في هذا الشارح، سوف نتعلَّم كيف نتعرَّف على الفرق بين المصادر الأولية والثانوية لجمع البيانات، وكيف نتعرَّف على ميزات استخدام كلٍّ منها.
يمثِّل جمع البيانات أول مرحلة في أيِّ تحليل إحصائي، وعلينا الانتباه جيدًا عند جمع البيانات؛ لأن جودة التحليل الإحصائي تعتمد على هذه المرحلة. في كثير من الأحيان، يمكن أن نجد مصادر مختلفة لجمع البيانات، ومن المهم أن نكون على دراية بمميزات هذه المصادر المختلفة وعيوبها. لنفترض على سبيل المثال أننا نجمع بيانات لمعرفة الاتجاه العام لمتوسِّط دخل الفرد في إحدى المدن. يمكننا إجراء استطلاع على مجموعة مختلفة من الأشخاص عن طريق الاستبيانات أو المقابلات، ويمكننا طلب الاطِّلاع على الوثائق الحكومية التي تحتوي على هذه البيانات، أو الرجوع إلى المقالات المنشورة في الصحف الاقتصادية والدوريات العلمية.
كما نلاحظ، يوجد العديد من مصادر البيانات المختلفة. وبوجه عام، يمكننا تصنيف هذه المصادر في نوعين مختلفين؛ بيانات أولية وبيانات ثانوية.
تعريف: البيانات الأولية والثانوية
البيانات الأولية هي المعلومات الجديدة التي جمعها ونظَّمها الباحث مباشرة.
البيانات الثانوية هي المعلومات العامة أو الموجودة التي جمعها ونظَّمها أشخاص آخرون.
من المثال السابق، نجد أن الاستبيانات والمقابلات ستعطينا بيانات أولية؛ حيث يمكننا جمع المعلومات الجديدة وتنظيمها. من ناحية أخرى تعطينا الوثائق الحكومية، والمجلات، والصحف الاقتصادية، بيانات ثانوية؛ لأن هذه المصادر تقدِّم معلومات موجودة بالفعل جمعها ونظَّمها أشخاص آخرون.
في المثال الأول، سنحدِّد ما إذا كان المصدر المُعطَى يوفِّر بيانات أولية أم ثانوية.
مثال ١: تحديد ما إذا كانت البيانات أولية أم ثانوية
طلب مُعلِّم من طلابه جمع بيانات عن تأثير ألعاب الفيديو القتالية على الأطفال من مختلف المواقع على شبكة الإنترنت. ما نوع البيانات المُجمَّعة؟
الحل
تذكَّر أن البيانات الأولية هي المعلومات الجديدة التي يجمعها وينظِّمها الباحث مباشرة، في حين أن البيانات الثانوية هي المعلومات العامة أو الموجودة التي جمعها ونظَّمها أشخاص آخرون. في هذا المثال، يجمع الطلاب بيانات عن تأثير ألعاب الفيديو القتالية على الأطفال من مختلف المواقع الإلكترونية. وتعرض المواقع على شبكة الإنترنت البيانات التي جمعها ونظَّمها أشخاص آخرون.
ومن ثَمَّ، يجمع الطلاب بيانات ثانوية في هذا المثال.
لنتناول مثالًا آخَر يتضمَّن مصادر البيانات الأولية والثانوية.
مثال ٢: فَهْم الفرق بين البيانات الأولية والثانوية
أيُّ العبارات الآتية ليست صوابًا؟
- البيانات الأولية هي البيانات التي جمعها الباحث نفسه.
- صفحات شبكة الإنترنت مصدر للبيانات الثانوية.
- البيانات الثانوية هي البيانات التي جمعها الباحث نفسه.
- الاستبيانات مصدر للبيانات الأولية.
- مجموعات التركيز مصدر للبيانات الأولية.
الحل
تذكَّر أن البيانات الأولية هي المعلومات الجديدة التي يجمعها وينظِّمها الباحث مباشرة، في حين أن البيانات الثانوية هي المعلومات العامة أو الموجودة التي جمعها ونظَّمها أشخاص آخرون. نلاحظ أن الخيار (أ) صحيح وفقًا للتعريف. لنتناول الخيارات المتبقية.
الخيار (ب): صفحات شبكة الإنترنت مصدر للبيانات الثانوية.
تقدِّم صفحات شبكة الإنترنت بيانات جمعها ونظَّمها أشخاص آخرون. ومن ثَمَّ، فإن صفحات شبكة الإنترنت مصدر للبيانات الثانوية. وهذه عبارة صحيحة.
