في هذا الشارح، سوف نتعلَّم كيف نَصِف الرابطة التساهمية بدلالة التجاذب الكهروستاتيكي بين النَّوى الذرية وأزواج الإلكترونات المُشَاركَة.
المركبات التساهمية عبارة عن جزيئات تحتوي على روابط تساهمية. فالمحيطات مليئة بجزيئات الماء المترابطة تساهميًّا، وعرضها نحو 0.3 nm، والهواء الجوي يتكوَّن من جزيئات تساهمية لا يزيد حجمها على 0.5 nm. وتوجد المركبات التساهمية الصغيرة في جميع أرجاء العالم، ولا بد من وجود قاعدة عامة تفسِّر ميل ذرات العناصر اللافلزية في أغلب الأحيان إلى تكوين روابط تساهمية. يستخدم العلماء عادةً قاعدة الثمانيات لشرح أسباب تكوين ذرات العناصر اللافلزية مركبات مرتبطة بروابط تساهمية. ويستخدمون قاعدة الثمانيات لتوضيح لماذا تكوِّن ذرات اللافلزات في معظم الأحيان مركبات تساهمية صغيرة مستقرة.
تعريف: الرابطة التساهمية
الروابط التساهمية عبارة عن روابط كيميائية تتكوَّن عندما تتشارك ذرتان لا فلزيتان زوجًا أو أكثر من الإلكترونات.
وقاعدة الثمانيات فرضية علمية بسيطة للغاية. تنص على أن الذرات عادةً ما تتشارك الإلكترونات أو تنقلها؛ لأن هذا يساعدها في الحصول على ثمانية إلكترونات تكافؤ، والوصول إلى توزيع إلكتروني مماثل للتوزيع الإلكتروني لذرة غاز نبيل. والعديد من ذرات اللافلزات يمكن أن تصل فعليًّا إلى توزيع إلكتروني مماثل لذرة غاز نبيل إذا شاركت إلكترونًا أو أكثر مع ذرات لا فلزات أخرى. ويمكن إعادة صياغة هذه العبارة وقول إن ذرات اللافلزات يمكن أن تصل إلى توزيع إلكتروني مماثل لذرة غاز نبيل إذا كوَّنت رابطة تساهمية أو أكثر؛ لأن الروابط التساهمية ليست سوى أزواج من الإلكترونات المشتركة. يوضِّح الشكل الآتي التوزيع الإلكتروني لثلاث ذرات لغازات نبيلة تقوم على أساسها قاعدة الثمانيات. ولذرات الغازات النبيلة توزيع إلكتروني مستقر للغاية؛ لأن لها ثمانية إلكترونات تكافؤ.
تعريف: قاعدة الثمانيات
تنص قاعدة الثمانيات على أن الذرات عادةً ما تنقل الإلكترونات أو تتشاركها؛ لأن هذا يساعدها في الحصول على ثمانية إلكترونات تكافؤ، وتوزيع إلكتروني مماثل للتوزيع الإلكتروني لذرة غاز نبيل.
يوضِّح الشكل الآتي أن ذرة الأكسجين الواحدة يمكن أن تحصل على توزيع إلكتروني مماثل للتوزيع الإلكتروني لذرة غاز نبيل إذا كوَّنت رابطتين تساهميتين أحاديتين مع ذرتَي هيدروجين. ويوضِّح الشكل أن ذرة الأكسجين تحتوي على ستة إلكترونات تكافؤ عندما لا تكون مرتبطة، وثمانية إلكترونات تكافؤ عندما تكوِّن رابطتين تساهميتين مع ذرتَي هيدروجين. وحينها يصبح التوزيع الإلكتروني لذرة الأكسجين أكثر استقرارًا في حالة تكوين رابطتين تساهميتين مع ذرتَي هيدروجين. عندما تكوِّن ذرة الأكسجين رابطتين تساهميتين مع ذرتَي هيدروجين، يصبح لها توزيع إلكتروني مماثل للتوزيع الإلكتروني لذرة النيون.
