في هذا الشارح، سوف نتعلَّم كيف نَصِف آلية تجلُّط الدم في الإنسان.
إن تدفُّق الدم في جسم الإنسان ضروري لبقائه على قيد الحياة؛ فهو يزوِّد أجهزة الجسم بالأكسجين والمغذِّيات التي تحتاج إليها لتؤدِّي وظائفها، ويحمل فضلاتها بعيدًا. ينتقل الدم في جميع أجزاء الجسم عبر الأوعية الدموية، ولكن عندما نُجرَح، حتى وإن كان جرحًا صغيرًا أو خدشًا طفيفًا، يمكن أن تتضرَّر بطانة الأوعية الدموية تحت الجلد. لهذا السبب ننزف! ولكن، هل لاحظتَ من قبل أن النزيف يتوقَّف عادة خلال بضع دقائق؟
لا يمكن لجسم الإنسان أن يتحمَّل فقدان كميات كبيرة من الدم، فقد يؤدِّي هذا إلى فشل أعضاء الجسم الأساسية، وهو ما يؤدِّي في نهاية المطاف إلى الوفاة. وعليه، يمتلك الجسم آلية مثيرة للاهتمام لمَنْع فقدان الدم بصورة مفرطة من خلال جعل الدم يتخثَّر أو يتكتَّل. عندما يتخثَّر الدم فإنه يتحوَّل من سائل إلى كتلة صلبة وغليظة تشبه الهلام من أنسجة الدم تسدُّ الوعاء الدموي المُمزَّق. يُسمَّى هذا تجلُّط الدم، أو تخثُّر الدم. في هذا الشارح، سنتعرَّف على العوامل المختلفة التي تتضمَّنها هذه العملية والوظائف التي تؤدِّيها.
مصطلح رئيسي: تجلُّط الدم
تجلُّط الدم هو العملية التي يتخثَّر خلالها الدم لتكوين كتلة غليظة من أنسجة الدم.
يتكوَّن الدم من عدَّة مكوِّنات معلَّقة في وسط سائل يُسمَّى البلازما. تشمل هذه المكوِّنات خلايا الدم الحمراء، وخلايا الدم البيضاء، والصفائح الدموية. من بين هذه المكوِّنات الصفائح الدموية، ويُطلَق عليها باللاتينية «thrombocytes»، وهي المسئولة عن تكوين الجلطات الدموية. تُستخدَم البادئة «thrombo-» لوصف أيِّ شيء يتعلَّق بتجلُّط الدم. الصفائح الدموية أجزاء من خلايا أكبر حجمًا تُسمَّى «الخلايا الكبيرة النواة»، وهي خلايا توجد في نخاع العظم. تعمل الصفائح الدموية مع عوامل تجلُّط محدَّدة في الدم لتُحدِث تخثُّر الدم. دعونا نتعرَّف أكثر على الصفائح الدموية ونفهم الدور الذي تؤدِّيه.
تعريف: الصفائح الدموية
الصفائح الدموية هي أجزاء صغيرة من الخلايا توجد في الدم وتكون مسئولة عن تكوين الجلطات الدموية.
عندما يتدفَّق الدم بصورة طبيعية في الأوعية الدموية، تكون الصفائح الدموية في حالة غير نشطة. تُبطَّن الأوعية الدموية بخلايا تُسمَّى بالخلايا البطانية. عندما تتعرَّض هذه الخلايا للضرر بسبب إصابة، تُجذَب الصفائح الدموية إلى موضع الجرح.
مصطلح رئيسي: الخلايا البطانية
الخلايا البطانية هي الخلايا التي تكوِّن البطانة الرقيقة للأوعية الدموية.
تُسمَّى هذه الخطوة «التلاصق»؛ حيث تتلاصق الصفائح الدموية مع الجزء المُمزَّق من الوعاء الدموي.
بمجرَّد أن تتلاصق الصفائح الدموية عند موضع الجرح، تنشط. تُفرِز الصفائح الدموية المُنشَّطة عوامل تجذب المزيد من الصفائح الدموية، وهو ما يجعل هذه الصفائح الدموية تتلاصق وتنشط، أيضًا! تتراكم جميع الصفائح الدموية معًا، وينتهي بها المطاف إلى تكوين سدادة مؤقتة من الصفائح الدموية تمنع مكوِّنات الدم الأخرى من التسرُّب بحرية من الوعاء الدموي المُمزَّق، كما هو موضَّح في الشكل 2.
