شارح الدرس: الجهاز التناسلي الأنثوي الأحياء

في هذا الشارح، سوف نتعلَّم كيف نحدِّد تراكيب الجهاز التناسلي الأنثوي، ونذكر وظائفها، ونَصِف كيفية تكوين البويضات في المبيض.

هل تعلم أن الأنثى عند ولادتها يكون لديها مليون بويضة تقريبًا؟ عند وصولها إلى سنِّ البلوغ، يقلُّ هذا العدد إلى حوالي 300‎ ‎000 بويضة. وخلال سنوات الخصوبة التي يُمكن أن يَحدُث خلالها الإنجاب، تُطلِق 300–400 بويضة فقط من هذه البويضات!

والبويضات (ومفردها: البويضة)، هي الجاميتات الأنثوية، أو الخلايا الجنسية.

تحتوي كلُّ بويضة على نِصْف المادة الوراثية للخلية الجسمية العادية، وبذلك تكون البويضات خلايا أحادية الصيغة الصبغية. وتُعَدُّ الحيوانات المنوية أيضًا أحادية الصيغة الصبغية، كما تَرَى في الشكل 1 الآتي.

ويرجع ذلك إلى أنه خلال عملية الإخصاب، عندما تتَّحِد البويضة مع الحيوان المنوي، يكوِّنان زيجوتًا تحتوي نواته على مجموعة كاملة من المادة الوراثية. إذن الزيجوت يكون ثنائي الصيغة الصبغية؛ لأن نواته تحتوي على مجموعة كاملة من الكروموسومات عددها 46 كروموسومًا.

دعونا نلقِ نظرةً على بعض التراكيب الأساسية في الجهاز التناسلي الأنثوي الذي يُمكنك رؤيتها في الشكل 2.

يحتوي الجهاز التناسلي الأنثوي على مبيضين، وهما عضوان صغيران بَيْضِيَّان في الشكل، في حجم حبَّة اللوز تقريبًا. يُعَدُّ المبيضان هما المسئولين عن إطلاق البويضات والهرمونات الجنسية.

يرتبط كلُّ مبيض بقناة تُسمَّى قناة فالوب أو قناة البويضات، لها فتحة على شكل قمع بالقرب من المبيض. عند إطلاق البويضات من المبيض، تستقبلها بروزات إصبعية الشكل عند طرف قناة فالوب المقابِلة لها، ثم تنتقل عبر قناة فالوب نحو الرَّحِم. وتُبطَّن قناة فالوب بخلايا طلائية مُهدَّبة مُزوَّدة بتراكيب على سطحها تُسمَّى الأهداب. تُساعِد هذه الأهداب في توجيه البويضة أو تحريكها في قناة فالوب نحو الرَّحِم، كما هو موضَّح في الشكل 3. وتُطلِق بعض الخلايا الموجودة في غشاء قناة فالوب مخاطًا أيضًا للمُساعَدة في هذه الحركة. وعادةً ما تكون قناتا فالوب الموقع الذي يندمج فيه الحيوان المنوي مع البويضة إذا نجحت عملية الإخصاب.

مثال ١: تحديد التراكيب التي تحتوي على الخلايا المُهدَّبة

يوضِّح الشكل الآتي المنظر الأمامي للجهاز التناسلي الأنثوي.

في أيِّ جزء يَكثُر وجود الخلايا الطلائية المُهدَّبة؟

الحل

تؤدِّي الخلايا الطلائية المُهدَّبة، دَوْرًا مُهِمًّا في تحريك المواد عبر المسارت والقنوات في جسم الإنسان. على سبيل المثال، ثمَّة خلايا طلائية مُهدَّبة في الجهاز التناسلي الأنثوي، مسئولة عن توجيه البويضة من المبيض في قناة فالوب نحو الرَّحِم.

