نسخة الفيديو النصية
في هذا الفيديو، سوف نتعلم كيف نصف المكونات التي تكون جزيئات الحمض النووي الريبوزي (RNA)، ونفرق بين ثلاثة أنواع من RNA: الحمض النووي الريبوزي الناقل (tRNA)، والحمض النووي الريبوزي الرسول (mRNA)، والحمض النووي الريبوزي الريبوسومي (rRNA).
خلال دراسة علم الوراثة والبيولوجيا الجزيئية، غالبًا ما يسلط الضوء على الحمض النووي (DNA). لكن DNA لا يعمل بمفرده. ومثلما لا يمكن أن يتألق نجم سينمائي بدون طاقم الفيلم، فلن يتمكن DNA من أن يؤدي دوره من دون RNA. لذا دعونا نسلط الضوء على RNA ونمنحه التقدير الذي يستحقه. كما سنرى، يشترك RNA وDNA في بعض أوجه التشابه والاختلاف. لنلق نظرة عليها بمزيد من التفصيل؛ حيث ترتبط بتكوين هذين الجزيئين وتركيبهما. لدينا هنا جزيء من RNA على اليسار وجزيء من DNA على اليمين. عادة ما يكون RNA مفرد الشريط، في حين يكون DNA مزدوج الشريط. لنكبر كلًّا من هذين الجزيئين لكي نتعرف على التركيب الكيميائي لكليهما.
RNA وDNA حمضان نوويان يتكونان من وحدات فرعية متكررة تسمى النيوكليوتيدات. وتتكون كل نيوكليوتيدة من ثلاثة أجزاء مختلفة: مجموعة الفوسفات كما هو موضح هنا وهنا، والسكر الخماسي كما هو موضح هنا وهنا، ثم القاعدة النيتروجينية. لعلنا لاحظنا أن الفرق الوحيد بين هذه النيوكليوتيدات يتمثل في القاعدة النيتروجينية. حيث توجد أنواع مختلفة من هذه القواعد التي سنتحدث عنها بعد قليل. في كلا الجزيئين، تلعب مجموعة الفوسفات دورًا في تكوين رابطة فوسفاتية ثنائية الإستر بين نيوكليوتيدتين متتاليتين. تكون الروابط الفوسفاتية الثنائية الإستر هذه هيكلًا لكل من RNA وDNA، وهو ما نطلق عليه اسم هيكل السكر والفوسفات. وهو ما يمكننا ملاحظته داخل هذه المربعات الوردية.
نلاحظ أن RNA يحتوي على هيكل واحد من السكر والفوسفات؛ لأنه مفرد الشريط، ويحتوي DNA على هيكلين؛ لأنه مزدوج الشريط. كما يمكننا ملاحظة أن هيكل السكر والفوسفات موضح باللون الأسود في كل من مخططي RNA وDNA، وتشير الخطوط الملونة المختلفة إلى القواعد النيتروجينية. والآن بعد أن فهمنا التركيب العام لكل من RNA وDNA، لنلق نظرة على بعض الاختلافات.
يتعلق أحد الاختلافات بالسكر الخماسي. سنبدأ بالسكر الخماسي الموجود في RNA. ترقم ذرات الكربون حول السكر الخماسي بواحد شرطة، وهي ذرة الكربون التي ترتبط بالقاعدة النيتروجينية، ثم اثنين شرطة، ثم ثلاثة شرطة، ثم أربعة شرطة، ثم خمسة شرطة؛ حيث ترتبط ذرة الكربون خمسة شرطة بمجموعة الفوسفات. والآن لنلق نظرة على السكر الخماسي في DNA. ترقم ذرات الكربون من واحد شرطة إلى خمسة شرطة، كما هو الحال في RNA. لم لا نوقف الفيديو مؤقتًا ونرى إذا كان بإمكاننا ملاحظة الفرق بين الاثنين؟ يكمن الاختلاف في المجموعة المرتبطة بذرة الكربون الثانية للسكر الخماسي.
مجموعة الهيدروكسيل في RNA هي ما يجعل هذا السكر سكر ريبوز. ولهذا السبب نسميه الحمض النووي الريبوزي، وفي DNA ينقصنا الأكسجين، ويوجد هيدروجين بدلًا منه. ولهذا السبب نسميه الحمض النووي الريبوزي المنقوص الأكسجين. كما أن مجموعة الهيدروكسيل الموجودة في RNA تجعله أكثر تفاعلية من الناحية الكيميائية. ولهذا السبب، يكون RNA أقل استقرارًا أو أكثر هشاشة من DNA. وهذا هو السبب وراء تفضيل الكائنات الحية DNA باعتباره داعمًا للمعلومات الوراثية، ويفضل RNA قصير الأجل في نقل الرسائل المؤقتة داخل الخلية.
