في هذا الشارح، سوف نتعلَّم كيف نَصِف تنظيم الجهاز العصبي في الإنسان.
تتمثَّل أحد الأركان الأساسية من كوننا بشرًا في قدرتنا على الشعور بالعالم من حولنا، والتفكير فيه، والإحساس به، والاستجابة له. والجهاز الذي يجعل هذا الأمر ممكنًا في جسم الإنسان هو الجهاز العصبي. بدءًا من الأفعال الانعكاسية البسيطة إلى السلوكيات الأكثر تعقيدًا، مثل البحث عن الطعام والتودُّد إلى شركاء التزاوج، يُمثِّل الجهاز العصبي شبكة التوصيلات الكهربية التي تسري في جميع أنحاء جسم الإنسان، والتي تُمكِّننا من القيام بجميع هذه السلوكيات.
بشكل عام، يؤدِّي الجهاز العصبي ثلاث وظائف رئيسية: جمع المدخلات الحسية، ومعالجة المعلومات، والاستجابة عن طريق المخرجات الحركية. يتلقَّى الجهاز العصبي معلومات عن الحالات داخل الجسم وخارجه. بعد ذلك يعالج هذه المعلومات ويدمجها على مجموعة متنوعة من المستويات، ويُوجِّه الجسم لكي يستجيب على نحو مناسب.
يتميَّز الجهاز العصبي بتركيب منظم للغاية بهدف جمع المعلومات ومعالجتها والاستجابة لها. ينقسم الجهاز العصبي إلى قسمين أساسيين: الجهاز العصبي المركزي، والجهاز العصبي الطرفي. ويُساعد هذان القسمان الأساسيان، الموضَّحان في الشكل 1، في ضمان أداء الوظائف الرئيسية الثلاث للجهاز العصبي بكفاءة.
كما تُلاحِظ في الشكل، يتكوَّن الجهاز العصبي المركزي من الدماغ والحبل الشوكي. وفي المقابل، يتضمَّن الجهاز العصبي الطرفي جميع الأعصاب الموجودة خارج الجهاز العصبي المركزي، التي تمتد من الحبل الشوكي إلى الأطراف الخارجية والأعضاء الأخرى. وهذا يتضمَّن الأعصاب القحفية، التي تمتد من الدماغ إلى عضلات الوجه وأعضاء الحس (مثل العينين وبصيلات الشم واللسان والأذنين).
تعريف: الجهاز العصبي المركزي
يتكوَّن الجهاز العصبي المركزي من الدماغ والحبل الشوكي.
تعريف: الجهاز العصبي الطرفي
يتكوَّن الجهاز العصبي الطرفي من الأعصاب الموجودة خارج الجهاز العصبي المركزي، التي تمتد إلى الأطراف الخارجية والأعضاء الأخرى.
مثال ١: وصف الأجزاء الرئيسية في الجهاز العصبي للإنسان
أيُّ أجزاء الجهاز العصبي مُكوَّن من الأعصاب التي تمتد من الدماغ والحبل الشوكي إلى الأطراف الخارجية والأعضاء الأخرى؟
- الجهاز العصبي المركزي
- الجهاز العصبي الطرفي
الحل
تتمثَّل أحد الأركان الأساسية من كوننا بشرًا في قدرتنا على الشعور بالعالم من حولنا، والتفكير فيه، والإحساس به، والاستجابة له. والجهاز الذي يجعل هذا الأمر ممكنًا في جسم الإنسان هو الجهاز العصبي. بدءًا من الأفعال الانعكاسية البسيطة إلى السلوكيات الأكثر تعقيدًا، مثل البحث عن الطعام والتودُّد إلى شركاء التزاوج، يُمثِّل الجهاز العصبي شبكة التوصيلات الكهربية التي تسري في جميع أنحاء جسم الإنسان، والتي تُمكِّننا من القيام بجميع هذه السلوكيات.
بشكلٍ عام، يؤدي الجهاز العصبي ثلاث وظائف رئيسية: جمع المدخلات الحسية، ومعالجة المعلومات، والاستجابة عن طريق المخرجات الحركية. يتميَّز الجهاز العصبي بتركيب منظم للغاية بهدف جمع المعلومات ومعالجتها والاستجابة لها. ينقسم الجهاز العصبي إلى قسمين أساسيين: الجهاز العصبي المركزي، والجهاز العصبي الطرفي.
