شارح الدرس: تجارب مندل | نجوى شارح الدرس: تجارب مندل | نجوى

شارح الدرس: تجارب مندل العلوم • الصف الثالث الإعدادي

انضم إلى نجوى كلاسيز

شارك في حصص العلوم المباشرة على نجوى كلاسيز وتعلم المزيد حول هذا الدرس من أحد مدرسينا الخبراء!

في هذا الشارح، سوف نتعلَّم كيف نَصِف التجارب التي أجراها جريجور مندل على نبات البازلاء، ونفسِّر كيف قادتْه اكتشافاته إلى تدوين قوانين الوراثة الخاصة به.

جريجور مندل راهبٌ نمساوي عاش في القرن التاسع عشر. أجرى مندل تجارب بسيطة على نبات البازلاء لتفسير القوانين الأساسية للوراثة الجينية. رفض المجتمع العلمي أفكار مندل في ذلك الوقت، ولم تُؤخَذ أفكاره على محمل الجدِّ إلى أن أُعِيد اكتشافها في القرن العشرين. ويُعَدُّ مندل الآن مؤسِّس علم الوراثة.

كان مندل مُحِبًّا للزراعة، ومُهتمًّا بمعرفة كيف تُورَّث تباينات الصفات في الكائن الحي. وعلى وجه التحديد، اهتمَّ مندل بالصفات الوراثية التي تنتقل من الآباء إلى الأبناء، مثل الطول ولون العين ولون الشعر الطبيعي.

تعريف: الصفة الوراثية

الصفة الوراثية صفةٌ موروثة من آباء الكائنات الحية.

هذا على عكس الصفات المُكتسَبة التي تَنتُج من تفاعُلات الكائن الحي مع البيئة المُحيطة، مثل نمو العضلات نتيجة لرفع الأثقال.

تعريف: الصفة المُكتسَبة

الصفة المُكتسَبة صفةٌ تَنتُج عن تفاعُل الكائن الحي مع البيئة المُحيطة.

مثال ١: تحديد الصفات الوراثية في الإنسان

تنتقل بعض الصفات من الآباء إلى الأبناء. من أمثلة ذلك أن الطفل قد يكون له نفس لون عين أحد والدَيْهِ. ما المصطلح الذي يُطلَق على هذه الصفات؟

  1. محدَّدة
  2. مُكتسَبة
  3. مُميِّزة
  4. سائِدة
  5. وراثية

الحل

الصفات تباينات لخواصَّ يُمكن ملاحَظتها. تتضمَّن أمثلة ذلك لون عين شخصٍ ما، ولون البشرة، والطول، وفصيلة الدم. وعلى الرغم من أن لون العين يُعَدُّ خاصية أو صفة عامَّة لكائن حي محدَّد، إلَّا أنه يُوجَد مصطلح أكثر دقَّة يُمكن استخدامه. وبناءً على ذلك، فالخيار «مميِّزة» غير صحيح.

تَنتُج بعض الصفات من تفاعُل الكائنات الحية مع البيئة المُحيطة، ولا تُورَّث من الآباء. وتتضمَّن هذه الصفات حجم العضلات نتيجة لرفع الأثقال، ونمو الجلد السميك في اليدين والقدمين نتيجة للقيام بأعمال عضلية شاقَّة. يُعرَف هذا النوع من الصفات باسم «الصفات المُكتسَبة». ونظرًا لأن لون العين لا يَنتُج من تفاعُلات الكائنات الحية مع البيئة المُحيطة، فهو ليس صفةً مُكتسَبة. ومن ثَمَّ، فإن الخيار «مُكتسَبة» غير صحيح.

بعض الصفات تحجب صفاتٍ أخرى. على سبيل المثال، إذا أنجب أبوان أحدهما عيناه بُنِّيتان والآخَر عيناه زرقاوان، فمِن المرجَّح أن يكون لون عينَيِ الطفل بُنِّيًّا. وسبب ذلك أن صفة العين البُنِّية تحجب صفة العين الزرقاء عند الطفل. تُعرَف هذه العلاقة بين الصفات باسم «السيادة». فصفة العيون البُنِّية سائِدة على صفة العيون الزرقاء. وعلى الرغم من أن بعض ألوان العيون تكون سائدة على ألوان أخرى، إلَّا أنه لا تُوجَد معلومات كافية لتحديد إذا ما كان لون عينَيِ الطفل سائدًا. وعليه فإن الخيار «سائِدة» غير صحيح.