مثال ١: التعرُّف على مكوِّنات الدم المشاركة في التجلُّط
أيُّ مُكوِّنات الدم مسئول مسئولية أساسية عن تجلُّطه؟
- البلازما
- خلايا الدم البيضاء
- الهيموجلوبين
- خلايا الدم الحمراء
- الصفائح الدموية
الحل
إن تدفُّق الدم في جميع أجزاء الجسم أمر ضروري لعمل جميع أعضاء الجسم بصورة طبيعية؛ حيث إنه يمدُّها بالأكسجين والمغذِّيات. لا يمكن للجسم أن يتحمَّل فقدان كميات كبيرة من الدم؛ حيث يؤدِّي ذلك إلى فشل أعضاء الجسم الأساسية، وهو ما يؤدِّي في النهاية إلى الوفاة. لذا، عندما يتعرَّض الوعاء الدموي الذي يحمل الدم للضرر نتيجة إصابة يتخثَّر الدم لتكوين كتل غليظة من أنسجة الدم تُسمَّى «جلطات». تسدُّ الجلطات الدموية الوعاء التالف وتمنع النزيف المفرط.
يتكوَّن الدم من عدَّة مكوِّنات مختلفة. دعونا نلقِ نظرة على المكوِّنات المختلفة الواردة في السؤال ونر إذا ما كان بإمكاننا تحديد أيٌّ منها هو المسئول عن تكوين الجلطات الدموية.
البلازما هي الوسط السائل للدم. جميع مكوِّنات الدم تكون معلَّقة في البلازما؛ فهي المسئولة عن نقل هذه المكوِّنات في جميع أجزاء الجسم. إذن، هذا الخيار غير صحيح.
خلايا الدم البيضاء هي خلايا الجسم المُكافِحة للعدوى. إنها مسئولة عن تحديد مُسبِّبات الأمراض في الجسم، وعن توليد استجابات مناعية لها. بما أن هذه خلية لا تلعب أيَّ دور في تكوين جلطات الدم، فإن هذا الخيار غير صحيح أيضًا.
الهيموجلوبين هو البروتين الموجود في خلايا الدم الحمراء، وهو الذي يمنحها لونها الأحمر المميَّز. إنه مسئول أيضًا عن حَمْل جزيئات الأكسجين إلى أعضاء الجسم وحَمْل ثاني أكسيد الكربون بعيدًا عنها. لا يشارك هذا البروتين في عملية تجلُّط الدم، وهو ما يعني أن هذا الخيار أيضًا غير صحيح.
تعدُّ خلايا الدم الحمراء الخلايا الأكثر وفرة في الدم. إنها تحمل الهيموجلوبين وتنقل الأكسجين وثاني أكسيد الكربون، كما ذكرنا سابقًا. المصطلح اللاتيني لخلايا الدم الحمراء هو «erythrocytes»؛ حيث إن المقطع «erythro» يعني «أحمر»، والمقطع «cyte» يعني «خلية». على الرغم من أن جلطات الدم تحتوي على بعض خلايا الدم الحمراء، فإن هذه الخلايا ليست مسئولة عن تجلُّط الدم؛ وهو ما يطلبه السؤال. ومن ثَمَّ، فإن هذا الخيار غير صحيح أيضًا.
الصفائح الدموية عبارة عن أجزاء من خلايا أكبر حجمًا تُسمَّى «الخلايا الكبيرة النواة». تعمل هذه الصفائح مع عوامل تجلُّط معيَّنة في الدم لإحداث تخثُّر الدم. عندما تتعرَّض بطانة الوعاء الدموي للضرر، تُجذَب الصفائح الدموية إلى موضع الضرر لتكوين سدادة من الصفائح الدموية. تنشط هذه الصفائح الدموية وتحفِّز سلسلة من التفاعلات الكيميائية الحيوية التي تؤدِّي إلى تكوين تجلُّط دموي.
إذن، الإجابة الصحيحة هي الصفائح الدموية.