مثال ١: فهم ماهية قاعدة الثمانيات وتعريفها
أيٌّ من الآتي يُعرِّف قاعدة الثمانيات؟
- قاعدة تُشِير إلى ميل الذرة إلى امتلاك أغلفة تكافؤ فارغة.
- قاعدة تُشِير إلى ميل الذرة إلى امتلاك 8 إلكترونات في غلاف التكافؤ.
- قاعدة تُشِير إلى ميل الإلكترونات إلى الدوران حول الذرة في أغلفة الطاقة.
- قاعدة تُشِير إلى ميل الإلكترونات إلى الاستقرار داخل نواة الذرة.
الحل
قاعدة الثمانيات فرضية علمية بسيطة. تنص على أن الذرات عادةً ما تنقل الإلكترونات أو تتشاركها؛ لأن هذا يساعدها في الحصول على ثمانية إلكترونات تكافؤ، وتوزيع إلكتروني مماثل للتوزيع الإلكتروني لذرة غاز نبيل عالية الاستقرار. والعديد من ذرات اللافلزات له بضعة إلكترونات في الغلاف الخارجي، ويمكنه الوصول إلى توزيع إلكتروني مماثل للتوزيع الإلكتروني لذرة غاز نبيل إذا شارك إلكترونًا أو أكثر مع ذرات لا فلزية أخرى. يمكننا استخدام هذه العبارات لتحديد أن الخيار ب هو الإجابة الصحيحة لهذا السؤال.
الروابط التساهمية مستقرة؛ وذلك بسبب قوى الجذب والتنافر الكهروستاتيكية بين البروتونات والإلكترونات في الذرات المترابطة تساهميًّا. يوجد تنافر كهروستاتيكي بين الجسيمات التي لها شحنات متشابهة، وجذب كهروستاتيكي بين الجسيمات التي لها شحنات متعاكسة. وقوى الجذب تجذب الذرات بعضها نحو بعض، وقوى التنافر تدفع الذرات بعضها بعيدًا عن بعض. وفي النهاية، تصبح الذرات على مسافة مستقرة تتوازن فيها قوى الجذب والتنافر الكهروستاتيكية.
مثال ٢: توازن القوى في رابطة تساهمية
يعتمد استقرار الرابطة التساهمية على التوازن بين قوى الجذب والتنافر بين الإلكترونات والأنوية الموجودة في الذرات المترابطة.
- أيٌّ من التالي يُمثِّل وصفًا صحيحًا لقوى الجذب والتنافر في الرابطة التساهمية؟
- تنفر الإلكترونات من النواة، ويتنافر بعضها من بعض.
- تنجذب الإلكترونات إلى النواة، ويتنافر بعضها من بعض.
- تنجذب الإلكترونات إلى النواة، وينجذب بعضها إلى بعض.
- تنفر الإلكترونات من النواة، وينجذب بعضها إلى بعض.
- ما الجُسيمات التي تتداخل لإنتاج قوة الجذب بين الذرات في الرابطة التساهمية؟
- الإلكترونات والنيوترونات.
- البروتونات والبروتونات.
- الإلكترونات والإلكترونات.
- البروتونات والإلكترونات.
- البروتونات والنيوترونات.
الحل
الجزء الأول
يوجد جذبٌ كهروستاتيكي بين الجسيمات المتعاكسة الشحنة، وتنافرٌ كهروستاتيكي بين الجسيمات ذات الشحنات المتشابهة. الإلكترونات جسيمات سالبة الشحنة، وتحتوي النواة على بروتونات موجبة الشحنة. يجب أن تنجذب الإلكترونات إلى النواة الموجبة الشحنة، وأن يتنافر بعضها من بعض. وهذه العبارة تُطابِق الخيار ب أكثر من أيٍّ من الخيارات الأخرى المذكورة. إذن يمكننا استخدام هذه العبارات لتحديد أن الخيار ب هو الإجابة الصحيحة لهذا السؤال.