والآن، دعونا نقارن بين القواعد النيتروجينية لكل من RNA وDNA. لعلنا نتذكر أنه توجد أربع قواعد نيتروجينية مختلفة في DNA كما هو موضح هنا: الأدينين الموضح باللون الأخضر، والثايمين الموضح باللون الوردي، والجوانين الموضح باللون الأزرق، والسيتوزين الموضح باللون البرتقالي. ومن بين هذه القواعد، ينتمي الأدينين والجوانين إلى البيورينات، ولكل منهما تركيب حلقي مزدوج، في حين ينتمي الثايمين والسيتوزين إلى البيريميدينات، ويتكون كل منهما من حلقة مفردة. ولعلنا نتذكر أيضًا أن النيوكليوتيدات يمكنها تكوين روابط هيدروجينية مع القواعد النيتروجينية الأخرى. وفقًا لمبادئ ازدواج القواعد المتكاملة، يرتبط الأدينين بالثايمين بواسطة رابطتين هيدروجينيتين، في حين يرتبط الجوانين بالسيتوزين بواسطة ثلاث روابط هيدروجينية. وهذا ما يشكل هذين الزوجين من القواعد كما هو موضح هنا.
يرتبط شريطا DNA معًا بواسطة هذه الروابط الهيدروجينية التي تكون ضعيفة في حالتها المنفردة، ولكنها قوية بشكل جماعي. ويمكن لجزيء DNA المزدوج الشريط هذا أن يلتف ويكون الشكل اللولبي المزدوج المألوف لدينا. والآن، لنلق نظرة على القواعد النيتروجينية الموجودة في RNA. كما نرى، تكون القواعد النيتروجينية في جزيء RNA مماثلة جدًّا للقواعد النيتروجينية في جزيء DNA مع وجود اختلاف رئيسي واحد فقط. في RNA، نلاحظ وجود اليوراسيل بدلًا من الثايمين. ينتمي اليوراسيل أيضًا إلى البيريميدينات، ويرتبط بالأدينين بواسطة رابطتين هيدروجينيتين تمامًا مثل الثايمين. ويمكننا أن نلاحظ ذلك هنا. على الرغم من أن القواعد النيتروجينية في جزيء RNA يمكن أن تكون أزواجًا من القواعد تمامًا مثل القواعد النيتروجينية في جزيء DNA، إلا أن RNA لا يكون عادة جزيئًا مزدوج الشريط مثل DNA. ومع ذلك، فإن قدرة RNA على تكوين أزواج من القواعد المتكاملة مع DNA مهمة للغاية أثناء تكوين أي نوع من RNA خلال عملية النسخ. قبل أن نتطرق إلى ذلك، دعونا نراجع أولًا كيف يمكن أن ينقل RNA المعلومات الوراثية الموجودة في DNA إلى بقية الخلية.
هذه عملية عامة تحدث في جميع الكائنات الحية. وقد لخصت فيما يسمى بالفكرة المحورية لعلم البيولوجيا الجزيئية. لدينا هنا جزء من DNA، ويحتوي هذا الـ DNA على جين. الجين هو مقطع من DNA يشفر لإنتاج وحدة وظيفية مثل البروتين أو نوع ما من جزيئات RNA الوظيفية مثل rRNA أو tRNA اللذين سنناقشهما لاحقًا. ينسخ هذا الجين في عملية تسمى النسخ. والنسخ هو عملية تحويل DNA إلى RNA. يمكن إنتاج أي نوع من RNA من خلال عملية النسخ. لكن في هذا المثال، سنناقش نوعًا خاصًّا من RNA يسمى RNA الرسول، أو mRNA. الجينات التي تشفر لإنتاج البروتينات تنتج mRNA بعد عملية النسخ. ويمكن تحويل تتابع mRNA هذا إلى تتابع من الأحماض الأمينية خلال عملية تسمى الترجمة. بعد ذلك، يمكن أن تطوى هذه الأحماض الأمينية لتكوين بروتين يؤدي وظيفة محددة.