يحفِّز تكوين سدادة الصفائح الدموية سلسلة من التفاعلات الكيميائية الحيوية. تُفرِز الأوعية الدموية المُمزَّقة والأنسجة المحيطة بالأوعية الدموية العامل النسيجي؛ الثرومبوبلاستين. هذا العامل مسئول عن تحويل بروتين يُسمَّى «البروثرومبين»، الذي يُفرَز بواسطة الكبد، إلى الثرومبين الذي يُعدُّ إنزيمًا نشطًا. لا يمكن أن يحدث هذا التفاعل إلا في وجود أيونات الكالسيوم ().
يحتوي الدم أيضًا على بروتين يُسمَّى «الفيبرينوجين»، ويُفرَز بواسطة الكبد ويكون ذائبًا في بلازما الدم. عندما يتكوَّن إنزيم الثرومبين من البروثرومبين فإنه يؤثِّر على الفيبرينوجين، ويحوِّله إلى فيبرين؛ وهو بروتين غير قابل للذوبان في بلازما الدم. يترسَّب الفيبرين خارج الدم على شكل شبكة من الألياف المجهرية.
تعزِّز خيوط الفيبرين المُتكوِّنة بهذه الطريقة سدادة الصفائح الدموية من خلال تكوين شبكة تحجز خلايا الدم الحمراء والمزيد من الصفائح الدموية المُنشَّطة. يكوِّن الفيبرين، وخلايا الدم الحمراء، والصفائح الدموية معًا تجلُّطًا أكثر قوة يمكنه أن يغلق جدار الوعاء الدموي بصورة فعَّالة ويسمح له بأن يلتئم، كما هو موضَّح في الشكل 3.
يلخِّص المخطَّط الانسيابي في الشكل 4 الخطوات التي تتضمَّنها عملية تجلُّط الدم.
مثال ٢: تحديد العوامل التي تتضمَّنها عملية تجلُّط الدم
يوضِّح المخطَّط الانسيابي الآتي العملية الأساسية لتكوين تجلُّط دموي في موقع الجرح.
ما الكلمة التي يُمكِن استخدامها في فراغ العبارة الثانية؟
- الهيموجلوبين
- الكولاجين
- الفيبرينوجين
- الثرومبوبلاستين
الحل
عندما تتمزَّق الأوعية الدموية التي تحمل الدم يتخثَّر الدم مُكوِّنًا كتلًا غليظة من أنسجة الدم تُسمَّى «الجلطات»، وهي التي تسدُّ الوعاء المُمزَّق وتمنع النزيف المفرط. ثمة العديد من التفاعلات الكيميائية الحيوية التي تتضمَّنها هذه العملية، والتي تتطلَّب بروتينات مختلفة تُسمَّى عوامل التجلُّط. يوضِّح المخطَّط الانسيابي الوارد في السؤال الخطوات والعوامل التي تتضمَّنها عملية تجلُّط الدم.
طبقًا للمخطَّط الانسيابي فإن الكلمة الناقصة في العبارة 2 هي اسم العامل النسيجي الذي يَنتُج من الأوعية الدموية المُمزَّقة بعد تمزُّق الوعاء الدموي. دعونا نلقِ نظرة على الخيارات الموجودة في السؤال، ونحدِّد أيٌّ منها هو الأفضل.
الهيموجلوبين بروتين موجود في خلايا الدم الحمراء، وهو مسئول عن حَمْل جزيئات الأكسجين إلى أعضاء الجسم وحَمْل ثاني أكسيد الكربون بعيدًا عنها. هذا لا يتَّفق مع الوصف في العبارة الثانية!
الكولاجين بروتين تركيبيٌّ موجود في العضلات، والجلد، والأوعية الدموية، وأعضاء عديدة أخرى من الجسم. هذا أيضًا لا يطابق وصف الكلمة التي نبحث عنها، إذن هذا الخيار غير صحيح أيضًا.
الفيبرينوجين بروتين مهمٌّ قابل للذوبان يشارك في عملية تجلُّط الدم. إنه يُنتَج في الكبد ويدور في مجرى الدم. يُحوَّل الفيبرينوجين الذائب إلى الفيبرين غير الذائب بواسطة إنزيم يُسمَّى «الثرومبين»، وهو ما وُصِف في العبارة 4 من المخطَّط الانسيابي الوارد في السؤال. يمكننا إذن استبعاد الفيبرينوجين؛ حيث إنه يشارك في مرحلة مختلفة من سلسلة التجلُّط.
