نسخة الفيديو النصية
في هذا الفيديو، سوف نتعرف على دورة الطمث وكيف تتحكم فيها هرمونات مختلفة، ثم سنحاول حل سؤال تدريبي، وأخيرًا سوف نراجع ما تعلمناه. لذا لنفعل ما تفعله البويضة أثناء التبويض ونبدأ العمل بنشاط. الهدف من الجهاز التناسلي هو تمكيننا من التكاثر وزيادة عدد أفراد نوعنا. يوضح هذا الشكل مقطعًا عرضيًّا للجهاز التناسلي الأنثوي. ويتضمن المهبل وأجزاءه الخارجية، وعنق الرحم وهو فتحة تصل بين المهبل والرحم، والرحم الذي يتميز بجدار عضلي سميك، وقناتي فالوب اللتين تربطان المبيضين بالرحم، والمبيضين اللذين ينتجان الجاميت الأنثوي، أي البويضة.
داخل كل مبيض توجد حويصلات، وتحتوي كل حويصلة على بويضة غير ناضجة. ومرة كل شهر تقريبًا، يفرز أحد المبيضين بويضة ناضجة، استعدادًا لاحتمال حدوث حمل. تنتقل هذه البويضة عبر قناة فالوب، وإذا خصبت بحيوان منوي، فإنها تبدأ في النمو إلى جنين. واستعدادًا لاحتمال حدوث حمل، تصبح بطانة الرحم سميكة وغنية بالأوعية الدموية. وإن لم تخصب البويضة خلال مدة تتراوح بين 24 و48 ساعة من إطلاقها، تبدأ في التهدم. وتتهدم أيضًا بطانة الرحم، التي أصبحت غير ضرورية، وتخرج من الجسم عبر المهبل في عملية تسمى الطمث. ثم تبدأ هذه الدورة من جديد. العملية التي وصفناها للتو تخضع لتحكم هرمونات تفرزها غدد صماء؛ تحديدًا المبيضان، اللذان يعملان ضمن الجهاز التناسلي وجهاز الغدد الصماء معًا، والغدة النخامية؛ التي تقع داخل الدماغ.
لعلك تذكر أن الهرمونات هي نواقل كيميائية تفرزها الغدد وينقلها مجرى الدم إلى الخلايا أو الأعضاء المستهدفة التي تؤثر عليها. عندما نتحدث عن دورة الطمث، فإننا نركز بشكل أساسي على نشاط أربعة هرمونات: الإستروجين والبروجسترون؛ ويفرزهما المبيضان، والهرمون المنشط للحويصلة (FSH) والهرمون المنشط للجسم الأصفر (LH)؛ وتفرزهما الغدة النخامية. تؤثر هذه الهرمونات بالأساس على الجهاز التناسلي، ولكن نظرًا إلى أن الدم هو الذي ينقلها، فقد تؤثر على أجزاء أخرى من الجسم أيضًا. الهرمونات قادرة أيضًا على التأثير على غدد أخرى. فنقول إن الهرمون يحفز الغدة إذا تسبب في إفراز المزيد من الهرمونات. توجد كلمة أخرى للتحفيز، وهي التنشيط. ونقول إن الهرمون يثبط الغدة إذا تسبب في إفراز كمية أقل من الهرمونات.
يسبب الإستروجين زيادة سمك بطانة الرحم. كما أنه يثبط إفراز الهرمون المنشط للحويصلة ويحفز إفراز الهرمون المنشط للجسم الأصفر. أما البروجسترون فهو مسؤول عن الحفاظ على بطانة الرحم. كما يثبط إفراز الهرمون المنشط للحويصلة، وأيضًا الهرمون المنشط للجسم الأصفر. يعمل الهرمون المنشط للحويصلة على تحفيز الحويصلات الموجودة في المبيضين، وهو ما يؤدي إلى نضج البويضات غير الناضجة. كما يعمل الهرمون المنشط للحويصلة على تحفيز المبيضين لإفراز الإستروجين. أما الهرمون المنشط للجسم الأصفر فيحفز المبيض لإطلاق بويضة إلى قناة فالوب، وهي العملية التي تعرف أيضًا باسم التبويض. بعد أن أصبحنا على دراية بدورة الطمث، وعمل الهرمونات التي تتحكم فيها، لنلق نظرة فاحصة على ما يحدث بالفعل داخل الجهاز التناسلي الأنثوي.
تصف دورة الطمث ما يحدث داخل الجهاز التناسلي الأنثوي استعدادًا لاحتمال حدوث حمل، وهي تحدث مرة كل شهر تقريبًا إذا لم يحدث حمل. ومدة دورة الطمث النموذجية 28 يومًا، رغم أنها قد تتباين إلى حد كبير. يحدد اليوم الأول بأول أيام الطمث، الذي يعرف أيضًا باسم فترة الحيض. تسقط بطانة الرحم عبر المهبل، في عملية نشير إليها في الغالب بالنزيف. ترتفع مستويات الهرمون المنشط للحويصلة ببطء. وتنمو الحويصلات التي تحتوي على البويضات غير الناضجة داخل المبيضين. تقل مستويات الإستروجين، وهو ما قد يسبب إحساسًا بنقص الطاقة واضطراب الحالة المزاجية. كما أن الانقباضات التي تحدث داخل الرحم عند تهدم بطانته قد تسبب تقلصات مؤلمة.
