نسخة الفيديو النصية
أي من الآتي يصف الوظيفة الأساسية للهرمونات التي تنتمي إلى مجموعة الهرمونات القشرية السكرية؟ تنظيم نمو الأعضاء والصفات الجنسية. زيادة نشاط الجهاز المناعي، وحث الاستجابة بالالتهاب. الاستجابة لإشارات الجهاز العصبي السمبثاوي، وخفض معدل ضربات القلب. تنظيم عملية أيض الجلوكوز في الجسم للحفاظ على التركيز الطبيعي للجلوكوز في الدم.
دعونا نمسح هذه الخيارات من على الشاشة، ونتعمق في العالم المثير للهرمونات القشرية السكرية. لعلك تتذكر أن الهرمونات نواقل كيميائية تنتقل في أنحاء جسم الكائن الحي، ويكون ذلك عادة في الدم، للحفاظ على الاتزان الداخلي وتنظيم السلوك. في أعلى الكليتين، يوجد غدتان تسميان الغدتين الكظريتين. ونظرًا لموضعهما، فإنهما تشبهان قبعتين صغيرتين بعض الشيء. تنتج الغدتان الكظريتان العديد من الهرمونات المختلفة، منها مجموعة معينة تسمى الهرمونات القشرية السكرية.
يبدو مصطلح «القشرية السكرية» معقدًا للغاية. ولكن عندما نفهم مقطعيه، فإنه يعطينا بعض المعلومات المفيدة عن طبيعة هذه الهرمونات ووظيفتها. مقطع «السكرية» يشير إلى سكر الدم أو الجلوكوز، وهو ما يخبرنا بأن وظيفة هذه الهرمونات تتعلق بالجلوكوز. أما مقطع «القشرية»، فيدل على أن هذه الهرمونات تفرز من قشرة الغدتين الكظريتين. وكما نعلم، هذه الهرمونات هرمونات ستيرويدية. لكن لا داعي لمعرفة كل ذلك لحل هذا السؤال. سبق أن أوضحنا أن وظيفة الهرمونات القشرية السكرية تتعلق بالجلوكوز، وما تفعله في الواقع هو المساعدة على تنظيم مستويات الجلوكوز في الدم. يعد الكورتيزول أهم مثال على الهرمونات القشرية السكرية في جسم الإنسان؛ فهو ضروري للحياة.
عندما يكون الجسم مجهدًا، فإنه يحتاج إلى طاقة أكبر للتعامل مع هذا الوضع. هذا يتسبب في انخفاض مستوى الجلوكوز في الدم؛ لأن الجلوكوز هو المصدر الرئيسي للطاقة. وإذا انخفض مستواه ليصبح أقل من المستويات الطبيعية، يفرز الكورتيزول في الدم من قشرة الغدتين الكظريتين. وينتقل بعد ذلك إلى الخلايا المستهدفة، مثل الخلايا الدهنية والخلايا العضلية، ويغير عملية الأيض الخاصة بها، متسببًا في تكسير الدهون والبروتينات إلى نواتج الأيض. وتنتقل نواتج الأيض هذه إلى الدم حيث تنتقل خلال أجزاء الجسم، وتمتصها خلايا الكبد على وجه التحديد.
وهنا تتحول نواتج الأيض إلى جلوكوز يفرز بعد ذلك في الدم. هذه العملية تسمى تكون الجلوكوز، وهي تساعد في رفع تركيز الجلوكوز في الدم مرة أخرى إلى مستوياته الطبيعية. وهذا مهم لأنه إذا لم توجد نسبة كافية من الجلوكوز في مجرى الدم، فلن تكون الخلايا قادرة على تكسيره لإنتاج طاقة في عملية التنفس الخلوي. للكورتيزول وظائف كثيرة أخرى. على سبيل المثال، فهو يقلل من الاستجابات بالالتهاب، ويحافظ على ضغط الدم، وينظم دورة النوم أيضًا.
والآن، دعونا نعد إلى خيارات الإجابة ونحدد الخيار الصحيح. الخيار الأول هو تنظيم نمو الأعضاء والصفات الجنسية. تطلق قشرة الغدة الكظرية كميات صغيرة من الهرمونات الجنسية، مثل الأندروجينات والإستروجينات، وهي المسئولة عن ذلك. لكن الهرمونات القشرية السكرية لا علاقة لها بهذا؛ إذن هذه العبارة غير صحيحة. الخيار الثاني هو زيادة نشاط الجهاز المناعي، وحث الاستجابة بالالتهاب. في الواقع، للهرمونات القشرية السكرية دور معاكس لهذا. فهي تقلل من الالتهاب، ومن ثم هذه العبارة غير صحيحة أيضًا.
الخيار التالي هو الاستجابة لإشارات الجهاز العصبي السمبثاوي، وخفض معدل ضربات القلب. في الواقع، تتسبب إشارات الجهاز العصبي السمبثاوي في إفراز الأدرينالين والنورأدرينالين، وهو ما يؤدي إلى زيادة معدل ضربات القلب. ومجددًا، الهرمونات القشرية السكرية لا علاقة لها بذلك؛ ومن ثم فهذه العبارة غير صحيحة أيضًا. الخيار الرابع هو تنظيم عملية أيض الجلوكوز في الجسم للحفاظ على التركيز الطبيعي للجلوكوز في الدم. كما قلنا، تعمل الهرمونات القشرية السكرية، مثل الكورتيزول، على إعادة مستويات الجلوكوز في الدم إلى التركيز الطبيعي إذا كانت منخفضة جدًّا. ومن ثم، فهذه العبارة صحيحة.
بذلك نكون قد توصلنا إلى أن الوظيفة الأساسية للهرمونات التي تنتمي إلى مجموعة الهرمونات القشرية السكرية هي تنظيم عملية أيض الجلوكوز في الجسم للحفاظ على التركيز الطبيعي للجلوكوز في الدم.