في هذا الشارح، سوف نتعلَّم كيف نمثِّل علاقة باستخدام المخطَّط السهمي أو التمثيل البياني، بمعلومية مجال ومدى العلاقة المُعطاة.
نظرية المجموعات هي أحد فروع الرياضيات التي تتضمَّن دراسة تجميعات تُسمَّى «مجموعات» من الأشياء التي تُسمَّى «عناصر» هذه المجموعة. ومن أحد المفاهيم المهمة في هذا المجال مفهوم «العلاقة». نبدأ بتعريف معنى هذا المصطلح.
تعريف: العلاقة
العلاقة هي القاعدة التي تربط عناصر مجموعة ما بعناصر مجموعة أخرى. ويمكن تمثيل العلاقات باستخدام المخطَّطات السهمية، أو الأزواج المرتَّبة، أو جداول القيم، أو المعادلات، أو التمثيلات البيانية.
ببساطة، تُنتِج العلاقة قيمة مُخرَجة واحدة أو أكثر لكل قيمة مُدخَلة. على سبيل المثال، افترض أن لدينا مجموعة من الطلاب في مدرسة. وعلى سبيل المثال، توجد علاقة بين كل طالب وعدد إخوته. إذا كان لدى الطالب أخ واحد، ولدى الطالب (ب) ثلاثة إخوة، وليس لدى الطالب أي إخوة، ولدى الطالب أخ واحد، فيمكننا تمثيل هذه المعلومات في مجموعة من الأزواج المرتَّبة على النحو الآتي: وفي المخطَّط السهمي على النحو الآتي:
نلاحظ أن عناصر مجموعة القيم المُدخَلة هي الجزء الأيمن من العلاقة، وعناصر مجموعة القيم المُخرَجة هي الجزء الأيسر منها.
في المثال الأول، سنوضِّح كيفية تكوين أزواج مرتَّبة لتمثيل علاقة بمعلومية جدول القيم.
مثال ١: كتابة المعلومات المُعطاة في صورة مجموعة من الأزواج المرتَّبة
في لعبة كرة السلة، كل تصويبة من خارج خط الثلاث نقاط تُسجَّل بثلاث نقاط. يوضِّح الجدول تلك العلاقة. اكتب هذه البيانات على صورة أزواج مرتَّبة (التصويبات من خط الثلاث نقاط، العدد الكلي للنقاط المحرَزة).
الحل
تذكير: تُنتِج العلاقة قيمًا مُخرَجة لكل قيمة مُدخَلة. وهذا يعني أن الجدول المُعطى يمثِّل علاقة؛ فهو يأخذ القيمة المُدخَلة؛ أي التصويبات من خط الثلاث نقاط، ويُنتِج القيمة المُخرَجة؛ أي النقاط الكلية.
ومن ثَمَّ، يمكن تمثيل البيانات الموجودة في الجدول على صورة مجموعة من الأزواج المرتَّبة؛ حيث تُمثِّل القيمة الأولى من كل زوج القيمة المُدخَلة، وتمثِّل القيمة الثانية منه القيمة المُخرَجة. نبدأ بالنظر إلى العمود الأول.
عدد التصويبات يساوي صفرًا، والعدد الكلي للنقاط يساوي صفرًا. إذن الزوج المرتَّب المناظِر لذلك هو .
وبالمثل، بالنظر إلى العمود الثاني، نلاحظ أنه عندما يكون عدد التصويبات يساوي ١، فإن العدد الكلي للنقاط يساوي ٣.
إذن الزوج المرتَّب الثاني هو .
بتكرار هذه العملية مع العمودين الأخيرين، نلاحظ أنه عندما يكون عدد التصويبات ٢، يكون العدد الكلي للنقاط ٦؛ وعندما يكون عدد التصويبات ٣، يكون العدد الكلي للنقاط ٩.
إذن الزوجان المرتَّبان المناظِران لذلك هما ، .
ومن ثَمَّ، فإن الأزواج المرتَّبة هي ، ،، .
في المثال السابق، أوضحنا كيفية تمثيل علاقة باستخدام مجموعة من الأزواج المرتَّبة. قد نلاحظ أيضًا أنه كان بإمكاننا وصف العلاقة كلاميًّا. يمكن إيجاد العدد الكلي للنقاط المُحرَزة بضرب عدد التصويبات من خط الثلاث نقاط في ٣:
في المثال التالي، نوضِّح كيف نكتب مجموعة من الأزواج المرتَّبة بمعلومية مخطَّط سهمي.