الثرومبوبلاستين عامل نسيجي تكوِّنه الأنسجة المحيطة بالأوعية الدموية. إنه يعمل على تحويل البروثرومبين إلى إنزيم الثرومبين النشط.
إذن، الخيار الذي يطابق وصف العامل الوارد في العبارة 2 هو الثرومبوبلاستين.
مثال ٣: تفسير دور الثرومبين في عملية تجلُّط الدم
ما دور الثرومبين في عملية تجلُّط الدم؟
- يستحث إطلاق أيونات الكالسيوم لتشجيع تجمُّع خلايا الدم
- تحفيز تحويل الفيبرينوجين الذائب إلى الفيبرين غير الذائب
- يستحث تحويل بروتين البروثرومبين إلى إنزيم الثرومبين
- تكوين شبكة تتجمَّع فيها خلايا الدم الحمراء وتُكوِّن الجلطة
الحل
يتضمَّن تجلُّط الدم، عملية تخثُّر الدم إلى كتلة غليظة من أنسجة الدم، سلسلةً من التفاعلات الكيميائية الحيوية التي تتطلَّب العديد من الإنزيمات، والبروتينات، والعوامل.
الثرومبين هو أحد هذه العوامل؛ فهو إنزيم نشط ينشأ عندما يؤثِّر العامل النسيجي، الثرومبوبلاستين، على بروتين البروثرومبين. الثرومبين مسئول عن تكوين ألياف بروتينية غير ذائبة تُسمَّى «الفيبرين»، وهي ضرورية لتكوين جلطات قوية تسدُّ الأوعية الدموية المُمزَّقة.
لإنتاج الفيبرين يحفِّز إنزيم الثرومبين بروتينًا يُسمَّى «الفيبرينوجين»، وهو بروتين ذائب في بلازما الدم، لتحويله إلى فيبرين غير ذائب. ثمة وظيفة أخرى مهمة للفيبرين وهي تكوين «شبكة» تحجز خلايا الدم الحمراء والصفائح الدموية المُنشَّطة التي تتجمَّع مُكوِّنة تجلُّطًا.
إذن، دور الثرومبين في عملية تجلُّط الدم هو تحفيز تحويل الفيبرينوجين الذائب إلى الفيبرين غير الذائب.
إلى جانب منع فقدان الدم المفرط من الجروح، فإن لتجلُّط الدم فوائد أخرى. عندما تتعرَّض لجرح أو خدش قد تلاحظ تكوُّن قشرة على الجرح. هذه القشرة مُكوَّنة في الواقع من جلطات دم جافة! تظلُّ القشرة تغطِّي موضع الجرح لتمكِّن الجلد المُمزَّق من الالتئام تحتها. تساعد جلطات الدم أيضًا في منع دخول مُسبِّبات الأمراض إلى مجرى الدم عبر الجرح.
عندما يتعرَّض جدار الوعاء الدموي لنوع من التَّلف فإنه يضيق تلقائيًّا لمنع فقدان الدم المفرط. عندما يتكوَّن تجلُّط الدم فإنه يسدُّ الموضع المُمزَّق. هذا يسمح للوعاء الدموي بأن يتَّسع مرة أخرى، ويستعيد تدفُّق الدم الطبيعي. وعليه، يمكن للوعاء الدموي أن يتَّسع مرة أخرى مما يسمح للدم بالتدفُّق عبره بحرية أكثر. يفيد تجلُّط الدم أيضًا في عملية التئام الجروح؛ حيث يمكن للدم أن يحمل الأكسجين والمغذِّيات اللازمة لالتئام الجرح إلى موضع الجرح.
تعرَّفنا، حتى الآن، على آلية تجلُّط الدم وسبب أهميته. ماذا يحدث إذا لم يتمكَّن الدم من تكوين جلطات في بعض الحالات؟
مثلما تعلَّمنا، ثمة العديد من البروتينات، والإنزيمات، والعوامل المختلفة التي تتضمَّنها سلسلة التفاعلات الكيميائية الحيوية التي تسبِّب تجلُّط الدم. إذا كان أيٌّ من هذه العوامل معيبًا أو ناقصًا فقد يتسبَّب في حدوث اضطراب في التجلُّط؛ حيث لا يمكن للجسم أن يُكوِّن جلطات في موضع الإصابة. دعونا نتناول بعض الحالات التي قد تُسبِّب اضطرابات تجلُّط الدم في الجسم.