يُشار أحيانًا إلى الجهاز العصبي المركزي بأنه وحدة المعالجة المركزية للجسم. هذا لأنه مسئول عن دمج المعلومات الحسية وتوفير الاستجابة المناسبة. ويتكوَّن الجهاز العصبي المركزي، الموضَّح باللون البرتقالي في الشكل الآتي، من الدماغ والحبل الشوكي.
يُساعد هذان القسمان الأساسيان في ضمان أداء وظائف الجهاز العصبي الرئيسية الثلاث بكفاءة. ويتضمَّن الجهاز العصبي الطرفي، الموضَّح باللون الأزرق، جميع الأعصاب الموجودة خارج الجهاز العصبي المركزي، التي تمتد من الحبل الشوكي إلى الأطراف الخارجية والأعضاء الأخرى.
ومن ثَمَّ، فإن جزء الجهاز العصبي الذي يتكوَّن من الأعصاب الممتدة من الدماغ والحبل الشوكي إلى الأطراف الخارجية والأعضاء الأخرى هو الجهاز العصبي الطرفي.
نُلقي نظرة فاحصة على وظائف وتنظيم الجهاز العصبي المركزي والجهاز العصبي الطرفي.
يُشار أحيانًا إلى الجهاز العصبي المركزي بأنه وحدة المعالجة المركزية للجسم. هذا لأنه مسئول عن دمج المعلومات الحسية وتوفير الاستجابة المناسبة. ويتألَّف الجهاز العصبي المركزي من مُكوِّنين أساسيين؛ وهما الدماغ والحبل الشوكي، كما هو موضَّح في الشكل 2.
يختص الدماغ بمعالجة المعلومات الحسية، وتفسيرها، وتنسيق وظائف الجسم؛ سواء بصورة واعية أو غير واعية. كما تُنسَب الوظائف المُعقَّدة، مثل التفكير والشعور بالعاطفة، وكذلك الحفاظ على اتزان البيئة الداخلية للجسم (الاتزان الداخلي)، إلى أجزاء مختلفة من الدماغ. وبعد مُعالجة المعلومات في الدماغ، يحدِّد الدماغ الاستجابة المناسبة.
مصطلح رئيسي: الاتزان الداخلي
الاتزان الداخلي هو الحفاظ على بيئة داخلية طبيعية ومستقرة داخل جسم الكائن الحي.
بعد ذلك، يُوجِّه الدماغ وظائف الجسم ويتحكَّم فيها استجابةً للمعلومات التي جرى تفسيرها، عن طريق إرسال إشارات عبر أعصاب الحبل الشوكي. يمثِّل الحبل الشوكي طريقًا سريعًا لسريان المعلومات. فالحبل الشوكي مسئول عن نقل الرسائل من الجسم إلى الدماغ، ونقل الإشارات من الدماغ إلى الجسم.
على الرغم من أن الدماغ والحبل الشوكي مسئولان عن معالجة ونقل المعلومات عبر الجهاز العصبي المركزي، فإن الجهاز العصبي المركزي لا يجمع المعلومات عن المحيط الخارجي ولا ينفِّذ الأوامر الصادرة من الدماغ. وبدلًا من ذلك، يختص الجهاز العصبي الطرفي بأداء هذه الوظائف. نُلقي نظرة عن قرب على الجهاز العصبي الطرفي.
يتضمَّن الجهاز العصبي الطرفي جميع تراكيب الجهاز العصبي الموجودة خارج الجهاز العصبي المركزي. تتمثَّل الوظيفة الأساسية للجهاز العصبي الطرفي في نقل المعلومات في اتجاه الجهاز العصبي المركزي أو بعيدًا عنه. هذا لأن المعلومات تنتقل داخل الخلايا العصبية في اتجاه واحد فقط. ومن ثَمَّ، توجد مجموعة من الخلايا العصبية التي تحمل المعلومات في اتجاه الجهاز العصبي المركزي، ومجموعة أخرى من الأعصاب التي تحمل المعلومات بعيدًا عن الجهاز العصبي المركزي. يمكننا ملاحظة سريان المعلومات خلال الجهاز العصبي الطرفي في القسمين الفرعيين: الحسِّي والحركي، كما هو موضَّح في الشكل 3.
