نسخة الفيديو النصية
في هذا الفيديو، سوف نتعرف على الأنواع الأربعة الرئيسية من الأنسجة في الحيوانات. وسنتعرف على وظائفها وكيف تدعم تراكيب تلك الأنسجة وظائفها. سنلقي نظرة على أمثلة من الأنسجة العضلية، والعصبية، والطلائية، والضامة، وكيف تتحد الأنسجة المختلفة معًا لتكوين عضو وظيفي.
النسيج هو مجموعة من الخلايا تعمل معًا لأداء وظيفة محددة. توجد أربعة أنواع رئيسية من الأنسجة في الحيوانات المعقدة والمتعددة الخلايا، مثل البشر. وهي: النسيج الطلائي، والنسيج العضلي، والنسيج العصبي، والنسيج الضام. يحتوي جسم الإنسان على ما يقرب من 11 جهازًا، ويحتوي كل جهاز على عدة أعضاء. وعادة ما يتكون كل عضو على الأقل من ثلاثة أنواع من هذه الأنسجة.
يتحدد كل نوع من أنواع الأنسجة الأربعة الرئيسية من خلال وظيفته. الوظيفة الأساسية للنسيج العضلي هي الحركة. لذلك من المرجح أن يحتوي أي جزء من الجسم قادر على الحركة أو تغيير شكله على بعض الأنسجة العضلية المرتبطة به. قد تكون على دراية بأن العضلات الهيكلية تتحكم في حركة الجسم. ويمكننا إيجاد بعض الأمثلة المهمة الأخرى لوظائف الأنسجة العضلية داخل القلب، الذي ينقبض وينبسط بشكل إيقاعي لضخ الدم.
تتحرك أعضاء القناة الهضمية وتخلط الطعام. وتتحكم العضلات الصغيرة داخل العين في حجم حدقة العين وسمك العدسة. كما أن العضلات الموجودة داخل الأوعية الدموية تسمح لها بتغيير قطرها، وذلك لضبط معدل تدفق الدم وضغط الدم في أجزاء الجسم المختلفة.
الوظيفة الرئيسية للأنسجة العصبية هي التواصل. يسمح النسيج العصبي بالتواصل بين أجزاء الجسم، وبين الجسم والعالم الخارجي. وهو يتيح لنا الإحساس بمحيطنا والتفاعل مع التغيرات. النسيج العصبي هو النسيج الأساسي في الجهاز العصبي. ويمكن تقسيم النسيج العصبي في الدماغ والحبل الشوكي إلى مادة رمادية ومادة بيضاء. تلائم المادة الرمادية وظيفة معالجة المعلومات، وتلائم المادة البيضاء وظيفة نقل المعلومات. توجد أنسجة عصبية في كل أعضاء أجسامنا تقريبًا. وهذا يسمح للجهاز العصبي بمراقبة حالتها، وكذلك التحكم في نشاطها.
سمي النسيج الضام بهذا الاسم لأنه يوجد بين أنواع أخرى من الأنسجة في كل مكان في الجسم تقريبًا. تتمثل وظائف النسيج الضام في توصيل التراكيب الأخرى، وتثبيتها، ودعمها، وحمايتها، وربطها. بعض الأمثلة على النسيج الضام تتضمن الأوتار التي تربط العضلات بالعظام، والأربطة التي تربط العظام بعظام أخرى. كما تعد أنسجة العظام نفسها نوعًا من الأنسجة الضامة التي تدعم تراكيب الجسم، وكذلك الغضاريف، التي تبطن مفاصلنا. ومن الأمثلة الأخرى على الأنسجة الضامة الأنسجة الدهنية والدم.
النسيج الطلائي هو نسيج مبطن. فهو يحمي الأسطح الداخلية والخارجية لأعضائنا وأجسامنا. كما يؤدي وظيفتي الامتصاص والإفراز. يشكل النسيج الطلائي الطبقة الخارجية من الجلد. وهو يبطن الأمعاء الدقيقة، حيث يمتص المغذيات. ويبطن الممرات الهوائية، حيث يفرز المخاط. وتستبدل الخلايا الطلائية بصفة متكررة لأنها تبلى أو تنكشط.
