذلك إلى أنها مبطنة وزلقة بفضل نوع خاص من السوائل يسمى السائل الزلالي. وتوجد المفاصل الزلالية في الهيكل العظمي المحوري عند التقاء الجمجمة بالعمود الفقري، وكذلك عند التقاء عظم الفك بالجمجمة. المفاصل الغضروفية تتمتع بقابلية جزئية للحركة، وفي معظم الحالات تكون غير قابلة للحركة. وترتبط العظام في هذه المفاصل بعضها ببعض عن طريق الغضروف. تشمل بعض الأمثلة على المفاصل الغضروفية في الهيكل العظمي المحوري مواضع ارتباط الضلوع بالغضاريف الضلعية والمفاصل بين كل فقرة من الفقرات.
المفاصل الليفية هي مفاصل غير متحركة وعلى قدر ضئيل جدًّا من المرونة. ترتبط هذه المفاصل بعضها ببعض من خلال ألياف صلبة. وتتضمن بعض الأمثلة على المفاصل الليفية في الهيكل العظمي المحوري المفاصل الدرزية بين عظام القحف الصفائحية الشكل. إذ تدمج هذه المفاصل القوية والصلبة عظام الجمجمة معًا في تركيب واق وصلب واحد يحوي الدماغ، وهو عضو حساس ومهم. وعادة ما تكون مفاصل الهيكل العظمي المحوري أقل قابلية للحركة مقارنة بالمفاصل الموجودة في الهيكل العظمي الطرفي.
بعد أن تعرفنا الآن على تشريح الهيكل العظمي المحوري وأنواع المفاصل الموجودة بين هذه العظام، دعونا نتناول سؤالًا تدريبيًّا.
ما مكونات الهيكل العظمي المحوري؟ (أ) الحزامان الصدري والحوضي وعظام الذراعين والساقين. (ب) العمود الفقري وعظام الأطراف والحزام الصدري. (ج) الجمجمة والحزام الحوضي. أم (د) العمود الفقري والجمجمة والقفص الصدري.
يتمحور هذا السؤال حول الجهاز الهيكلي. إذ يطلب منا تذكر المكونات أو الأجزاء التي يتكون منها الهيكل العظمي المحوري، الذي يمثل جزءًا من الجهاز الهيكلي. يتكون الهيكل العظمي للإنسان البالغ من 206 عظمات، بالإضافة إلى جميع المفاصل التي تربط بينها. وغالبًا ما ينقسم الجهاز الهيكلي إلى قسمين هما: الهيكل العظمي المحوري، والهيكل العظمي الطرفي.
يتكون الهيكل العظمي الطرفي في البشر من الأطراف، التي نسميها الذراعين والساقين. كما يشمل الهيكل العظمي الطرفي أيضًا العظام التي تربط الأطراف بالجذع. وهذا يتضمن الحزام الحوضي، وكذلك الحزام الصدري. يشمل الهيكل العظمي المحوري العظام التي تقع على طول المحور المركزي لجسم الإنسان وحوله. وهذا يتضمن عظام الجمجمة وعظام القفص الصدري، وكذلك عظام العمود الفقري، الذي يسمى أيضًا بالسلسلة الفقرية. إذن، فهذا يعني أن مكونات الهيكل العظمي المحوري هي العمود الفقري والجمجمة والقفص الصدري.
دعونا نختتم هذا الدرس باستعراض بعض ما تعلمناه. في هذا الفيديو، تعرفنا على تركيب الهيكل العظمي المحوري ووظيفته. يتكون الهيكل العظمي المحوري من عظام الجمجمة، وهي العظام التي تحمي الدماغ، والقفص الصدري الذي يحمي القلب والرئتين والأعضاء الحيوية الأخرى، وكذلك عظام العمود الفقري، الذي يسمى أيضًا بالسلسلة الفقرية. وهذه العظام مسئولة عن حماية الحبل الشوكي.