المعلومات التي تنتقل من الأطراف إلى الجهاز العصبي المركزي هي المعلومات الحسية، ويُنظِّمها القسم الحسي من الجهاز العصبي الطرفي. في القسم الحسِّي، تجمع الأعصاب الحسية المعلومات المتعلقة بالمُثيرات المادية في البيئة المحيطة، أو التغيُّرات في الأعضاء الداخلية، وتُرسل هذه المعلومات إلى الجهاز العصبي المركزي لمتابعة حالة الجسم والمحيط الخارجي.
تؤدِّي الأعصاب الحسية وظيفة جمع المعلومات من داخل الجسم ومن البيئة الخارجية. في بعض الأحيان، تُوصَف هذه الأعصاب أيضًا بأنها «وارِدة». ويُشير هذا إلى سريان المعلومات الحسية إلى داخل الجهاز العصبي المركزي؛ حيث إن كلمة «وارِد» تعني «قادِم».
مصطلح رئيسي: القسم الحسِّي (الوارِد)
يؤدي القسم الحسي من الجهاز العصبي الطرفي وظيفة نقل المعلومات الحسية من الأعصاب الحسية إلى الجهاز العصبي المركزي.
تُجمع المعلومات الحسية عن طريق المستقبلات الحسية الموجودة في الأعصاب الحسية، التي تنقل هذه المعلومات إلى الجهاز العصبي الطرفي. تنشط الأعصاب الحسية بفعل مُدخلات فيزيائية أو كيميائية من البيئة، مثل الأضواء أو الأصوات أو جزيئات الطعام. وتُقابل هذه المدخلات الحواس الخمس الرئيسية، وهي اللمس والشم والتذوق والسمع، والبصر (الموضَّحة في الشكل 4). بالإضافة إلى ذلك، تجمع الأعصاب الحسية معلومات عن الألم، وموضع الجسم (الذي يُشار إليه أحيانًا بالإدراك الحسي العميق)، والمعلومات الحسية من أعضاء الجسم الداخلية.
هيا نتأكَّد من أننا نفهم استخدام مصطلحَي «الخلايا العصبية» و«الأعصاب». توجد الخلايا العصبية في كلٍّ من الجهازين العصبيين المركزي والطرفي. لكن في الجهاز العصبي الطرفي؛ حيث توجد معظم الألياف العصبية الطويلة، يُشير مصطلح العصب (أو الألياف العصبية) إلى مجموعة أو حزمة من الخلايا العصبية. وعندما نتحدث عن الجهازين العصبيين، ستلاحظ أن مصطلح «خلية عصبية» يُستخدم عند الإشارة إلى الجهاز العصبي المركزي، أما مصطلح «أعصاب» فيُستخدَم أثناء الحديث عن الجهاز العصبي الطرفي.
بعد جمع المعلومات أو المُدخلات الحسية، تنتقل عن طريق القسم الحسي من الجهاز العصبي الطرفي إلى الجهاز العصبي المركزي لدمجها ومعالجتها في الدماغ. وبصفته مركز القيادة والتوجيه، يُحدِّد الدماغ استجابة مُنسقة للمعلومات الحسية المُجمعة، وعادةً ما تُنفَّذ في صورة مُخرجات حركية.
مصطلح رئيسي: المُدخلات الحسية
المُدخلات الحسية هي المعلومات المُجمعة من المستقبلات الحسية الموجودة في الأعصاب الحسية، والتي تنتقل بعد ذلك إلى الجهاز العصبي المركزي.
مصطلح رئيسي: المُخرجات الحركية
المُخرجات الحركية هي الأوامر الصادرة من الجهاز العصبي المركزي استجابةً للمعلومات الحسية، وعادةً ما تُنفَّذ في صورة حركة.
على الرغم من أن الدماغ يُحدِّد الاستجابة المُنسقة، فإن القسم الحركي من الجهاز العصبي الطرفي هو الذي ينقل الإشارة من الدماغ إلى العضلات أو الغدد أو الأعضاء، لتنفيذ الأمر.
