شارح الدرس: اسم الفاعل | نجوى شارح الدرس: اسم الفاعل | نجوى

شارح الدرس: اسم الفاعل اللغة العربية • الصف الثالث الثانوي

انضم إلى نجوى كلاسيز

شارك في حصص اللغة العربية المباشرة على نجوى كلاسيز وتعلم المزيد حول هذا الدرس من أحد مدرسينا الخبراء!

في هذا الشارح، سوف نتعلَّم كيف نشتَقُّ اسم الفاعل، وكيف يعمل عمَلَ فِعلِهِ.

نُلاحِظ كثيرًا في اللغة العربية مجموعة من الكلمات تشترك في أصل اللفظ وأصل المعنى، ومن هذا الأصل تتولَّد الألفاظ المختلفة بزيادة بعض الحروف وإنتاج كلمات جديدة تحمل زيادةً ما على المعنى الأصلي؛ فالكلمات «كاتِب، مَكتُوب، مِكْتَاب، مَكْتَب، مَكْتَبَة» مثلًا تشترك في أصل واحد هو الحروف «ك، ت، ب»، وهو ما نُسمِّيه «الجذر اللغوي»، ولها أيضًا معنًى تشترك فيه هو «الكتابة».

وعملية توليد الكلمات تلك من «الجذر اللغوي» هي ما يُسمَّى بالاشتقاق؛ فالاشتقاق: هو أَخْذ كلمة أو أكثر من كلمة أخرى، مع التناسُب بينهما في المعنى والتغيُّر في اللفظ، والمُشتَقُّ: هو ما أُخِذَ من غيره.

ومن المشتقات: اسم الفاعل، وصِيَغ المبالغة، واسم المفعول، واسم التفضيل، واسم الزمان، واسم المكان، واسم الآلة.

وفي هذا الشارح، سوف نتناول أحد هذه المشتقات، وهو اسم الفاعل.

تعريف: اسم الفاعل

هو اسم مُشتَقٌّ من الفعل المبني للمعلوم للدلالة على مَنْ قام بالفعل أو اتَّصَفَ به.

فكلمة «كاتِب» مثلًا تدلُّ على شخص يقوم بالكتابة، وكلمة «فاضِل» تدلُّ على شخص يتَّصِفُ بالفضل، وكلمة «مُتعلِّم» تدلُّ على شخص يتعلَّم.

والسؤال الآتي يساعدنا على تعميق فهمنا لمعنى اسم الفاعل.

مثال ١: تعرُّف اسم الفاعل حسب دلالته

أيُّ الجمل الآتية تشتمل على اسم فاعل من الفعل «عَمِلَ»؟

  1. عامِل الناس بما تحب أن يعاملوك.
  2. ما زال العامل أهم عنصر في عملية التصنيع.
  3. عامَل الموظف الناس بالحسنى.
  4. أخذ الأجير العِمَالة بعد انتهاء عمله.

الحل

لكي نستطيع الإجابة عن هذا السؤال، علينا أن نبحث عن الكلمة التي تدل على شخص قام بالفعل أو اتصف به واشتقت من الفعل «عَمِلَ». فإذا جئنا لكلمة «عامِلْ» فسنجد أنها فعل أمر، وكلمة «يعاملوك» فعل مضارع. أما كلمة «العامل» فهي تدل على شخص يعمل؛ أي: تدل على من قام بالفعل. وكلمة «عامَلَ» فعل ماضٍ. وأخيرًا كلمة «العِمَالة» تدل على ما يأخذه الأجير مقابل عمله. إذن الجملة الصحيحة هي «ما زال العامل أهم عنصر في عملية التصنيع».

بعد أن تعرَّفنا معنى اسم الفاعل، هناك سؤال يطرح نفسه: هل نعتمد في تحديد اسم الفاعل على معناه فقط، أم هناك طريقة مُعيَّنة يُصاغ بها نستطيع من خلالها أن نتعرَّف عليه، ونُميِّزه مِن غيره؟ والجواب بالقطع أن له صياغة تُميِّزه مِن غيره؛ فاسم الفاعل يُصاغ من الفعل الثلاثي ومن الفعل غير الثلاثي.

وسنتناول في البداية طريقة صوغه من الفعل الثلاثي.

قاعدة: صوغ اسم الفاعل من الفعل الثلاثي

يُصاغ اسم الفاعل من الفعل الثلاثي على وزن «فَاعِل».

