نسخة الفيديو النصية
يتناول هذا الفيديو ضربات قلب الإنسان، وكيف ينظمها النشاط الكهربي، وما المقصود بمصطلحي انقباض القلب وانبساطه، وما يسبب الأصوات المعتادة لضربات القلب التي نعرفها. وسنتناول أيضًا سبب اختلاف ضغط الدم في الأوعية الدموية المختلفة، ونعرف كيف يمكن قياس ضغط الدم.
أمامنا هنا مخطط بسيط لقلب الإنسان. القلب مسئول عن ضخ الدم إلى جميع أنحاء الجسم، ويفعل ذلك عن طريق الخفقان بإيقاع منتظم. يبلغ عدد ضربات القلب البالغ السليم 70 مرة في الدقيقة. هذا يصل إلى أكثر من 2.5 مليار ضربة على مدار العمر. لكن كيف يحدث التحكم في ضربات القلب؟ لعلك تتذكر أن عضلة القلب، أو العضلة القلبية، عضلية المنشأ. هذا يعني أنها تحتوي على أنسجة متخصصة تولد النبضات الكهربية الخاصة بها. تنقل هذه النبضات إلى جميع أنحاء القلب، وينتج عنها نمط متكرر من انقباض العضلات وانبساطها، وهو ما يعرف بالدورة القلبية. ونظرًا لأن ضربات القلب تبدأ من العضلة القلبية نفسها، فإن القلب سيستمر في ضرباته وإن انفصل عن الجسم، ما دامت لديه كمية كافية من الأكسجين والجلوكوز.
قبل شرح النشاط الكهربي الذي يتحكم في ضربات القلب، دعونا نذكر أنفسنا بتشريح القلب باختصار. يمكن تقسيم القلب إلى جانب أيسر وجانب أيمن. عندما تنظر إلى صورة للقلب، تخيل أنها لقلب شخص يقف مواجهًا لك. وبذلك يكون الجانب الأيمن للصورة هو الجانب الأيسر لقلب ذلك الشخص، والجانب الأيسر للصورة هو الجانب الأيمن لقلبه. يمكننا أيضًا تقسيم القلب إلى جزء علوي وجزء سفلي. كل حجرة من الحجرتين الموجودتين في الجزء العلوي للقلب هي أذين. وتشكلان معًا الأذينين الأيمن والأيسر. وكل حجرة من الحجرتين الموجودتين في الجزء السفلي للقلب هي بطين. وتشكلان معًا البطينين الأيمن والأيسر.
لنلق نظرة الآن على الأوعية الدموية. هذه هي الشرايين التي تحمل الدم من القلب، وهذه هي الأوردة التي تحمل الدم إلى القلب. تشير كلمة «رئوي» إلى الرئتين. ومن ثم، فإن الوريد الرئوي ينقل الدم المؤكسج من الرئتين إلى الأذين الأيسر، في حين ينقل الشريان الرئوي الدم غير المؤكسج من البطين الأيمن إلى الرئتين. والوريد الأجوف ينقل الدم غير المؤكسج إلى الأذين الأيمن، في حين يحمل الشريان الأورطي الدم المؤكسج من البطين الأيسر إلى جميع أجزاء الجسم الأخرى.
أثناء الدورة القلبية، تتولد النبضات الكهربية في العقدة الجيبية الأذينية أولًا. وهي مجموعة من الخلايا موجودة في جدار الأذين الأيمن. وتعرف العقدة الجيبية الأذينية أيضًا بمنظم ضربات القلب لأنها المسئولة عن ضبط إيقاع هذه الضربات. بمجرد امتلاء الأذينين بالدم، تولد العقدة الجيبية الأذينية نبضات كهربية تنتشر عبر جدران الأذينين في صورة موجة من النشاط الكهربي. وهذا يؤدي إلى انقباض الأذينين، وهو ما يدفع الدم إلى الخروج منهما والدخول إلى البطينين. تنتقل النبضات الكهربية من العقدة الجيبية الأذينية بعد ذلك إلى العقدة الأذينية البطينية. وهي مجموعة أخرى من الخلايا تقع بين الأذين الأيمن والبطين الأيمن.