بما أن بعض الصفات تُكتسَب نتيجةً للتفاعُلات مع البيئة المُحيطة، فإن بعضها الآخَر يَنتقل داخل العائلات. مثلًا صفاتٌ مثل لون العين والطول ولون الشعر الطبيعي يَرِثها الشخص من أبويه. وبما أن هذه الصفات تُورَّث، إذن هي صفات وراثية.

ومن ثَمَّ، فإن الخيار «وراثية» صحيح.

في القرن التاسع عشر، افترض علماء آخَرون أن صفات الكائن الحي مزيجٌ من صفات الأم وصفات الأب. على سبيل المثال، افترض هؤلاء العلماء أن تلقيح أزهار حمراء مع أزهار بيضاء سيُنتِج أزهارًا وردية، كما هو موضَّح في الشكل ١.

لاحَظ مندل أنه على الرغم من أن فرضية الدمج صحيحة في بعض الأحيان، إلَّا أنها لا تنطبق دائمًا. بعض الصفات تتخطَّى أجيالًا، بينما لا يختلط بعضها الآخَر من الأساس مع صفات أخرى. على سبيل المثال، لا تُنتِج النباتات القصيرة الملقَّحة مع النباتات الطويلة نمطًا ظاهريًّا متوسِّطًا؛ أيْ نباتًا متوسِّط الطول. وفي بعض الأحيان، يكون النسل الناتج من مثل هذا التلقيح طويلًا، وأحيانًا يكون قصيرًا.

تعريف: السمة

السمة هي تباينُ صفةٍ ما.

تعريف: النسل

تُشير كلمة «نسل» إلى صغار الكائنات الحية، التي تُنتَج إمَّا عن طريق كائن حي واحد وإمَّا عن طريق كائنين حيين، كما هو الحال في التكاثر الجنسي.

قرَّر مندل إجراء تجارب على نبات البازلاء للبحث في آليات الوراثة. واختار نبات البازلاء لأسباب محدَّدة. ينمو نبات البازلاء بسرعة، ويَسهُل الاعتناء به. زرع مندل الكثير من نبات البازلاء في حديقته حتى وصلت سريعًا إلى مرحلة النضج الجنسي في غضون أسابيع. تخيَّل أن مندل قرَّر إجراء تجاربه على الأشجار. إذا كان الأمر كذلك، لاستغرَق هذا سنوات حتى تَصِل الأشجار إلى مرحلة النضج الجنسي، وكان من الصعب أن تنمو، ومن الصعب أيضًا التعامُل معها. كما كانت ستَستغرِق تجاربه عقودًا من الزمن.

يحمل أيضًا نبات البازلاء سمات متبايِنة واضِحة؛ حيث يكون بعض حبات البازلاء أملس وبعضها مجعَّدًا، وقد تكون قرون البازلاء خضراء أو صفراء. وساعد هذا مندل على دراسة هذه الصفات بين الأجيال بسهولة.

أخيرًا يُمكن لنبات البازلاء تلقيح نفسه ذاتيًّا، كما يُمكن تلقيحه خلطيًّا أو صناعيًّا. تحتوي زهرة نبات البازلاء على أجزاء أنثوية وذكرية (تُسمَّى الكربلة والأسدية، على الترتيب)؛ لذا يُقال إن نباتات البازلاء خنثى.

مصطلح رئيسي: الخنوثة

تعني الخنوثة وجود أعضاء تناسلية ذكرية وأنثوية معًا في كائن حي واحد.

لهذا السبب، يَستطيع نبات البازلاء تلقيح نفسه ذاتيًّا. كذلك يُمكن تلقيح نبات البازلاء خلطيًّا مع نباتات أخرى، أو تلقيحه صناعيًّا، كما سنوضِّح لاحقًا. أثناء التلقيح الذاتي، يُخصِّب نبات البازلاء نفسَه لإنتاج نسل متطابِق وراثيًّا. ويُمكن تلقيح نبات البازلاء خلطيًّا أيضًا، وهي عملية فيها يُخصَّب نبات البازلاء بواسطة لقاح نبات بازلاء آخَر لإنتاج نسل فريد وراثيًّا. وأخيرًا يُمكن تلقيح نبات البازلاء صناعيًّا، وهي عملية يُخصِّب فيها الإنسان نبات بازلاء مع لقاح أيِّ نبات آخَر يختاره. ساعَد ذلك مندل في التحكُّم في النباتات المتكاثِرة، وأتاح له تصميم تجاربه بدقَّة.