إذا أردنا أن نأتي باسم الفاعل من الفعل «فَضُل»، فإنه يكون كلمة «فَاضِل»، والفعل «كَتَبَ» اسم الفاعل منه هو «كَاتِب»، وكلاهما كما نرى على وزن «فَاعِل».

فنحن هنا زدنا ألفًا بعد الحرف الأول من الفعل، وكسرنا الحرف قبل الأخير لنحصل على اسم الفاعل.

والسؤال الآتي يساعدنا على التأكُّد من قدرتنا على صياغة اسم الفاعل من الفعل الثلاثي.

مثال ٢: اشتقاق اسم الفاعل من الفعل الثلاثي الصحيح السالم

صُغْ أسماء الفاعلين من الأفعال «وَجَد - يلعب - اشرب».

  1. وجود - لاعب - شراب.
  2. واجد - لعبة - مشروب.
  3. واجد - لاعب - شارب.
  4. موجود - لعوب - شراب.

الحل

لكي نصوغ اسم الفاعل من أيِّ فِعلٍ لا بد أن نسأل أنفسنا أولًا: هل هذا الفعل ثلاثي أم غير ثلاثي؟ ولكي نعرف عدد أحرف الفعل لا بد أن يكون في صورة الماضي.

فإذا نظرنا إلى الفعل «وَجَد» نجد أنه في صورة الماضي، ومُكوَّن من ثلاثة أحرف؛ إذن هذا الفعل ثلاثي، ومن هنا نأتي باسم الفاعل منه عن طريق صياغته على وزن فاعل؛ أي: نضع ألفًا بعد الحرف الأول، ونكسر الحرف قبل الأخير؛ فالفعل «وَجَد» نُضِيف له ألفًا بعد حرف الواو، ونكسر حرف الجيم، فيكون اسم الفاعل منه «واجِد».

وإذا نظرنا إلى الفعل «يلعب» نجد أنه في صورة المضارع، وحروف المضارعة ليست جزءًا من بنية الفعل؛ فلا بد أولًا أن نأتي بالماضي منه، وهو «لَعِب»، وهو مُكوَّن من ثلاثة أحرف؛ أي: ثلاثي؛ ولذا نُضِيف ألفًا بعد الحرف الأول، وهو اللام، ونكسر الحرف قبل الأخير، فيكون اسم الفاعل منه «لاعِب».

أمَّا الفعل «اشرب» فهو في صورة الأمر، فنأتي بالماضي منه، وهو «شرب»، فنجد أنه فعل ثلاثي؛ فنأتي باسم الفاعل منه على وزن «فاعل»، فيكون اسم الفاعل منه «شارِب».

إذن، الإجابة الصحيحة هي: «واجد - لاعب - شارب».

وإذا كان الفعل الثلاثي صحيحًا مهموز الأول، تُصبِح همزته مع ألف «فاعل» ألف مد «آ» في اسم الفاعل، مثل: «أَكَلَ - آكِل»، «أَخَذ - آخِذ».

وإذا كان الفعل الثلاثي صحيحًا مُضعَّفًا، يبقى التضعيف في اسم الفاعل، مثل: «حَجَّ - حَاجٌّ»، «مرَّ - مارٌّ».

وفي المثال الآتي نتدرب على اشتقاق اسم الفاعل من الفعل الثلاثي الصحيح المهموز الأول والمضعف.

مثال ٣: اشتقاق اسم الفاعل من الفعل الثلاثي الصحيح المهموز الأول والمضعف

صُغ اسمَي الفاعل من الفعلين «أمر - عَدَّ».

  1. أامِر - معيد.
  2. آمِر - مُعِدٌّ.
  3. أامِر - مُعَدٌّ.
  4. آمِر - عادٌّ.

الحل

الفعل «أمر» ماضٍ، وهو ثلاثي؛ ولذا نصوغ اسم الفاعل منه على وزن «فاعل»، فنُضِيف ألفًا بعد الحرف الأول، ونكسر الحرف قبل الأخير، ولكن الفعل صحيح مهموز الفاء؛ أي: أوله همزة؛ فيُصبِح «أامر»، ولكننا لا نكتبها هكذا، وإنَّما نكتبها على هذه الصورة: «آمِر»؛ فالهمزة التي بعدها مد بالألف تُكتَب على شكل مدة هكذا «آ».