في القسم الحركي، تتمثَّل مهمة الأعصاب الحركية في نقل التعليمات من الجهاز العصبي المركزي إلى أجزاء أخرى من الجسم، مثل العضلات أو الغدد. تُرسِل الأعصاب الحركية إشارات في الاتجاه المعاكس للأعصاب الحسية؛ حيث تنقل أوامر الدماغ للتحكُّم في انقباض العضلات الملساء والهيكلية والقلبية. كما يُشار أحيانًا إلى الأعصاب الحركية بأنها «صادرة». كلمة «صادِر» تعني «مُغادِر». ومن ثَمَّ، فإن مصطلح «الأعصاب الصادرة» يساعد على وصف وظيفة الأعصاب الحركية التي تنقل الأوامر من الجهاز العصبي المركزي إلى العضلات والأعضاء والغدد من خلال الجهاز العصبي الطرفي. يوضِّح الشكل 5 الفرق في سريان المعلومات بين الأعصاب الحسية (الواردة) والأعصاب الحركية (الصادرة).
مصطلح رئيسي: القسم الحركي (الصادر)
يؤدِّي القسم الحركي من الجهاز العصبي الطرفي وظيفة نقل النبضات العصبية من الجهاز العصبي المركزي إلى المستجيبات.
أثناء حركتنا خلال اليوم، قد نلاحظ أن بعض الاستجابات الحركية قرارات واعية تتطلَّب انتباهنا، مثل تشغيل الضوء عندما لا نستطيع الرؤية في حجرة مظلمة. ومع ذلك، تحدث سلوكيات حركية أخرى تلقائيًّا دون الحاجة إلى إرسال رسالة إلى الدماغ باستمرار. من الأمثلة على السلوكيات التلقائية اللاواعية التنفس أو الهضم. وإذ نُدرك أن علينا إجراء هذه العمليات، فإنها تحدث دون وعي أو تفكير مُتعمد. يجري التعامل مع هذين النوعين من الاستجابات الحركية عن طريق أحد القسمين الفرعيين الرئيسيين للقسم الحركي: الجهاز العصبي الجسمي، والجهاز العصبي الذاتي، كما هو موضَّح في الشكل 6.
المصطلح الرئيسي: التفكير الواعي
يُشير التفكير الواعي إلى سلوكيات تحدث تحت سيطرة وعي الفرد.
تبدأ السلوكيات الحركية الواعية، مثل فتح الباب أو تشغيل مفتاح الضوء، في الدماغ وتُنفِّذها العضلات الهيكلية أو الإرادية. بوجهٍ عام، ترتبط العضلات الهيكلية بالهيكل العظمي ويجري التحكُّم فيها من خلال التفكير والإدراك الواعي. هذا يعني أن حركة العضلات الإرادية (الهيكلية) تحدث نتيجةً لتفكير مُتعمد من أجل تحقيق هدف محدَّد.
يتحكَّم الجهاز العصبي الجسمي في عضلات الجسم الإرادية عن طريق نقل الأوامر من الجهاز العصبي المركزي إلى العضلات الهيكلية في الأطراف. ولكي تنتقل هذه الأوامر الحركية إلى العضلات الهيكلية، يستخدم الجهاز العصبي الجسمي أعصابًا جسمية. تربط الأعصاب الجسمية الدماغ والحبل الشوكي بالعضلات الهيكلية والمستقبلات الحسية في الجلد.
مصطلح رئيسي: العضلات الإرادية
العضلات الإرادية عضلات هيكلية تنشط تحت تأثير التحكُّم والإدراك الواعي.
مصطلح رئيسي: الجهاز العصبي الجسمي
يتحكَّم الجهاز العصبي الجسمي في العمليات الإرادية في الجسم عن طريق نقل النبضات من الجهاز العصبي المركزي إلى العضلات الهيكلية.
بالإضافة إلى التحكُّم في حركة العضلات الإرادية، يختص الجهاز العصبي الجسمي بنوع معيَّن من استجابات العضلات الهيكلية اللاإرادية، يُعرَف باسم الأفعال الانعكاسية. أثناء حدوث الفعل الانعكاسي، تتحرَّك العضلات لا إراديًّا دون تدخُّل من الدماغ. ولكي يحدث فعل انعكاسي، يجب أن يتصل عصب جسمي مباشرةً بالحبل الشوكي.