مثال ٢: تحديد أسباب استخدام مندل نبات البازلاء في تجارب الوراثة الخاصة به

أيٌّ من الآتي ليس أحد أسباب اختيار مندل نبات البازلاء لإجراء تجاربه؟

  1. يُمكِن تلقيح نبات البازلاء ذاتيًّا أو صناعيًّا عن طريق البشر؛ ولذا استطاع مندل بحث تأثير التلقيح الذاتي والتلقيح الخلطي.
  2. ينمو نبات البازلاء بسرعة؛ ولذا استطاع مندل إنتاج الكثير منها في فترة زمنية قصيرة.
  3. لنبات البازلاء أزواج من الصفات المتباينة؛ على سبيل المثال: يُمكِن أن تكون قرونه صفراء أو خضراء.
  4. نبات البازلاء نادر جدًّا؛ ولذا عرَف مندل أنه لا أحد غيره كان يُجرِي هذه التجارب.

الحل

في القرن التاسع عشر، كان مندل راهبًا، وقد أجرى تجارب على نبات البازلاء لدراسة كيفية انتقال الصفات بين الأجيال.

اختار مندل نبات البازلاء على وجه التحديد لإجراء تجاربه لعدَّة أسباب. يُمكن زراعة نبات البازلاء بسهولة، كما أنه ينضج بسرعة. وقد أراد مندل دراسة كيفية انتقال الصفات بين الأجيال. ونظرًا لأن نبات البازلاء ينمو بسرعة كبيرة، ويَصِل إلى مرحلة النضج الجنسي في غضون أسابيع، استطاع مندل تقصير مدَّة تجاربه. وإذا اختار مندل حينها نوعًا آخَر من النباتات التي تنمو ببطء شديد، لاستغرق الأمر سنوات حتى يتكاثر النبات ويُنتِج نسلًا، وهو ما كان سيجعل مدَّة تجاربه طويلة للغاية.

بالإضافة إلى ذلك، يَحمِل نبات البازلاء صفات متباينة يَسهُل ملاحَظتها ودراستها. على سبيل المثال، قد يكون لون بذور نبات البازلاء أو قرونه خضراء أو صفراء، وقد يكون ملمس البذرة مجعَّدًا أو أملس، كما يُمكن أن يكون النبات نفسه قصيرًا أو طويلًا. وقد ساهَم ذلك في سهولة تتبُّع ودراسة توزيع الصفات وتباينها أثناء إجراء التجارب.

وأخيرًا يَستطيع نبات البازلاء إخصاب نفسه ذاتيًّا (حيث تُخصِّب حبوب لقاح النبات البويضة الموجودة في النبات نفسه، لإنتاج نباتات متطابقة وراثيًّا)، ويُمكن أيضًا تلقيحه خلطيًّا (حيث تخصِّب حبوب لقاح النبات بويضة نبات آخَر، لإنتاج نباتات مختلفة وراثيًّا). واستخدم مندل هذا لصالِحه. قد تمكَّن من اختيار النباتات التي ستُهَجَّن مع نباتات معيَّنة أخرى، وهو ما أضفى تحكُّمًا مدروسًا على تجاربه.

يُعَدُّ نبات البازلاء من نباتات الحدائق الشائعة. البازلاء ليس نباتًا نادرًا. وقد اختار مندل نبات البازلاء لسهولة زراعته، وقِصَر عُمْر جيله، واحتوائه على صفات متبايِنة، إلى جانب إمكانية التحكُّم في النباتين اللذين يهُجَّنان معًا. ولكن تجدر الإشارة إلى أن مندل لم يكن أوَّل شخص يَستخدِم نبات البازلاء في أغراض علمية؛ حيث أجرى علماء آخَرون تجارب على نبات البازلاء قبله.