مثال ٢: كتابة الأزواج المرتَّبة الموضَّحة بعلاقة مُعطاة على صورة مخطَّط سهمي
اكتب بيان العلاقة للمخطَّط السهمي الآتي:
الحل
الشكل الموضَّح مخطَّط سهمي. يربط المخطط السهمي بين عناصر مجموعة القيم المُدخَلة وعناصر مجموعة القيم المُخرَجة . يمكننا تحديد أيِّ علاقة على صورة مخطَّط سهمي بكتابتها على صورة مجموعة من الأزواج المرتَّبة في مجموعة، .
القيمة المُدخَلة الأولى هي ٦، ويُشير السهم إلى القيمة المُخرَجة ٨. إذن الزوج المرتَّب الأول هو . وبالمثل، القيمة المُدخَلة الثانية، وهي ١٠، يخرج منها سهم يُشير إلى العدد ١٢، إذن الزوج المرتَّب الثاني هو . القيمة المُدخَلة الثالثة، وهي ١١، يخرج منها سهم يُشير إلى القيمة المُخرَجة ١٣؛ إذن الزوج المرتَّب الثالث هو . وبما أن القيمة المُخرَجة الأخيرة لا تناظِر قيمة مُدخَلة، إذن لا نضعهما في زوج مرتَّب.
إذن:
لقد تناولنا نوعًا واحدًا من مخطَّطات التطبيق، وهو المخطَّط السهمي. هناك عدد من الطرق البديلة لتمثيل العلاقات على المخطَّطات السهمية؛ مثل استخدام الأسهم على خط الأعداد. في المثال التالي، سنرى كيف يبدو ذلك.
مثال ٣: كتابة الأزواج المرتَّبة الموضَّحة بعلاقة مُعطاة على صورة مخطَّط سهمي
أيٌّ من التالي يُعبِّر تعبيرًا صحيحًا عن العلاقة المرسومة في الشكل الآتي؟
الحل
لتمثيل مخطَّط سهمي في صورة مجموعة من الأزواج المرتَّبة، يجب أن ننظر جيدًا إلى جميع القيم المُدخَلة الممكنة للعلاقة، ونتبع السهم الممتد إلى القيمة المُخرَجة المناظِرة لكلٍّ منها. إذن يكون كل زوج مرتَّب بالصورة العامة:
هيا نبدأ من اليسار إلى اليمين. السهم الأول يبدأ من ، ويتجه إلى ١٨. إذن القيمة المُدخَلة هي ، والقيمة المُخرَجة هي ١٨؛ ومن ثَمَّ، فإن الزوج المرتَّب المناظر هو .
القيمة المُدخَلة التالية هي ، ويتجه السهم إلى القيمة المُخرَجة المناظرة ٩. وهذا يعني أن الزوج المرتَّب هو .
العلاقة التالية تبدو غريبة بعض الشيء، لكننا سنتعامل معها بالطريقة نفسها.
القيمة المُدخَلة هي صفر، والقيمة المُخرَجة هي صفر. إذن الزوج المرتَّب هو .
وبطريقة مماثلة، نجد أن الزوجين الأخيرين المرتَّبين هما ، .
ومن ثَمَّ، فإن الإجابة الصحيحة هي الخيار (أ)، .
من البديهي أنه إذا تمكَّنا من تمثيل علاقة باستخدام مجموعة من الأزواج المرتَّبة، فبإمكاننا أيضًا تمثيل أي علاقة على المستوى الإحداثي. هيا نوضِّح ذلك في المثال الآتي.
مثال ٤: كتابة الأزواج المرتَّبة الموضَّحة بعلاقة مُعطاة على صورة مخطَّط بياني
اكتب بيان العلاقة التي يُمثِّلها المخطَّط الموضَّح.
الحل
تذكير: يمكننا تمثيل المخطَّط السهمي على صورة مجموعة من الأزواج المرتَّبة، ويكون كلٌّ منها بالصورة العامة:
ويترتب على ذلك أنه عندما تكون لدينا نقاط على مستوى إحداثي، تكون الأزواج المرتَّبة على الصورة:
ومن ثَمَّ، يمكننا كتابة بيان العلاقة للمخطَّط المُعطى من خلال كتابة الزوج المرتَّب لكل نقطة أولًا.
بالبدء من اليسار إلى اليمين وقراءة الإحداثي أولًا، نجد أن الزوج الأول هو .
وبالمثل، فإن الزوج الثاني هو .