يزداد سمك بطانة الرحم مجددًا من اليوم السادس إلى اليوم التاسع. ويحدث هذا بسبب ارتفاع مستويات الإستروجين، وهو ما يسبب أيضًا زيادة الطاقة وتحسن الحالة المزاجية. كما يصل الهرمون المنشط للحويصلة إلى أعلى مستوياته، ما يحفز نضج الحويصلة. وخلال الفترة بين اليوم العاشر واليوم الـ 13، يستعد الجهاز التناسلي الأنثوي للتبويض. حيث ترتفع مستويات هرمون الإستروجين بسرعة؛ الأمر الذي يزيد من سمك بطانة الرحم ويحسن الحالة البدنية والعاطفية. كما يؤدي ارتفاع مستويات الإستروجين إلى تثبيط إفراز الهرمون المنشط للحويصلة بواسطة الغدة النخامية، وهكذا تبدأ مستويات الهرمون المنشط للحويصلة في الانخفاض. ويحدث التبويض في منتصف دورة الطمث تقريبًا، ويظهر هنا في اليوم الـ 14.
في ذلك الوقت، تصل مستويات الإستروجين إلى ذروتها، ثم تنخفض بشدة، ما يتسبب في حدوث أمرين. يسبب الانخفاض الحاد في مستويات الإستروجين ارتفاع مستوى الهرمون المنشط للحويصلة مرة أخيرة. في الوقت نفسه، يتسبب وصول مستويات الإستروجين إلى ذروتها في ارتفاع مستوى الهرمون المنشط للجسم الأصفر ارتفاعًا حادًّا. وهذا التسلسل في الأحداث الهرمونية يسبب إطلاق بويضة واحدة من أحد المبيضين ودخولها إلى قناة فالوب. ونشير إلى ذلك بعملية التبويض. في حالة إخصاب البويضة بحيوان منوي خلال اليوم الـ 15 وحتى الـ 23، فإنها تلتصق بجدار الرحم السميك وتبدأ في النمو إلى جنين. عند هذا الحد، تتوقف دورة الطمث ويبدأ الحمل. لذا، سوف نفترض أن هذا لم يحدث.
يستمر إفراز الإستروجين بكميات متوسطة مجددًا، وهو ما يجعل بطانة الرحم تستمر في النمو. بعد التبويض، يفرز البروجسترون أيضًا بواسطة المبيضين بكميات متوسطة. ويعمل البروجسترون على الحفاظ على بطانة الرحم. وقد يتسبب أيضًا في جعل البشرة دهنية والشعور بالانتفاخ. خلال هذا الوقت، تبقي مستويات الإستروجين والبروجسترون العالية مستويات الهرمون المنشط للحويصلة والهرمون المنشط للجسم الأصفر منخفضة. بعد ذلك، ونظرًا لعدم التصاق البويضة بجدار الرحم، يبدأ الجسم الاستعداد لدورة طمث جديدة. فتنخفض مستويات الإستروجين بشكل مفاجئ، وهو ما يسبب ارتفاع مستويات الهرمون المنشط للحويصلة مجددًا. كما تنخفض أيضًا مستويات البروجسترون، وهو ما يسبب تهدم بطانة الرحم.
يسبب الانخفاض المفاجئ في مستويات الهرمونين شعورًا بالقلق والضيق والاكتئاب لدى بعض السيدات. ويسمى ذلك بمتلازمة ما قبل الطمث، نظرًا لحدوثها في الأيام التي تسبق بدء دورة طمث جديدة. وهذا يعيدنا إلى اليوم الأول، أي اليوم الأول من الطمث، وتبدأ الدورة من جديد مرة أخرى.
قبل أن ننتقل إلى أسئلتنا التدريبية، لنستعرض سريعًا هذا التمثيل البياني للتأثيرات الهرمونية الشائعة خلال دورة الطمث. ولنبدأ هنا من بطانة الرحم. كما قلنا من قبل، تبدأ دورة الطمث بسقوط بطانة الرحم. ويظهر الخط في التمثيل البياني التغير الذي يطرأ على سمك بطانة الرحم. يعاد بناء بطانة الرحم منذ نهاية الطمث حتى بدايتها من جديد. في بداية الطمث، يكون الإستروجين عند أدنى مستوياته ويرتفع تدريجيًّا. ومع بداية التبويض، يرتفع مستوى الإستروجين بسرعة، ويصل إلى ذروته، ثم ينخفض. بعد التبويض، يرتفع الإستروجين ثانية، ما يزيد سمك بطانة الرحم، ثم ينخفض بشكل مفاجئ استعدادًا لدورة طمث جديدة.