باستخدام هذه المعلومة، دعونا نلقِ نظرةً على خيارات الإجابة لدينا. نلاحِظ أن هناك خيارًا واحدًا فقط يمثِّل سببًا غير صحيح لاختيار مندل نبات البازلاء، وهو أن نبات البازلاء نادِر جدًّا؛ ولذا عرَف مندل أنه لا أحد غيره كان يُجرِي هذه التجارب.

لقَّح مندل نبات البازلاء صناعيًّا في تجاربه. وقطع بحَذَر الأسدية، التي تُنتِج حبيبات اللقاح التي تحتوي على الخلايا الذكرية، من النباتات التي أراد تلقيحها. وبالرغم من أن نبات البازلاء يُمكنه تلقيح نفسه ذاتيًّا، إلَّا أن قَطْع الأسدية يَحُول دون ذلك. استخدَم مندل بعد ذلك فرشاة تلوين لنقل اللقاح من أسدية أحد النباتين إلى كربلة نبات آخَر، وهي الجزء الذي يحتوي على بويضات النبات. يوضِّح الشكل ٢ العملية التي استخدَمها مندل لتلقيح النبات صناعيًّا.

تعريف: التلقيح الذاتي

يَحدُث التلقيح الذاتي عند إخصاب حبوب اللقاح التي تحتوي على الجاميتات (الخلايا الجنسية) الذكرية للجاميتات الأنثوية في النبات نفسه.

تعريف: التلقيح الخلطي

يَحدُث التلقيح الخلطي عند إخصاب حبوب اللقاح التي تحتوي على الجاميتات (الخلايا الجنسية) الذكرية للجاميتات الأنثوية في نبات آخَر.

مثال ٣: تحديد السبب وراء خطوات مندل التجريبية في نباتات البازلاء

أجرى مندل تجارب لاكتشاف كيفية تحديد لون البذور في نبات البازلاء. عندما أحضر مندل نباتًا لاستخدامه في تجربته، قطع الأسدية من أزهاره. لماذا؟

  1. لمنع النبات من إنتاج البذور
  2. لكي يتمكَّن من تحديد تتابُع الحمض النووي للنبات
  3. لضمان عدم قُدْرة النبات على إجراء تلقيح خلطي
  4. لتوفير مساحة أكبر لنمو البذور
  5. لضمان عدم حدوث تلقيح ذاتي للنبات

الحل

كان مندل راهبًا ورائدًا في التجارب الوراثية، وقد أجرى تجاربه على نبات البازلاء في القرن التاسع عشر. درس مندل بشكل متأنٍّ كيف تُورَّث الصفات بين أجيال نبات البازلاء قبل اكتشاف الحمض النووي (DNA)، وهو يُعَدُّ مؤسِّس علم الوراثة. ونظرًا لأن عمله سَبَق اكتشافَ تتابُع الحمض النووي، فالخيار الذي يُشير إلى خطوة التجربة التي تَسمَح له بتحديد تتابع الحمض النووي للنبات غير صحيح.

على وجه التحديد، تناول مندل كيفية انتقال صفات مثل الطول ولون البذرة وملمسها بين أجيال نبات البازلاء. ولأن النباتات تُنتَج من البذور، لم يُغيِّر مندل نباتات البازلاء لمنْع إنتاج البذور. وفي الواقع، أراد مندل أن تُنتِج النباتات بذورًا لمعرفة الصفات والسمات التي يَحمِلها نسلها. من ثَمَّ، فإن الخيار الذي ينصُّ على أن مندل منع النبات من إنتاج البذور غير صحيح أيضًا.

أجرى مندل تجاربه عن طريق تلقيح نباتات محدَّدة مع نباتات أخرى. ولكي يفعل ذلك، لقَّح مندل نباتات صناعيًّا، وتحكَّم أيُّ النباتات ستُخصِّب خلاياها الذكرية البويضاتِ الخاصة بنباتات معيَّنة. تُعرَف العملية التي فيها تُخصَّب بويضة نباتٍ ما بخلية ذكرية لنباتٍ آخَر باسم «التلقيح الخلطي». وبما أن مندل لقَّح نباتات من خلال التلقيح الخلطي لدراسة صفات نسلها، فإن الخيار الذي يُشير إلى أنه أراد ضمان عدم قُدْرة النبات على إجراء تلقيح خلطي غير صحيح.