أمَّا الفعل «عدَّ» فهو ماضٍ، وهو ثلاثي أيضًا؛ إذن نصوغ اسم الفاعل منه على وزن «فاعل»، فنُضِيف ألفًا بعد الحرف الأول، ولكن الفعل صحيح مُضعَّف؛ فيبقى التضعيف، ويكون اسم الفاعل منه هو «عادٌّ».

إذن، الإجابة الصحيحة هي: «آمِر - عادٌّ».

أمَّا إذا كان الفعل الثلاثي معتل الوسط فيُقلَب حرف العلة همزة، مثل: «قَامَ - قَائِم»، «باع - بائِع».

وإذا كان الفعل الثلاثي معتل الآخِر يُقلَب حرف العلة ياءً، ولكنها تُحذَف في حالتَي الرفع والجر إذا كانت الكلمة نكرة، مثل: «قضى - قاضٍ»، فنقول مثلًا: «هذا قاضٍ»، «سلَّمتُ على قاضٍ»، وفي هاتين الحالتين تعرب الكلمة بحركات مقدرة على الياء المحذوفة. وفي حالة النصب تبقى الياء، فنقول: «رَأَيْتُ قَاضِيًا»، فإذا اتصل به «أل» أو أُضِيف بَقِيَت الياء في حالتَي الرفع والجر وكذلك النصب، فنقول: «هذا قاضي المدينة»، «سلَّمتُ على قاضي المدينة»، «رأيت قاضيَ المدينة».

بذلك نكون قد انتهينا من الحديث عن صوغ اسم الفاعل من الفعل الثلاثي، وقبل أن ننتقل إلى الحديث عن صوغ اسم الفاعل من الفعل غير الثلاثي لِنُجِبْ معًا عن هذين السؤالين.

مثال ٤: اشتقاق اسم الفاعل من الفعل المعتل الأجوف والناقص

صُغ اسمَي الفاعل من الفعلين «قُل - يرجو».

  1. قاول - رجاء
  2. قائل - راجٍ
  3. قالٍ - راجٍ
  4. قائل - رائج

الحل

الفعل «قُل» فعل أمر، ولكي نعرف هل هو ثلاثي أو غير ثلاثي، لا بد أن نأتي بالماضي منه، وهو «قالَ»، فنجد أنه ثلاثي، ولكنه معتل الوسط؛ إذن يُقلَب حرف العلة «الألف» همزة، فنُضِيف ألفًا بعد الحرف الأول، ونقلب حرف العلة همزة ونكسرها، فيكون اسم الفاعل من الفعل «قال» هو «قائِل».

أمَّا الفعل «يرجو» فإنه فعل مضارع؛ إذن لا بد أن نأتي بالماضي منه أولًا، وهو «رجا»، فالفعل «رجا» ماضٍ ثلاثي، ولكنه معتل الآخِر، ولكي نأتي باسم الفاعل منه نُضِيف ألفًا بعد الحرف الأول، ونكسر الحرف قبل الأخير، ونقلب حرف العلة ياءً؛ فيكون اسم الفاعل منه هو «رَاجي»، ولكن هذه الياء تُحذَف؛ لأن الكلمة نكرة، فتكون «راجٍ».

إذن، الإجابة الصحيحة هي: «قائل - راجٍ».

مثال ٥: إعراب اسم الفاعل المصوغ من فعل ثلاثي ناقص

«الفلاح جانٍ محصوله». ما إعراب كلمة «جانٍ»؟

  1. خبر مرفوع، وعلامة رفعه الضمة المقدرة.
  2. مبتدأ ثانٍ مرفوع، وعلامة رفعه الضمة المقدرة.
  3. مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الكسرة الظاهرة.
  4. نعت مجرور، وعلامة جره الكسرة الظاهرة.

الحل

كلمة «جانٍ» هي اسم فاعل من الفعل «جنى»، وهو فعل معتل الآخِر، وعند صوغ اسم الفاعل من هذا الفعل نقلب حرف العلة ياءً، فيُصبِح «الجاني»، ولكن لأن الكلمة هنا نكرة تُحذَف الياء في حالتَي الرفع والجر، وإذا أردنا أن نُعرِب كلمة «جانٍ» نجد أنها خبر مرفوع، وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الياء المحذوفة.

إذن، الإجابة الصحيحة هي: «خبر مرفوع، وعلامة رفعه الضمة المقدرة».