تُعَد الأفعال الانعكاسية من القدرات المهمة. فهي تسمح للعضلات بأن تستجيب بسرعة دون أي تدخُّل من الدماغ؛ الأمر الذي يساعد في حماية الجسم من الضرر في حالات معيَّنة. على سبيل المثال، إذا لمست سطحًا ساخنًا بدون قصد، يجب أن يستجيب جسمك بسرعة كبيرة. في هذه الحالة، يتخطَّى الفعل الانعكاسي عملية التحكُّم الإرادي في العضلات، ويأمر العضلة تلقائيًّا بأن تتحرَّك بعيدًا عن السطح الساخن. ومن الممكن أن نتحكم إراديًّا في فعل انعكاسي، وهو ما قد يكون ضروريًّا عندما نحتاج إلى لمس شيء ساخن لفترة قصيرة، على سبيل المثال.
مثال ٢: تعريف وظيفة الجهاز العصبي الجسمي
يوضِّح الشكل كيف يُقسَّم الجهاز العصبي الطرفي وقسمه الحركي إلى الأجزاء المُكوِّنة لهما. ما الوظيفة الأساسية للجهاز العصبي الجسمي؟
- نقل المعلومات إلى العضلات والغدد التي لا تخضع للتحكُّم الإرادي أو الواعي
- نقل المعلومات إلى العضلات التي تخضع للتحكُّم الإرادي أو الواعي، والمساهَمة في الأفعال الانعكاسية
الحل
في القسم الحركي، تتمثَّل مهمة الأعصاب الحركية في نقل التعليمات من الجهاز العصبي المركزي إلى أجزاء أخرى من الجسم، مثل: العضلات أو الغدد. تُرسِل الأعصاب الحركية إشارات في الاتجاه المعاكس للأعصاب الحسية؛ حيث تنقل أوامر الدماغ للتحكُّم في انقباض العضلات الملساء والهيكلية والقلبية.
تبدأ السلوكيات الحركية الواعية، مثل فتح الباب أو تشغيل مفتاح الضوء، في الدماغ وتُنفِّذها العضلات الهيكلية أو الإرادية. وبوجهٍ عام، ترتبط العضلات الهيكلية بالهيكل العظمي، ويجري التحكم فيها من خلال التفكير والإدراك الواعي. هذا يعني أن حركة العضلات الإرادية (الهيكلية) تحدث نتيجةً لتفكير مُتعمد من أجل تحقيق هدف محدَّد.
يتحكَّم الجهاز العصبي الجسمي في العضلات الإرادية في الجسم عن طريق نقل الأوامر من الجهاز العصبي المركزي إلى العضلات الهيكلية في الأطراف. ولكي تنتقل هذه الأوامر الحركية إلى العضلات الهيكلية، يَستخدم الجهاز العصبي الجسمي أعصابًا جسمية. تربط الأعصاب الجسمية الدماغ والحبل الشوكي بالعضلات الهيكلية والمستقبلات الحسية في الجلد.
بالإضافة إلى التحكُّم في حركة العضلات الإرادية، يختص الجهاز العصبي الجسمي بنوع معيَّن من استجابات العضلات الهيكلية اللاإرادية يُعرَف باسم الأفعال الانعكاسية. أثناء حدوث الفعل الانعكاسي، تتحرَّك العضلات لا إراديًّا دون تدخُّل من الدماغ. ولكي يحدث فعل انعكاسي، يجب أن يتصل عصب جسمي مباشرةً بالحبل الشوكي.
تُعَد الأفعال الانعكاسية من القدرات المهمة. فهي تسمح للعضلات بأن تستجيب بسرعة دون أي تدخُّل من الدماغ؛ الأمر الذي يساعد في حماية الجسم من الضرر في حالات معيَّنة. على سبيل المثال، إذا لمست سطحًا ساخنًا بدون قصد، يجب أن يستجيب جسمك بسرعة كبيرة. في هذه الحالة، يتخطَّى الفعل الانعكاسي عملية التحكُّم الإرادي في العضلات، ويأمر العضلة تلقائيًّا بأن تتحرَّك بعيدًا عن السطح الساخن. ومن الممكن أن نتحكَّم إراديًّا في فعل انعكاسي، وهو ما قد يكون ضروريًّا عندما نحتاج إلى لمس شيء ساخن لفترة قصيرة، على سبيل المثال.