تَنطلِق البويضة من المبيض، وهو ما يُشير إليه الرمز (ج) في الشكل، من خلال عملية تُسمَّى التبويض. بعد ذلك، تتحرَّك البويضة نحو الرَّحِم؛ حيث ينغرس الجنين إذا خَصَّب الحيوان المنوي البويضة. إذن الجنين مرحلة أوَّلية من نمو الإنسان تَعقُب انقسام هذه البويضة المخصَّبة. ومعظم هذه الحركة تُحدِثها الخلايا المُهدَّبة الموجودة في قناتَيْ فالوب. إذا خَصَّب الحيوان المنوي البويضة، فسيَحدُث ذلك على الأرجح في إحدى قناتَيْ فالوب.

يُمثِّل الرمز (أ) في الشكل عنق الرَّحِم، وهو نسيج يُوجَد عند قاعدة الرَّحِم. ويمثِّل الرمز (د) المهبل، الذي يستقبل عادة الحيوانات المنوية بداخله خلال الاتصال الجنسي لكي تُخصِّب البويضة. وقناة فالوب يُشير إليها الرمز (ب).

إذن الجزء الذي يَكثُر فيه وجود الخلايا الطلائية المُهدَّبة بالجهاز التناسلي الأنثوي هو الجزء (ب)؛ أيْ قناة فالوب.

يُعَدُّ الرَّحِم عضوًا مجوَّفًا في منطقة الحوض عند المرأة. للرَّحِم جدار عضلي غني بالأوعية الدموية وعضلات ملساء تَسمَح له بالانقباض.

الدَّوْر الرئيسي للرَّحِم هو توفير مكان لانغراس الجنين. عندما يُخصِّب الحيوان المنوي البويضة، تتكوَّن في البداية خلية تُسمَّى زيجوتًا. وبعد أن ينقسم هذا الزيجوت، يُسمَّى جنينًا. لا يوفِّر الرَّحِم مكانًا لانغراس هذا الجنين فحسب، لكنه يمثِّل أيضًا موطنًا ليتطوَّر فيه الجنين الذي ينمو خلال فترة الحمل التي تبلغ 9 شهور. ثمَّة أربطة داخل الجهاز التناسلي الأنثوي تؤدِّي دَوْرًا في تدعيم الرَّحِم والإبقاء عليه في مكانه خلال فترة الحمل.

عند قاعدة الرَّحِم، يُوجَد نسيج يُسمَّى عُنق الرَّحِم. هذا العنق يَصِل الرَّحِم بالتجويف المهبلي.

المهبل قناةٌ يحتوي جدارها على عضلات ملساء يَصِل طوله إلى حوالي 7 cm، ويختلف هذا من امرأة لأخرى. يمتدُّ المهبل من عُنق الرَّحِم إلى الأعضاء التناسلية الخارجية، وهو التركيب الذي يكون عادة مسئولًا عن استقبال الحيوانات المنوية من قضيب الرجل أثناء الاتِّصال الجنسي.

والمهبل مُبطَّن بغشاء مخاطي، لكي يُحافِظ على ترطيبه بشكلٍ أساسي من خلال السائل المرطِّب الذي تُفرِزه غُدَد عُنق الرَّحِم والغُدَد الموجودة في الجزء الخلفي من الفتحة المهبلية، التي تُفرِز سوائل لترطيب المهبل. كما يتمدَّد المهبل أثناء المخاض، وهو ما يُطلَق عليه عادة عملية الولادة أو الوضْع. وللمهبل أوجُه تكيُّف أخرى مُفيدة، مثل أن الرقم الهيدروجيني الحمضي له يتراوح عادة ما بين 3.8 و4.5، وبيئته الداخلية تضم بكتيريا «نافعة»، لكي تَحميه من الكائنات الحية الدقيقة الخَطِرة.

بمجرد دخول الحيوانات المنوية إلى المهبل، ستحاول معظم الحيوانات المنوية التوجُّه إلى داخل الرَّحِم عبر عنق الرَّحِم. ومن ثَمَّ، يُمكن للحيوانات المنوية الوصول إلى إحدى قناتَيْ فالوب في محاولة لإخصاب البويضة.

دعونا نلقِ نظرةً بمزيد من التفصيل كيف يُمكن أن تتغيَّر بعض هذه التركيبات في الجهاز التناسلي عند الأنثى على مدار حياتها وبشكلٍ شهري.