لننتقل معًا إلى الحديث عن صوغ اسم الفاعل من الفعل غير الثلاثي.

قاعدة: صوغ اسم الفاعل من الفعل غير الثلاثي

يُصاغ اسم الفاعل من الفعل غير الثلاثي على وزن مُضارِعِهِ، مع إبدال حرف المضارعة ميمًا مضمومة وكسر ما قبل الآخِر.

الفعل «أَكْرَم» إذا أردنا أن نصوغ منه اسم الفاعل، فإننا نأتي بالمضارع، وهو «يُكْرِم»، ثم نُبدِل حرف المضارعة ميمًا مضمومة ونكسر ما قبل الآخِر، فيكون «مُكْرِم».

وإذا طبَّقْنا القاعدة نفسها على الأفعال «افتَقَد - اسْتَخْرَجَ - اسْتَقَال»، فإن أسماء الفاعلين منها تكون على الترتيب: «مُفتقِد - مُستخرِج - مُستقِيل».

وبعد أن تعرَّفنا طريقة صوغ اسم الفاعل من الفعل غير الثلاثي، لنُجبْ عن هذين السؤالين.

مثال ٦: اشتقاق اسم الفاعل من الفعل غير الثلاثي

صُغْ أسماء الفاعلين من الأفعال «أَكْمَلَ - يُقاتِل - قَدِّرْ».

  1. كامل- قَتَّال - مُقدِّر.
  2. مُكمِل - مُقتِّل - قادِر.
  3. مُكمِّل - مُقاتِل - مُتَقدِّر.
  4. مُكمِل - مُقاتِل - مُقَدِّر.

الحل

الفعل «أَكْمَلَ» فعل غير ثلاثي، فعند صياغة اسم الفاعل منه نأتي بالمضارع، ثم نُبدِل حرف المضارعة ميمًا مضمومة، ونكسر ما قبل الآخِر؛ فالمضارع من «أكمل» هو «يُكْمِل»، ثم نقلب حرف المضارعة ميمًا مضمومة، ونكسر ما قبل الآخِر، فيُصبِح «مُكْمِل»؛ إذن اسم الفاعل من الفعل «أَكْمَلَ» هو «مُكْمِل».

الفعل «يُقاتِل» نُلاحِظ أنه فعل مضارع؛ فنأتي بالماضي منه لكي نعرف هل هو ثلاثي أو غير ثلاثي، والماضي منه هو «قَاتَلَ»، وهو فعل رباعي؛ إذن نأتي بالمضارع منه، وهو «يُقاتِل» الوارد في السؤال، ثم نُبدِل حرف المضارعة ميمًا مضمومة، ونكسر ما قبل الآخِر، فيُصبِح «مُقاتِل»؛ إذن اسم الفاعل من الفعل «يُقاتِل» هو «مُقاتِل».

أمَّا الفعل «قَدِّرْ» فهو فعل أمر، والماضي منه هو «قَدَّرَ»، وهو فعل رباعي؛ ولذا نُطبِّق عليه قاعدة صياغة اسم الفاعل من الفعل غير الثلاثي، فنأتي بالمضارع، وهو «يُقدِّر»؛ فيكون اسم الفاعل هو «مُقَدِّر».

ومن هنا تكون الإجابة الصحيحة هي: «مُكمِل - مُقاتِل - مُقَدِّر».

مثال ٧: اشتقاق اسم الفاعل من الفعل غير الثلاثي

صُغْ أسماء الفاعلين من الأفعال «تَعَلَّمَ - تَعَامَلَ - استقامَ».

  1. عالِم - مُتعامِل - مُستقِيم.
  2. مُتعلِّم - مُتعامِل - مُستقِيم.
  3. مُتعلِّم - عامِل - مُقِيم.
  4. مُعلِّم - مُعامِل - مُستقَام.

الحل

الفعل «تَعَلَّمَ» ماضٍ، وهو خماسي؛ ولذا نُطبِّق عليه قاعدة صياغة اسم الفاعل من الفعل غير الثلاثي، فنأتي بالمضارع أولًا، وهو «يَتَعَلَّم»، ثم نُبدِل حرف المضارعة ميمًا مضمومة، ونكسر ما قبل الآخِر، فيكون اسم الفاعل منه هو «مُتَعَلِّم».