الجزء الثاني
تُظهر الجسيمات المتعاكسة الشحنة تجاذبًا كهروستاتيكيًّا. تنجذب البروتونات والإلكترونات بعضها إلى بعض؛ لأن البروتونات لها شحنة كهروستاتيكية موجبة ، والإلكترونات لها شحنة كهروستاتيكية سالبة . ويمكننا استخدام هذه العبارة لتحديد أن الخيار د لا بد أنه الإجابة الصحيحة لهذا السؤال.
مخططات بنى لويس عبارة عن رسوم توضيحية بسيطة توضِّح كيفية تشارك إلكترونات غلاف التكافؤ بين الذرات في المركبات المترابطة تساهميًّا أو أيونيًّا. ويُمثَّل كل إلكترون في غلاف التكافؤ بنقطة أو علامة x صغيرة، وتمثَّل النوى الذرية وإلكتروناتها الداخلية بالرموز الكيميائية، مثل ، .
غاز الهيدروجين () له بنية من أبسط بنى لويس؛ لأن جزيئات الهيدروجين تحتوي على ذرتَي هيدروجين فقط ()، وكل ذرة هيدروجين لها إلكترون واحد في غلاف التكافؤ. ويوضِّح الشكل الآتي جزيء الهيدروجين ومخطط بنية لويس له.
أحد إلكترونَي التكافؤ ممثَّل بنقطة حمراء، والآخر ممثَّل بنقطة سوداء. واستعملنا اللونين المتباينين الأحمر والأسود، لمساعدة القارئ في التمييز بين إلكترون التكافؤ في ذرة الهيدروجين الأولى وإلكترون التكافؤ في ذرة الهيدروجين الثانية. وسنستخدم نقاطًا باللونين المتباينين الأحمر والأسود في هذا الشارح لنساعد القارئ في التمييز بين إلكترونات التكافؤ في الذرات المترابطة تساهميًّا.
تعريف: مخطط بنية لويس
مخططات بنى لويس عبارة عن رسوم توضيحية بسيطة توضِّح كيفية مشاركة أو انتقال الإلكترونات بين الذرات في المركبات المترابطة تساهميًّا أو أيونيًّا.
ويمكن أيضًا رسم مخططات بنى لويس بحيث تُمثَّل الرابطة التساهمية بخطٍّ مستقيم. الشكل الآتي يقارِن بين مخططات بنى لويس لجزيء الهيدروجين () وجزيء الأمونيا (). نرسم جزيء الهيدروجين به خطٌّ واحد مستقيم؛ لأنه يحتوي على رابطة تساهمية أحادية بين ذرتَي الهيدروجين (). ونرسم جزيء الأمونيا به ثلاثة خطوط مستقيمة؛ لأنه يحتوي على ثلاث روابط تساهمية بين النيتروجين والهيدروجين (). وكل خط مستقيم يُستخدم لتمثيل رابطة تساهمية واحدة. ويجب أن نلاحظ هنا أن إلكترونات التكافؤ غير المرتبطة في ذرة النيتروجين ممثَّلة بزوجٍ من النقاط الصغيرة. والزوج غير المرتبط من إلكترونات التكافؤ يُسمَّى زوجًا حرًّا من الإلكترونات
تعريف: الزوج الحر من الإلكترونات
الزوج الحر من الإلكترونات عبارة عن إلكترونين من إلكترونات التكافؤ غير مشاركين في أي رابطة كيميائية.
تعريف: زوج الرابطة
زوج الرابطة عبارة عن إلكترونين من إلكترونات التكافؤ يكوِّنان رابطة كيميائية.
