في هذا الشارح، سوف نتعلَّم كيف نستخدم أفعال المقاربة والرجاء والشروع في الجملة الاسمية استخدامًا صحيحًا.
في اللغة العربية أفعالٌ تدخُلُ على الجملة الاسمية، فتنسخ — أيْ: تُغيِّر — حُكمَ المبتدأ والخبر، فيُصبِح المبتدأ اسمًا مرفوعًا لها، ويُصبِح الخبر خبرًا منصوبًا لها؛ ولذلك تُسمَّى هذه الأفعالُ «الأفعال الناسخة»، ومنها «كان وأخواتها».
وفي هذا الشارح، سوف نتعرَّف مجموعةً أخرى من «الأفعال الناسخة»، التي تعمل عَمَلَ «كان وأخواتها»، وهي «أفعال المقاربة والرجاء والشروع»، أو «كاد وأخواتها».
تعريف: أفعال المقاربة
«كاد، أوشك، كَرَبَ» أفعالٌ ناسخةٌ تدُلُّ على قُرْبِ حدوثِ الخبرِ.
وتحليلنا للأمثلةَ الآتيةَ يساعدنا في فهم هذا التعريف.
- كادَ الصيَّادونَ يقضونَ على كثيرٍ مِنَ الحيوانات بالصَّيد الجائرِ.
- أوشَكَ بعض الكائنات الحيَّةِ أنْ ينقرضَ لولا جهودُ العلماءِ.
- كَرَبَ علماء البيئة يجدون حلولًا للحفاظ على الكائنات الحيَّةِ.
في الأمثلة السابقة، نَجِدُ أنَّ الأفعال الناسخة «كادَ، أوشَكَ، كَرَبَ» قد أفادت قُرْبَ حدوثِ الخبرِ، ولكنَّه لم يحدُثْ بَعْدُ؛ ولذلك تُسمَّى «أفعال المقاربة».
كما نُلاحِظ أنَّ خبرَ كلٍّ منها جملةٌ فعليةٌ فعلُها مضارعٌ؛ فخبر «كاد» جملةُ «يقضونَ»، وخبر «أوشَكَ» جملةُ «أنْ ينقرضَ»، وخبر «كَرَبَ» جملةُ «يجدون حلولًا».
وعلينا أنْ نُجِيبَ عن السؤال الآتي؛ للتأكُّد من استيعابنا لِمَا تدُلُّ عليه أفعال المقاربة.
مثال ١: تعرُّف أفعال المقاربة
أيُّ الجمل الآتية ورد فيها فعل يُفِيد قُرْب وقوع الخبر؟
- كاد المطر يسقط.
- كاد المُتحارِبونَ بعضُهم لبعضٍ.
- أثنيت على رجل كادٍّ في عمله.
- كاد الحاقد بالرجل الناجح سوءًا.
الحل
الإجابة الصحيحة هي جملة «كاد المطر يسقط»؛ فقَدْ وردت فيها كلمة «كاد»، التي تُفِيدُ قُرْبَ سقوط المطر، ولكنَّه لم يسقُطْ، وخبرها جملةٌ فعليةٌ، وهو جملة «يسقط».
أمَّا البدائل الأخرى فلَمْ يَرِدْ فيها فعلٌ من أفعال المقاربة؛ فجملة «كاد المُتحارِبونَ بعضُهم لبعضٍ» ورد فيها الفعل «كاد»، الذي يدُلُّ على الكَيْدِ، وهو المكر.
ومِثلُها جملة «كاد الحاقد بالرجل الناجح سوءًا»؛ فالفعل «كاد» مِنَ الكَيْدِ أيضًا.
وجملة «أثنيتُ على رجُلٍ كادٍّ في عمله» ورد فيها اسم الفاعل «كاد» من الفعل «كدَّ»، الذي يدُلُّ على الجهد والتعب والتفاني.
وبعد أن تعرَّفْنا أفعال المقاربة، نتناول نوعًا آخَرَ من الأفعال الناسخة، وهو «أفعال الرجاء».
تعريف: أفعال الرجاء
«عسى، حرى، اخلولق» أفعالٌ ناسخةٌ تدُلُّ على رجاءِ حدوثِ الخبرِ.