ومن ثَمَّ، فإن الوظيفة الأساسية للجهاز العصبي الجسمي هي نقل المعلومات إلى العضلات التي تخضع للتحكُّم الإرادي أو الواعي، والمساهَمة في الأفعال الانعكاسية.
في الواقع، العديد من السلوكيات التي تبقينا على قيد الحياة وبصحة جيدة لا تحدث نتيجة للتحكُّم الواعي والإرادي في العضلات الهيكلية. تحدث أفعالٌ مثل التنفس أو الهضم عن طريق التفكير اللاواعي، لكنها مهمة للغاية إذا أردنا أن نبقى على قيد الحياة! والقسم الحركي الذي يتحكَّم في أعضاء الجسم الداخلية، مثل حدقة العين والأوعية الدموية والرئتين والمعدة والأمعاء، هو الجهاز العصبي الذاتي.
مصطلح رئيسي: التفكير اللاواعي
يُشير التفكير اللاواعي إلى سلوكيات تحدث بدون وعي الفرد.
يساعد الجهاز العصبي الذاتي في التحكُّم في الأفعال اللاإرادية، مثل معدل ضربات القلب والهضم ومعدل التنفس وإفراز اللعاب والتعرق واتساع حدقة العين والتبول والاستثارة. وهذا يحدث من خلال التحكُّم في العضلات اللاإرادية. توجد العضلات اللاإرادية أو الملساء داخل جدران أعضاء وتراكيب مثل المريء والمعدة والأمعاء والأوعية الدموية. وعلى النقيض من العضلات الهيكلية أو الإرادية، لا يمكن أن تخضع العضلات الملساء للتحكُّم الإرادي.
ولأن العضلات اللاإرادية لا تخضع لسيطرتنا، يُعَد الجهاز العصبي الذاتي ذا أهمية كبيرة بوصفه نظامًا للتحكُّم في تنظيم قدرتنا على أداء وظائف الحياة الأساسية لكوننا بشرًا.
مصطلح رئيسي: العضلات اللاإرادية
العضلات اللاإرادية عضلات ملساء لا يخضع نشاطها للتحكُّم الواعي.
تعريف: الجهاز العصبي الذاتي
يتحكَّم الجهاز العصبي الذاتي في أفعال الجسم اللاإرادية، مثل الهضم والتنفس وإفراز اللعاب، عن طريق نقل النبضات العصبية من الجهاز العصبي المركزي إلى الأعضاء والغدد.
مثال ٣: تعريف وظائف الجهاز العصبي الذاتي
انظر الأنشطة والعمليات الآتية:
- اتساع وتضييق حدقة العين
- ركل الكرة
- التنفس
- الهضم
- حك الأذن
أيُّ الخيارات الآتية يُظهِر الأنشطة أو العمليات التي يتحكَّم فيها الجهاز العصبي الذاتي؟
- 2، 3، 4
- 3 فقط
- 4 فقط
- 2، 5
- 1، 3، 4
الحل
العديد من السلوكيات التي تبقينا على قيد الحياة وبصحة جيدة لا تحدث نتيجة للتحكُّم الواعي والإرادي في العضلات الهيكلية. تحدث أفعالٌ مثل التنفس أو الهضم عن طريق التفكير اللاواعي، لكنها مهمة للغاية إذا أردنا أن نبقى على قيد الحياة! والقسم الحركي الذي يتحكَّم في أعضاء الجسم الداخلية، مثل حدقة العين والأوعية الدموية والرئتين والمعدة والأمعاء، هو الجهاز العصبي الذاتي.
يساعد الجهاز العصبي الذاتي في التحكُّم في الأفعال اللاإرادية، مثل معدل ضربات القلب والهضم ومعدل التنفس وإفراز اللعاب والتعرق واتساع حدقة العين والتبول والاستثارة. وهذا يحدث من خلال التحكُّم في العضلات اللاإرادية. توجد العضلات اللاإرادية أو الملساء داخل جدران أعضاء وتراكيب مثل المريء والمعدة والأمعاء والأوعية الدموية. وبوجهٍ عام، ترتبط العضلات الإرادية، أو الهيكلية، بالهيكل العظمي، ويجري التحكُّم فيها من خلال التفكير والإدراك الواعي. لكن على النقيض من العضلات الهيكلية، لا يمكن أن تخضع العضلات الملساء للتحكُّم الإرادي.