ويوضِّح الشكلان الآتيان مخطَّطات بنى لويس لمركبين بسيطين شائعين. يوضِّح الشكل الأول مخطط بنية لويس لجزيء الماء () ويوضِّح الشكل الثاني مخطط بنية لويس لجزيء الميثان (). ويُظهر مخطط بنية لويس أن ذرتَي الأكسجين والكربون يمكنهما الوصول إلى توزيع إلكتروني مماثل للتوزيع الإلكتروني لذرة غاز نبيل، إذا كوَّنتا العدد الصحيح من الروابط التساهمية مع ذرات الهيدروجين. يمكن أن تحصل ذرة الأكسجين على توزيع إلكتروني مماثل للتوزيع الإلكتروني لذرة غاز نبيل إذا كوَّنت ذرة الأكسجين رابطتَي () مع ذرتَي هيدروجين. ومن الممكن أن تحصل ذرة الكربون على توزيع إلكتروني مماثل للتوزيع الإلكتروني لذرة غاز نبيل إذا كوَّنت أربع روابط () مع أربع ذرات هيدروجين.
مثال ٣: فهم الجسيمات الموضَّحة في مخططات لويس النقطية
أيٌّ ممَّا يلي يظهر بمخطط لويس النقطي؟
- بروتونات التكافؤ في العنصر.
- النيوترونات والبروتونات والإلكترونات في العنصر.
- إلكترونات التكافؤ في العنصر.
- الإلكترونات في آخر غلافين في العنصر.
- جميع الإلكترونات في العنصر.
الحل
مخططات بنى لويس عبارة عن رسوم توضيحية توضِّح كيفية مشاركة أو انتقال إلكترونات بين الذرات في المركبات المترابطة تساهميًّا أو أيونيًّا. وتُمثَّل إلكترونات التكافؤ بنقاطٍ صغيرة بسيطة في مخططات بنى لويس، وتُمثَّل النواة الذرية وإلكتروناتها الداخلية بالرموز الكيميائية. يمكننا استخدام هذه العبارات لتحديد أن الخيار ج هو الإجابة الصحيحة لهذا السؤال.
تكوِّن بعض الذرات ما يُسمَّى بالروابط التساهمية المزدوجة عندما تشارك كل ذرة بإلكترونَي تكافؤ. ويوضِّح الشكل الآتي رابطة تساهمية مزدوجة بين ذرتَي أكسجين. تحتوي الرابطة المزدوجة إجمالًا على أربعة إلكترونات تكافؤ. ويأتي إلكترونان من إحدى ذرتَي الأكسجين، ويأتي الإلكترونان الآخران من ذرة الأكسجين الأخرى. ويمكن تفسير تكوين الرابطة التساهمية المزدوجة بقاعدة الثمانيات. تحتوي ذرة الأكسجين على ستة إلكترونات تكافؤ في حال عدم تكوين روابط، وتحتوي على ثمانية إلكترونات تكافؤ عندما تكوِّن رابطة تساهمية مزدوجة مع ذرة أكسجين أخرى. وتحصل ذرة الأكسجين على توزيع إلكتروني مماثل للتوزيع الإلكتروني لذرة النيون عندما تكوِّن رابطة مزدوجة مع ذرة أكسجين أخرى.
وينبغي ألا نتفاجأ بأن بعض الذرات أيضًا يمكنها مشاركة ثلاثة إلكترونات تكافؤ مع ذرات أخرى للحصول على توزيع إلكتروني مماثل للتوزيع الإلكتروني لذرة غاز نبيل. يساعد تكوين الروابط التساهمية المزدوجة والثلاثية الذرات في الحصول على ثمانية إلكترونات تكافؤ والوصول إلى توزيع إلكتروني أكثر استقرارًا. ويوضِّح الشكل الآتي كيف يمكن لذرة نيتروجين واحدة أن تتشارك ثلاثة إلكترونات تكافؤ مع ذرة نيتروجين أخرى لتكوين جزيء نيتروجين () ثلاثي الرابطة.