إذن الأزواج الثلاثة الأخيرة هي ، ، .
ومن ثَمَّ، فإن بيان العلاقة يُعطى على الصورة: .
لقد أثبتنا بالفعل أنه يمكن تمثيل أي علاقة بعدد من الطرق؛ ومنها الطرق الجبرية. في المثال التالي، سنتناول كيفية تكوين معادلة لوصف علاقة مُعطاة على صورة مخطَّط سهمي.
مثال ٥: تكوين معادلة من مخطَّط سهمي
إذا كانت علاقة من إلى ؛ حيث ، ، فأيُّ المعادلات الآتية تعبِّر عن العلاقة تعبيرًا صحيحًا؟
الحل
المخطَّط السهمي المُعطى يأخذ القيم المُدخَلة من المجموعة ويصلها بالقيم المُخرَجة من المجموعة . على سبيل المثال، القيمة المُدخَلة تُعطينا القيمة المُخرَجة صفرًا، والقيمة المُدخَلة ٤ تُعطينا القيمة المُخرَجة ١٠.
لإيجاد المعادلة الصحيحة التي تعبِّر عن العلاقة ، نعوِّض بهذه القيم في كل معادلة. ولكن علينا أن ننتبه؛ فنحن نعلم أن ، ، إذن هو القيمة المُدخَلة (أو المتغيِّر المستقل)، هو القيمة المُخرَجة (أو المتغيِّر التابع).
نبدأ بالمعادلة . نفترض أن :
بما أن القيمة المُدخَلة تُعطينا القيمة المُخرَجة صفرًا، إذن هذه المعادلة تنطبق على أول زوج من القيم في المخطَّط. نكرِّر هذه العملية مع القيمة :
وبما أن القيمة المُدخَلة ٤ تناظر القيمة المُخرَجة ١٠، إذن هذه المعادلة لم تنطبق على جميع أزواج القيم في المخطَّط.
هيا نجرِّب المعادلة الآتية، . عندما يكون :
وهذا لا يحقِّق العلاقة المُعطاة في المخطَّط السهمي، إذن هذه المعادلة لا يمكن أن تكون صحيحة.
نجرِّب الآن المعادلة ، ونكتب النتائج في جدول.
٤ | ٥ | ||
بما أن كل زوج من القيم المُدخَلة والمُخرَجة يُطابِق المخطَّط السهمي، إذن هذه هي المعادلة الصحيحة. جدير بالذكر أنه بما أن هي القيمة المُدخَلة وليست القيمة المُخرَجة، إذن نتجاهل الخيارين الآخرين.
إذن الإجابة الصحيحة هي الخيار (ج): .
في المثال السابق، أوضحنا كيفية ربط مخطَّط سهمي بقاعدة جبرية. يمكننا أيضًا استخدام قاعدة جبرية لإيجاد عناصر مجموعة. على سبيل المثال، انظر العلاقة من إلى ؛ حيث ، لكلٍّ من ، . تأخذ هذه العلاقة عناصر من المجموعة وتُنتِج عناصر في المجموعة . افترض أن . إذن العنصر الأول في المجموعة يُعطى بالتعويض بالقيمة في المعادلة :
ويمكن إيجاد العنصر الثاني بالتعويض بالقيمة في المعادلة نفسها:
وأخيرًا، نحصل على العنصر الثالث بالتعويض بالقيمة :
ومن ثَمَّ، فإن عناصر المجموعة هي ، ٨، ١١؛ أي إن .
في المثال التالي، سنوضِّح كيفية استخدام فَهْمنا للعلاقات لحل المسائل بمعلومية إحدى القواعد.
مثال ٦: تحديد جميع الأزواج المرتَّبة لعلاقة مُعطاة
إذا كانت ، علاقة على ؛ حيث تعني أن يساوي عددًا زوجيًّا لكل ، ، فأوجد بيان العلاقة .
الحل
في هذا المثال، لدينا قاعدة تربط عناصر المجموعة بعناصر أخرى من المجموعة نفسها. تخبرنا القاعدة أن العلاقة تتكوَّن من قيم ، من المجموعة التي تحقِّق أن يساوي عددًا زوجيًّا.
ومن ثَمَّ، يمكن إيجاد الأزواج المرتَّبة في هذه العلاقة عن طريق اختيار قيم ، من المجموعة المُعطاة، والتعويض بها في المعادلة . في الحقيقة، يمكننا أيضًا استخدام فهمنا للأعداد الفردية والزوجية لاستنتاج بيان العلاقة المنشود.
