نسخة الفيديو النصية
صواب أم خطأ: يعد تحديد تتابع الجينوم لكائن حي كافيًا لمعرفة وظيفة أي مقطع من الحمض النووي (DNA) في هذا الكائن الحي.
للإجابة عن هذا السؤال، دعونا أولًا نتذكر الجينوم وتركيبه. الجينوم هو المجموعة الكاملة من المادة الوراثية لكائن حي. في جميع الكائنات الحية تتكون هذه المادة الوراثية من الحمض النووي (DNA). يحتوي DNA للكائن الحي على جينات، وهي مقاطع تنتج وحدات وظيفية. يمكن أن تكون هذه الوحدات الوظيفية بروتينات، مثل الكولاجين. ويمكن أن تكون جزيئات حمض نووي ريبوزي RNA وظيفية — مثل RNA الناقل — تؤدي وظائف مهمة في الخلايا.
باقي DNA الموجود بين الجينات لا ينتج بروتينات. من ثم يسمى هذا DNA بـ DNA غير المشفر. تشمل بعض أمثلة DNA غير المشفر التتابعات المنظمة التي تتحكم في نشاط الجينات، أو بعض التتابعات غير المشفرة مثل السنتروميرات والتيلوميرات التي تؤدي أدوارًا مهمة في تنظيم تركيب DNA في الكروموسومات.
الآن، عندما يريد العلماء الكشف عن جينوم كائن حي، يمكنهم إجراء عملية تحديد التتابع. بواسطة هذه العملية، يحددون ترتيب النيوكليوتيدات كلها في DNA لكائن حي. بهذه الطريقة يعرف العلماء في كل موضع من المواضع في DNA إذا كانت النيوكليوتيدة هي الجوانين، أم السيتوزين، أم الثايمين، أم الأدينين. لكن معرفة تتابع أي قطعة من DNA لا يترتب عليها بالضرورة معرفة العلماء لما تفعله هذا القطعة، أو حتى معرفتهم إذا كانت هذه القطعة مشفرة أو غير مشفرة.
في الواقع يقوم العلماء عادة بالعكس. فمن خلال تتابع الأحماض الأمينية الموجودة في بروتين ما — مثل الكولاجين — يمكنهم تقريبًا استنتاج تتابع DNA للجين الذي يحمل شفرة إنتاج الكولاجين. بعد ذلك يمكنهم البحث عن هذا التتابع في الجينوم. وبهذه الطريقة، يحددون موقع الجين ووظيفته في الجينوم.
حاليًّا تساعد الأدوات المعلوماتية الحيوية القوية العلماء على التنبؤ بصورة أفضل بوظيفة مقاطع DNA. لكن بوجه عام الإجابة عن هذا السؤال هي خطأ. يعد تحديد تتابع الجينوم لكائن حي غير كاف لمعرفة وظيفة أي مقطع من الحمض النووي (DNA) في هذا الكائن الحي.