والفعل «تَعَامَلَ» ماضٍ، وهو خماسي أيضًا؛ ولذا نُطبِّق عليه قاعدة صياغة اسم الفاعل من الفعل غير الثلاثي، فنأتي بالمضارع، وهو «يَتَعَامَل»، فيكون اسم الفاعل منه هو «مُتَعَامِل».

وأخيرًا، الفعل «استقام» ماضٍ سداسي، فنأتي بالمضارع منه، وهو «يَستَقِيم»، فيكون اسم الفاعل منه هو «مُستقِيم».

ومن هنا تكون الإجابة الصحيحة هي: «مُتعلِّم - مُتعامِل - مُستقِيم».

هكذا نكون قد تعلَّمنا كيف نصوغ اسم الفاعل من الفعل الثلاثي، والفعل غير الثلاثي، وبَقِيَ لنا أن نتعرَّف عمل اسم الفاعل، ولكن قبل ذلك سنتناول بعض الملاحظات المهمة.

  • اسم الفاعل يأتي مذكرًا ومؤنثًا، مثل: «قائِل - قائِلة»، «مُقِيم - مُقِيمة»، ومفردًا ومثنًّى وجمعًا، مثل: «صائِم - صائِمان - صائِمون - صائِمات»، «مُنتصِر - مُنتصِران - مُنتصِرون - مُنتصِرات»، وقد تتصل به الضمائر، مثل: «كاتِبها - مُعطِيه - زائِرنا»، وقد تلحقه «أل»، فنقول مثلًا: «المُعِين - المُعطِي».
  • قد يأتي اسم الفاعل بالحروف نفسها من فعلين مختلفين، مثل: «سال، سأل»، اسم الفاعل منهما: «سائِل»، وكذلك «زار، زأر»، اسم الفاعل منهما: «زائِر»، ويُفرِّق بينهما سياق الكلام كما في الجملتين الآتيتين:
    • «القاضي سائل المتهم عن الحقيقة». (من الفعل سأل)
    • «الدم سائل من الجريح». (من الفعل سال)
  • يُعرَب اسم الفاعل حسب موقعه في الجملة؛ فقد يكون مبتدأً أو خبرًا، مثل: «السائقُ ماهِرٌ»، أو فاعلًا، مثل: «عاد الحاجُّ»، أو مفعولًا به، مثل: «كرَّمَتِ المدرسةُ المُتفوِّقين»، أو حالًا، مثل: «حضر الطالب مُسرِعًا»، أو نعتًا، مثل: «كرَّمَ مديرُ المصنع العمَّالَ الماهرِينَ».

بذلك نكون قد انتهينا من الحديث عن صوغ اسم الفاعل، وقبل أن ننتقل إلى الحديث عن إعمال اسم الفاعل إليكم هذه الأسئلة على الملاحظات السابقة.

مثال ٨: تعيين اسم الفاعل حال وروده جمعًا

«كرَّمت المؤسَّسة الموظَّفين المُتميِّزين في مَحْفِل كبير». ما اسم الفاعل في الجملة؟

  1. المؤسَّسة.
  2. الموظَّفين.
  3. المُتميِّزين.
  4. مَحْفِل.

الحل

كلمة «المؤسسة» من الفعل «أُسِّس»، وهي تدل على من وقع عليه الفعل، ولم تأتِ موافقة لصياغة اسم الفاعل من غير الثلاثي؛ حيث إنها مفتوحة ما قبل الآخر، واسم الفاعل يكون مكسور ما قبل الآخر. إذن فهي ليست اسم فاعل.

وكلمة «الموظفين» جمع، ومفردها هو كلمة «موظَّف»، وهي تدل على من وقع عليه الفعل، وهي من الفعل «وُظِّف»، وجاءت غير موافقة لصياغة اسم الفاعل من غير الثلاثي، حيث إنها مفتوحة ما قبل الآخر واسم الفاعل يكون مكسور ما قبل الآخر. إذن هي ليست اسم فاعل.

ولكن إذا نظرنا إلى كلمة «المتميِّزين» فسنجد أنها جمع، ومفردها هو «مُتميِّز»، وإذا تأمَّلنا كلمة «متميِّز» فسنجد أنها تدل على من اتصف بالفعل، وهي من الفعل «تَميَّز»، وجاءت موافقة لصياغة اسم الفاعل من غير الثلاثي، وبهذا تكون اسم فاعل.