ولتوضيح ذلك، علينا أنْ نتأمَّلَ الأمثلةَ الآتيةَ:
- عسى المَحْمِيَّات الطبيعية أنْ تُسهِمَ في حِفْظ الحيوانات المُهدَّدة بالانقراض.
- اخلولق القانون الدَّولي أنْ يمنعَ ممارساتِ الإنسانِ الجائرةَ ضدَّ البيئةِ.
- حرى المؤسسات العالمية أنْ تكْفُلَ حماية الكائنات الحيَّةِ في العالَم.
في الأمثلة السابقة، نَجِدُ أنَّ الأفعال الناسخة «عسى، اخلولق، حرى» أفادت معنى رجاء حدوث الخبر؛ ولذلك تُسمَّى «أفعال الرجاء».
كما نُلاحِظ أنَّ خبرَ كلٍّ منها جملةٌ فعليةٌ فعلُها مضارعٌ؛ فخبر «عسى» جملةُ «أنْ تُسهِمَ»، وخبر «اخلولق» جملةُ «أنْ يمنعَ»، وخبر «حرى» جملةُ «أنْ تكْفُلَ».
وتُساعِدنا الإجابةُ عن السؤال الآتي على تعرُّف دلالة أفعال الرجاء.
مثال ٢: تعرُّف أفعال الرجاء
أيُّ الجمل الآتية ورد فيها فعل يدل على الرجاء؟
- إني راجٍ منك خيرًا.
- عسى الأزمة أن تنكشف.
- لعلَّ الفرج قريب.
- ليت الشباب يعود يومًا.
الحل
الإجابة الصحيحة هي جملة «عسى الأزمة أن تنكشف»؛ فقَدْ وردت فيها كلمة «عسى»، التي تُفِيدُ معنى رجاء انكشاف الأزمة، وخبرها جملةٌ فعليةٌ، وهو «أن تنكشف».
أمَّا البدائل الأخرى فلَمْ يَرِدْ فيها فعلٌ من أفعال الرجاء؛ فجملة «إني راجٍ منك خيرًا» ورد فيها اسم الفاعل «راجٍ»، وهو من الفعل «رجا».
وجملة «لعلَّ الفرج قريب» ورد فيها الحرف الناسخ «لعلَّ»، الذي يُفِيدُ الترجي.
وجملة «ليت الشباب يعود يومًا» ورد فيها الحرف الناسخ «ليت»، الذي يُفِيدُ التمني.
ونتعرَّف الآنَ المجموعةَ الثالثةَ من «كاد وأخواتها»، وهي «أفعال الشروع».
تعريف: أفعال الشروع
«شرع، بدأ، أخذ، جعل، طَفِقَ، أنشأ، هبَّ» أفعالٌ ناسخةٌ تدُلُّ على الشروع أو البَدْءِ في حدوثِ الخبرِ.
ولتوضيح ذلك، علينا أنْ نتأمَّلَ الأمثلةَ الآتيةَ:
- بدأ العالَمُ في العصر الحديث يُطوِّر وسائل الاتصالات.
- هبَّت الدُّوَلُ تتسابق في إطلاق الأقمار الصناعيَّةِ لأغراضٍ مختلِفةٍ.
- شرعت الأقمارُ الصناعيَّةُ تؤدِّي دورًا فعَّالًا في مجالات الحياة كافَّةً.
- طَفِقَت الأقمارُ الصناعيَّةُ تُمثِّل جزءًا ضروريًّا من حياتنا اليومية.
- أخذت الأقمارُ الصناعيَّةُ تُغطِّي خِدْماتُها مناطقَ شاسِعةً من الأرض.
- تطوَّرت الأقمارُ الصناعيَّةُ فجعل الاتصالُ يتحقَّقُ بكفاءة عالية.
- أنشأ العالَمُ يتقارب بفضل وسائل الاتصالات الحديثة.
في الأمثلة السابقة، نَجِدُ أنَّ الأفعال الناسخة «بدأ، هبَّ، شرع، طَفِقَ، أخذ، جعل، أنشأ» أفادت معنى البَدْء في حدوث الخبر؛ ولذلك تُسمَّى «أفعال الشروع»، كما نُلاحِظ أنَّ خبرَ كلٍّ منها جملةٌ فعليةٌ فعلُها مضارعٌ.