الخيار (ج): البيانات الثانوية هي البيانات التي جمعها الباحث نفسه.
تُجمَع البيانات الثانوية وتُحلَّل بواسطة أشخاص آخرين بدلًا من الباحث مباشرة. إذن، هذه عبارة خطأ.
الخياران (د)، (هـ): الاستبيانات/مجموعات التركيز مصدر للبيانات الأولية.
عادةً ما يستخدم الباحثون الاستبيانات ومجموعات التركيز لجمع البيانات. وبما أن استخدام الاستبيانات أو مجموعات التركيز يُسفِر عن معلومات جديدة يمكن للباحث أن يجمعها وينظِّمها، فإنهما مصدران للبيانات الأولية. إذن، العبارتان صحيحتان.
وعليه، فإن العبارة الوحيدة غير الصحيحة هي العبارة الواردة في الخيار (ج).
في المثالين السابقين، حدَّدنا ما إذا كانت البيانات أولية أم ثانوية بالنظر إلى مصدرها. وعرفنا حتى الآن أن المقابلات والاستبيانات ومجموعات التركيز مصادر للبيانات الأولية، وأن الوثائق الحكومية، والصحف، والدوريات العلمية، والمواقع الإلكترونية، مصادر للبيانات الثانوية. لنقدِّم المزيد من الأمثلة على مصادر البيانات الأولية والثانوية.
مصادر البيانات الأولية هي أدوات مُستخدَمة لجمع بيانات جديدة من عينة. على سبيل المثال، يشيع استخدام ما يأتي:
- المقابلات
- الاستبيانات
- مجموعات التركيز
- الإحصاء السكاني
- عمليات الرصد
- الوثائق الأصلية (السجلات، وشهادات الميلاد، ونماذج الإقرار الضريبي للأفراد، والمذكرات، وما إلى ذلك)
تُجمَع مصادر البيانات الثانوية وتُنظَّم بواسطة أشخاص آخرين. وغالبًا ما تُقدَّم البيانات الثانوية مع تحليلها وتفسيرها. فيما يأتي أمثلة على مصادر البيانات الثانوية:
- الصحف
- المجلات
- المواقع الإلكترونية
- التليفزيونات
- الكتب الدراسية
- المعاجم
- التقارير
- المنظمات الحكومية
- هيئات التدريس أو البحث
لنتناول مثالًا نميِّز فيه بين مصادر البيانات الأولية والثانوية.
مثال ٣: التعرُّف على مصدر البيانات الثانوية
أيٌّ من الآتي ليس مصدرًا للبيانات الثانوية؟
- الدوريات العلمية والصحف
- شبكة الإنترنت
- هيئات التدريس والبحث
- الاستبيانات
- المنظمات الحكومية
الحل
تذكَّر أن البيانات الأولية هي المعلومات الجديدة التي يجمعها وينظِّمها الباحث مباشرة، في حين أن البيانات الثانوية هي المعلومات العامة أو الموجودة التي جمعها ونظَّمها أشخاص آخرون. تضمُّ الدوريات العلمية، والصحف، وشبكة الإنترنت، وهيئات التدريس والبحث، والمنظمات الحكومية باحثين يجمعون البيانات وينظِّمونها. والبيانات التي جُمِعت ونُظِّمت بالفعل هي بيانات ثانوية. ومن ثَمَّ، فإن الخيارات (أ)، (ب)، (ج)، (هـ) هي مصادر للبيانات الثانوية.
من ناحية أخرى، يستخدم الباحثون عادةً الاستبيانات لجمع البيانات مباشرة. وبما أن استخدام الاستبيانات يوفِّر معلومات جديدة يجمعها وينظِّمها الباحث، فهي مصدر للبيانات الأولية.
من بين الخيارات المُعطَاة، الخيار (د) ليس مصدرًا للبيانات الثانوية.
لنتناول مثالًا آخَر نميِّز فيه بين مصادر البيانات الأولية والثانوية.
مثال ٤: التعرُّف على مصدر البيانات الأولية
أيٌّ من الآتي ليس مصدرًا للبيانات الأولية؟
- مجموعات التركيز
- التحقيق الشخصي
- المكالمات الهاتفية
- الاستبيانات
- الدوريات العلمية والصحف
الحل
تذكَّر أن البيانات الأولية هي المعلومات الجديدة التي يجمعها وينظِّمها الباحث مباشرة، في حين أن البيانات الثانوية هي المعلومات العامة أو الموجودة التي جمعها ونظَّمها أشخاص آخرون. تُعدُّ مجموعات التركيز، والتحقيق الشخصي، والمكالمات الهاتفية، والاستبيانات أدوات يستخدمها الباحثون لجمع البيانات مباشرة. واستخدام أيٍّ من هذه الأدوات يُسفِر عن معلومات جديدة يمكن للباحث أن يجمعها وينظِّمها، ومن ثَمَّ تكون مصدرًا للبيانات الأولية.
