نسخة الفيديو النصية
في هذا الفيديو، سوف نتعرف على الجهاز الليمفاوي والأدوار المختلفة التي يؤديها في الجسم. كما سنتعرف على المكونات المختلفة للجهاز الليمفاوي وأهميتها.
تحتوي أجسامنا على العديد من الأجهزة المختلفة التي تجري جميع عملياتنا الحيوية: الجهاز الهضمي الذي يكسر الطعام، والجهاز التنفسي الذي يمدنا بالطاقة، والجهاز الدوري الذي يمد أعضاءنا بالأكسجين والمغذيات، والجهاز العصبي الذي يتحكم في استجاباتنا للمثيرات، والجهاز المناعي الذي يحافظ على صحتنا ويقينا من العدوى. لكن هذه الأجهزة لا تعمل وحدها. فجميعها مترابطة ويعتمد بعضها على بعض، وتعمل معًا لضمان سير جميع عملياتنا الحيوية بسلاسة.
في هذا الفيديو، سوف نتعرف على الجهاز الليمفاوي الذي يلعب دورًا مهمًّا في كل من الجهاز الدوري والجهاز المناعي. لنبدأ بإلقاء نظرة على كيفية عمل الجهاز الليمفاوي والجهاز الدوري معًا في الجسم.
كما نعلم، يتكون الجهاز الدوري من القلب، الذي يعمل بمثابة مضخة مركزية، إلى جانب شبكة من الأوعية الدموية. يضخ القلب الدم في أوعية تسمى الشرايين، والتي تحمل الدم من القلب إلى أعضاء الجسم الأخرى. في أنسجة هذه الأعضاء، تتفرع الشرايين إلى أوعية دموية أصغر فأصغر. تسمى أصغر هذه الأوعية الشعيرات الدموية، وتتفرع لتحيط بخلايا الأعضاء. وهذا يشكل شبكة شعيرات دموية، كما هو موضح هنا.
لنكبر مقطعًا واحدًا من شبكة الشعيرات الدموية لنرى ما يحدث. في شبكة الشعيرات الدموية، يتسرب بعض السائل من الشعيرات الدموية، وهو ما يملأ الفراغات بين خلايا الأعضاء. تسمى هذه الفراغات بالفراغات البينية. والسائل الذي يملأ الفراغات البينية، الذي يعرف الآن بالسائل البيني، غني بالأكسجين والمغذيات التي تحتاجها خلايا الجسم. تمتص الخلايا هذه الجزيئات الأساسية من السائل البيني ثم تخرج فضلاتها مرة أخرى في السائل البيني. ثم يعاد امتصاص معظم السائل البيني في الشعيرات الدموية. ثم تندمج الشعيرات الدموية مكونة أوعية أكبر، وتصب في النهاية في الأوردة التي تحمل الدم من الأعضاء وتعود إلى القلب.
ومع ذلك، لا يعاد امتصاص السائل البيني بأكمله. حيث تبقى كمية قليلة من هذا السائل في الفراغات البينية في أنسجة الجسم. إذن ماذا يحدث لهذا السائل المتبقي؟ هنا يأتي دور الجهاز الليمفاوي. كما هي الحال في الجهاز الدوري، يحتوي الجهاز الليمفاوي على أوعية ليمفاوية صغيرة تسمى الشعيرات الليمفاوية. هذه الشعيرات الليمفاوية لها تركيب مشابه للأوردة. وهي تمتص السائل من الفراغات البينية، وتعيده في النهاية إلى الجهاز الدوري. وبمجرد أن يمتص السائل البيني في الشعيرات الليمفاوية، يشار إليه باسم الليمف.
يأتي السائل الذي يتكون منه السائل البيني في الأصل من أوعية دموية صغيرة تسمى الشرايين الصغيرة، والتي تتفرع إلى أوعية دموية أصغر تسمى الشعيرات الدموية. تتدفق بعض بلازما الدم من الشعيرات الدموية إلى الفراغات البينية لتكوين السائل البيني. ويمكن بعد ذلك امتصاص المغذيات من السائل البيني في خلايا أنسجة الجسم لاستخدامها عند الحاجة. يمكن أن تنتقل فضلات الخلية بعد ذلك إلى السائل البيني، ثم إلى الشعيرات الدموية، ثم إلى الأوعية الدموية الصغيرة التي تسمى الأوردة الصغيرة، ثم إلى القلب في النهاية.
