شارح الدرس: التحليل والتركيب والتجريد والتعميم الفلسفة والمنطق • الصف الأول الثانوي

في هذا الشارح، سوف نتعلَّم كيف نوضِّح أربع مهارات للتفكير الفلسفي، وهي: التحليل، والتركيب، والتجريد، والتعميم.

التحليل مهارةٌ تمكِّن من تقسيم الكل إلى الأجزاء المكوِّنة له من أجل شرحه وفهمه. تحليلُ موضوع كبير يجعل فهمه أكثر سلاسةً. ولهذه المهارة تطبيقات على جوانب متعدِّدة من الحياة.

على سبيل المثال، يمكن أن يساعد التحليل الشباب اليافعين في اختيار مسارٍ مهني ملائم. اختيار المسار المهني من أكثر القرارات التي على الشاب أن يتخذها تعقيدًا وصعوبةً.

ونظرًا لصعوبة اتخاذ القرار الصحيح، يتَّجه الكثير من الشباب نحو الخيارات الواضحة بشكل أكبر. من ذلك، محاولتهم النجاح في المسارات المهنية المنشودة، مثل الطب والهندسة. ومع ذلك، وبسبب التنافس على هذه المهن، لا يستطيع كلُّ مَن يحاول البدء فيها تحقيق النجاح. علاوةً على ذلك، فإن المكانة الاجتماعية المرتبطة بهذه المهن تجذب أشخاصًا قد يكونون غير مناسبين لها تمامًا.

يمكن جعل اختيار المسار المهني أكثر سلاسةً إذا استَخدمتَ التحليل للفصل بين العوامل المختلفة التي يجب أن تراعيها. بعد ذلك، يمكنك التفكير في عوامل مثل الراتب، وظروف العمل، وفرص العمل الممكنة، ومدى تناسُب طباعك وقدراتك مع كل مسار مهني تفكِّر فيه. يمكنك تقدير كل عامل من هذه العوامل بطريقة منظَّمة.

على سبيل المثال، قد تنجذب إلى المكانة الاجتماعية المرتبطة بمهنة الطب. من جهة أخرى، قد تقلق بشأن ساعات العمل الطويلة التي تتطلَّبها هذه المهنة.

وبالمثل، قد ينجذب صديقك إلى فرص العمل المتوقَّعة في مسار مهني في مجال الهندسة. ومع ذلك، قد يجد أن مسارًا مهنيًّا في مجال تطوير البرمجيات يوفِّر فرص عمل أفضل.

يسمح لنا تحليل موضوعٍ ما بتناول الأجزاء المكوِّنة له واحدًا تلو الآخر، أو التركيز على الأجزاء التي نعتبرها أكثر أهميةً. وإذا لم نحلِّل الموضوع، فمن المحتمَل أن يظل واسعًا جدًّا ومعقَّدًا بالنسبة إلينا، فيصعب فهمه بوضوح.

التحليل والتركيب وجهان لعملة واحدة. في التحليل، نقسِّم المشكلات أو المسائل إلى أجزاء، أمَّا في التركيب، فنُجمِّع جوانب مختلفة من فهمنا لهذه الأجزاء معًا.

جَمْع جوانب مختلفة من فهمنا للموضوع معًا مهمٌّ؛ لأنه يسمح لنا بالربط بين هذه الجوانب.

يوفِّر لنا التركيب منظورًا أوسع للمشكلة الموجودة.

هيا نَعُد مرةً أخرى إلى المثال الذي طرحناه حول اختيار المسار المهني. فورَ تحليلك للقرار عن طريق تقسيمه إلى عدَّة اعتبارات تتعلَّق بالراتب، والطباع والقدرات الشخصية، وفرص العمل، يمكنك المقارنة بين كل اعتبار والآخر.

قد يوضِّح لك تحليلك أنك منجذب إلى مسارٍ مهني ما لأنه يقدِّم لك راتبًا كبيرًا، لكنه قد لا يناسب طباعك وقدراتك. وهذا يُثير مشكلة: كيف تقرِّر أيٌّ من هذه الاعتبارات ينبغي اعتباره الأكثر أهميةً؟ اتخاذ قرارٍ ما قد يتطلَّب منك أن تُنشئ علاقة بين عدَّة اعتبارات مختلفة. هذا هو المقصود بالتركيب.

التجريد مهارةٌ نستخدمها عندما نريد أن نَصِف خواص الأشياء، لا الأشياء ذاتها.

على سبيل المثال، عندما درس جاليليو الطريقة التي تتحرَّك بها الكرة عبر الهواء، أجرى تجارب باستخدام كرة فعلية.

ومع ذلك، لم يكُن جاليليو مهتمًّا بتلك الكرة ذاتها على وجه التحديد. كان يدرس فقط الطريقة التي تتحرَّك بها الكرة عبر الفضاء.

كان مهتمًّا بالحركة، وهي خاصية مجرَّدة. استخدم جاليليو الكرة الفعلية وحركتها ليدرس الحركة دراسة مجرَّدة.

تطلَّب هذا من جاليليو أن يجرِّد الخاصية من الكرة الفعلية التي كان يلاحظها. وبوضع جميع الصفات الأخرى للكرة جانبًا، فكَّر جاليليو في حركة الكرة فقط. ولكي يفعل ذلك، تجاهلَ العديد من الخواص الأخرى لهذه الكرة المعيَّنة، مثل لونها وملمسها والمادة التي تتكوَّن منها.

فَهْم جاليليو لحركة الكرة تجريديًّا أتاح له التفكير في الحركة عمومًا. ومن ثَمَّ، تمكَّن من التفكير في الطريقة التي تتحرَّك بها الأجسام الفيزيائية بوجهٍ عام، وليس في الطريقة التي تتحرَّك بها هذه الكرة المعيَّنة فقط.

تضمَّن ذلك مهارة التفكير المعروفة بالتعميم. التعميم هو تطبيق الخواص التجريدية على فئة كاملة من الأشياء.

يسمح لنا التعميم بأن نطرح دعاوى عن فئة من الأشياء بدلًا من شيءٍ واحد فقط.

على سبيل المثال، ستكون لأفكار جاليليو فائدة محدودة للغاية إذا كانت تتعلَّق بهذه الكرة المعيَّنة فقط. ولجعل دعاواه ذات أهمية، كان عليه تعميمها بحيث تُشير إلى جميع الأجسام الفيزيائية.

كان بإمكان جاليليو أن يعمِّم ما لاحظه حول حركة الأجسام الفيزيائية؛ لأنه حدَّد على نحوٍ صحيح الأجسام الفيزيائية على أنها فئة الأشياء التي تنطبق عليها ملاحظاته عن الحركة.

هيا نلخِّص بعض النقاط الرئيسية التي تناولناها في هذا الشارح.