عندما يبدأ سن البلوغ، يبدأ جسم المرأة بالاستعداد لإمكانية التكاثر من خلال تغيُّرات جسدية وعاطفية وعقلية. ويتحكَّم في التغيُّرات التي تَحدُث خلال سن البلوغ هرمونات، مثل الإستروجين والبروجسترون، تُفرَز بشكل أساسي من المبيضين.

أحد هذه التغيُّرات التي تتعرَّض لها المرأة عادة عند بدء سن البلوغ هو بداية دَوْرة الطمث. تَصِف دَوْرة الطمث التغيُّرات الشهرية المنتظِمة تقريبًا في إفراز الهرمونات التي تسبِّب حدوث التغيُّرات في الجهاز التناسلي الأنثوي. أحد التغيُّرات التي تَحدُث خلال دَوْرة الطمث هي سُمك بطانة الرَّحِم، وهو ما قد تُلاحِظه موضَّحًا في الشكل 4 الموضَّح الآتي.

تبدأ دَوْرة الطمث بالحيض، الذي يُعرَف أحيانًا بفترة الحيض. التي نلاحِظ استمرارها من يوم 0 إلى 6 تقريبًا في الشكل 4. وتكون بطانة الرَّحِم، التي تُعرَف أحيانًا بالغشاء المبطِّن للرَّحِم، غنية بالإمداد الدموي. أثناء فترة حيض الأنثى، تَخرُج بطانة الرَّحِم من المهبل مصحوبة بدم، ويبدأ ذلك أحيانًا بانقباضات مؤلِمة في العضلات الملساء الموجودة في جدار الرَّحِم. على الرغم من أن هذا التمثيل البياني يوضِّح أن مدَّة ذلك حوالي 6 أيام، فإن مدَّة فترة الحيض تتفاوت. يُمكن أن تتغيَّر دَوْرة الطمث، وتتفاوت بين النساء، لكن الدَّوْرة الكاملة تستمرُّ عادة حوالي 28 يومًا من بداية فترة الحيض إلى بداية الدورة التالية.

بعد فترة الطمث، يبدأ تكوين بطانة الرَّحِم مجدَّدًا، كما تلاحِظ من يوم 8 إلى 18 تقريبًا في الشكل 4. تتحكَّم أيضًا في هذه العملية الهرمونات الجنسية التي تُطلَق بشكل أساسي من المبيضين. عندما يكتمل تكوين بطانة الرَّحِم، تكون جاهزة لاستقبال البويضة المُخصَّبة في عملية تُسمَّى الانغراس. تظلُّ بطانة الرَّحِم سميكة حتى 28 يومًا تقريبًا قبل تكرار دَوْرة الطمث مرَّة أخرى.

لكي يُخصِّب الحيوان المنوي البويضة، يجب أن تُطلَق البويضة أولًا من المبيض في عملية تُسمَّى التبويض. وتتحكَّم في هذه العملية أيضًا الهرمونات الجنسية، وتَحدُث شهريًّا تقريبًا عندما تكون بطانة الرَّحِم سميكة. تُطلَق عادةً بويضةٌ واحدةٌ فقط في كلِّ دَوْرة طمث، ويتبادل المبيضان إطلاقها كلَّ شهر. إذا انغرست البويضة المخصَّبة في جدار الرَّحِم، فبعد مرور 9 شهور تقريبًا، تؤدِّي العضلات الملساء الموجودة في الرَّحِم دَوْرًا آخَر في الانقباضات التي تدفع الطفل خارج الرَّحِم في عملية الولادة.

تستمرُّ دَوْرة الطمث، كلَّ شهر تقريبًا، حتى حدوث الحمل أو الوصول إلى سن انقطاع الطمث. بعد حدوث الحمل، تبدأ عادة دَوْرة طمث جديدة مرَّة أخرى، لكن عند الوصول إلى سن انقطاع الطمث يتوقَّف ذلك تمامًا. هذا يعني أن المرأة لم يَعُد بإمكانها الحيض أو التبويض. يتوقَّف التبويض عندما يصبح مبيضاها غير نَشِطين بسبب انخفاض في الإفرازات الهرمونية. يَتمتَّع معظم النساء بالخصوبة، والقُدْرة على الإنجاب بين البلوغ وسن انقطاع الطمث، وهو ما يَحدُث عند الاقتراب من منتصف العُمر الذي يبلغ 51 سنة.