مثلما يأتي الليمف من السائل البيني، فإنه يأتي أيضًا من بلازما الدم، والتي يمثل الماء 90 بالمائة منها. كما أنه يحمل بروتينات، ودهونًا، وأملاحًا، وخلايا دم بيضاء.
لنلق نظرة على المكان الذي ينتقل إليه الليمف بمجرد أن يجمع في الشعيرات الليمفاوية. بمجرد أن تجمع الشعيرات الليمفاوية السوائل الزائدة، تندمج هذه الأوعية الصغيرة مكونة أوعية ليمفاوية أكبر وأكبر. هذه الأوعية الليمفاوية لها تراكيب شبيهة بالسديلة تسمى الصمامات، وهي تضمن أن يتدفق السائل في اتجاه واحد فقط، بعيدًا عن شبكات الشعيرات الدموية. تمرر الأوعية الليمفاوية الليمف عبر الأعضاء الليمفاوية الأخرى، مثل العقد الليمفاوية، والتي سنناقشها بمزيد من التفصيل لاحقًا في الفيديو.
في النهاية، تؤدي الأوعية الليمفاوية الأكبر إلى قناتين ليمفاويتين رئيسيتين تعرفان بالقناتين المجمعتين. إحدى هاتين القناتين، وهي القناة الصدرية، موضحة في هذا الشكل. تفرغ هاتان القناتان الليمفاويتان الليمف في وريدين يسميان الوريدين تحت الترقويين، اللذين يشكلان جزءًا من الجهاز الوريدي. تذكر أن الأوردة بوجه عام تحمل الدم من أنسجة الجسم وأعضائه باتجاه القلب. وهي موضحة في هذا الشكل باللون الأزرق. يمكن أن يعيد الوريدان تحت الترقويان الدم والليمف إلى الوريد الأجوف، الذي ينقلهما بعد ذلك إلى القلب.
ثمة فرق مهم بين الجهاز الليمفاوي والجهاز الدوري يمكننا ملاحظته في هذا الشكل. يشكل الجهاز الدوري حلقة مغلقة تنقل الدم من القلب إلى الأعضاء عبر الجهاز الشرياني، ثم تعيده إلى القلب عبر الجهاز الوريدي. من ناحية أخرى، ينقل الجهاز الليمفاوي الليمف في اتجاه واحد فقط، من الفراغات البينية إلى الأوردة المحيطة بالقلب. ولهذا السبب نصف الجهاز الليمفاوي بأنه جهاز مفتوح.
يؤدي الجهاز الليمفاوي وظيفة أخرى مثيرة للاهتمام، وهي امتصاص الدهون في مجرى الدم. يحدث هذا عبر سطح الأمعاء الدقيقة. إذا حصلنا على مقطع عرضي عبر جزء من الأمعاء الدقيقة، فقد يبدو بهذا الشكل. يغطي السطح الداخلي للأمعاء الدقيقة نتوءات صغيرة تشبه الأصابع تسمى الخملات. ومفرد الخملات خملة. تعمل الخملات على زيادة مساحة سطح الأمعاء الدقيقة لامتصاص المغذيات من الطعام الذي يمر عبرها.
لنلق نظرة فاحصة على إحدى هذه الخملات. كل خملة لها شبكة من الأوعية الدموية، كما نلاحظ هنا. تربط هذه الشعيرات الدموية الخملات بالجهاز الدوري. يمتص معظم المغذيات التي نحصل عليها من الطعام في مجرى الدم مباشرة، لكن جزيئات الدهون أكبر من أن تدخل هذه الشعيرات الدموية. ولهذا السبب، فإن كل خملة في الأمعاء الدقيقة لها أيضًا شعيرة ليمفاوية واحدة. هذه الشعيرات الليمفاوية الخاصة بالجهاز الهضمي تسمى الأوعية اللبنية.
الأوعية اللبنية أكبر من الشعيرات الدموية، وهو ما يمثل فارقًا رئيسيًّا آخر بين الجهاز الليمفاوي والجهاز الدوري. فهذا يسمح لجزيئات الدهون بدخول هذه الأوعية، ثم تشق طريقها إلى الأوعية الأكبر في الجهاز الليمفاوي. ومن خلال شبكة الأوعية الليمفاوية، تنتقل جزيئات الدهون في النهاية إلى مجرى الدم.