الأسدية هي أعضاء الإخصاب الذكرية في النبات. وتحتوي على المتك، وهي أجزاء صغيرة تُنتِج حبيبات اللقاح. داخل حبيبات اللقاح هذه، تُوجَد الخلايا الذكرية للنبات، التي يُمكنها إخصاب نباتات أخرى. وقطْع الأسدية لا يُساعِد على توفير مساحة أكبر لنمو البذور. وعليه فإن الخيار الذي يُشير إلى خلاف ذلك غير صحيح أيضًا.

تُخصِّب نباتات البازلاء نفسها ذاتيًّا، وهو ما يعني أن الخلايا الذكرية الموجودة في حبيبات اللقاح يُمكنها إخصاب بويضات النبات نفسه الموجودة في الكربلة، وهي العضو الأنثوي في النبات. وتَستطيع نباتات البازلاء تلقيح نفسها ذاتيًّا لتُنتِج نسلًا متطابقًا وراثيًّا مع النبات الأبوي.

أراد مندل منع حدوث الإخصاب الذاتي؛ حيث تحكَّم بدقَّة في اختيار النباتات التي تُخصَّب. وإذا كان مندل قد سمح بحدوث تلقيح ذاتي للنبات، لكان من الصعب استخلاص نتائج بشأن انتقال الصفات من الآباء إلى النسل. ومن ثَمَّ، لكي يتحكَّم في تجاربه، قطع مندل الأسدية لضمان عدم احتواء النبات على أيِّ حبوب لقاح يُخصِّب بها نفسه.

وعليه تكون الإجابة الصحيحة هي «لضمان عدم حدوث تلقيح ذاتي للنبات».

تناول مندل في تجربته الأولى لون البذرة في نبات البازلاء. فقد تكون بذور نبات البازلاء صفراء أو خضراء. أراد مندل التأكُّد من نقاوة صفتَيِ اللون الأصفر واللون الأخضر لبذور نبات البازلاء، وهو ما يعني أن نسل تلك النباتات سيَحمِل دائمًا لون بذرة الأبوين نفسه. وللقيام بذلك، لقَّح مندل ذاتيًّا نباتات بازلاء تُنتِج بذورًا صفراء ونباتات بازلاء تُنتِج بذورًا خضراء.

خصَّب مندل النباتات ذاتيًّا عن طريق وضْع لقاح كلِّ نبات في ميسم النبات نفسه. ونتيجةً لذلك، خُصِّبت كلُّ بويضة نبات بخلية ذكرية من النبات نفسه، وحملت البذرة الناتجة معلوماتٍ وراثية مطابِقة لأبوَيْها فقط. ومن ثَمَّ، أنتج كلُّ نبات من نباتات البازلاء المُخصَّبة ذاتيًّا التي لها بذور صفراء نسلًا ذا بذور صفراء فقط، وأنتج كلُّ نبات من نباتات البازلاء المُخصَّبة ذاتيًّا التي لها بذور خضراء نسلًا ذا بذور خضراء فقط. ساعَد ذلك مندل على التأكُّد من أن كلا نوعَيْ نبات البازلاء نقي السلالة. نباتات السلالة النقية هذه هي النباتات الأبوية، كما هو موضَّح في الشكل ٣.

يُسمَّى التلقيح الأول بين نباتات السلالة النقية الأبوية «التلقيح P»، ويُسمَّى جميع النسل الناتج من التلقيحات P «الجيل البنوي الأول» أو «الجيل F». أصبحت الأمور مُثيرةً للاهتمام أكثر فأكثر عندما لقَّح مندل نباتات السلالة النقية الأبوية ذات البذور الصفراء مع نباتات السلالة النقية F ذات البذور الخضراء في جيل الآباء.

كما تلاحِظ في الشكل ٤، لم يَحمِل النسل F الناتج لون بذور أصفر مائلًا للأخضر، كما كانت تتوقَّع نظرية الدمج. ولكن وُجِد في كلِّ النسل الناتج بذور صفراء. واختفت صفة اللون الأخضر.

ولكنْ عندما لُقِّح نبات F ذو بذور صفراء مع نبات F ذي بذور صفراء آخَر لإنتاج الجيل F، ظهرت صفة اللون الأخضر مرَّة أخرى.