مصطلح رئيسي: اضطراب تجلُّط الدم
اضطراب تجلُّط الدم هو حالة لا يستطيع فيها دم المريض أن يتجلَّط بشكل طبيعي.
يَنتُج العديد من البروتينات التي تتضمَّنها عملية التجلُّط في الكبد. تعرَّفنا على بروتين البروثرومبين الذي يُحوَّل إلى إنزيم الثرومبين. يَنتُج البروثرومبين في الكبد خلال عملية تتطلَّب فيتامين K، وهو ما يعني أن نقص فيتامين K يمكن أن يتسبَّب أيضًا في حدوث اضطراب التجلُّط. وعليه، يمكن لأيِّ حالة مرضية أو اضطراب آخَر يضرُّ بوظائف الكبد، مثل تشمُّع الكبد أو الالتهاب الكبدي، أن يسبِّب اضطرابًا في تجلُّط الدم.
يتمُّ التحكُّم في إنتاج كلٍّ من العوامل المتضمَّنة في تجلُّط الدم بواسطة جينات معيَّنة. يمكن أن يؤدِّي حدوث طفرات في هذه الجينات إلى إنتاج عوامل تجلُّط معيبة أو غير كافية، وهو ما يسبِّب اضطرابات تجلُّط الدم الوراثية. تُعدُّ الهيموفيليا أحد الأمثلة على اضطرابات تجلُّط الدم الوراثية. إذا جُرِح شخص مُصاب بالهيموفيليا فلن يتمكَّن من السيطرة على تدفُّق الدم من الجرح، ولن يتجلَّط الدم. هذا أمر خطير لأن الجسم، مثلما ذكرنا سابقًا، لا يمكنه تحمُّل فقدان الكثير من الدم. عادة ما يُعالَج مرضى الهيموفيليا بحقن عامل التجلُّط الناقص، وتُسمَّى «تركيزات عامل التجلُّط». يمكن أن يُعالَج مرضى الهيموفيليا أيضًا من خلال استكمال نظامهم الغذائي بأطعمة غنية بفيتامين K والحديد.
مصطلح رئيسي: الهيموفيليا
الهيموفيليا اضطرابُ تجلُّط دم وراثي يتَّسم بنزيف مفرط من الجروح لا يمكن السيطرة عليه.
مثال ٤: فَهْم اضطرابات التجلُّط الوراثية
يُشفَّر للعوامل التي تستحث تجلُّط الدم بجينات مُعيَّنة، لكن أحيانًا يُمكِن حدوث طفرات بهذه الجينات. الهيموفيليا مثال لحالة ناتجة عن هذه الطفرات. ما الأعراض التي تتوقَّع أن تكون لدى شخص مُصاب بالهيموفيليا؟
- عدم القدرة على النزف من الجروح
- تكوُّن مُتكرِّر للجلطات داخل الأوعية الدموية
- نزيف مُفرِط أو غير مُسيطَر عليه من الجروح
- تكوُّن كمية زائدة من قشور الجروح
الحل
يتضمَّن تجلُّط الدم، عملية تخثُّر الدم إلى كتلة غليظة من أنسجة الدم، سلسلةً من التفاعلات الكيميائية الحيوية التي تتطلَّب العديد من الإنزيمات، والبروتينات، والعوامل.
يتمُّ التحكُّم في إنتاج عوامل تجلُّط الدم المختلفة بواسطة جينات معيَّنة. إذا حدثت طفرة في أيٍّ من هذه الجينات فقد يعطِّل هذا إنتاج هذه العوامل بشكل طبيعي. بناءً على نوع الطفرة قد تكون عوامل التجلُّط الناتجة معيبة، أو قد لا تُفرَز بكميات كافية، وهو ما يُسبِّب اضطرابًا في تجلُّط الدم؛ حيث لا يمكن للدم أن يُكوِّن جلطات. تُعدُّ الهيموفيليا مثالًا على اضطرابات تجلُّط الدم الوراثية.
إذا جُرِح مريض بالهيموفيليا فلن يتمكَّن الدم من التجلُّط بشكل طبيعي، وهو ما يعني أن الجرح سينزف بصورة مفرطة. هذا يتطابق مع العبارة التي تشير إلى وجود نزيف مفرط أو غير مُسيطَر عليه من الجروح.