يمكن استخدام مخططات بنى لويس في تمثيل الجزيئات المرتبطة بروابط تساهمية مزدوجة وثلاثية. تُمثَّل الرابطة المزدوجة بأربع نقاط أو خطين مستقيمين بين رمزين كيميائيين. وتُمثَّل الرابطة الثلاثية بست نقاط أو ثلاثة خطوطٍ مستقيمة بين رمزين كيميائيين. ويوضِّح الشكل الآتي مخططات بنى لويس لبعض المركبات الجزيئية البسيطة التي تحتوي على روابط تساهمية مزدوجة وثلاثية. المخطط الأول هو مخطط بنية لويس لجزيء الأكسجين ()، والمخططان التاليين هما مخططا بنى لويس لجزيء ثاني أكسيد الكربون () وجزيء النيتروجين ().
ويحتوي مخطط بنية لويس لجزيء الأكسجين على أربع نقاط أو خطين مستقيمين بين الرمزين الكيميائيين لذرتَي أكسجين (). ويوضِّح كلٌّ من طريقتي التمثيل بالنقاط والتمثيل بالخطوط أن الرابطة بين ذرتَي الأكسجين () مكوَّنة من أربعة إلكترونات تكافؤ. ويختلف مخططا بنى لويس لجزيئَي ثاني أكسيد الكربون والنيتروجين اختلافًا طفيفًا. يحتوي مخطط بنية لويس لثاني أكسيد الكربون على أربع نقاط أو خطين مستقيمين بين الرمز الكيميائي للكربون () والرمز الكيميائي لكلٍّ من ذرتَي الأكسجين (). وتحتوي بنية لويس لجزيء النيتروجين على ثلاثة خطوط بين الرمزين الكيمائيين لذرتَي النيتروجين (). توضِّح مخططات بنى لويس أن الرابطة بين ذرتَي النيتروجين () في جزيء تحتوي على ستة إلكترونات، والروابط بين الأكسجين والكربون () في جزيء تحتوي كل رابطة منها على أربعة إلكترونات.
توضِّح الفقرات السابقة كيف تتَّحد الذرات لتكوِّن أنواعًا مختلفة من الروابط التساهمية. فقد أوضحت أن بعض الذرات يمكن أن تكوِّن روابط تساهمية أحادية عندما تشارك بإلكترون، وأن الذرات الأخرى يمكنها تكوين روابط تساهمية مزدوجة عندما تشارك بزوج من الإلكترونات. وأوضحت أيضًا أن بعض الذرات يمكنها تكوين روابط تساهمية ثلاثية عند مشاركتها بثلاثة إلكترونات. ويلخِّص الجدول الآتي هذه المعلومات. يوضِّح الجدول كيف تكوِّن الذرات أنواعًا مختلفة من الروابط التساهمية عن طريق مشاركة أعداد مختلفة من الإلكترونات. ينبغي أن تلاحظ هنا أن الروابط التساهمية الأحادية تمثَّل بخطٍّ مستقيمٍ واحد بين رمزين كيميائيين. والروابط التساهمية المزدوجة تمثَّل بخطين مستقيمين بين رمزين كيميائيين، والروابط التساهمية الثلاثية تمثَّل بثلاثة خطوط مستقيمة بين رمزين كيميائيين.
اسم الذرة المترابطة الأولى | اسم الذرة المترابطة الثانية | نوع الرابطة التساهمية | الرابطة التساهمية | عدد أزواج الإلكترونات المشاركة |
---|---|---|---|---|
الأكسجين () | الهيدروجين () | أحادية | 1 | |
الكربون () | الهيدروجين () | أحادية | 1 | |
النيتروجين () | الهيدروجين () | أحادية | 1 | |
الأكسجين () | الأكسجين () | مزدوجة | 2 | |
الكربون () | الأكسجين () | مزدوجة | 2 | |
النيتروجين () | النيتروجين () | ثلاثية | 3 |
مثال ٤: تفسير الترابط التساهمي في الأكسجين
يُكوِّن الأكسجين جزيئًا ثنائي الذرة به رابطة تساهمية مزدوجة. ويوضِّح الشكل الآتي الصيغة البنائية للأكسجين الثنائي الذرة.
