شارح الدرس: المناسل الأحياء

في هذا الشارح، سوف نتعلَّم كيف نَصِف تركيب المناسل (الأعضاء التناسلية)، ووظيفتها في جسم الإنسان.

هل تعلم أن الأعضاء التناسلية الأنثوية والذكرية مسئولة عن إنتاج واحدة من أكبر وأصغر الخلايا في جسم الإنسان على الترتيب؟ تنتج الأعضاء التناسلية الذكرية مليارات الحيوانات المنوية المجهرية الصغيرة طوال حياتها، وهي أصغر خلايا في أجسام الذكور! تنتج الأعضاء التناسلية الأنثوية بويضات كبيرة بما يكفي لرؤيتها بالعين المجردة!

يطلق على البويضات والحيوانات المنوية «الجاميتات»، وهي مسئولة عن نقل المعلومات الوراثية للأبوين إلى نسلهما عند الإخصاب. ومع ذلك، فإن إنتاج الجاميتات ليس الدور الوحيد للأعضاء التناسلية.

لعلك تتذكر أن الهرمونات هي نواقل كيميائية تنتقل في مجرى الدم. الأعضاء التناسلية، أو المناسل، هي غدد مسئولة عن إنتاج مجموعة كبيرة من الهرمونات الجنسية. ولهذا السبب، فإن المناسل هي غدد صماء، حيث تفرز هذه الهرمونات الجنسية مباشرة في مجرى الدم. ثم ينقل الدم هذه الهرمونات عبر الجسم إلى الخلايا المستهدفة التي تحتاج إلى هذه الهرمونات.

لننظر إلى تركيب المناسل في الذكور والإناث، قبل أن نتناول بمزيد من التفصيل الهرمونات التي تنتجها وتفرزها.

يمكنك أن ترى التراكيب الأساسية للجهاز التناسلي الأنثوي في الشكل (1) بالأسفل.

تُسمى المناسل الأنثوية المبايض (ومفردها مبيض). يمكنك أن ترى في الشكل (1) أن الإناث عادة ما يكون لديهم مبيضان، كل واحد منهما بحجم حبة عنب كبيرة. والمبيضان مسئولان بالأساس عن إنتاج البويضات والهرمونات الجنسية الأنثوية.

يرتبط كل مبيض بإحدى قناتي فالوب، وتسميان أحيانًا قناتي البويضات. تؤدي قناتي فالوب إلى الرحم. ويوجد الرحم في منطقة الحوض في الجسم ويستقر فوق قناة عضلية تسمى المهبل، والذي يرتبط بالرحم بنسيج يسمى عنق الرحم، كما هو موضح في الشكل (1).

يمكنك أن ترى التراكيب الأساسية للجهاز التناسلي الذكري في الشكل (2) بالأسفل.

يطلق على المناسل الذكرية «الخصيتين» (ومفردها خصية)، ويمكنك رؤية واحدة منهما في الشكل (2). عادة ما يكون لدى الذكور خصيتان، وهما مسئولتان بالأساس عن إنتاج الحيوانات المنوية والهرمونات الجنسية الذكرية. بمجرد إنتاج الحيوانات المنوية، فإنها تخزن في منطقة تُسمَّى البربخ حتى يتم إطلاقها من القضيب في عملية تُسمَّى القذف.

ترتبط كل خصية بأنبوب يسمى الوعاء الناقل. يحمل الوعاء الناقل الحيوانات المنوية من الخصيتين إلى قناة مجرى البول التي تمر عبر غدة تسمى البروستاتا. كما تضاف السوائل التى تنتجها البروستاتا والحويصلات المنوية وغدة كوبر إلى الحيوانات المنوية لتكوين السائل المنوي، والذي يمكن أن يدخل القضيب بعد ذلك.

لنلق نظرة على وظائف هذه الهرمونات الجنسية التي تفرزها المناسل.

يبدأ الجسم في إفراز كميات كبيرة من الهرمونات الجنسية أثناء فترة البلوغ. البلوغ هو مرحلة من مراحل المراهقة يصل عندها الإنسان إلى النضج الجنسي ويكون قادرًا على التكاثر. يصاحب البلوغ مجموعة من التغيرات الجسدية والهرمونية في جسم الإنسان، ومن المهم أن نلاحظ أنه على الرغم من أن الإنسان قد يكون قادرًا على التكاثر، فمن غير المحتمل أن يكون مستعدًّا عاطفيًّا أو ذهنيًّا لذلك في هذه المرحلة.