عند استقبال هذه النبضات الكهربية، تنقلها العقدة الأذينية البطينية إلى حزمة هس. وهذا يؤدي إلى تأخر مقداره 0.1 ثانية تقريبًا، وهو ما يسمح للبطينين بالامتلاء بالدم بالكامل قبل انقباضهما. وحزمة هس هي مجموعة من الألياف العضلية المتخصصة توجد على طول الحاجز الذي يفصل بين الجانبين الأيمن والأيسر في القلب. تسهل حزمة هس الانتقال السريع للنبضات الكهربية من الأذينين إلى الأسفل وصولًا إلى قاعدة البطينين. وهنا تنقسم حزمة هس إلى فرعين من الألياف العضلية تعرف باسم ألياف بركنجي. تسهل ألياف بركنجي انتقال النبضات الكهربية لأعلى الجدران الخارجية للبطينين. وهذا يؤدي إلى انقباض البطينين، وضخ الدم لأعلى في الشرايين وإلى خارج القلب.
من المهم للغاية تذكر الترتيب الصحيح للأحداث هنا. لذا لتلخيص ذلك سريعًا، تولد العقدة الجيبية الأذينية نبضات كهربية تنتقل بعد ذلك إلى العقدة الأذينية البطينية. ثم تنتقل هذه النبضات لأسفل عبر حزمة هس قبل انتشارها عبر ألياف بركنجي. يمكن الإشارة إلى ألياف بركنجي باسم ألياف بركاين أيضًا، لذا لا ترتبك إذا رأيتها مكتوبة بهذه الطريقة. والآن، لنلق نظرة على سمة رئيسية أخرى للقلب، وهي الصمامات.
صمامات القلب، الموضحة باللون الأزرق في هذا المخطط، هي سدائل من النسيج الضام تنفتح وتنغلق لمنع تدفق الدم في الاتجاه الخاطئ. يعرف هذان الصمامان بالصمامين الأذينيين البطينيين لأنهما موجودان بين الأذينين والبطينين. وهذا الصمام يسمى الصمام الرئوي لأنه موجود داخل الشريان الرئوي، أما هذا فهو الصمام الأورطي لأنه موجود داخل الشريان الأورطي.
أثناء الدورة القلبية، عندما يدخل الدم إلى الأذينين عبر الوريد الأجوف والوريد الرئوي، يكون الصمامان الأذينيان البطينيان مفتوحين، وهو ما يعني أن معظم الدم يتدفق من الأذينين إلى البطينين. تنبسط العضلة القلبية أثناء امتلاء الحجرتين. وتعرف هذه المرحلة بانبساط القلب. في نهاية انبساط القلب، ينقبض الأذينان، وهو ما يدفع أي دم متبق إلى داخل البطينين. بمجرد امتلاء البطينين بالدم بالكامل، تنقبض العضلة القلبية المحيطة بهما. وهذا يدفع الدم إلى الأعلى؛ بحيث يخرج من القلب عبر الشريان الرئوي والشريان الأورطي. وتعرف هذه المرحلة بانقباض القلب.
أثناء انقباض القلب، ينغلق الصمامان الأذينيان البطينيان وينفتح الصمامان الرئوي والأورطي. ويظل الدم قادرًا على دخول الأذينين عبر الأوردة أثناء انقباض القلب أيضًا. لب دب، لب دب، لب دب. لعلك أدركت ما هذا؛ إنه الصوت الذي يصدره القلب أثناء خفقانه. يعتقد الناس عادة أن هذه الأصوات ناتجة عن انقباض العضلة القلبية وانبساطها اللذين ذكرناهما فيما سبق، لكن هذا ليس هو الحال في الواقع. من أين يأتي إذن هذا الصوت المميز للقلب؟ عندما نسمع صوت «لب دب» المميز لضربات القلب، فما نسمعه في الواقع هو صوت انغلاق صمامات القلب. يؤدي انغلاق الصمامين الأذينيين البطينيين أثناء انقباض القلب إلى صدور الصوت «لب»، في حين يؤدي انغلاق الصمامين الرئوي والأورطي أثناء انبساط القلب إلى صدور الصوت «دب».