- لماذا تكوِّن ذرات الأكسجين في هذا الجزيء أكثر من رابطة تساهمية؟
- تحتوي ذرة الأكسجين على ستة إلكترونات تكافؤ؛ ولذلك يجب مشاركة إلكترونين بين الذرتين لتحصل كل ذرة على تركيب ثُماني مستقر في غلافها الخارجي.
- يوجد إلكترونا تكافؤ في ذرة الأكسجين؛ لذا فإن مشاركة أربعة إلكترونات بين ذرتين ستؤدي إلى اكتمال الأغلفة الخارجية لهما.
- تحتوي ذرة الأكسجين على ستة إلكترونات تكافؤ؛ ولذلك يجب مشاركة أربعة إلكترونات بين الذرتين لتحصل كل ذرة على تركيب ثُماني مستقر في غلافها الخارجي.
- تحتوي ذرة الأكسجين على إلكترونَيْ تكافؤ؛ ولذلك فإن مشاركة إلكترونين بين الذرتين ستؤدي إلى اكتمال الأغلفة الخارجية لهما.
- تحتوي ذرة الأكسجين على أربعة إلكترونات تكافؤ؛ ولذلك يجب مشاركة أربعة إلكترونات بين الذرتين لتحصل كل ذرة على تركيب ثُماني مستقر في غلافها الخارجي.
- أيُّ العناصر الآتية عادةً ما تشكِّل جزيئًا ثنائي الذرة به أكثر من رابطة تساهمية؟
الحل
الجزء الأول
تنص قاعدة الثمانيات على أن الذرات عادةً ما تنقل أو تتشارك الإلكترونات؛ لأن هذا يساعدها في الحصول على ثمانية إلكترونات تكافؤ وتوزيع إلكتروني مماثل للتوزيع الإلكتروني لذرة غاز نبيل. ذرة الأكسجين غير المرتبطة تحتوي على ستة إلكترونات تكافؤ، وسيكون عليها اكتساب إلكترونَي تكافؤ إضافيين لتصل إلى توزيع إلكتروني مماثل للتوزيع الإلكتروني لذرة النيون. ويمكن لذرة الأكسجين غير المرتبطة أن تكتسب فعليًّا إلكترونين آخرين إذا كوَّنت رابطتين تساهميتين مع ذرة أكسجين أخرى. يمكن تلخيص ذلك بالقول إن 4 إلكترونات تمت مشاركتها بين ذرتَي أكسجين لأن ذرة الأكسجين غير المرتبطة بها 6 إلكترونات تكافؤ. توضِّح هذه العبارة أن الخيار ج هو الإجابة الصحيحة لهذا السؤال.
الجزء الثاني
ذرة النيتروجين غير المرتبطة بها خمسة إلكترونات تكافؤ. يمكن أن تصل ذرة النيتروجين غير المرتبطة إلى توزيع إلكتروني مماثل للتوزيع الإلكتروني لذرة النيون إذا شاركت ثلاثة إلكترونات مع ذرة نيتروجين أخرى. ويميل النيتروجين إلى تكوين جزيئات ثنائية الذرة؛ لأن ذلك يُمَكِّن ذرتَي النيتروجين من الوصول إلى توزيع إلكتروني مماثل للتوزيع الإلكتروني لذرة غاز نبيل. يمكننا استخدام هذه العبارة لتحديد أن الخيار د هو الإجابة الصحيحة لهذا السؤال.
قاعدة الثمانيات ليست فرضية علمية لا تشوبها شائبة. هناك الكثير من الذرات التي يبدو أن قاعدة الثمانيات لا تنطبق عليها. لا يكتسب الكثير من الذرات توزيعًا إلكترونيًّا مماثلًا للتوزيع الإلكتروني لذرة غاز نبيل إذا كوَّنت روابط تساهمية ومركبات مترابطة تساهميًّا. والكثير من الذرات لا يشارك إلكترونات التكافؤ لمجرد أن ذلك يساعدها في الحصول على ثمانية إلكترونات والتوزيع الإلكتروني نفسه لذرة غاز نبيل.