هيَّا نلقِ نظرةً على كيفية نمو البويضات وإطلاقها من المبيض.

يتكوَّن المبيض الأنثوي من العديد من الأكياس الصغيرة المملوءة بالسوائل تُسمَّى الحويصلات، وتحتوي كلٌّ منها على بويضة غير مكتمِلة النضج. يُطلَق على عملية إنتاج بويضة ناضجة وتطوُّرها تكوين البويضة، وتبدأ حتى قبل ولادة المرأة وهي ما تزال جنينًا!

ثمَّة ثلاث مراحل رئيسية لتكوين البويضة: التضاعُف، والنمو، والنضج. يُمكنك الاطِّلاع على الخلايا خلال مراحل النمو المختلفة في الصورة المجهرية لمقطع عرضي في المبيض الموضَّحة فيما يأتي.

يوضِّح الشكل 6 ما يَحدُث في الصورة المجهرية بمزيد من التفصيل.

أولًا: دعونا نلقِ نظرةً على مرحلة التضاعُف.

عندما تكون الأنثى جنينًا يتراوح عُمره من 8–20 أسبوعًا، يَنقسم العديد من خلاياه ويتضاعف ميتوزيًّا. يُطلَق على البويضات غير المكتملة النضج في هذه المرحلة البويضات الأوَّلية، أو الخلايا الجرثومية الأمِّية. الخلايا الجرثومية الأمِّية خلايا ثنائية الصيغة الصبغية تُنتِج الخلايا التناسلية عند كلٍّ من الذكور والإناث. في الذكور تتحوَّل الخلايا الجرثومية الأمِّية إلى حيوانات منوية في الخصيتين، وفي الإناث تتحوَّل الخلايا الجرثومية الأمِّية إلى خلايا بيضية في المبيضين. وبما أن الخلايا الجرثومية الأمِّية خلايا ثنائية الصيغة الصبغية، فهي تحتوي على مجموعة كاملة من الكروموسومات عددها 46 كروموسومًا.

عملية تضاعُف الخلايا هي المرحلة الأولى من تكوين البويضة، وتُنتِج خلايا ثنائية الصيغة الصبغية تُسمَّى أمَّهات البيض (ومفردها: خلية أم البيض)، كما ترى في الشكل 6. تستمرُّ هذه العملية حتى بضعة أسابيع قبل الولادة.

بعد ذلك، دعونا نلقِ نظرةً على مرحلة النمو.

المرحلة الثانية من تكوين البويضة هي مرحلة النمو، التي تَحدُث أيضًا في المبيضين، وما تزال الأنثى جنينًا. يزداد حجم كلِّ خلية من خلايا أمَّهات البيض لتصبح خلية بيضية أوَّليَّة في مرحلة النمو، كما هو موضَّح في الشكل 6. كما تصبح الحويصلة التي تحتوي على الخلية البيضية غنية بالمغذِّيات مثل البروتينات والهرمونات. تبدأ الخلايا البيضية الأوَّليَّة في عملية انقسام ميوزي أوَّل، يتوقَّف عند الطَّوْر التمهيدي في هذه المرحلة المبكِّرة. وبما أن الخلايا البيضية الأوَّليَّة لم تُكمِل بعد الانقسام الميوزي، فهي أيضًا خلايا ثنائية الصيغة الصبغية، كما نرى في الشكل 7. تظلُّ الخلايا البيضية الأوَّليَّة ساكنة في حويصلاتها حتى يبدأ التبويض عند البلوغ.

في بعض الأحيان تُصنَّف مراحل تكوين البويضة تبعًا لما كانت تَحدُث به قبل ولادة الجنين، وتُسمَّى أحيانًا تكوين البويضة قبل الولادة، أو تكوين البويضة بعد الولادة.