في علم الأحياء، نعلم أن التركيب والوظيفة يرتبطان دائمًا ارتباطًا مباشرًا. تتكون الأنسجة من خلايا. لذا فإن أنواع الخلايا الموجودة في هذا النسيج تحدد الوظيفة التي يمكن أن يؤديها هذا النسيج. النسيج العضلي ملائم لأداء وظيفة الحركة. وهو يحتوي على خلايا عضلية. حيث تمتلئ الخلايا العضلية ببروتينات خاصة وتراكيب أخرى تسمح لها بالانقباض. والنسيج العصبي ملائم لأداء وظيفة التواصل. فهو يحتوي على خلايا تواصل خاصة تسمى الخلايا العصبية. والخلايا العصبية مصممة لنقل الإشارات ومعالجة المعلومات.
تبطن الأنسجة الطلائية تراكيب مختلفة وتغطيها. لذلك تشكل الخلايا الطلائية طبقة متماسكة واحدة أو أكثر. وهي مهيأة بحيث يسهل استبدالها نسبيًّا. للنسيج الضام وظائف مختلفة مثل الربط والدعم والحماية. وهو يؤدي العديد من الوظائف المختلفة. لذلك يتخذ أشكالًا مختلفة، ولكل شكل أنواع مختلفة من الخلايا. يتكون النسيج الضام دائمًا من خلايا حية معلقة في وسط غير حي.
فيما يلي، سنلقي نظرة فاحصة على تراكيب كل نوع من أنواع هذه الأنسجة وبعض الأمثلة. توجد ثلاثة أنواع من الأنسجة العضلية. وهي الأنسجة العضلية الهيكلية، والقلبية، والملساء. ترتبط الأنسجة العضلية الهيكلية بعظام الهيكل العظمي. وتتحكم في حركات الجسم الإرادية. تحت المجهر، تظهر العضلات الهيكلية على هيئة ألياف طويلة متصلة ومخططة. توجد العضلات القلبية في القلب فقط، وهي تتيح للقلب أن ينبض بشكل مستمر وتلقائي. تحت المجهر، تظهر العضلات القلبية على هيئة ألياف متشعبة، ومخططة أيضًا.
تحيط العضلات الملساء بالأعضاء الداخلية. وهي تسمح لها بالانقباض والانبساط وتغيير شكلها. تتكون العضلات الملساء من خلايا عضلية مغزلية الشكل. وقد سميت بالملساء لكونها غير مخططة.
تحتوي الأنسجة العصبية على خلايا عصبية متخصصة في التواصل، بالإضافة إلى أنواع مختلفة من الخلايا الداعمة. حيث توجد خلايا غرائية تؤدي وظائف مثل توفير المغذيات للخلايا العصبية. كما توجد خلايا تسمى الخلايا الغرائية قليلة التغصن، وهي توفر غلاف الميالين للخلايا العصبية داخل الجهاز العصبي المركزي. الخلايا الغرائية قليلة التغصن هي نوع آخر من الخلايا الغرائية أو الداعمة. توفر خلايا شوان غلاف الميالين للخلايا العصبية الموجودة خارج الجهاز العصبي المركزي. وتعمل هذه الأنواع المختلفة من الخلايا معًا لكي تسمح للأنسجة العصبية بأداء وظيفتها.
يصنف النسيج الطلائي حسب عدد الطبقات التي يحتوي عليها وشكل الخلايا الموجودة في الطبقة الخارجية. ويتكون تركيب النسيج الطلائي من خلايا متصلة بغشاء قاعدي يوجد أسفله نسيج ضام. يسمى النسيج الطلائي الذي يحتوي على طبقة واحدة فقط من الخلايا النسيج الطلائي البسيط. أما النسيج الطلائي ذو الطبقات المتعددة من الخلايا فيسمى النسيج الطلائي الطبقي.
إذا كانت الخلايا الموجودة في الطبقة الخارجية للنسيج الطلائي مربعة الشكل تقريبًا، يشار إليه بالنسيج الطلائي المكعبي. ويدمج الوصفين في اسم النسيج. فإذا وجدت طبقة واحدة من الخلايا، يشار إليه بالنسيج الطلائي المكعبي البسيط. لكن إذا وجدت طبقات متعددة من الخلايا، يشار إليه بالنسيج الطلائي المكعبي الطبقي.