من ناحية أخرى، تحتوي الدوريات العلمية والصحف على بيانات جمعها ونظَّمها أشخاص آخرون. ومن ثَمَّ، فهذه مصادر للبيانات الثانوية، لا للبيانات الأولية.
من بين الخيارات المُعطَاة، الخيار (هـ) ليس مصدرًا للبيانات الأولية.
تناولنا فيما سبق الأمثلة التي ميَّزنا فيها بين البيانات الأولية والبيانات الثانوية. فلنتناول الآن بعض مميزات البيانات الأولية والثانوية. ولهذا الغرض، نعود إلى المثال المذكور في بداية هذا الشارح، وهو جمع بيانات عن الاتجاه العام لمتوسِّط دخل الفرد في إحدى المدن. تذكَّر أن لدينا خيارات لجمع البيانات من أيٍّ مما يأتي: الاستبيانات، والمقابلات، والوثائق الحكومية، والصحف، والدوريات العلمية.
لنتناول أولًا مميزات كل مصدر من مصادر البيانات هذه. قد يؤدِّي إجراء استطلاع على الأفراد عن طريق الاستبيانات أو المقابلات إلى توفُّر بيانات جديدة ودقيقة قد لا تتوفَّر بطريقة أخرى، ويمكننا تخصيص نوع البيانات التي سنجمعها باستخدام هذه الطريقة. توفِّر الوثائق الحكومية كمية كبيرة من البيانات التي لا يمكن الحصول عليها من المقابلات الفردية، كما توفِّر الصحف الاقتصادية والدوريات العلمية بصفة عامة بيانات جيدة التنظيم يسهل الوصول إليها.
لكن ما هي بعض عيوب هذه المصادر؟ قد يكون إجراء استطلاع على الأفراد من خلال الاستبيانات أو المقابلات مكلِّفًا للغاية. فتكلفة إجراء الاستبيانات أو المقابلات تشمل الوقت الذي يستغرقه الأشخاص الذين يُجرون المقابلات، وتكلفة طباعة الاستبيانات وإرسالها بالبريد، وتقديم حوافز للمشاركين في الاستبيانات. غالبًا ما تُنظَّم المعلومات الواردة في الوثائق الحكومية والصحف الاقتصادية والدوريات العلمية بطريقة معينة قد تكون غير مطلوبة في الدراسة التي نُجريها. وعلاوة على ذلك، بما أنه لا يمكننا التحكُّم في وقت جمع البيانات أو مصدرها، فإن البيانات التي تُجمَع من هذه المصادر قد تكون بلا صلة بالدراسة التي نُجريها.
توجد بين البيانات الأولية أو الثانوية نفسها مميزات وعيوب مختلفة لكل مصدر. عند تحديد طريقةِ جمعِ البيانات اللازمة لدراسة ما، من المهم تقييم الخيارات، وفَهْم مميزات وعيوب كل خيار. لكن في هذا الشارح، نريد أن نَصِف بوضوح مميزات وعيوب كلٍّ من نوعَي البيانات؛ أيِّ البيانات الأولية والثانوية. فما المميزات والعيوب الأساسية للبيانات الأولية؟
الميزة الواضحة للبيانات الأولية هي أنها تقدِّم معلومات دقيقة وموثوقة ومُحدَّثة. ولكن إذا لم يكن هناك أيُّ عيب، فسيكون من الأفضل دائمًا استخدام البيانات الأولية بدلًا من البيانات الثانوية. سنتناول في المثال التالي عيوب البيانات الأولية.
مثال ٥: عيوب البيانات الأولية
أيٌّ من الآتي يُعدُّ أحد عيوب البيانات الأولية؟
- أقل دقة.
- أكثر دقة.
- تتطلَّب مزيدًا من الوقت والمال.
- توفِّر الوقت والمال.
الحل
تذكَّر أن البيانات الأولية هي المعلومات الجديدة التي يجمعها وينظِّمها الباحث مباشرة. ويُفضَّل استخدام البيانات الأولية عن الثانوية؛ لأنها توفِّر لنا معلومات دقيقة وموثوقة ومُحدَّثة. يمكن للباحثين الحصول على البيانات الأولية من خلال المقابلات أو الاستبيانات أو مجموعات التركيز أو عمليات الرصد. ومن مميزات البيانات الأولية أنها أكثر دقة.