هيا نبدأ بالقيمة . بما أن عدد صحيح تم اختياره من ، فإن المقدار يكون دائمًا زوجيًّا. إن عدد زوجي، ومجموع عددين زوجيين يساوي عددًا زوجيًّا. ومن ثَمَّ، يساوي دائمًا عددًا زوجيًّا عندما يكون .
الأزواج المرتَّبة التي تحقِّق هذه العلاقة هي ، ، .
الآن، افترض أن . عدد فردي، ومجموع عدد فردي وعدد زوجي يُعطينا عددًا فرديًّا. ومن ثَمَّ، فإن يساوي عددًا فرديًّا عندما يكون ، ولا توجد أزواج مرتَّبة تحقِّق العلاقة بقيمة مُدخَلة تساوي ١.
وأخيرًا، افترض أن . كما فعلنا في الافتراض السابق، هذا عدد فردي، وهذا يعني أن يساوي عددًا فرديًّا إذا كان ، ولا توجد أزواج مرتَّبة تحقِّق العلاقة بقيمة مُدخَلة تساوي ٣.
إذن بيان العلاقة .
في المثال الأخير، سنستخدم طريقة مماثلة لإيجاد المجاهيل في مجموعة بمعلومية قاعدة العلاقة.
مثال ٧: إيجاد المجاهيل في علاقة على أزواج بين مجموعتين بمعلومية قاعدتها
علاقة معرَّفة على أزواج من الأعداد الحقيقية الموجبة؛ حيث في حال إذا — وفقط إذا — كان . أوجد قيم ، ، ، ، علمًا بأن ، ، ، تنتمي إلى .
الحل
في هذا المثال، لدينا قاعدة تربط بين مجموعتين عناصرهما هي ، . تخبرنا هذه القاعدة بأن العناصر في كل مجموعة، التي تُكوِّن الأزواج المرتَّبة المُعطاة وتنتمي إلى العلاقة، تحقِّق المعادلة . في هذا المثال، ، ، ، كلٌّ منها ينتمي إلى بيان العلاقة . إذن، بمعلومية أي عنصر في كل مجموعة، يمكننا تحديد العنصر المناظر في المجموعة الأخرى بالتعويض بقيمته في هذه المعادلة، والحل لإيجاد قيمة المجهول.
نبدأ بالزوج المرتَّب . بما أن الصورة العامة لأي زوج مرتَّب هي ، إذن يمكننا التعويض بالقيمة والقيمة في المعادلة :
لكي نحل بالنسبة إلى ، سنقسم على ٤:
يمكننا تكرار هذه العملية مع الزوج المرتَّب . هذه المرة، سنعوِّض بالقيمة والقيمة في المعادلة:
لكي نحل بالنسبة إلى ، نأخذ الجذر التربيعي لكلا طرفَي هذه المعادلة، مع تذكُّر أخذ كلٍّ من الجذر التربيعي الموجب والسالب لـ ٣٦:
لكننا نعلم أن العلاقة تربط بين أزواج من الأعداد الحقيقية الموجبة؛ لذا نتجاهل .
إذن .
بعد ذلك، بالنسبة إلى الزوج المرتَّب ، سنفترض أن ، :
وأخيرًا، بالنسبة إلى ، نعوِّض بالقيمة والقيمة ، لنحصل على الآتي:
بما أن قيمة موجبة، إذن نختار .
ومن ثَمَّ، فإن قيم ، ، ، هي ، ، ، .
في هذا الشارح، نكون قد تعمَّقنا في عالم العلاقات، ومثَّلناها باستخدام المخطَّطات السهمية، وسرد الأزواج المرتَّبة، والتمثيلات البيانية، والقواعد. هذا العالم سيتوسَّع فقط عندما نتعرَّف على المزيد عن الدوال والمجال والمدى والنظريات المختلفة الناتجة عن ذلك.
أما الآن، فسنلخِّص المفاهيم الرئيسية في هذا الشارح.
النقاط الرئيسية
- العلاقة هي القاعدة التي تربط عناصر مجموعة ما بعناصر مجموعة أخرى. يمكن تمثيل العلاقات على صورة مخطَّطات سهمية، أو أزواج مرتَّبة، أو جداول قيم، أو معادلات، أو تمثيلات بيانية.
- تُنتِج العلاقة قيمة مُخرَجة واحدة أو أكثر لكل قيمة مُدخَلة.