على الرغم من أن الأعضاء التناسلية الأساسية التي لاحظناها في الشكلين (1) و(2) عادة ما تكون موجودة في الإنسان منذ الولادة، فإن البلوغ يحدث مع بداية ظهور الصفات الجنسية الثانوية. الصفات الجنسية الثانوية هي صفات جسدية ملحوظة تظهر أثناء فترة البلوغ ولا تساهم مباشرة في التكاثر. يمكن أن تتشابه الصفات الجنسية الثانوية عند الذكور والإناث، على سبيل المثال، نمو شعر العانة، لكنها عادة ما تميز الذكور جسديًّا عن الإناث. على سبيل المثال، عادة ما تصبح الكتلة العضلية أكبر لدى الذكور، في حين يظهر ثديان لدى الإناث.

لننظر إلى الهرمونات الجنسية التي تُفرز بكميات كبيرة من المناسل الأنثوية: أي المبايض.

الإستروجين هو هرمون يفرز من تركيب يُسمى حويصلة جراف الموجودة في المبايض. وله وظائف عديدة، على الرغم من أن وظيفته الرئيسية هي التحكم في ظهور الصفات الجنسية الثانوية لدى الإناث. في الإناث، قد تتضمن هذه الصفات الجنسية الثانوية نمو الثديين، واتساع الوركين، وبداية دورة الطمث.

ثمة وظيفة أخرى للإستروجين وهي التحكم في التبويض خلال دورة الطمث. هذه هي العملية التي تطلق من خلالها بويضة من المبيض لتنتقل عبر قناة فالوب، حيث قد يتم إخصابها بحيوان منوي أو لا.

والبروجسترون هو هرمون آخر يفرز من تركيب يسمى الجسم الأصفر يوجد في المبايض، ويفرز أيضًا من المشيمة أثناء فترة الحمل. الوظيفة الرئيسية للبروجسترون هي الحفاظ على سُمك بطانة الرحم. عندما تكون بطانة الرحم سميكة، فإن الرحم يكون متهيئًا لانغراس المضغة في جداره، حيث يمكن أن تنمو لتصبح جنينًا. وهذا يحدث فقط إذا خصَّب أحد الحيوانات المنوية بويضة في قناة فالوب. في حالة حدوث الإخصاب، تظل نسبة البروجسترون مرتفعة طوال فترة الحمل للحفاظ على سمك بطانة الرحم، وهو ما يوفر الظروف المناسبة لنمو الجنين.

تميل مستويات البروجسترون والإستروجين إلى التقلُّب خلال دورة الطمث عندما تبدأ الأنثى مرحلة البلوغ. وقد تتغير مدة دورة الطمث وتختلف اختلافًا كبيرًا بين السيدات، لكن الدورة الكاملة تستمر عادة حوالي 28 يومًا من بداية الدورة إلى بداية الدورة التي تليها. يمكنك ملاحظة التغيرات في بطانة الرحم في دورة الطمث النمطية التي تبلغ مدتها 28 يوم في الشكل (3).

وعندما تنخفض مستويات البروجسترون، تتهدم بطانة الرحم في عملية تسمى الطمث، وهي ما يمثِّل بداية دورة الطمث. يمكنك ملاحظة أن بطانة الرحم يقل سمكها من يوم 0 إلى يوم 6 في الشكل (3). بما أن بطانة الرحم يصلها إمداد دموي وفير، فإنه عند حدوث الطمث في الإناث، تخرج بطانة الرحم من المهبل مصحوبةً بالدم، وهو ما يُعرف أحيانًا بالحيض. على الرغم من أن التمثيل البياني يوضح أن مدة الحيض هي 6 أيام فإنها تختلف من امرأة إلى أخرى.

تبنى بطانة الرحم مرة أخرى للاستعداد لاحتمالية حدوث الانغراس، كما هو واضح من يوم 6 إلى يوم 8 حتى يوم 18 في الشكل (3). يحافظ البروجسترون على بطانة الرحم هذه للتهيئة لاحتمالية حدوث انغراس لبويضة مخصبة. ويستمر هذا تقريبًا حتى يوم 28 قبل تكرار دورة الطمث.