وعليه، فإن العَرَض الصحيح لشخص مُصاب بالهيموفيليا هو نزيف مفرط أو غير مُسيطَر عليه من الجروح.
على الرغم من أن جلطات الدم مهمة في التئام الجروح فإن تكوُّن تجلُّط داخل الوعاء الدموي قد يتسبَّب في الحدِّ من تدفُّق الدم بشكل طبيعي. هذا أمر خطير للغاية؛ فقد يتسبَّب في قَطْع وصول الدم إلى الأعضاء الأساسية ممَّا يمنعها من تأدية وظائفها بشكل طبيعي. على سبيل المثال، إذا أدَّى تجلُّط الدم إلى قَطْع وصول الدم إلى المخ فإنه قد يتسبَّب في حدوث سكتة دماغية. يُسمَّى تجلُّط الدم داخل الأوعية الدموية «جلطة». على الجانب الأيسر من الشكل (5) يمكنك أن ترى كيف يمكن لتجلُّط الدم أن يمنع تدفُّق الدم بشكل طبيعي داخل الوعاء الدموي.
إذن، لماذا لا يتجلَّط الدم عادة داخل الأوعية؟ مثلما تعلَّمنا، تُستحثُّ الجلطات الدموية من خلال تجمُّع الصفائح الدموية التي تُنتِج بعد ذلك عوامل التجلُّط. يحدث تجمُّع الصفائح الدموية بسبب حدوث تمزُّق في بطانة الأوعية الدموية. في الأشخاص الأصحَّاء يجب أن يتدفَّق الدم بسلاسة وبدون أيِّ عوائق، وهو ما يمنع التجمُّع التلقائي للصفائح الدموية داخل الأوعية.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن لخلايا الجسم، لا سيما خلايا الكبد والرئتين، أن تُنتِج مُركَّبًا يُسمَّى «الهيبارين». يعمل الهيبارين مضادًّا للتخثُّر؛ حيث يمنع تكوُّن جلطات جديدة من خلال تثبيط تكوُّن الفيبرين. على الرغم من أن الجسم يُنتِج الهيبارين بشكل طبيعي فإنه يُستخدَم أيضًا دواءً للحدِّ من مخاطر حدوث جلطات الدم. على سبيل المثال، إذا خضع مريض لجراحة كبيرة ستتطلَّب منه أن يمكث في الفراش لفترة طويلة من أجل نقاهته، فإنه قد يُعطَى الهيبارين لضمان أن الدم لن يتجلَّط بسبب الفترات الطويلة من عدم الحركة!
مصطلح رئيسي: الهيبارين
الهيبارين مضادٌّ للتخثُّر يُنتَج بشكل طبيعي في الكبد والرئتين وأنسجة أخرى من الجسم، أو يُعطَى باعتباره دواءً.
دعونا نلخِّص كلَّ ما تعلَّمناه في هذا الشارح عن تجلُّط الدم.
النقاط الرئيسية
- لتفادي فقدان الدم بشكل مفرط يتخثَّر الدم عند تمزُّق الأوعية الدموية مُكوِّنًا تجلُّطًا دمويًّا يسدُّ الوعاء الدموي المُمزَّق.
- الصفائح الدموية عبارة عن أجزاء صغيرة من الخلايا مسئولة عن حثِّ تكوين الجلطات الدموية.
- الثرومبوبلاستين هو عامل نسيجي يُحوِّل البروثرومبين إلى إنزيم الثرومبين النشط.
- الثرومبين يُحوِّل الفيبرينوجين الذائب إلى الفيبرين غير الذائب الذي يُكوِّن «شبكة» عند موضع الجرح.
- يمكن أن تتسبَّب عوامل التجلُّط المعيبة أو غير الكافية في حدوث اضطرابات التجلُّط. الهيموفيليا اضطرابُ تجلُّط وراثي يتَّسم بحدوث نزيف من الجروح لا يمكن السيطرة عليه.
- يمكن أن تتسبَّب الجلطات داخل الأوعية الدموية في منع وصول الدم إلى الأعضاء الأساسية. يُنتِج الجسم الهيبارين، وهو مضادٌّ للتخثُّر، لمَنْع حدوث ذلك.