بالرغم من أن أوَّل مرحلتين من تكوين البويضة يكونان قبل الولادة، فإن المرحلة الأخيرة من تكوين البويضة تكون بعد الولادة، وخلالها تَصِل الخلايا البيضية إلى مرحلة النضج. يَحدُث هذا في الأنثى بمجرد أن تبدأ دَوْرة الطمث، ويَحدُث ذلك بتحفيز من الهرمونات خلال التبويض. مرحلة النضج تمثِّل كيفية تحوُّل الخلايا البيضية الأوَّليَّة إلى خلايا بيضية ثانوية، كما ترى في الشكل 6.

ويشتمل الانقسام الميوزي على مرحلتين من الانقسام. تُكمِل الخلايا البيضية الأوَّليَّة المرحلة الأولى من الانقسام الميوزي، انقسامًا ميوزيًّا أوَّل، يَقسم النواة لإنتاج خليتين بنويتين أحاديتي الصيغة الصبغية. تذكَّر أن هذه العملية بدأت خلال مرحلة تكوين البويضة قبل الولادة، لكنها توقَّفت خلال الطَّوْر التمهيدي الأول.

ينتقل نصْف المادة الوراثية للخلية البيضية الأوَّليَّة إلى خلية تُسمَّى الخلية البيضية الثانوية، وينتقل النصْف الآخَر من المادة الوراثية إلى خلية غير وظيفية أصغر بكثير تُسمَّى الجسم القطبي الأول. وبما أنهما يحتويان على نصْف المادة الوراثية للخلية الجسمية العادية، فإن كلًّا من الخلية البيضية الثانوية والجسم القطبي الأوَّل يكونان أحاديي الصيغة الصبغية. الجسم القطبي خليةٌ أصغر بكثير تحتوي على مقدار ضئيل جدًّا من السيتوبلازم، وأحيانًا يُوصَف بأنه غير وظيفي؛ لأنه لن يتحوَّل إلى بويضة ناضجة.

يبدأ الانقسام الميوزي الثاني، وهو المرحلة الثانية من الانقسام الميوزي، بعد اكتمال الانقسام الميوزي الأوَّل، لكنه سيتوقَّف في الطَّوْر الاستوائي قبل انقسام الخلية البيضية الثانوية والجسم القطبي الأول. ولن يكتمل الانقسام الميوزي الثاني لتكوين بويضة ناضجة إلَّا إذا خصَّب حيوان منوي الخلية البيضية الثانوية بنجاح.

يُمكنك أن ترى ملخَّصًا في الشكل 7، يوضِّح تغيُّر عدد الكروموسومات خلال الانقسامين الميتوزي والميوزي في كلِّ مرحلة من مراحل تكوين البويضة، ثم الإخصاب.

لتلخيص عملية تكوين البويضة، كما نرى في الشكل 7، أولًا: تَنقسم خلية أم البيض ميتوزيًّا لتتحوَّل إلى خلية بيضية أوَّليَّة . تخضع الخلية البيضية الأوَّليَّة لانقسام ميوزي أول لتكوين خلية بيضية ثانوية والجسم القطبي الأول . ثم يخضع كلٌّ من هذه الخلايا الثنائية الصيغة الصبغية إلى انقسام ميوزي ثانٍ، يكتمل فور إخصاب حيوان منوي للخلية البيضية الثانوية بنجاح، لتكوين 3 أجسام قطبية ثانوية وبويضة واحدة ناضجة.

وتُوجَد الخلية البيضية الثانوية داخل حويصلة تُسمَّى حويصلة جراف. عند حدوث التبويض وإنتاج الخلية البيضية الثانوية، تنفجر حويصلة جراف، كما ترى في المرحلة 4 من الشكل 6، وتُطلَق الخلية البيضية الثانوية داخل قناة فالوب.

بمجرد خروج الخلية البيضية الثانوية من المبيض، تتحوَّل حويصلة جراف إلى تركيب يُسمَّى الجسم الأصفر، وهو الموضَّح في المرحلة 5 من الشكل 6. إذا خُصِّبت الخلية البيضية الثانوية، فسيقوم الجسم الأصفر بإطلاق الهرمونات التي تتحكَّم في مراحل الحمل المبكِّرة. إذا لم تُخصَّب الخلية البيضية الثانوية، يبدأ الجسم الأصفر في الضمور وهو ما يتسبَّب في تقليل إفراز الهرمونات وتحفيز بدء الطمث.