ذكرنا سابقًا أن الأوعية الليمفاوية تمرر الليمف عبر الأعضاء الليمفاوية قبل إعادته إلى مجرى الدم. تؤدي هذه الأعضاء الليمفاوية وظائف مهمة في الجهاز المناعي. أول الأعضاء الليمفاوية التي سنتعرف عليها هي العقد الليمفاوية. وهي تراكيب صغيرة تأخذ شكل حبة الفول ويبلغ طولها حوالي سنتيمتر واحد. إذا كنت قد عانيت من نزلة برد أو احتقان في الحلق، فربما تكون قد شعرت بتورم في العقد الليمفاوية الموجودة أسفل الفك على جانبي العنق. يوضح هذا الشكل عدة عقد ليمفاوية حول الرقبة، لكن يوجد المئات منها في مجموعات في جميع أنحاء الجسم.
لنلق نظرة فاحصة على إحدى هذه العقد الليمفاوية. عندما تجمع الأوعية الليمفاوية السوائل من الفراغات البينية، من الممكن أن تمتص مسببات الأمراض، وهي عوامل حيوية يمكن أن تصيبنا بالأمراض. إذا سمح لمسببات الأمراض بدخول مجرى الدم، فقد تصل إلى أعضاء الجسم الأخرى وتسبب عدوى ضارة. إذن تعمل العقد الليمفاوية بمثابة مرشح لمسببات الأمراض. تحتوي العقد الليمفاوية على خلايا مناعية تسمى الخلايا الليمفاوية، وهي نوع من خلايا الدم البيضاء. إذا احتوى الليمف الذي يمر عبر العقد الليمفاوية على مسببات أمراض، تعمل الخلايا الليمفاوية الموجودة في هذه العقد على احتجازها.
هذا هو السبب في تورم العقد الليمفاوية في بعض الأحيان. حيث تنشط الخلايا الليمفاوية وتولد استجابة مناعية ضد مسببات الأمراض. تحاول هذه الاستجابة المناعية تدمير مسببات الأمراض أو تثبيط نشاطها، ومن ثم منعها من التسبب في العدوى. تتكاثر الخلايا الليمفاوية المنشطة لتكوين أعداد كبيرة وتخرج من العقد الليمفاوية مع الليمف. ويمكنها بعد ذلك أن تنتشر في أنحاء الجسم، وتهاجم أي مسببات أمراض أخرى مماثلة.
العضو الليمفاوي الثاني الذي سنتعرف عليه في هذا الفيديو هو الطحال. يقع هذا العضو في الجزء العلوي الأيسر من البطن، خلف المعدة مباشرة. وعادة ما يتراوح طوله بين سبعة و 14 سنتيمترًا. يمكن أن يكون تضخم الطحال علامة على وجود عدوى معينة أو حالات صحية أخرى. ومثل العقد الليمفاوية، يعمل الطحال أيضًا على تنقية الليمف من مسببات الأمراض التي قد يحتوي عليها وتدميرها. كما يعمل الطحال أيضًا على تنقية مجرى الدم من خلايا الدم الحمراء الهرمة أو التالفة. بالإضافة إلى تخزين الحديد الناتج عن خلايا الدم الحمراء التالفة. ويعود الحديد في النهاية إلى نخاع العظم. حيث ينتج الهيموجلوبين في نخاع العظم باستخدام هذا الحديد. الهيموجلوبين هو بروتين يحتوي على الحديد، وهو مسئول عن حمل الأكسجين في خلايا الدم الحمراء.
لنطبق ما تعلمناه عن الجهاز الليمفاوي من خلال سؤال تدريبي.
أي من الآتي وظيفة أساسية للعقد الليمفاوية؟ (أ) تعيد العقد الليمفاوية الليمف مرة أخرى إلى الأنسجة التي جاء منها. (ب) العقد الليمفاوية مسئولة عن نقل الليمف من الأنسجة إلى الجهاز الدوري. (ج) العقد الليمفاوية مسئولة عن حث استجابة مناعية ضد عدوى مسبب مرض ما. (د) تستحث العقد الليمفاوية عملية تحويل الفضلات في الليمف إلى مواد مفيدة.
