نسخة الفيديو النصية
افترض أنك تصمم دراسة لقياس زمن الفعل الانعكاسي. يوضح الآتي خطوات عمل ذلك. واحد: يمد شريكك يديه في وضع الالتقاط مع الحفاظ على مسافة بين إبهامه وأصابعه. اثنان: أمسك المسطرة مع مراعاة أن تكون علامة صفر سنتيمتر عند إبهامه. ثلاثة: اترك المسطرة. أربعة: سجل المسافة الموضحة على المسطرة من بداية المسطرة وحتى العلامة التي أمسك شريكك المسطرة عندها. خمسة: استخدم مخطط التحويل لتحويل المسافة إلى زمن الفعل الانعكاسي، بالثانية. ستة: كرر هذه الخطوات في أوقات مختلفة من اليوم. أي من الآتي يصف طريقة لجعل هذه الدراسة أكثر دقة وموثوقية؟ أ: تغيير الشخص الذي يسقط المسطرة في كل مرة. ب: تغيير الشخص الذي يمسك المسطرة في كل مرة. ج: استخدام مسطرة مختلفة في كل مرة حتى يمكن قياس زمن الفعل الانعكاسي بمساطر مختلفة. د: تكرار الدراسة ثلاث مرات، وتحديد الوسيط لزمن الفعل الانعكاسي. هـ: تكرار الدراسة ثلاث مرات، وحساب متوسط زمن الفعل الانعكاسي لكل وقت من اليوم.
يدور هذا السؤال حول قياس زمن الفعل الانعكاسي. لكي نتمكن من فهم ما نقيسه في هذا السؤال؛ ومن ثم نحدد الطريقة الأكثر دقة وموثوقية لإجراء الدراسة، دعونا نبدأ بمراجعة بعض الحقائق الرئيسية عن الأفعال الانعكاسية. لنمح الخيارات في الوقت الحالي لنفسح مكانًا كافيًا للشرح.
الفعل الانعكاسي عبارة عن استجابة لمثير ما تحدث دون الحاجة إلى تفكير واع. المثير هو أي تغير في البيئة المحيطة، مثل زيادة سطوع الضوء. والاستجابة هي التغير الذي يحدث في الجسم كرد فعل تجاه المثير، مثل تضييق حدقة العين. يكمن السبب الرئيسي لحدوث الأفعال الانعكاسية في حماية الجسم من الإصابة. يمكن للجسم أن يصدر ردود فعل تبدو تلقائية تجاه المثيرات التي من المحتمل أن تكون ضارة دون التفكير فيها، وهو ما يوفر علينا وقتًا ثمينًا.
لكن ما آلية عمل الأفعال الانعكاسية؟ القوس الانعكاسي مسار يسلكه السيال العصبي لنقل المعلومات إلى المستجيب؛ أي العضلة أو الغدة التي تقوم بالاستجابة. يتولى اكتشاف المثير؛ أي التغير في البيئة المحيطة، أحد المستقبلات، وهو ما يحفز السيال العصبي. يمر هذا السيال عبر الخلية العصبية الحسية إلى الجهاز العصبي المركزي. يمرر السيال عبر الجهاز العصبي المركزي إلى الخلية العصبية الموصلة، التي بدورها تمرره إلى الخلية العصبية الحركية. وأخيرًا: تحفز الخلية العصبية الحركية المستجيب ليقوم بالاستجابة.
إذا نظرنا إلى التجربة الموضحة في السؤال، فسنجد أن المثير هو إسقاط المسطرة، والمستقبلات خلايا شبكية العين، والاستجابة هي الإمساك بالمسطرة. لذا، كلما كان الفعل الانعكاسي للشخص أسرع، قلت مسافة سقوط المسطرة من يد الممسك. لجعل الدراسة أكثر دقة، نحتاج إلى الالتزام بنفس الطريقة التجريبية قدر الإمكان في كل مرة نحصل فيها على نتائج. لا بد أن يتغير عنصر واحد فقط من عناصر الدراسة في كل مرة. هذا العنصر هو المتغير المستقل، وهو في هذه الحالة الوقت من اليوم. هذا يعني أن الخيارات أ: تغيير الشخص الذي يسقط المسطرة في كل مرة، ب: تغيير الشخص الذي يمسك المسطرة في كل مرة، ج: استخدام مسطرة مختلفة في كل مرة، غير صحيحة.
يتبقى لدينا الخياران د، هـ؛ لذا دعونا نتناول هذين الخيارين بمزيد من التفصيل. الخياران كلاهما ينصان على تكرار الدراسة ولم ينصا على أن أي شيء قد تغير في الطريقة باستثناء الوقت من اليوم. وهذا يعني أنهما سيكونان أكثر دقة من أ، ب، ج. ولكن ماذا عن الموثوقية؟ تشير الموثوقية إلى اتساق النتائج. ومن ثم، كلما تكررت التجربة، زادت موثوقيتها؛ إذ يتيح ذلك رصد النتائج غير المتسقة التي لا تتوافق مع النمط إجمالًا، واستبعادها وإيجاد متوسط لهذه النتائج.
توجد ثلاثة أنواع من مقاييس النزعة المركزية، وهي المتوسط والوسيط والمنوال. وقد ورد ذكر اثنين منها في السؤال، فأيهما استخدامه أفضل للتأكد من موثوقية النتائج؟ الوسيط هو مركز مجموعة من البيانات. إذا كتبنا جميع النتائج بالترتيب، فسيكون الوسيط هو العدد الأوسط. أما المتوسط، فيحسب بجمع كل النتائج وقسمتها على عدد هذه النتائج. وعلى عكس المتوسط، لا يعتمد الوسيط على جميع النتائج؛ ومن ثم فإن المتوسط يعطينا صورة أكثر موثوقية عن النتيجة التي حصل عليها هذا الشخص. إذن، الإجابة الصحيحة هي هـ. أفضل طريقة لجعل هذه الدراسة أكثر دقة وموثوقية هي تكرار الدراسة ثلاث مرات، وحساب متوسط زمن الفعل الانعكاسي لكل وقت من اليوم.