الريلاكسين هو هرمون يُفرز بالأساس من الجسم الأصفر في المبايض، وأيضًا من المشيمة وبطانة الرحم أثناء فترة الحمل. تعد المشيمة غدة صماء مؤقتة تحيط بالجنين الذي ينمو في رحم الأنثى الحامل. على الرغم من أن الريلاكسين هو هرمون جنسي أنثوي، فإنه يفرز أيضًا بكميات صغيرة من غدة البروستاتا لدى الذكور؛ لذلك قد يوجد أحيانًا في السائل المنوي للذكور!

يلعب الريلاكسين دورًا مهمًّا في ارتخاء أجزاء الجهاز التناسلي الأنثوي في أوقات مختلفة. على سبيل المثال، يساعد الريلاكسين على ارتخاء جدار الرحم في مراحل معينة خلال دورة الطمث؛ عند وجود احتمالية لانغراس البويضة، لتهيئة الجسم للحمل. وهذا يساعد في عملية الانغراس.

في حالة حدوث الانغراس، فإن الريلاكسين عادة ما يفرز بتركيزات أعلى أثناء فترة الحمل. وقد اتضح أنه يلعب دورًا في نمو المشيمة، وهو مهم في تهيئة جسم المرأة للمخاض، وهو ما يحدث عند ولادة الطفل. يقوم الريلاكسين بذلك عن طريق المساعدة على فتح عنق الرحم وتليين الأنسجة المحيطة. هناك ما يدل على أن الريلاكسين يؤدي أيضًا إلى ارتخاء الأربطة في الحوض لمساعدة المرأة في ولادة الطفل.

لنلق نظرة على الهرمونات الجنسية التي تفرز بكميات كبيرة من المناسل الذكرية، أي الخصيتين.

ويطلق أحيانًا على الهرمونات الجنسية الذكرية «الأندروجينات». كلمة «أندروجين» تحتوي على المقطع «أندرو» وهي تعني «رجل». وعلى الرغم من ذلك، فإنها تُفرَز في كل من الذكور والإناث. وهذا لأنها مفيدة لكلا الجنسين، ويمكن أن تتحوَّل إلى هرمونات جنسية أخرى، مثل هرمون الإستروجين في المبيضين لدى الإناث وهرمون التستوستيرون في الخصيتين لدى الذكور. على سبيل المثال، في النساء الحوامل، تلعب الأندروجينات دورًا في الوقاية من الانقباض المبكر للرحم. في الذكور، تساهم الأندروجينات في زيادة حجم الخلايا العضلية الهيكلية لزيادة الكتلة العضلية.

ويطلق على الأندروجين الرئيسي الذي يفرز من الخصيتين التستوستيرون. يتكون الأندروستيرون من تكسير التستوستيرون، ولكن التستوستيرون هو الأقوى. هذا يعني أنه على الرغم من أن لكليهما نفس التأثير، فإن تأثير التستوستيرون أقوى من تأثير الأندروستيرون.

الوظائف الرئيسية للأندروجينات هي نمو الجهاز التناسلي الذكري وظهور الصفات الجنسية الثانوية لدى الذكور خلال فترة البلوغ. في الذكور، قد تتضمن هذه الصفات الجنسية الثانوية نمو شعر الوجه وشعر الجسم، تغير نبرة الصوت حيث تصبح أكثر عمقًا، وزيادة الكتلة العضلية.

من المثير للاهتمام ملاحظة أنه على الرغم من أنها تسمى الهرمونات الجنسية «الذكرية» و«الأنثوية»، فإن كلا الجنسين تفرز لديهما جميع الهرمونات الجنسية، ولكن بكميات مختلفة. فالذكور، على سبيل المثال، يفرز لديهم كمية صغيرة من الإستروجين في الخصيتين والغدتين الكظريتين اللتين تقعان أعلى الكُليَتَيْن. وبالمثل، يفرز لدى الإناث كميات صغيرة من الهرمون الجنسي الذكري التستوستيرون في المبيضين والغدتين الكظريتين. التوازن الجيد للهرمونات الجنسية الذكرية والأنثوية مهم من أجل النمو الجنسي للجنسين.

لنلخص بعض النقاط الرئيسية التي تناولناها في هذا الشارح.