وفي إجابتنا عن السؤال الآتي تأكيدٌ لفَهْمنا دلالةَ أفعال الشروع.
مثال ٣: تعرُّف أفعال الشروع
ما الجملة التي ورد فيها الفعل «جعل» دالًّا على الشروع في الخبر؟
- الكاذب يجعل من الحق باطلًا.
- حاول أن تجعل لنفسك هدفًا في الحياة.
- اقترب موعد الامتحان فجعل الطلاب يستعدون.
- جعل النهر الصحراء جنة خضراء.
الحل
الإجابة الصحيحة هي جملة «اقترب موعد الامتحان فجعل الطلاب يستعدون»؛ فقَدْ وردت فيها كلمة «جعل» بمعنى «بدأ»؛ ولذلك تُفِيدُ معنى الشروع في حدوث الخبر، وخبرها جملةٌ فعليةٌ، وهو جملة «يستعدون».
أمَّا البدائل الأخرى فلَمْ يَرِدْ فيها الفعل «جعل» بمعنى «بدأ»؛ فجملة «الكاذب يجعل من الحق باطلًا» أفاد فيها الفعل «يجعل» معنى التحويل.
وجملة «حاوِلْ أن تجعلَ لنفسك هدفًا في الحياة» جاء فيها الفعل «تجعل» بمعنى تصنع أو تضع.
وجملة «جعل النهر الصحراء جنة خضراء» أفاد فيها الفعل «جعل» معنى الصيرورة.
وبعد أن تعرَّفْنا أفعال المقاربة والرجاء والشروع، علينا الآنَ من خلال إجابتنا عن السؤال الآتي أنْ نُميِّزَ بينها.
مثال ٤: التمييز بين أفعال المقاربة والرجاء والشروع
ميِّز الجملة التي تحتوي على فعل من أفعال المقاربة.
- اخلولق السلام أن يَعُمَّ بين الشعوب.
- حرى الصديق أن يحفظ أسرار صديقه.
- بدأت الأمطار الغزيرة تَهْطِلُ بشدة.
- كَرَبَت التكنولوجيا تسيطر على الصناعات كافَّةً.
الحل
الإجابة الصحيحة هي جملة «كَرَبَت التكنولوجيا تسيطر على الصناعات كافَّةً»؛ فقَدْ وردت فيها كلمة «كَرَبَ»، التي تُفِيدُ قُرْبَ سيطرة التكنولوجيا على الصناعات، وخبرها الجملة الفعلية «تسيطر».
أمَّا البدائل الأخرى فلَمْ يَرِدْ فيها فعلٌ من أفعال المقاربة؛ فجملة «اخلولق السلام أن يَعُمَّ بين الشعوب» ورد فيها الفعل «اخلولق»، وهو من أفعال الرجاء.
وجملة «حرى الصديق أن يحفظَ أسرار صديقه» ورد فيها الفعل «حرى»، وهو من أفعال الرجاء.
وجملة «بدأت الأمطار الغزيرة تهطِلُ بشدة» ورد فيها الفعل «بدأ»، وهو من أفعال الشروع.
وبعد أن تعرَّفْنا أفعال المقاربة والرجاء والشروع، واستطعنا أن نُميِّزَ بينها من حيث دلالة كلٍّ منها، نتساءل: إذا كانت هذه الأفعال من الأفعال الناسخة، فلماذا لم تُدرَجْ مع «كان وأخواتها»؟
وللإجابة عن هذا السؤال، علينا أنْ نتأمَّلَ الأمثلة الآتية:
- كان الجوُّ باردًا في الليل.
- ما زال العالمُ ينعَمُ بثمراتِ البحث العلمي.
- أضحت الثقافةُ سُبلُها مُتعدِّدة.
- تظلُّ النجاةُ في الصدق.
في الأمثلة السابقة، نُلاحِظ أن خبر «كان» في المثال الأول جاء مفردًا، وهو كلمة «باردًا».
وخبر «ما زال» في المثال الثاني جاء جملةً فعليةً، وهو «ينعَمُ بثمراتِ».