والآن سنلقي نظرة على عملية النسخ هذه بمزيد من التفصيل باستخدام mRNA مثالًا. بعد ذلك، سنرى كيف يمكن ترجمة mRNA. أثناء عملية الترجمة، سنلقي نظرة على نوعين آخرين من RNA. وهما rRNA وtRNA. سنتناول أولًا آلية عمل النسخ لإنتاج mRNA كمثال. لكن تذكر أنه ينتج عن عملية النسخ أي نوع من RNA، بما في ذلك rRNA وtRNA اللذان سنناقشهما بعد قليل. أولًا: يرتبط إنزيم يسمى إنزيم بلمرة RNA بـ DNA. بعد ذلك، يفك اللولب المزدوج عن طريق كسر الروابط الهيدروجينية بين القواعد النيتروجينية. وهذا يكشف النيوكليوتيدات المختلفة التي تعمل فيما بعد بمثابة قالب لتخليق mRNA. إذن، يمكننا هنا ملاحظة جزيء mRNA الذي جرى تخليقه بواسطة إنزيم بلمرة RNA.
تزدوج نيوكليوتيدات RNA المختلفة مع نيوكليوتيدات DNA المكملة لها، والتي تضاف بعد ذلك إلى جزيء mRNA المتنامي بواسطة إنزيم بلمرة RNA. ويتحرك إنزيم بلمرة RNA قدمًا مع استطالة جزيء mRNA هذا. يمكننا ملاحظة جزيء mRNA الذي ينتج من إنزيم بلمرة RNA هنا. تستمر عملية النسخ حتى يصل إنزيم بلمرة RNA إلى نهاية الجين. والآن بعد أن أصبح لدينا جزيء mRNA، يجب أن تترجم النيوكليوتيدات الموجودة بداخله إلى تتابع من الأحماض الأمينية لتكوين بروتين. وتسمى هذه العملية بالترجمة؛ حيث تتضمن نوعين آخرين من RNA اللذين سنناقشهما لاحقًا، وهما: rRNA وtRNA. تجرى عملية الترجمة بواسطة عضية تسمى الريبوسوم. يتكون الريبوسوم من تركيبين منفصلين نسميهما الوحدة الفرعية الكبيرة والوحدة الفرعية الصغيرة. تتحد هاتان الوحدتان الفرعيتان معًا لتكوين الريبوسوم. ويتكون الريبوسوم من مزيج من البروتينات وRNA الريبوسومي، أو rRNA.
لا يشفر rRNA لإنتاج البروتينات مثل mRNA. وبدلًا من ذلك، فإنه يستخدم باعتباره مكونًا تركيبيًّا ووظيفيًّا للريبوسوم. يتحد الريبوسوم مع mRNA ويبدأ عملية الترجمة. والآن بعد أن أصبح الريبوسوم مرتبطًا بـ mRNA، يجب إدخال أحماض أمينية محددة تتطابق مع النيوكليوتيدات المناظرة لها في mRNA. ويحدث ذلك عن طريق نوع آخر من RNA يسمى RNA الناقل، أو tRNA. على غرار rRNA، فإن tRNA لا يتحول إلى بروتين مثل mRNA. وبدلًا من ذلك، تصبح نيوكليوتيدات جزيء RNA مطوية على نفسها لتكوين روابط هيدروجينية كما هو موضح بهذه النقاط السوداء. وهذا ما يعطي جزيء tRNA شكله المميز الذي يشبه ورقة البرسيم.
في أحد أطراف جزيء tRNA يوجد حمض أميني. والحمض الأميني المرتبط بجزيء tRNA لا يحدد عشوائيًّا. بل في الواقع، يوجد تتابع مكون من ثلاثة نيوكليوتيدات في الطرف الآخر من جزيء tRNA يحدد الحمض الأميني المرتبط به. وهذا التتابع يسمى موقع مضاد الكودون. يمكن للنيوكليوتيدات الثلاث الموجودة في موقع مضاد الكودون أن تزدوج مع القواعد مع ثلاثة من النيوكليوتيدات المكملة في mRNA، والتي نسميها الكودون. وكل كودون في mRNA يحمل شفرة حمض أميني معين. لذا، عندما ترتبط جزيئات tRNA هذه بجزيئات mRNA، فإنها تجلب معها الحمض الأميني المناظر لها، والذي يمكن بعد ذلك ربطه معها كما نرى هنا. يمكن للريبوسوم أن يتحرك على امتداد تتابع mRNA لإدخال جزيء tRNA التالي؛ لكي يرتبط بالحمض الأميني التالي، في حين يخرج جزيء tRNA السابق.