يسألنا هذا السؤال عن الوظيفة الأساسية للعقد الليمفاوية. لنلق نظرة على الجهاز الليمفاوي ودور العقد الليمفاوية لمعرفة الإجابة. يؤدي الجهاز الليمفاوي أدوارًا مهمة في الجهاز الدوري والجهاز المناعي. في الجهاز الدوري، يضخ الدم من القلب إلى أنسجة الجسم المختلفة عبر الأوعية الدموية. عندما تصل الأوعية الدموية إلى أنسجة الجسم، فإنها تتفرع إلى أوعية أصغر تسمى الشعيرات الدموية. تشكل الشعيرات الدموية شبكة حول خلايا الأنسجة مكونة شبكة من الشعيرات الدموية.
تطلق السوائل التي تحتوي على الأكسجين والمغذيات الأخرى من الشعيرات الدموية إلى الفراغات بين الخلايا. وتسمى الفراغات بين الخلايا بالفراغات البينية. تمتص الخلايا الأكسجين والمغذيات التي تحتاج إليها، وتطلق فضلاتها مرة أخرى في السائل البيني الموجود في هذه الفراغات. تمتص الشعيرات الدموية معظم السائل البيني المتبقي وتعيده مرة أخرى في مجرى الدم لإعادته إلى القلب. ومع ذلك، تتبقى كمية قليلة من السائل في الفراغات البينية. والجهاز الليمفاوي مسئول عن جمع هذا السائل المتبقي. يحدث هذا في الشعيرات الليمفاوية، والتي تعيد هذا السائل بعد ذلك إلى الجهاز الدوري. بمجرد امتصاص السائل في الأوعية الليمفاوية، يطلق عليه اسم الليمف.
يحتوي الليمف على الكثير من الماء، ويحمل بروتينات ودهونًا ومواد أخرى. وقد يحمل أيضًا مسببات أمراض، مثل الكائنات الحية الدقيقة أو الفيروسات المسببة للأمراض، من الأنسجة. وبينما ينتقل الليمف عبر الأوعية الليمفاوية في طريق عودته إلى مجرى الدم، يمر عبر أعضاء ليمفاوية تسمى العقد الليمفاوية.
العقد الليمفاوية هي تراكيب صغيرة تشبه حبة الفول وتوجد في مجموعات في جميع أنحاء الجسم. وهي تحتوي على خلايا مناعية تسمى الخلايا الليمفاوية. إذا احتوى الليمف المار عبر العقد الليمفاوية على مسببات أمراض، تنشط الخلايا الليمفاوية. وتولد استجابة مناعية ضد مسببات الأمراض، فتدمرها أو تعطلها. ثم تخرج الخلايا الليمفاوية من العقد الليمفاوية مع الليمف وتنتقل عبر مجرى الدم لمهاجمة جميع مسببات الأمراض الأخرى المماثلة في جميع أنحاء الجسم.
إذا ألقينا نظرة على الخيارات في السؤال، يمكننا أن نرى أن الخيار (ج) يحدد بشكل صحيح الوظيفة الأساسية للعقد الليمفاوية في الجسم. وعليه، فالإجابة الصحيحة هي الخيار (ج). العقد الليمفاوية مسئولة عن حث استجابة مناعية ضد عدوى مسبب مرض ما.
لنراجع النقاط الرئيسية التي تعلمناها عن الجهاز الليمفاوي في هذا الفيديو. يجمع الجهاز الليمفاوي الليمف من الفراغات البينية في خلايا أنسجة الجسم. ثم يحمل الجهاز الليمفاوي الليمف عبر الأوعية الليمفاوية لتفريغه في الجهاز الدوري. يتكون الجهاز الليمفاوي من حلقة مفتوحة مكونة من أوعية أكثر اتساعًا من الأوعية الدموية. العقد الليمفاوية هي أعضاء ليمفاوية صغيرة تحتوي على خلايا مناعية مسئولة عن حث استجابة مناعية ضد مسببات الأمراض. والطحال هو عضو ليمفاوي آخر، وربما يكون أهم الأعضاء الليمفاوية في الجسم. ومن بين أدواره الأخرى، أنه يحتوي على خلايا مناعية تسمى الخلايا الليمفاوية التي تنقي مجرى الدم من مسببات الأمراض. ثمة شعيرات ليمفاوية خاصة في الجهاز الهضمي تسمى الأوعية اللبنية، وهي تساعد على امتصاص جزيئات الدهون.