وخبر «أضحت» في المثال الثالث جاء جملةً اسميةً، وهو «سُبلُها مُتعدِّدة».
وخبر «تظلُّ» في المثال الأخير جاء شِبهَ جملةٍ، وهو «في الصدق».
والآن ننتقل إلى مجموعة أخرى من الأمثلة، وهي:
- عسى التسامحُ أن يسودَ بين الناس.
- أوشكت الأزماتُ بين الدُّوَلِ أن تنتهيَ بالحوار العاقل.
- طَفِقَ العلماءُ يوجِّهون اهتماماتهم إلى الفضاء الخارجي.
في الأمثلة السابقة، نُلاحِظ أن الخبر ورد في كلٍّ منها جملةً فعليةً فعلُها مضارعٌ؛ فخبر «عسى» في المثال الأول هو «أن يسودَ»، وخبر «أوشكت» في المثال الثاني هو «أن تنتهيَ»، وخبر «طَفِقَ» في المثال الأخير هو «يوجِّهون».
نستنتج من ذلك أن أفعال المقاربة والرجاء والشروع أفعالٌ ناسخةٌ تدخُلُ على الجملة الاسمية التي خبرها جملةٌ فعليةٌ فعلُها مضارعٌ، فتعمل فيها عَمَلَ «كان الناسخة»، فيبقى المبتدأ مرفوعًا ويُسمَّى اسمها، وتجعل الخبر في محل نصبٍ ويُسمَّى خبرها.
وتختلف عن «كان وأخواتها» في أنَّ خبرها لا يكون إلَّا جملةً فعليةً فعلُها مضارعٌ، أمَّا خبر «كان وأخواتها» فيأتي مفردًا وجملةً (اسمية أو فعلية) وشِبهَ جملةٍ.
وينبغي علينا أنْ ننتبِهَ إلى أنَّ أفعال المقاربة والرجاء والشروع أفعالٌ ماضيةٌ جامدةٌ تكون ناسخةً في الماضي فقط، ما عدا «كاد، أوشك»؛ فالمضارع من كلٍّ منهما «يكاد، يُوشِكُ» يعمل عَمَلَ الماضي، مثل قولنا: «يكاد التدخينُ يقتل صاحبه»، وقولنا: «تُوشِكُ المباراةُ أنْ تنتهيَ»؛ فالفعلان «يكاد، تُوشِك» وردا في المثالين بصيغة الفعل المضارع، وعَمِلَ كلٌّ منهما عَمَلَ الفعلِ الماضي منه.
والآن، يُمكِننا من خلال السؤال الآتي تعرُّف نوع خبر أحد أفعال المقاربة والرجاء والشروع.
مثال ٥: تحديد نوع خبر الفعل الناسخ
«أخذت حرية الفكر تؤتي ثمارها في دُوَلٍ شعوبُها مستنيرةٌ». حدِّد خبر الفعل الناسخ في الجملة السابقة.
- شعوبُها مستنيرةٌ
- تؤتي ثمارها
- في دُوَلٍ
- حرية الفكر
الحل
الفعل الناسخ في الجملة هو «أخذت»، وهو فعلٌ من أفعال الشروع، وكلمة «حرية» اسم «أخذت» مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، أمَّا خبرها المُتتِّمُ للمعنى فهو جملة «تؤتي ثمارها»، وهي جملةٌ فعليةٌ فعلُها مضارع.
وإذا ما استعرضنا بقية البدائل، نَجِدُ أنَّ كلًّا منها لا يصلُحُ أنْ يكونَ خبرًا؛ فشِبهُ الجملةِ «في دُوَلٍ» لا يُتمِّمُ معنى الجملة، والجملة الاسمية «شعوبُها مستنيرةٌ» تقع في محل جر نعت لكلمة «دُوَلٍ».