أمَّا كلمة «مَحفِل» فهي من الفعل «حَفَل»، وهي لا تدل على من فعل الفعل، ولم تأتِ موافقة لصياغة اسم الفاعل من الثلاثي؛ حيث إنها ليست على وزن «فاعِل» وإنما هي على وزن «مَفْعِل». إذن فهي ليست اسم فاعل.

وبذا يكون اسم الفاعل في الجملة هو كلمة «المتميِّزين».

مثال ٩: إعراب اسم الفاعل

«ينبغي استخدام الموارد استخدامًا مُتوازِنًا». ما إعراب كلمة «مُتوازِنًا» في الجملة؟

  1. نعت منصوب، وعلامة نصبه الفتحة.
  2. نعت مجرور، وعلامة جره الكسرة.
  3. مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الكسرة.
  4. اسم فاعل منصوب، وعلامة نصبه الفتحة.

الحل

كما علمنا يُعرَب اسم الفاعل حسب موقعه في الجملة؛ ولذلك لا يَصِحُّ أن نقول: إن إعراب كلمة «مُتوازِنًا» هو اسم فاعل.

وإذا تأمَّلنا الجملة جيدًا نجد أن كلمة «مُتوازِنًا» جاءت نعتًا لكلمة «استخدامًا»، والنعت كما نعلم يتبع المنعوت في الحالة الإعرابية، وكلمة «استخدامًا» كما نرى جاءت منصوبةً؛ ولذلك تكون كلمة «مُتوازِنًا» نعتًا منصوبًا، وعلامة نصبه الفتحة.

إذن، الإعراب الصحيح لكلمة «مُتوازِنًا» هو: «نعت منصوب، وعلامة نصبه الفتحة».

ولننتقل معًا إلى الحديث عن إعمال اسم الفاعل.

قاعدة: إعمال اسم الفاعل

يعمل اسم الفاعل عمَلَ فِعلِهِ المبني للمعلوم سواء أكان لازمًا أم مُتعدِّيًا، فيرفع فاعلًا فقط إذا كان فِعلُهُ لازمًا، ويرفع فاعلًا وينصب مفعولًا واحدًا أو مفعولين أو ثلاثة مفاعيل إذا كان فِعلُهُ مُتعدِّيًا.

يأتي اسم الفاعل العامل على صورتين:

الصورة الأولى: المُعرَّف بـ «أل»

ويعمل مِنْ دونِ شروط، مثل: «حبذا المُتقِن صنعتَه»، فاسم الفاعل «المُتقِن» رفع فاعلًا ضميرًا مستترًا تقديره «هو»، ونصب مفعولًا به هو «صنعتَه»، كأننا قُلنا: «حبذا الذي يُتقِن صنعتَه».

الصورة الثانية: المُجرَّد من «أل»

ويعمل بشرطين:

  1. أن يدلَّ على الحال أو الاستقبال.
    ومعنى ذلك ألَّا يَرِدَ في الجملة ما يجعل معناها للماضي، فلا يجوز مثل: «أزائِرٌ محمد عليًّا أمس؟»؛ وذلك لأن اسم الفاعل هنا لم يدل على الحال أو الاستقبال، والسبب في ذلك هو ورود كلمة «أمس» في الجملة، وقد جعلت اسم الفاعل يدل على الماضي.
  2. أن يعتمد على نفي أو استفهام أو مبتدأ أو موصوف، أو يأتي مُنادًى.
    • أن يعتمد على نفي، مثل: «ما نافعٌ البخلُ صاحبَه»، فاسم الفاعل «نافعٌ» رفع فاعلًا «البخلُ»، ونصب مفعولًا به «صاحبَه».
    • أن يعتمد على استفهام، مثل: «أمُساعِدٌ الصديقُ صديقَه؟»، فاسم الفاعل «مُساعِد» رفع فاعلًا «الصديقُ»، ونصب مفعولًا به «صديقَه».
    • أن يعتمد على مبتدأ هو خبر له، مثل: «الطلاب مُحترِمون مُدرِّسِيهم»، فاسم الفاعل «مُحترِمون» رفع فاعلًا مستترًا تقديره «هم»، ونصب مفعولًا به «مُدرِّسِيهم»؛ لأنه اعتمد على مبتدأ هو كلمة «الطلاب» فوقع خبرًا له، أو يعتمد على اسم كان وأخواتها، مثل: «ما زال الطلاب مُحترِمين مُدرِّسِيهم»، أو يعتمد على اسم إنَّ وأخواتها، مثل: «إن الطلاب مُحترِمون مُدرِّسِيهم».
    • أن يعتمد على موصوف هو صفة له، مثل: «حضر طالبٌ حاملٌ كتابًا»، فاسم الفاعل «حاملٌ» رفع فاعلًا مستترًا تقديره «هو»، ونصب مفعولًا به «كتابًا»؛ لأنه اعتمد على موصوف هو كلمة «طالب»، أو يعتمد على اسم هو حال منه، مثل: «رجع أبي حاملًا هديةَ عيد ميلادي»، فاسم الفاعل «حاملًا» رفع فاعلًا مستترًا تقديره «هو»، ونصب مفعولًا به «هديةَ»؛ لأنه اعتمد على اسم هو حال منه وهو كلمة «طالب».
    • أن يأتي مُنادًى، مثل: «يا رافعًا مشعلَ النور، سَلِمَتْ يداك»، فاسم الفاعل «رافعًا» رفع فاعلًا مستترًا تقديره «هو»، ونصب مفعولًا به «مشعلَ»؛ لأنه وقع منادى.