وتستمر هذه العملية، كودونًا تلو الآخر، حتى الوصول إلى كودون خاص يسمى كودون الوقف. وهذا يتسبب في انفصال الريبوسوم وإطلاق سلسلة من الأحماض الأمينية أو عديد الببتيد. تجدر الإشارة إلى أنه في الواقع، يمكن أن تكون عديدات الببتيد أطول بكثير مما هو موضح هنا. وإذا نظرنا إلى مخطط الأجزاء المختلفة من جزيء mRNA، فسنلاحظ كودون الوقف مشارًا إليه هنا. في الواقع، يرتبط الريبوسوم ببداية الجزيء، لكنه لا يبدأ في عملية الترجمة حتى يصل إلى كودون البدء. والمنطقة الواقعة بينهما هي التتابع الحامل للشفرة، وهو ما يترجم بالفعل إلى تتابع من الأحماض الأمينية.
«ذيل عديد الأدينين» هو تركيب آخر يتكون من حوالي 200 نيوكليوتيدة من الأدينين. ويساعد على استقرار جزيء mRNA لمنع تحلله حتى يمكن ترجمته. والآن، بعد أن فهمنا المزيد عن الأنواع المختلفة من RNA، لنتناول سؤالًا تدريبيًّا.
تتكون الريبوسومات من الحمض النووي الريبوزي الريبوسومي (rRNA) وعديدات الببتيد. ما الدور الذي تلعبه الريبوسومات في الخلية؟ (أ) تتحكم فيما يدخل الخلية وما يخرج منها، (ب) توفر موقعًا للتنفس الهوائي، (ج) تنقل الإنزيمات إلى أنحاء الخلية، (د) ترسل الإشارات داخل الخلايا، (هـ) توفر موقعًا لتخليق البروتين.
في كل خلية حية، يحمل DNA المعلومات الوراثية التي تعطي التعليمات اللازمة لكي تعمل الخلية بشكل صحيح. وتأتي هذه التعليمات في صورة جينات، وهي مقاطع من الحمض النووي يمكن تحويلها إلى وحدات وظيفية، مثل البروتينات. عندما يتطلب الأمر تحويل جين إلى بروتين، فلا بد أولًا من تحويل تتابع الحمض النووي إلى جزيء mRNA عن طريق عملية النسخ. بعد ذلك، يجري تحويل تتابع mRNA إلى تتابع من الأحماض الأمينية أو عديد الببتيد في عملية تسمى الترجمة. ثم يطوى عديد الببتيد هذا لتكوين بروتين يؤدي وظيفة محددة.
تجرى عملية الترجمة بواسطة عضية تسمى الريبوسوم، الذي يتكون من نوع خاص من RNA يسمى rRNA وعديدات الببتيد، كما هو موضح في السؤال. يمكن لهذا الريبوسوم أن يرتبط بجزيء mRNA ويحول تتابعه إلى تتابع من الأحماض الأمينية. وهذا يكون عديد الببتيد، الذي يمكن أن يطوى بعد ذلك لتكوين البروتين. ومن ثم، يتمثل دور الريبوسوم في الخلية في توفير موقع لتخليق البروتين.
لنستعرض الآن النقاط الرئيسية التي تناولناها في هذا الفيديو. على غرار DNA، يتكون RNA من وحدات فرعية متكررة تسمى النيوكليوتيدات. يحتوي RNA على القواعد النيتروجينية: الأدينين، واليوراسيل، والجوانين، والسيتوزين. وعلى عكس DNA، عادة ما يكون RNA مفرد الشريط بدلًا من مزدوج الشريط، ويحتوي على سكر الريبوز بدلًا من سكر الريبوز المنقوص الأكسجين، كما يحتوي على اليوراسيل بدلًا من الثايمين. لتكوين البروتينات، تتدفق المعلومات الوراثية من DNA إلى mRNA عن طريق عملية النسخ، ثم تترجم بعد ذلك إلى بروتين. يمكن أن ينتج عن عملية النسخ أي نوع من RNA، بما في ذلك rRNA وtRNA. تتكون الريبوسومات، وهي العضية التي تؤدي عملية الترجمة، من rRNA وعديدات الببتيد. أثناء عملية الترجمة، ينقل tRNA الأحماض الأمينية إلى الريبوسوم لكي ترتبط مع تتابع mRNA.