وتُسمَّى أفعال المقاربة والرجاء والشروع «الأفعال الناقصة» أيضًا، مثل «كان وأخواتها»؛ لأنها لا تكتفي بمرفوعها لإتمام معنى الجملة، بل تحتاج إلى خبر منصوب يكون جملةً فعليةً فعلُها مضارعٌ، فإن اكتفت بمرفوعها، أو لم يأتِ خبرها جملةً فعليةً فعلُها مضارعٌ، فهي أفعالٌ تامَّةٌ يكون مرفوعها فاعلًا لها، مثل قولِنا: «بدأ السباقُ»؛ فالفعل «بدأ» فعلٌ تامٌّ، و«السباق» فاعلٌ له، ومثل قولِنا: «أنشأت الدولةُ مشروعاتٍ عملاقةً»؛ فالفعل «أنشأ» فعلٌ تامٌّ فاعلُهُ «الدولةُ»، ومفعولُهُ «مشروعاتٍ»، ومثل قولِنا: «أخذ الحكيمُ العِبَرَ من تجارِبِ الحياةِ»؛ فالفعل «أخذ» فعلٌ تامٌّ، وفاعلُهُ «الحكيم»، ومفعولُهُ «العِبَرَ».
فالأفعال «بدأ، أنشأ، أخذ» في الأمثلة الثلاثة السابقة ليست أفعالًا ناسخة؛ لأنَّ خبر كلٍّ منها ليس جملةً فعليةً.
والإجابة عن السؤال الآتي تُساعِدنا على التمييز بين الأفعال الناقصة والأفعال التامة.
مثال ٦: التمييز بين الأفعال الناقصة والأفعال التامة
عيِّن الجملة التي تخلو من فعل ناقص.
- كن عالمًا ناطقًا أو مستمعًا واعيًا.
- عسى المتحاربون أن يكفُّوا عن الحرب.
- كادت الفتن تنال من عزيمتنا لولا صبرنا وثقتنا بأنفسنا.
- شرع المُحاضِر في إلقاء درسه على طلابه.
الحل
الإجابة الصحيحة هي جملة «شرع المُحاضِر في إلقاء درسه على طلابه»؛ فقَدْ خلَتْ من فعل ناقص؛ فالفعل «شرع» جاء تامًّا، ورفَعَ «المُحاضِر» فاعلًا له.
أمَّا البدائل الأخرى فقَدْ حوَتْ أفعالًا ناقصة؛ فجملة «كن عالمًا ناطقًا أو مستمعًا واعيًا» ورد فيها فعلٌ ناقصٌ هو «كنْ»، واسمه ضمير مستتر تقديره «أنت»، وخبره «عالمًا».
وجملة «عسى المتحاربون أن يكفُّوا عن الحرب» ورد فيها فعلٌ ناقصٌ من أفعال الرجاء هو «عسى»، واسمه «المتحاربون»، وخبره الجملة الفعلية «أن يكفُّوا».
وجملة «كادت الفتن تنال من عزيمتنا لولا صبرنا وثقتنا بأنفسنا» ورد فيها فعلٌ ناقصٌ من أفعال المقاربة هو «كاد»، واسمه «الفتن»، وخبره الجملة الفعلية «تنال من عزيمتنا».
ولعلَّنا لاحَظْنا اقترانَ خبر بعض أفعال المقاربة والرجاء والشروع بأنْ الناصبة للفعل المضارع، فما حُكمُ اقترانِ خبر هذه الأفعال بأنْ؟
- يَقِلُّ اقترانُ خبر كلٍّ من فعلَي المقاربة «كاد، كَرَبَ» بأنْ، فنقولُ: «كاد الطفلُ يحبو»، أو «كاد الطفلُ أنْ يحبُوَ»، «كَرَبَ العِلمُ يقضي على الجهل»، أو «كَرَبَ العِلمُ أنْ يقضيَ على الجهل».
- يكثُرُ اقترانُ خبر فعل المقاربة «أوشك» وكلٍّ من فعلَي الرجاء «عسى، حرى» بأنْ، فنقول: «عسى جهودُ العلماءِ أنْ تُجنِّبَنا مخاطرَ تلوُّث البيئة»، أو «عسى جهودُ العلماءِ تُجنِّبُنا مخاطرَ تلوُّث البيئة»، «حرى الرَّخاءُ أنْ يَعُمَّ البلادَ»، أو «حرى الرَّخاءُ يَعُمُّ البلادَ»، «أوشك الصيفُ أنْ ينقضيَ»، أو «أوشك الصيفُ ينقضي».