ثالث فلوريد البورون جزيء صغير نسبيًّا مترابط تساهميًّا، ويبدو أنه يخالف قاعدة الثمانيات. الجزيء صيغته الكيميائية ، وبنية لويس له موضَّحة في الشكل الآتي. يمكننا أن نرى أن البورون في جزيء يحتوي على ستة إلكترونات تكافؤ بدلًا من الثمانية التي تتوقَّعها قاعدة الثمانيات. فذرة البورون لا تتشارك إلكترونات التكافؤ لمجرد أن ذلك يساعدها في الحصول على توزيعٍ إلكتروني مماثل للتوزيع الإلكتروني لذرة غاز نبيل. تتشارك ذرة البورون الإلكترونات لأسباب مختلفة لن نتناولها في هذا الشارح.
وتوجد جزيئات أخرى مترابطة تساهميًّا تبدو أنها تخالف قاعدة الثمانيات. خامس كلوريد الفوسفور مركب مترابط تساهميًّا يحتوي على ذرة فوسفور واحدة مرتبطة تساهميًّا بخمس ذرات كلور. الصيغة الكيميائية لهذا الجزيء ، وبنية لويس له موضَّحة في الشكل الآتي. يمكننا ملاحظة أن الفوسفور في جزيء يحتوي على عشرة إلكترونات بدلًا من الثمانية التي تتوقَّعها قاعدة الثمانيات. لا تتشارك ذرة الفوسفور إلكتروناتها لمجرد أن ذلك يساعدها في الوصول إلى توزيع إلكتروني مماثل للتوزيع الإلكتروني لذرة غاز نبيل.
يوضِّح كلٌّ من ثالث فلوريد البورون وخامس كلوريد الفوسفور أن ذرات اللافلزات لا تكتسب دومًا توزيعًا إلكترونيًّا مماثلًا للتوزيع الإلكتروني لذرة غاز نبيل عند تكوين مركبات جزيئية بسيطة. بعض ذرات اللافلزات يحتوي على أكثر من ثمانية إلكترونات تكافؤ عندما تكون مركبات مترابطة تساهميًّا، وبعضها يحتوي على أقل من ثمانية إلكترونات تكافؤ عندما تكون مركبات مترابطة تساهميًّا. من الواضح أن قاعدة الثمانيات لها حدود، ولا يمكن استخدامها لفهم ارتباط جميع الجزيئات المترابطة تساهميًّا. وهي محدودة أيضًا لأنه لا يمكن استخدامها في توقُّع البنية الهندسية لمركب تساهمي. عادةً ما نستخدم نظرية تنافر أزواج إلكترونات التكافؤ (VSEPR) لتوقُّع البنية الهندسية للجزيئات.
يميل الكثير من المركبات الجزيئية البسيطة المتكوِّنة بالترابط التساهمي إلى التشابه في الخواص الفيزيائية. فمعظم المركبات التساهمية البسيطة لها درجات انصهار ودرجات غليان منخفضة نسبيًّا؛ لأنه لا توجد تداخلات بين جزيئية قوية جدًّا بين الجزيئات المتجاورة المترابطة تساهميًّا. الرابطة التساهمية نفسها قوية جدًّا ويصعب كسرها، لكن التداخلات بين الجزيئية بين الجزيئات التساهمية ضعيفة جدًّا ويسهل التغلُّب عليها بسهولة بكمية صغيرة نسبيًّا من الطاقة. يوضِّح الجدول الآتي الخواص الفيزيائية المشتركة للمركبات الجزيئية التساهمية البسيطة.