في الجيل F، عندما لقَّح مندل الكثير من نباتات الجيل F ذات البذور الصفراء، أظهر تقريبًا ٧٥ فردًا من أصل ١٠٠ فرد بذورًا صفراء، وأظهر ٢٥ فردًا من أصل ١٠٠ فرد بذورًا خضراء. وأوضح مندل هذه الأعداد بالنِّسَب. لكلِّ أربعة نباتات، ستَحمِل ثلاثة نباتات بذورًا صفراء، وسيَحمِل نبات واحد بذورًا خضراء. إذن نسبة النسل الذي يُظهِر بذورًا صفراء إلى النسل الذي يُظهِر بذورًا خضراء هي ٣١.

استنتج مندل من هذه التجربة أن بعض الصفات سائدةٌ وبعضها الآخَر متنحٍّ. تَظهَر الصفات السائدة دائمًا إذا ورث الكائن الحي المعلومات الوراثية التي تُشفِّر لصفةٍ ما. في الوقت نفسه، قد تَختفي الصفات المتنحِّية خلال عملية التلقيح الخلطي.

مصطلح رئيسي: الصفة السائِدة

الصفة السائِدة عبارة عن نسخة من إحدى الصفات التي تَظهَر دائمًا إذا وَرِث الكائن الحي المعلومات الوراثية المشفِّرة لتلك الصفة.

مصطلح رئيسي: الصفة المتنحِّية

الصفة المتنحِّية عبارة عن نسخة من إحدى الصفات التي تَظهَر فقط في حالة عدم وجود المعلومات الوراثية التي تُنتِج الصفة السائِدة.

بناءً على نتائج تجربته، وضَع مندل قوانين الوراثة.

أوَّل قانون وراثة وضَعه مندل هو قانون التوزيع المستقلِّ. ينصُّ هذا القانون على أن وحدات العوامل التي تُشفِّر عوامل الوراثة (وتُسمَّى الآن الجينات) يَنعزِل بعضها عن بعض خلال مرحلة تكوُّن الجاميتات. ومن ثَمَّ، عندما يَرِث النسل صفة لون البذرة، فإن ذلك يكون مستقلًّا عن وراثة هذا الكائن الحي لصفات أخرى مثل لون الزهرة أو الطول.

تعريف: الجين

الجين تتابعٌ من الحمض النووي (DNA) يحتوي على المعلومات اللازمة لإنتاج صفة معيَّنة (مثل لون العين).

ينصُّ قانون مندل الثاني، وهو قانون السيادة، على أن نسخةً واحدة من الصفة تُخفِي نسخةً أخرى من الصفة إذا وُجِدت نسختان مختلفتان من صفة داخل الكائن الحي. في هذه الحالة، تُوصَف نسختا الجين بأنهما «مُتغايرتا الزيجوت»، ويُسمَّى الكائن الحي «هجينًا». وبدلًا من اندماج نسختَيِ الصفتين لإنتاج صفة متوسِّطة جديدة، وفقًا لنظرية الدمج، تَطغَى الصفة السائِدة على نسخة الصفة الأخرى، التي يُطلَق عليها الصفة المتنحِّية. على سبيل المثال، صفة البذور الصفراء في نبات البازلاء سائِدة على صفة البذور الخضراء. يتبع العديد من الصفات قانون السيادة، وتَسود نُسَخ صفات معيَّنة على نُسَخ صفات أخرى. وفي حالة وجود نسختين للصفة نفسها في الكائن الحي، فإن زوج الجينات يُسمَّى «متماثِل الزيجوت» (وهو ما يعني أن النسختين متشابهتان). هذه هي الحالة الوحيدة التي تَظهَر فيها الصفة المتنحِّية.

وأخيرًا وضَع مندل قانون انعزال العوامل الوراثية الذي ينصُّ على أن الكائن الحي يَرِث نسختين من كلِّ عامل وراثة (المعروف الآن باسم الجين). يَرِث الكائن الحي نسخةً واحدة من نسختَيْ كلِّ عامل وراثة من الأم، ويَرِث النسخة الأخرى من الأب. على سبيل المثال، في نبات البازلاء، قد يَرِث النسل جين البذور الصفراء من النبتة الأم، ويَرِث جين البذور الخضراء من الأب.