تلخِّص الصورة الموضَّحة في الشكل 8 العمليات الأساسية التي تَحدُث لتحويل خلية أم البيض إلى بويضة مخصَّبة.

كما ذكرنا، لن يكتمل الانقسام الميوزي الثاني إلَّا إذا خصَّب حيوان منوي البويضة. وعندما يَحدُث ذلك، ستَنقسم الخلية البيضية الثانوية مرَّة ثانية، وتكوِّن بويضة وجسمًا قطبيًّا ثانيًا. كما يَنقسم أيضًا الجسم القطبي الأول مرَّة ثانية، كما تلاحِظ في الشكل 7، ويُنتِج جسمين قطبيين ثانويين آخَرين. إذن النواتج النهائية للانقسام الميوزي هي ثلاثة أجسام قطبية تتحلَّل عادة، وبويضة واحدة ناضجة يخصِّبها حيوان منوي. في بعض الأحيان، تَبقَى الأجسام القطبية وتؤدِّي دَوْرًا في تطوُّرات دورة الحياة المستقبلية للكائن الحي.

لكنْ كيف يُحفِّز الحيوان المنوي اكتمال الانقسام الميوزي الثاني؟

تحتوي حويصلة جراف التي تُحيط بالخلية البيضية الثانوية على العديد من الخلايا الحويصلية الصغيرة حين تكون في المبيض. عندما تتحرَّر من المبيض عند حدوث التبويض، يظلُّ بعضٌ من الخلايا الحويصلية مرتبطًا بالخلية البيضية الثانوية، مكوِّنًا تركيبًا طبقيًّا يُعرَف بالإكليل الشعاعي الذي يُحيط بالبويضة.

يتكوَّن الإكليل الشعاعي من عدَّة طبقات خلوية سميكة. يُعتقَد أن الخلية البيضية تُفرِز حشوة جليكوبروتين داخل خلوية خارج الغشاء الخلوي للخلية البيضية تحتوي على كربوهيدرات، وبروتينات، ومادة تُسمَّى حمض الهيالويورنيك. يُمكنك أن ترى طبقة الحشوة هذه في الشكل 9، التي يُشار إليها عادة باعتبارها الغلاف الهُلامي، أو بشكلٍ أكثر دقَّة المنطقة الشفَّافة في الثدييات مثل البشر. يجب أن يَخترِق الحيوان المنوي هذه الطبقة الهلامية الشكل لكي يَحدُث الإخصاب.

عندما يخترق الحيوان المنوي، الإكليل الشعاعي للخلية البيضية الثانوية، فإنه يُفرِز إنزيمات من جزء في رأس الحيوان المنوي يُسمَّى الجسيم القِمِّي. تُساعِد هذه الأنزيمات في اختراق الطبقات الخارجية للبويضة. على الرغم من أن العديد من إنزيمات الحيوانات المنوية يَعمَل على إذابة الطبقات الخارجية للبويضة، فإن حيوانًا منويًّا واحدًا فقط يُمكنه الدخول إلى سيتوبلازم الخلية البيضية الثانوية. يُنشِّط ذلك اكتمال الانقسام الميوزي الثاني في الخلية البيضية الثانوية، مكوِّنًا بويضةً ناضجةً، ويُمكن أن تندمج البويضة والحيوان المنوي معًا أثناء الإخصاب.

وثمَّة عملية تُشبه تكوين البويضة تَحدُث في الجهاز التناسلي الذكري، لتكوين الحيوانات المنوية. هذه العملية تُسمَّى تكوين الحيوانات المنوية. يوضِّح الشكل 10 هاتين العمليتين جنبًا إلى جنب، وبذلك يُمكننا إلْقاء نظرة على الاختلافات بين العمليتين.