- يجب اقترانُ خبر فعل الرجاء «اخلولق» بأنْ، فنقول: «اخلولق الحقُّ أنْ ينتصرَ».
- يمتنع اقترانُ خبر كلٍّ من أفعال الشروع بأنْ، فنقول: «أخذت الأرضُ تبتهج بقدوم الربيع»، «شرعت الفتياتُ تُجهِّزْنَ لليوم الخيري»، «بدأ التعليمُ الإلكتروني ينتشر».
قاعدة: حُكمُ اقترانِ خبرِ كلٍّ من أفعال المقاربة والرجاء والشروع بأنْ
- يَقِلُّ اقترانُ خبر كلٍّ من الفعلين «كاد، كَرَبَ» بأنْ.
- يَكثُرُ أو يَغلِبُ اقترانُ خبر كلٍّ من الأفعال «أوشك، عسى، حرى» بأنْ.
- يمتنع اقترانُ خبر كلٍّ من أفعال الشروع «شرع، بدأ، أخذ، جعل، أنشأ، هبَّ، طَفِقَ» بأنْ.
- يجب اقترانُ خبر فعل الرجاء «اخلولق» بأنْ.
والآنَ، هيَّا نُحاوِل الإجابةَ عن السؤال الآتي؛ لنتدرَّبَ على تعرُّف حُكمِ اقتران خبر فعل المقاربة «كاد» بأنْ.
مثال ٧: تعرُّف حُكمِ اقتران خبر «كاد» بأنْ
يقول الشاعر:
أتاك الربيع الطَّلْق يختال ضاحكًا ... مِنَ الحُسْن حتى كاد أن يتكلَّما
جاء خبر الفعل الناسخ مُقترِنًا بأنْ، فما حُكمُ اقترانِهِ؟
- يقل
- يكثر
- يجب
- يمتنع
الحل
الإجابة الصحيحة هي «يَقِلُّ»؛ فخبر «كاد» يَقِلُّ اقترانُهُ بأنْ.
ويُعالِجُ السؤالُ الآتي تعرُّفَ حُكمِ اقتران خبر فعل الرجاء «اخلولق» بأنْ.
مثال ٨: تعرُّف حُكمِ اقتران خبر فعل الرجاء «اخلولق» بأنْ
«اخلولق العلماء أن يتوصَّلوا إلى حلٍّ لمشكلة ثقب الأوزون». جاء خبر الفعل الناسخ مُقترِنًا بأنْ، فما حُكمُ اقترانِهِ؟
- يكثر
- يجب
- يقل
- يمتنع
الحل
الإجابة الصحيحة هي «يجب»؛ فخبر «اخلولق» يجب اقترانُهُ بأنْ.
ويُعالِجُ السؤالُ الآتي تعرُّفَ حُكمِ اقتران خبر كلٍّ من أفعال الشروع بأنْ.
مثال ٩: تعرُّف حُكمِ اقتران خبر كلٍّ من أفعال الشروع بأنْ
«طَفِقَ الأطباء في القوافل الطبية». أكمل بخبر صحيح للفعل الناقص في الجملة السابقة.
- أن يشاركوا
- في المشاركة
- يشاركون
- مشاركين
الحل
الإجابة الصحيحة هي «يشاركون»؛ لأنَّ كلمة «طَفِقَ» من أفعال الشروع، وخبرها جملةٌ فعليةٌ فعلُها مضارعٌ، ويمتنع اقترانُ خبرها بأنْ.
وأمَّا بقية البدائل فلا يَصِحُّ أن تكون خبرًا لكلمة «طَفِقَ»؛ فجملة «أن يشاركوا» مُقترِنة بأنْ، و«في المشاركة» شبه جملة، و«مشاركين» اسم مفرد.
ولا يختلف اسم «كاد وأخواتها» عن اسم «كان وأخواتها» من حيث صورته، فيكون اسمًا ظاهرًا «مفردًا أو مُثنًّى أو جمعًا»، أو ضميرًا متصلًا ظاهرًا، أو ضميرًا مستترًا.
ويُدرِّبُنا السؤالُ الآتي على تعرُّف اسم «كاد وأخواتها» وإعرابه.