مثال ٤: وصْف أنواع نُسَخ صفات لون البذرة

يوضِّح الشكل كيف جمع مندل بين المادة الوراثية من نبات يُنتِج بذورًا صفراء والمادة الوراثية من نبات يُنتِج بذورًا خضراء. لاحَظَ مندل أن جميع النباتات لا تُنتِج إلَّا بذورًا صفراء. ما المصطلح الذي يُمكِن استخدامه لوصْف صفة البذور الصفراء؟

الحل

أجرى مندل، وهو راهب عاش في القرن التاسع عشر، تجارب على نبات البازلاء لكي يَفهَم كيفية انتقال الصفات بين الأجيال. لقَّح مندل نبات البازلاء صناعيًّا، وعلى وجه التحديد، لقَّح نباتات تُظهِر صفات محدَّدة بعضها مع بعض لمعرفة الصفات التي سيَحمِلها نسلُها.

في إحدى التجارب، لقَّح مندل نباتًا يُنتِج بذورًا صفراء مع نبات يُنتِج بذورًا خضراء. حمل كلُّ نباتات النسل الناتج من ذلك التلقيح بذورًا صفراء. وسُمِّي هذا الجيل بالجيل F. عندما لُقِّحت نبتتان لهما بذور صفراء من الجيل F معًا، ظهرت صفة اللون الأخضر مرَّة أخرى. حيث أظهر بعض النباتات الناتجة بذورًا صفراء، وأظهر بعضها الآخَر بذورًا خضراء.

بناءً على نتائج هذه التجربة، وضَع مندل قانون السيادة. ينصُّ هذا القانون على أن الكائنات الحية الهجينة (مثل نبات البازلاء الناتج من نبات ذي بذور صفراء ونبات ذي بذور خضراء) ستُظهِر فقط نسخة الصفة السائِدة وستَحجُب نسخة الصفة المتنحِّية. في هذا المثال، صفة البذور الخضراء متنحِّية؛ لأنها اختفت في وجود صفة البذور الصفراء. وبما أن صفة البذور الصفراء ظهرت في الكائن الحي الهجين، إذن هي صفة سائدة.

ومن ثَمَّ، فإن المصطلح الذي يُمكن استخدامه لوصْف صفة البذور الصفراء هو «سائدة».

لعبت تجارب مندل على نباتات البازلاء دَوْرًا رئيسيًّا في فهْم كيفية انتقال الصفات من الآباء إلى النسل، وشكَّلت لاحقًا أساسًا لمجال علم الوراثة الحديث.

النقاط الرئيسية

  • أجرى مندل تجاربه على نبات البازلاء لسهولة زراعته، وسرعة نموِّه، بالإضافة إلى وضوح صفاته وتبايُنها، وإمكانية التحكُّم بدقَّة في تكاثره عن طريق التلقيح الذاتي أو التلقيح الخلطي.
  • بناءً على تجاربه التي أنتجت نباتات بازلاء من الجيل الأول والثاني، صاغ مندل ثلاثة قوانين مُهِمَّة للوراثة الجينية:
    • قانون السيادة، الذي ينصُّ على أن الصفات السائِدة تَحجُب الصفات المتنحِّية في الكائنات الحية الهجينة.
    • قانون التوزيع المستقلِّ، الذي ينصُّ على أن الكائنات الحية تَرِث الصفات بشكلٍ مستقلٍّ بعضها عن بعض.
    • قانون انعزال العوامل الوراثية، الذي ينصُّ على أن الكائن الحي يَرِث عاملَيْ وراثة (جينين) لكلِّ صفة؛ حيث يَرِث إحدى النسختين من أحد النباتين الأبويين، ويَرِث النسخة الأخرى من النبات الأبوي الآخَر.

انضم إلى نجوى كلاسيز

شارك في الحصص المباشرة على نجوى كلاسيز وحقق التميز الدراسي بإرشاد وتوجيه من مدرس خبير!

  • حصص تفاعلية
  • دردشة ورسائل
  • أسئلة امتحانات واقعية

تستخدم «نجوى» ملفات تعريف الارتباط لضمان حصولك على أفضل تجربة على موقعنا. اعرف المزيد عن سياسة الخصوصية