بعد أن استوعبنا حالات إعمال اسم الفاعل عمَلَ فِعلِهِ، لنجبْ معًا عن هذه الأسئلة.

مثال ١٠: عمل اسم الفاعل عمَلَ فِعلِهِ

«المُهمِل دروسه لن يُحقِّق النجاح». عمِلَ اسم الفاعل «المُهمِل» عمَلَ فِعلِهِ لأنه.

  1. اعتمد على نفي
  2. مُعرَّف بـ «أل»
  3. اعتمد على استفهام
  4. وقع حالًا

الحل

إذا تأمَّلنا اسم الفاعل «المُهمِل»، نجد أنه مُعرَّف بـ «أل»، واسم الفاعل المُعرَّف بـ «أل» كما نعلم يعمل مِن دونِ شروط، وليس في الجملة نفي لنقول: إنه اعتمد على نفي، وكذلك ليس فيها استفهام، ولم يقع اسم الفاعل حالًا، ولم يعتمد على مبتدأ أو موصوف، ولم يقع منادى.

إذن، السبب هو أنه «مُعرَّف بـ «أل»».

مثال ١١: عمل اسم الفاعل المُجرَّد من «أل» عمَلَ فِعلِهِ

«المُحسِن واهبٌ جارَه الفقير صدقة». عَمِل اسم الفاعل «واهب» عَمَل فعله لأنه اعتمد على.

  1. مبتدأ
  2. نفي
  3. موصوف هو صفة له
  4. استفهام

الحل

اسم الفاعل «واهبٌ» عَمِلَ عَمَلَ فِعلِهِ المبني للمعلوم، فرفع فاعلًا ضميرًا مستترًا تقديره «هو»، ونصب مفعولًا به أول، وهو كلمة «جارَه»، ونصب مفعولًا به ثانيًا، وهو كلمة «صدقة».

وإذا دقَّقْنا النظر نجد أن اسم الفاعل «واهبٌ» جاء نكرة؛ ولذلك فإنه يعمل عمَلَ فِعلِهِ المبني للمعلوم بشرطين؛ الأول: أن يدل على الحال أو الاستقبال، والثاني: أن يعتمد على نفي أو استفهام أو مبتدأ أو موصوف، أو يأتي مُنادًى.

إذا نظرنا مرة أخرى نجد أن الشرط الأول قد تحقَّق، أمَّا عن الشرط الثاني فنجد أن اسم الفاعل «واهبٌ» قد وقع خبرًا للمبتدأ، وبذلك يكون الشرط الثاني قد تحقَّق؛ لأن اسم الفاعل هنا اعتمد على مبتدأ.

إذن، السبب هو أنه اعتمد على «مبتدأ».

مثال ١٢: عمل اسم الفاعل المُجرَّد من «أل» عمَلَ فِعلِهِ

«يا فاعلًا الخير، أبشر». اسم الفاعل «فاعلًا» عَمِل عَمَل فعله لأنه دل على الحال والاستقبال و.

  1. اعتمد على نفي
  2. وقع مُنادًى
  3. اعتمد على موصوف
  4. اعتمد على استفهام

الحل

اسم الفاعل «فاعلًا» عَمِلَ عَمَلَ فِعلِهِ المبني للمعلوم، فرفع فاعلًا ضميرًا مستترًا تقديره «هو»، ونصب مفعولًا به، وهو كلمة «الخير».