لكن، يمكننا ملاحظة أن جميع هذه الطرق تستغرق وقتًا طويلًا، خاصة إذا أردنا جمع بيانات من عينة كبيرة. بالإضافة إلى ذلك، إذا أجرينا استبيانًا لجمع البيانات عن طريق البريد، فستكون تكلفة الطباعة وإرسال البيانات بالبريد كبيرة.
ومن ثَمَّ، فإن العيب الرئيسي للبيانات الأولية هو أنها تتطلَّب مزيدًا من الوقت والمال. وهذا هو الخيار (ج).
تناولنا مميزات البيانات الأولية وعيوبها. فلنتناول الآن مميزات البيانات الثانوية وعيوبها. تُجمَع البيانات الثانوية وتُنظَّم بواسطة أشخاص آخرين، ومن ثَمَّ فإن الميزة الواضحة هي أنها غالبًا ما تكون زهيدة التكلفة ويسهل الحصول عليها. في المثال التالي، سنتناول عيوب البيانات الثانوية.
مثال ٦: عيوب البيانات الثانوية
أيٌّ من الآتي يُعدُّ أحد عيوب البيانات الثانوية؟
- أقل دقة.
- أكثر دقة.
- تتطلَّب مزيدًا من الوقت والمال.
- توفِّر الوقت والمال.
الحل
تذكَّر أن البيانات الثانوية هي المعلومات العامة أو الموجودة التي يجمعها وينظِّمها أشخاص آخرون. تتضمَّن مصادر البيانات الثانوية الصحف، والدوريات العلمية، والمنظمات الحكومية. وعند المقارنة بين البيانات الثانوية والبيانات الأولية التي تتطلَّب جمع البيانات مباشرة من استطلاعات الرأي والمقابلات، نجد أن البيانات الثانوية لا تتطلَّب الكثير من الوقت والمال. ومن ثَمَّ، هذه هي ميزة البيانات الثانوية؛ حيث إنها توفِّر الوقت والمال.
يتمثَّل أحد عيوب البيانات الثانوية في أنه لا يمكننا التحكُّم في مصادر جمع البيانات. كما أننا لا نتحكَّم في ماهية البيانات التي نجمعها. فإذا جُمِعت البيانات من عينة لها خواصُّ مختلفة عن مجتمع الدراسة المستهدَف، فإن البيانات التي جُمِعت تكون غير ملائمة. علاوة على ذلك، إذا كانت البيانات التي جُمِعت قديمة، فستكون أيضًا غير ملائمة للدراسة التي نُجريها.
يوجد عيب آخَر للبيانات الثانوية، وهو أنها قد تكون غير موثوقة. وبما أننا لا نتحكَّم في كيفية جمع البيانات الثانوية وتنظيمها، فإنه لا يمكننا استبعاد حقيقة أن البيانات المقدَّمة قد لا تُمثِّل المجتمع بشكل دقيق. وحتى إذا قدَّم الباحثون تفاصيل إضافية لتأكيد دقتها، فقد يكون استخدام البيانات لديهم للغرض المنشود محدودًا.
ومن ثَمَّ، فإن العيب الرئيسي للبيانات الثانوية هو أنها أقل دقة. وهذا هو الخيار (أ).
دعونا نختم بتلخيص بعض المفاهيم المهمة في هذا الشارح.
النقاط الرئيسية
- البيانات الأولية هي المعلومات الجديدة التي يجمعها وينظِّمها الباحث مباشرة، في حين أن البيانات الثانوية هي المعلومات العامة أو الموجودة التي يجمعها وينظِّمها أشخاص آخرون.
- يلخِّص الجدول الآتي أمثلة على مصادر البيانات الأولية والثانوية:
البيانات الأولية البيانات الثانوية المقابلات
الاستبيانات
مجموعات التركيز
الإحصاء السكاني
عمليات الرصد
الوثائق الأصليةالدوريات العلمية
المواقع الإلكترونية
الصحف
الكتب الدراسية
التقارير
المنظمات المختلفة - يلخِّص الجدول الآتي مميزات وعيوب البيانات الأولية والثانوية:
البيانات الأولية البيانات الثانوية المميزات دقيقة وموثوقة ومُحدَّثة زهيدة التكلفة ويسهل الحصول عليها العيوب مكلِّفة وتستغرق وقتًا طويلًا قد تكون غير ملائمة وغير موثوقة