تظل مستويات البروجسترون منخفضة حتى يحدث التبويض، ثم ترتفع بعد ذلك مستويات البروجسترون لتصل إلى ذروتها كي تحافظ على بطانة الرحم، ثم تنخفض بشكل مفاجئ كي تسمح ببدء الطمث. يرتفع مستوى الهرمون المنشط للحويصلة ببطء على مدار فترة الطمث، وهذا يسبب الارتفاع الذي نلاحظه في مستويات الإستروجين. لكن مع ارتفاع مستويات الإستروجين، يبدأ في تثبيط إفراز الهرمون المنشط للحويصلة، الذي ينخفض في النهاية. ثم نلاحظ ارتفاعًا في مستوى الهرمون المنشط للحويصلة خلال التبويض عندما تنخفض مستويات الإستروجين. وهذا الارتفاع يسبب ارتفاع مستويات الإستروجين مجددًا، ويبقي مزيج الإستروجين والبروجسترون مستوى الهرمون المنشط للحويصلة منخفضًا حتى بدء دورة الطمث التالية. تكون مستويات الهرمون المنشط للجسم الأصفر منخفضة للغاية على مدار دورة الطمث بأكملها، باستثناء هذا الارتفاع الذي نراه، والذي يحفز التبويض. وهذا الارتفاع في حد ذاته يسببه ارتفاع مستويات الإستروجين إلى ذروتها.
الآن، صرنا مستعدين لحل سؤال تدريبي.
أكمل الجدول لوصف الأحداث الرئيسية التي تقع في دورة طمث نموذجية مدتها 28 يومًا.
للإجابة عن هذا السؤال، سوف نتذكر أولًا الأحداث التي تقع خلال دورة الطمث النموذجية. وبعد ذلك سنستخدم هذه المعلومات كي نكمل الجدول المعطى. دورة الطمث هي سلسلة من الأحداث التي تحدث داخل الجهاز التناسلي الأنثوي مرة كل 28 يومًا تقريبًا، استعدادًا لاحتمال حدوث حمل. يوضح الشكل رسمًا مبسطًا للجهاز التناسلي الأنثوي. ويتضمن المهبل، وأجزاءه الخارجية، والرحم، وعنق الرحم وهو فتحة تصل بين المهبل والرحم، والمبيضين اللذين ينتجان الجاميت الأنثوي وهو البويضة، وقناتي فالوب اللتين تربطان المبيضين بالرحم.
تطلق بويضة من المبيض عبر قناة فالوب مرة كل شهر تقريبًا. أثناء حدوث ذلك، تتكون بطانة غنية بالأوعية الدموية داخل الرحم. إذا خصبت البويضة بواسطة حيوان منوي، فسوف تنغرس في هذه البطانة ويبدأ الحمل. وإذا لم يحدث هذا، فستتهدم البويضة. كما تتهدم أيضًا بطانة الرحم، التي أصبحت غير ضرورية، وتخرج عبر المهبل في عملية تعرف بالطمث. بعد ذلك تبدأ دورة الطمث من جديد. هذا ما نسميه دورة الطمث، وهي تستغرق عادة حوالي 28 يومًا.
اليوم الأول من دورة الطمث هو أول الأيام التي يحدث فيها الطمث أو خروج بطانة الرحم عبر المهبل. يستمر الطمث حوالي خمسة أيام، وتعرف هذه العملية عادة بفترة الحيض. في الأيام التالية لحدوث الطمث، يزداد سمك بطانة الرحم من جديد استعدادًا لاحتمال حدوث حمل. في منتصف دورة الطمث تقريبًا، يحدث التبويض وتطلق البويضة من المبيض إلى قناة فالوب. بعد حدوث التبويض، يحتفظ الرحم ببطانته. وإذا خصبت البويضة، فإنها تنغرس في بطانة الرحم خلال هذا الوقت. وإن لم يحدث إخصاب، تتهدم بطانة الرحم خلال فترة الطمث وتبدأ الدورة مرة أخرى.
هكذا، صرنا مستعدين لإكمال جدولنا. الحدث الذي يقع في بداية دورة الطمث هو الحيض. والحدث الذي يقع في منتصف الدورة، في اليوم الـ 14 تقريبًا، هو التبويض. وما بين الطمث والتبويض، يزداد سمك بطانة الرحم.
لنلخص الدرس باستعراض سريع لما تعلمناه. في هذا الفيديو، تعلمنا الأحداث الرئيسية لدورة الطمث، والتي تتضمن الطمث والتبويض. كما تعرفنا أيضًا على الهرمونات المختلفة التي تؤثر على دورة الطمث، وعلى آثارها وتفاعلاتها فيما بينها.