في عمليتَيْ تكوين الحيوان المنوي وتكوين البويضة، تكون المراحل الأوَّلية للتضاعُف هي نفسها من خلال الانقسام الميتوزي والنمو. عند هذه المرحلة، تختلف العمليتان. خلال مرحلة النضج في تكوين البويضة، تَنتُج خلايا بيضية ثانوية كبيرة وجسم قطبي صغير في الانقسام الميوزي الأول. ويَنقسم الجسم القطبي الصغير في النهاية إلى جسمين ثم يتحلَّل عادةً كلٌّ منهما. لكن خلال مرحلة النضج في تكوين الحيوان المنوي، تَنتُج خليتان منويتان من خلية منوية أوَّليَّة واحدة في الانقسام الميوزي الأول.

يتطلَّب تكوين البويضة حدوث التبويض وبعد ذلك الإخصاب من خلال حيوان منوي لتكتمل عملية الانقسام الميوزي الثاني، التي تُنتِج بويضةً كبيرةً وجسمًا قطبيًّا آخَر يتحلَّل عادةً في النهاية. يكتمل تكوين الحيوان المنوي بشكلٍ مستقلٍّ عن عملية الإخصاب، ويَحدُث الانقسام الميوزي الثاني في خليتين منويتين ثانويتين، وهو ما يكوِّن أربعة حيوانات منوية أحادية الصيغة الصبغية. كما يتضمَّن تكوين الحيوان المنوي مرحلة أخيرة؛ حيث تتحوَّل الطلائع المنوية إلى حيوانات منوية أحادية الصيغة الصبغية قادِرة على إخصاب البويضة.

إذن بينما يُنتِج تكوين البويضة في النهاية بويضةً كبيرةً من خلية جرثومية أمِّية، يُنتِج تكوين الحيوان المنوي في النهاية أربع حيوانات منوية أصغر بكثير من خلية جرثومية أمِّية.

مثال ٤: تحديد عدد البويضات التي يُمكن إنتاجها من كلِّ خلية تبدأ في الانقسام الميوزي

ما عدد البويضات التي تَنتُج من كلِّ خلية تبدأ في الانقسام الميوزي؟

الحل

الانقسام الميوزي عمليةٌ تتكوَّن فيها الجاميتات أو الخلايا الجنسية. وبما أن الانقسام الميوزي يتضمَّن انقسامين، فسيؤدِّي ذلك إلى إنتاج خلايا أحادية الصيغة الصبغية تحتوي على نصْف المادة الوراثية للخلية الجسمية العادية، ونمثِّلها بالرمز «». وخلايا ثنائية الصيغة الصبغية تحتوي على المادة الوراثية الكاملة للخلية الجسمية العادية، ونمثِّلها بالرمز «».

يَحدُث الانقسام الميوزي عند الاقتراب من نهاية عملية تكوين البويضات، التي تَنتُج خلالها البويضة. يُمكنك أن ترى مراحل حدوث هذه العملية التي تتضمَّن الانقسام الميوزي في الشكل الموضَّح الآتي.

يُستأنَف الانقسام الميوزي الأول في الأنثى عندما تبدأ التبويض. يُحوِّل الانقسام الميوزي الأوَّل الخلية البيضية الأوَّليَّة إلى خلية بيضية ثانوية وخلية أصغر بكثير تُسمَّى الجسم القطبي الأول. وسيبدأ الانقسام الميوزي الثاني، لكنَّه لن يكتمل إلَّا عندما يخصِّب الحيوان المنوي البويضة. تنقسم الخلية البيضية الثانوية خلال الانقسام الميوزي الثاني، ليُنتِج بويضةً كبيرةً أحادية الصيغة الصبغية وجسمًا قطبيًّا آخَر صغيرًا. كما يَنقسم الجسم القطبي الأوَّل خلال الانقسام الميوزي الثاني؛ ومن ثَمَّ يُنتِج الانقسام الميوزي الثاني في المجمل بويضةً كبيرةً وثلاثة أجسام قطبية صغيرة. وتتحلَّل عادةً الأجسام القطبية في النهاية.

إذن عدد البويضات التي تَنتُج من كلِّ خلية تبدأ في الانقسام الميوزي هو بويضةٌ واحدةٌ.

دعونا نلخِّص بعض النقاط الرئيسية التي تناوَلناها في هذا الشارح.