لننتقل الآن إلى شرح ضغط الدم. عندما يغادر الدم القلب عبر الشرايين، فإنه ينتقل عبر الشريان الرئوي إلى الرئتين أو عبر الشريان الأورطي إلى جميع أجزاء الجسم الأخرى، ليصل إلى الأعلى حتى الرأس وإلى الأسفل حتى أخمص القدمين. لكي يصل الدم إلى هذه المواضع، يجب أن يتدفق بضغط مرتفع. يتحقق ذلك عن طريق البطينين. عندما ينقبضان أثناء انقباض القلب، يؤثران بقوة كبيرة على الدم، وهو ما يجعله يضخ إلى خارج القلب بضغط مرتفع. دعونا نملأ هذا الجدول لمقارنة ضغط الدم في أنواع الأوعية الدموية المختلفة.
كما ذكرنا سابقًا، الدم المتدفق في الشرايين خارجًا من القلب مباشرة يتعرض لتأثير ضغط مرتفع. وكلما ابتعد الدم عن القلب، نجد أنه يتفرع إلى شرايين أصغر؛ حيث يفقد نحو 70 بالمائة من ضغطه. هذا يعني أن الضغط يكون منخفضًا عندما يصل الدم إلى الشعيرات الدموية، وهي المكان الذي يحدث فيه تبادل الغازات والمغذيات مع الأنسجة. يكون ضغط الدم منخفضًا أيضًا عند عودته إلى القلب عبر الأوردة. لهذا السبب تحتوي الأوردة على صمامات لضمان تدفق الدم في الاتجاه الصحيح فقط. تساعد العضلات الهيكلية أيضًا على دفع الدم في الأوردة لأعلى حتى يعود إلى القلب، وذلك عن طريق انقباضها.
نظرًا لأننا نفهم جيدًا ما يجب أن يكون عليه ضغط الدم في الجهاز الدوري السليم، فإن قياس ضغط الدم يكون مفيدًا لممارسي المهن الطبية في متابعة وظائف القلب والأوعية الدموية. إذا كان ضغط دم الشخص أعلى أو أقل بكثير مما يجب أن يكون عليه، فإن ذلك يمكن أن يكون علامة على أن هذا الشخص معرض للإصابة بمرض ما مثل أمراض القلب أو السكتة الدماغية. كيف إذن نقيس ضغط الدم؟ يقاس ضغط الدم باستخدام أداة تسمى «جهاز قياس ضغط الدم». ويشار عادة إلى هذا الجهاز بمقياس ضغط الدم.
يتكون مقياس ضغط الدم من حزام قابل للنفخ ومقياس ضغط يمكن أن يكون رقميًّا أو يدويًّا. يوجد نوعان من المقاييس اليدوية، أحدهما يستخدم عمودًا من الزئبق لقياس الضغط، والآخر يستخدم قرصًا لا يعتمد على سوائل. بالرغم من أن مقاييس ضغط الدم اليدوية لا تزال تستخدم عند الحاجة إلى أعلى مستوى من الدقة، فإن المقاييس الرقمية هي الأكثر شيوعًا في الاستخدامات اليومية. دعونا نر كيف يعمل مقياس ضغط الدم. في هذا المثال، نستخدم مقياسًا رقميًّا. أولًا، يربط الحزام بإحكام حول الجزء العلوي من الذراع قبل النفخ. تؤخذ قراءات القياس من الذراع عادة لأنها الأقرب إلى القلب، ومن ثم تعكس على نحو أدق القوة التي يؤثر بها القلب على الدم.