وإذا دقَّقْنا النظر نجد أن اسم الفاعل «فاعلًا» جاء نكرة؛ ولذلك فإنه يعمل عمَلَ فِعلِهِ المبني للمعلوم بشرطين؛ الأول: أن يدل على الحال أو الاستقبال، والثاني: أن يعتمد على نفي أو استفهام أو مبتدأ أو موصوف، أو يأتي مُنادًى.

إذا نظرنا مرة أخرى نجد أن الشرط الأول قد تحقَّق، وهو أنه يدل على الحال أو الاستقبال، فهو لم يدلَّ على الماضي، أمَّا الشرط الثاني فنجد أن اسم الفاعل «فاعلًا» قد وقع مُنادًى، وبذلك يكون الشرط الثاني قد تحقَّق.

إذن، السبب هو أنه «وقع مُنادًى».

وفي النهاية، لدينا ملاحظتان مهمتان هما:

  • قد يتجرَّد اسم الفاعل من الدلالة على مَنْ فَعَلَ الفعل أو قام به، وحينئذٍ لا يعمل عمَلَ فِعلِهِ، مثل: «طالب - مُعلِّم» في قولنا: «جاء الطالب - حضر المُعلِّم».
    ولمعرفة إذا ما كان اسم الفاعل عاملًا أو لا، نضع مكانه في الجملة فِعلَهُ المبني للمعلوم، فإن استقام المعنى كان اسم الفاعل عاملًا، مثل: «أطالبٌ سيفٌ حقَّه؟»، فهنا يستقيم أن نقول: «أيَطلُب سيفٌ حقَّه؟»، أمَّا إذا لم يستقِم المعنى فإن اسم الفاعل لا يعمل عمَلَ فِعلِهِ، مثل: «حضر الطالب إلى الحصة مبكرًا»، فهنا لا يستقيم أن نقول: «حضر الذي يطلب إلى الحصة مبكرًا»؛ لأن كلمة «طالب» في هذه الحالة قد دلَّت على الذات لا على الفعل.
  • قد يُضاف اسم الفاعل المُجرَّد من «أل» إلى معمولِهِ، ففي قولنا: «الأستاذ خالد مُعلِّمُ الأجيالِ»، أُضِيف اسم الفاعل «مُعلِّمُ» إلى معمولِهِ «الأجيالِ».

بعد أن انتهينا من الحديث عن صوغ اسم الفاعل وإعماله، نختم بمُلخَّصٍ للقواعد التي تناولناها في هذا الشارح.

النِّقاط الرئيسية

  • اسم الفاعل: هو اسم مُشتَقٌّ مِنَ الفعل المبني للمعلوم للدلالة على مَنْ قام بالفعل أو اتَّصَفَ به.
  • يُصاغ اسم الفاعل من الفعل الثلاثي على وزن «فَاعِل».
  • يُصاغ اسم الفاعل من الفعل غير الثلاثي على وزن مُضارِعِهِ، مع إبدال حرف المضارعة ميمًا مضمومة وكسر ما قبل الآخِر.
  • يعمل اسم الفاعل عمَلَ فِعلِهِ المبني للمعلوم سواء أكان لازمًا أم مُتعدِّيًا، ويأتي اسم الفاعل العامل على صورتين:
    • الصورة الأولى: المُعرَّف بـ «أل»، ويعمل مِن دونِ شروط.
    • الصورة الثانية: المُجرَّد مِن «أل»، ويعمل بشرطين:
      • أن يدل على الحال أو الاستقبال.
      • أن يعتمد على نفي أو استفهام أو مبتدأ أو موصوف، أو يأتي مُنادًى.
  • ليس لاسم الفاعل إعراب ثابت، وإنَّما يُعرَب حسب موقعه في الجملة.

انضم إلى نجوى كلاسيز

شارك في الحصص المباشرة على نجوى كلاسيز وحقق التميز الدراسي بإرشاد وتوجيه من مدرس خبير!

  • حصص تفاعلية
  • دردشة ورسائل
  • أسئلة امتحانات واقعية

تستخدم «نجوى» ملفات تعريف الارتباط لضمان حصولك على أفضل تجربة على موقعنا. اعرف المزيد عن سياسة الخصوصية