الخواص الفيزيائية المشتركة للمركبات الجزيئية التساهمية |
---|
درجة انصهار منخفضة |
درجة غليان منخفضة |
توصيلية كهربية منخفضة |
توصيلية حرارية منخفضة |
يوضِّح الجدول أن المركبات التساهمية ليست من الموصلات الجيدة للحرارة أو الكهرباء. ويمكن فهم التوصيلية الكهربية المنخفضة للمركبات التساهمية بالتفكير في الجسيمات المتحرِّكة الحاملة للشحنة. من المعلوم أن المواد توصِّل التيار الكهربي فقط إذا كانت تحتوي على جسيمات متحرِّكة حاملة للشحنة. الجسيمات الحاملة للشحنة توصِّل التيار الكهربي وتجعل المادة موصلة جيدة للكهرباء. لا تنتج الجزيئات المترابطة تساهميًّا جسيمات حاملة للشحنة حتى يمكنها إيصال التيار الكهربي؛ ومن ثَمَّ فإن التوصيلية الكهربية للمركبات التساهمية البسيطة منخفضة.
ولا يمكن للجزيئات الصغيرة المترابطة تساهميًّا أن توصِّل الحرارة جيدًا بسبب الفراغات الكبيرة بين الجزيئات التساهمية المتجاورة، وأن الجزيئات لا تتصادم ببعضها كثيرًا. وهذا يُصعِّب نقل الحرارة؛ لأن التوصيل الحراري يحدث عندما تصطدم الجزيئات بعضها ببعض. يوضِّح الشكل الآتي كيفية انتقال الحرارة بين الجزيئات عندما تصطدم بعضها ببعض. أحد الجزيئين ساخن، والآخر بارد (الخطوة 1). ثم يصطدم الجزيئان، وهذا يجعل الطاقة الحرارية تنتقل من الجزيء الساخن إلى الجزيء البارد (الخطوة 2). يكتسب الجزيء البارد طاقة حرارية، أما الجزيء الآخر فيفقد طاقة حرارية. ويصبح للجزيئين كميتان متماثلتان من الطاقة الحرارية بعد وقوع التصادم (الخطوة 3).
هيا نلخِّص ما تعلَّمناه في هذا الشارح.
النقاط الرئيسية
- تتكوَّن الروابط التساهمية عندما تتشارك ذرتان لا فلزيتان زوجًا أو أكثر من الإلكترونات.
- تنص قاعدة الثمانيات على أن الذرات عادةً ما تنقل أو تتشارك الإلكترونات؛ لأن هذا يساعدها في الحصول على ثمانية إلكترونات تكافؤ وتوزيع إلكتروني مماثل للتوزيع الإلكتروني لذرة غاز نبيل.
- مخططات بنى لويس عبارة عن رسوم توضيحية بسيطة توضِّح كيفية تشارك إلكترونات غلاف التكافؤ بين الذرات في الجزيئات المترابطة تساهميًّا والمترابطة أيونيًّا.
- قاعدة الثمانيات فرضية علمية مبسَّطة نسبيًّا لا يمكن استخدامها لفهم كيفية وأسباب تكوين جميع ذرات اللافلزات مركبات مترابطة تساهميًّا.
- بعض الذرات تُكوِّن روابط تساهمية مزدوجة أو ثلاثية عندما تشارك بأكثر من إلكترون مع الذرة الأخرى.
- لا توجد سوى تداخلات جزيئية ضعيفة بين الجزيئات المتجاورة المترابطة تساهميًّا، وهذا يفسِّر لماذا تكون للجزيئات الصغيرة التساهمية درجات انصهار وغليان منخفضة.
- الجزيئات البسيطة المترابطة تساهميًّا لا تحتوي على أي إلكترونات أو أيونات حرة، وهذا يفسِّر عدم قدرتها على توصيل الكهرباء بفعالية.
- لا تتصادم الجزيئات البسيطة المترابطة تساهميًّا كثيرًا، وهذا يفسِّر لماذا لا توصِّل الحرارة بفعالية.