إذا كانت خلايا الطبقة الخارجية مستطيلة الشكل، فإننا نشير إليها بالعمادية. وإذا كانت الخلايا في الطبقة العليا مفلطحة، فإننا نشير إليها بالحرشفية. وبناء على الوظيفة والموقع، قد تحتوي بعض الأنسجة الطلائية على خلايا ذات سمات خاصة. ومن الأمثلة على ذلك الخملات الدقيقة، التي تساعد على الامتصاص. كما تحتوي بعض الخلايا الطلائية على أهداب تتحرك في حركة كاسحة، وتدفع المواد من مكان إلى آخر. وثمة نوع آخر، وهو الخلايا الكأسية، التي تفرز مواد مثل المخاط.
الأنسجة الضامة هي أكثر أنواع الأنسجة تنوعًا، وهي تؤدي عددًا من الوظائف المختلفة. تنقسم الأنسجة الضامة عادة إلى فئتين حسب النوع: الأنسجة الضامة الأولية والأنسجة الضامة المتخصصة. يوجد نوعان مختلفان من الأنسجة الضامة: الرخوة والكثيفة. ويتكون كلاهما من خلايا وألياف محاطة بما يسمى مادة الأساس. ومن أمثلة الأنسجة الضامة الرخوة الأنسجة الدهنية وما يسمى بالنسيج الضام الهللي. تحتوي الأنسجة الضامة الرخوة على ألياف أقل وكمية أكبر من مادة الأساس المزلقة. ومن ثم فهي تعمل على تبطين وتزليق الأسطح بين الأعضاء المختلفة. ومن أمثلة الأنسجة الضامة الكثيفة الأوتار والأربطة.
تحتوي الأنسجة الضامة الكثيفة على ألياف أكثر، وكمية أقل من مادة الأساس، مقارنة بالأنسجة الضامة الرخوة. تتكون الأنسجة الضامة المتخصصة من خلايا حية معلقة في وسط غير حي. ومن الأمثلة على ذلك: الغضاريف، والعظام، والدم، وكلها تحتوي على خلايا متخصصة معلقة في وسط غير حي قد يحتوي أو لا يحتوي على ألياف.
لنلق نظرة على بعض الأعضاء وكيف تتكون من أنسجة مختلفة.
لدينا هنا رسم توضيحي لمقطع من الجلد. رسمنا النسيج العضلي باللون الأحمر، والنسيج الضام باللون الأصفر، والنسيج الطلائي باللون الوردي، والنسيج العصبي باللون الأزرق. ويمكننا أن نرى أن هذا العضو المعقد يتكون من جميع هذه الأنواع الأربعة من الأنسجة. تشكل الأنسجة الطلائية البشرة وتبطن الغدد العرقية. الأدمة وطبقة تحت الأدمة كلاهما نوعان من الأنسجة الضامة. والجلد ممتلئ بالأعصاب الحسية، التي تتكون من أنسجة عصبية، كما يحتوي على عضلات متخصصة تتكون من أنسجة عضلية. اخترنا اللون الأحمر لتوضيح الأوعية الدموية، على الرغم من أنها أعضاء معقدة في حد ذاتها، حيث تتكون من جميع أنواع الأنسجة الأربعة.
لنلق نظرة على مثال آخر. يمثل هذا الشكل مقطعًا من الأمعاء الدقيقة. يمكننا أن نرى أنه يتكون من عدة طبقات من الأنسجة العضلية والأنسجة الضامة. الأمعاء الدقيقة مبطنة من الداخل والخارج بنسيج طلائي، وتحتوي على شبكة من الأنسجة العصبية لمراقبة نشاطها وتنظيمه.
دعونا نتوقف لحظة لكي نختتم الدرس بمراجعة ما تعلمناه. في هذا الفيديو، تعرفنا على الأنواع الأربعة الرئيسية للأنسجة الحيوانية. وهي الأنسجة العضلية والأنسجة العصبية والأنسجة الطلائية والأنسجة الضامة. وتعرفنا على تركيبها ووظائفها وأمثلة عليها. ثم تعلمنا كيف يتحد العديد من الأنسجة معًا لتكوين عضو واحد.