مثال ١٠: تعرُّف إعراب اسم كاد وأخواتها
«لم يكد الرسام يعرض لوحاته حتى شرع الزائرون في شرائها».
أعرب ما فوق الخط على الترتيب.
- اسم كاد مرفوع، وعلامة رفعه الضمة – فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الواو.
- فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الضمة – اسم شرع مرفوع، وعلامة رفعه الواو.
- اسم كاد مرفوع، وعلامة رفعه الضمة – اسم شرع مرفوع، وعلامة رفعه الواو.
- فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الضمة – فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الواو.
الحل
الإجابة الصحيحة هي «اسم كاد مرفوع، وعلامة رفعه الضمة - فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الواو»؛ لأنَّ «كاد» في المثال فعلٌ ناسخٌ رفَعَ «الرسام» اسمًا له، وهو هُنا اسمٌ ظاهرٌ، والجملة الفعلية «يعرض لوحاته» في محل نصب خبر «كاد»، وأمَّا الفعل «شرع» فقَدْ ورد في المثال فعلًا تامًّا اكتفى برفع «الزائرون» فاعلًا له.
وينبغي لنا أنْ نلتفِتَ إلى أمر مهم، وهو أنَّ جملة خبر كلٍّ من أفعال المقاربة والرجاء والشروع لا بُدَّ أنْ تكون جملةً فعليةً فِعلُها مضارعٌ تقع في محل نصب خبر الفعل الناسخ، ففي جملة «أوشكت الطائرة أنْ تهبط على أرض الوطن»، نُلاحِظ أنَّ خبر الفعل «أوشك» جملةُ «أنْ تهبط»، وإذا أردنا إعرابها نقول: «أنْ» حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب ناصب للفعل المضارع، «تهبط» فعل مضارع منصوب بأنْ، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، والفاعل ضمير مستتر تقديره «هي» يعود على الطائرة، والجملة الفعلية في محل نصب خبر «أوشكت».
النِّقاط الرئيسية
- «أفعال المقاربة والرجاء والشروع» أفعالٌ ناسخةٌ تدخُلُ على الجملة الاسمية التي خبرها جملةٌ فعليةٌ فِعلُها مضارعٌ، فتعمل فيها عَمَلَ «كان الناسخة»؛ أي: تُبقِي المبتدأ مرفوعًا ويُسمَّى اسمها، وتجعل الخبر في محل نصب ويُسمَّى خبرها.
- أفعال المقاربة «كاد، أوشك، كَرَبَ» تدُلُّ على قُرْبِ حدوثِ الخبرِ.
- أفعال الرجاء «عسى، حرى، اخلولق» تدُلُّ على رجاء حدوث الخبر.
- أفعال الشروع «شرع، بدأ، أخذ، جعل، أنشأ، هبَّ، طَفِقَ» تدُلُّ على الشروع أو البَدْءِ في حدوث الخبر.
- «أفعال المقاربة والرجاء والشروع» أفعالٌ ماضيةٌ جامدةٌ تكون ناسخةً في الماضي فقط، ما عدا «كاد، أوشك»؛ فالمضارع من كلٍّ منهما «يكاد، يُوشِك» يعمل عَمَلَ الماضي.
- «أفعال المقاربة والرجاء والشروع» أفعالٌ ناقصةٌ؛ لأنها لا تكتفي بمرفوعها لإتمام معنى الجملة، بل تحتاج إلى خبر منصوب يكون جملةً فعليةً فِعلُها مضارعٌ.
- «أفعال المقاربة والرجاء والشروع» قد تأتي تامَّةً إذا اكتفت بمرفوعها، أو لم يأتِ خبرها جملةً فعليةً.
- يَقِلُّ اقترانُ خبر كلٍّ من الفعلين «كاد، كَرَبَ» بأنْ.
- يكثُرُ أو يَغلِبُ اقترانُ خبر كلٍّ من الأفعال «أوشك، عسى، حرى» بأنْ.
- يمتنع اقترانُ خبر كلٍّ من أفعال الشروع «شرع، بدأ، أخذ، جعل، أنشأ، هبَّ، طَفِقَ» بأنْ.
- يجب اقترانُ خبر فعل الرجاء «اخلولق» بأنْ.