عندما ينقطع تدفق الدم إلى أسفل الذراع انقطاعًا تامًّا، نحرر الهواء من الحزام بثبات ويبدأ الحزام في الانكماش. عندما يحدث ذلك، يندفع الدم إلى أسفل الذراع بأعلى ضغط ممكن، أي بالضغط الذي يؤثر به البطينان على الدم أثناء انقباض القلب. يقاس ذلك بالحزام، ويعرض في صورة قياس رقمي على الشاشة. يكون الضغط الانقباضي عند البالغين الأصحاء في حدود 120. أثناء الثواني القليلة التالية، يعود تدفق الدم إلى طبيعته ويصل في النهاية إلى أدنى ضغط. هذا هو الضغط الذي يؤثر به البطينان على الدم عند انبساطهما أثناء انبساط القلب. ومجددًا، يقاس ذلك بالحزام ويعرض على الشاشة.
يكون عادة الضغط الانبساطي عند البالغين الأصحاء في حدود 80. وهكذا توضح لنا قراءة قياس ضغط الدم النهائية الضغط الانقباضي ثم الضغط الانبساطي، وهي في هذه الحالة 120 على 80. أما وحدة القياس، فهي الملليمتر زئبق لأنها مأخوذة من مقياس الضغط الزئبقي التقليدي. والآن لنختبر معلوماتنا عن هذا الموضوع من خلال حل سؤال تدريبي.
للدورة القلبية مرحلتان مميزتان، وهما انقباض القلب وانبساط القلب. أكمل العبارة: تحدث مرحلة انقباض القلب عندما (فراغ) البطينان وينغلق الصمامان الأذينيان البطينيان.
لنذكر أنفسنا أولًا بموضع كل جزء من أجزاء القلب. الأذينان هما الحجرتان الموجودتان في الجزء العلوي من القلب، والبطينان هما الحجرتان الموجودتان في الجزء السفلي منه. الصمامان الموجودان في الشريان الرئوي والشريان الأورطي يعرفان بالصمام الرئوي والصمام الأورطي على الترتيب، في حين يقع الصمامان الأذينيان البطينيان بين الأذينين والبطينين. قبل انقباض القلب مباشرة، أي أثناء نهاية مرحلة انبساط القلب في الدورة القلبية، يكون البطينان منبسطين ويكون الصمامان الأذينيان البطينيان مفتوحين، وهو ما يعني امتلاء البطينين بالدم الذي يدخل القلب عبر الأوردة. بمجرد امتلاء البطينين بالكامل ينقبضان، وهو ما يدفع الدم إلى الأعلى ليخرج من القلب عبر الشرايين.
يصبح بذلك الضغط في البطينين أعلى من الضغط في الأذينين. ومن ثم، ينغلق الصمامان الأذينيان البطينيان. هذه هي مرحلة انقباض القلب في الدورة القلبية. يمكننا الآن الإجابة على السؤال. العبارة الكاملة هي: «تحدث مرحلة انقباض القلب عندما ينقبض البطينان وينغلق الصمامان الأذينيان البطينيان».
لنلخص ما تعلمناه في هذا الفيديو من خلال مراجعة النقاط الرئيسية. تعلمنا أن عضلة القلب، أو العضلة القلبية، عضلية المنشأ لأنها قادرة على تنظيم نشاطها الكهربي بنفسها. العقدة الجيبية الأذينية هي منظم ضربات القلب لأنها تحدد إيقاع ضربات القلب. أثناء الدورة القلبية، تتولد النبضات الكهربية في العقدة الجيبية الأذينية وتنتقل منها إلى العقدة الأذينية البطينية، ثم إلى حزمة هس، لتصل في النهاية إلى ألياف بركنجي.
تتكون الدورة القلبية من مرحلتين: انقباض القلب وفيها ينقبض البطينان لضخ الدم إلى خارج القلب، وانبساط القلب وفيها ينبسط البطينان عند دخول الدم إلى القلب. يحدث صوت «لب، دب» المميز لضربات القلب نتيجة انغلاق صمامات القلب. يكون ضغط الدم أشد انخفاضًا في الشعيرات الدموية والأوردة عنه في الشرايين. وأخيرًا، ذكرنا أنه يمكن قياس ضغط الدم باستخدام جهاز قياس ضغط الدم الذي يعرف أيضًا بمقياس ضغط الدم.