شارح الدرس: تعريفات الفلسفة ووظائفها الفلسفة والمنطق • الصف الأول الثانوي

في هذا الشارح، سوف نتعلَّم كيف نتعرَّف على طريقتين مختلفتين لتعريف الفلسفة، وكيف نُميِّز بين ثلاث وظائف للتفكير الفلسفي.

مصطلح الفلسفة مشتقٌّ من الكلمة اليونانية فيلوسوفيا، التي تعني «حب الحكمة». يَصِف الفلاسفة أنفسهم بأنهم محبُّو الحكمة، ولا يدَّعون أنهم يمتلكون الحكمة بالفعل.

وقد سَمُّوا أنفسهم بهذا الاسم لإدراكهم أن السعي نحو الحقيقة دائم، وأن المعتقدات التي نثق بها أشدَّ الثقة كذلك تستحق فحصها وطرح تساؤلات حيالها.

طالما كان تعريف الفلسفة مهمَّةً صعبةً. وقد اختلف الفلاسفة عبر التاريخ حول ما تعنيه الفلسفة.

إليك طريقتين يمكن تعريف الفلسفة بهما.

يمكن تعريف الفلسفة بأنها البحث عن المعرفة التي تُعرِّفنا بأنفسنا وتُعرِّفنا بالعالم الذي نحيا فيه.

هذه الطريقة في تعريف الفلسفة تؤكِّد على الجانب النظري للفلسفة؛ وهي طريقة نظرية لأنها تتضمَّن السعي للمعرفة من أجل المعرفة ذاتها.

الفلسفة النظرية، مثلها مثل العلوم الطبيعية، تبحث عن تفسيرات أساسية للعالم.

أحيانًا، يُقال إن الفلسفة هي أم العلوم أو علم العلوم؛ لأن العلوم الطبيعية وُلِدَت من رحم الفلسفة النظرية.

إذا واجهتَ أسئلة من قبلُ مثل الأسئلة السابقة، فإنك قد طرحتَ أسئلة أساسية حول العالم.

التعريف الثاني للفلسفة هو استكشاف معنى الحياة وطريقة التصرُّف.

في هذا الإطار، تبحث الفلسفة عن إجابات عن الأسئلة العملية.

وحسب هذا التعريف، فهي لا تهتم بالمعرفة من أجل المعرفة ذاتها. وبدلًا من ذلك، تسعى الفلسفة للمعرفة ما دامت المعرفة تساعدنا على استكشاف كيف يمكن أن نحيا حياةً صالحة.

تساعدنا الفلسفة العملية في استكشاف أدوارنا في المجتمع، وكيف نصبح أناسًا صالحين، وكيف نحقِّق السعادة والمعنى في حياتنا.

لقد تناولنا طريقتين لتعريف الفلسفة. الآن، هيا نناقش غاية الفلسفة.

سنُلقي نظرة على ثلاث وظائف للفلسفة. الوظيفة الأولى التي تحقِّقها الفلسفة هي تفسير الواقع. يطرح الواقع العديد من الأسئلة، ربما قد طَرَحتَ على نفسك بعضًا منها.

هل سبق لك أن تساءلت لماذا يحب الناس أن يجتمعوا معًا؟ ربما تساءلت إذا ما كان الإنسان اجتماعيًّا بطبعه، أو إذا ما كان يقدر على عيش حياته كلها وحيدًا.

هذه تساؤلات حول الطبيعة البشرية، وهي جزء من الواقع.

تفسير الواقع يعني الإجابة عن التساؤلات الأساسية حول الواقع، ومن ذلك كيف ينظَّم، وكيف نشأ، وهل له غاية.

الوظيفة الثانية هي تغيير المجتمع. لا تساعدنا الفلسفة في فهم عالمنا فحسب، بل تساعدنا كذلك على اكتشاف كيف نُصلِح هذا العالم. وهذا مهمٌّ لأنه ليس علينا تفسير الواقع فقط، بل علينا أن نحيا فيه كذلك.

تساعدنا الفلسفة في تحديد المشكلات المتعلِّقة بالطريقة التي نحيا بها، وتساعدنا في تنظيم مجتمعاتنا. ويمكن أن تساعدنا كذلك في حل هذه المشكلات من خلال تغيير المجتمع الذي نحيا فيه.

المجتمع جزءٌ من الواقع له التأثير الأكبر على حياتنا، لكن لا يزال لدينا بعض السيطرة عليه. ولذلك يحاول الفلاسفة إحداث التغيير من خلال التركيز على تغيير المجتمع.

تساعدنا الفلسفة في تفسير العالم وتشكيله. وهاتان الوظيفتان، تفسير الواقع وتغيير المجتمع، تعتمد إحداهما على الأخرى. لا يمكننا تغيير العالم نحو الأفضل حتى نتمكَّن من تفسيره. ومن ناحيةٍ أخرى، إذا كانت هناك مشكلات كبيرة في المجتمع، فسيصعب علينا تفسير الواقع.

على سبيل المثال، إذا أظهرت تفسيراتنا الفلسفية للواقع أن قيمة أي إنسانٍ لا تقل عن قيمة أي إنسان آخر، فهذا قد يؤثِّر على طريقة تنظيم مجتمعاتنا. وهذا يقتضي أنه ليس من الصحيح أن تميِّز الحكومات أو الشركات الكبرى بين الناس بسبب العرق أو النوع أو أي خصائص أخرى.

وهذه طريقة واحدة فقط من طرق تفاعل وظائف الفلسفة معًا.

الوظيفة الثالثة تسمح لنا باستشراف النتائج المستقبلية للوضع الحالي.

تتيح لنا هذه الوظيفة استشراف نوع المشكلات التي قد نواجهها في المستقبل، والحلول التي تناسبها.

هيا نلخِّص بعض النقاط الرئيسية التي تناولناها في هذا الشارح.