نُلقي نظرة على الأنشطة المذكورة، ونحدِّد إذا ما كانت تحدث بواسطة عضلات إرادية أو لا إرادية. يطلب منا السؤال تحديد أيُّ الأنشطة لا إرادي ويحدث تحت تحكُّم الجهاز العصبي الذاتي.
تحدث عمليات مثل توسيع وتضييق حدقة العين استجابةً لمقدار الضوء الذي تتعرَّض له أعيننا، وهي عمليات لا إرادية. ومن ثَمَّ، تخضع هذه الاستجابة الحركية لتحكُّم الجهاز العصبي الذاتي.
يتطلَّب ركل الكرة نشاط العضلات الهيكلية، أو الإرادية، في الساق. ومن ثَمَّ، تخضع هذه الاستجابة الحركية لتحكُّم الجهاز العصبي الجسمي.
على الرغم من أنه يمكننا التحكُّم في مقدار عمق النفس الذي نأخذه، فإن عملية التنفس تحدث حتى إذا نسينا التفكير في الأمر، أو عندما نكون غير واعين، كما في حالة النوم. إذن تخضع عملية التنفس لتحكُّم الجهاز العصبي الذاتي.
بعد تناول وجبة كبيرة، وبقدر ما نأمل في تسريع عملية الهضم من خلال أفعال واعية، فإنه لا يمكننا التحكُّم في حركة العضلات الملساء الموجودة في المعدة أو الأمعاء. إن التحكُّم في هذه الوظائف الحركية لا إرادي. ومن ثَمَّ، تخضع عملية الهضم لتحكُّم الجهاز العصبي الذاتي.
وأخيرًا، يتطلَّب حك الأذن استخدام العضلات الهيكلية، أو الإرادية، الموجودة في الإصبع واليد. ولذلك، تخضع هذه الاستجابة الحركية لتحكُّم الجهاز العصبي الجسمي.
وبناءً على ذلك، فإن الأنشطة أو العمليات التي يتحكَّم فيها الجهاز العصبي الذاتي هي: اتساع وتضييق حدقة العين (1)، والتنفس (3)، والهضم (4).
لمراجعة ما تعلَّمناه، تسري المعلومات داخل الجهاز العصبي بصورة خطية إلى حدٍّ ما. أولًا، تُجمَع المعلومات الحسية عن طريق الأعصاب الحسية (أو الواردة) التابعة للجهاز العصبي الطرفي، ثم تُنقَل المعلومات إلى الجهاز العصبي المركزي لدمجها ومعالجتها. داخل الجهاز العصبي المركزي، يحدِّد الدماغ استجابة حركية مُنسقة. وبناءً على نوع الاستجابة المطلوبة، يجري تنسيق المخرجات الحركية من خلال الجهاز العصبي الجسمي أو الذاتي. إذا كانت الاستجابة الحركية إرادية، مثل الضغط على مفتاح على لوحة المفاتيح، يُستخدَم الجهاز العصبي الجسمي. وإذا كانت الاستجابة الحركية لا إرادية، مثل السعال أو التنفس، يُستخدم الجهاز العصبي الذاتي. يساعدنا التنسيق بين هذه الوظائف الحركية، استجابةً للمعلومات الحسية، في الحفاظ على الاتزان الداخلي لإبقاء بيئتنا الداخلية في حالة مستقرة وثابتة إلى حدٍّ ما. وتتلخَّص هذه العملية في العلاقة الموضَّحة في الآتي.
عملية: سريان المعلومات في الجهاز العصبي للإنسان
مثال ٤: فهم سريان المعلومات في الجهاز العصبي للإنسان
أيُّ الأشكال الآتية يوضِّح وظيفة الجهاز العصبي للإنسان توضيحًا صحيحًا؟
الحل
تسري المعلومات داخل الجهاز العصبي بصورة خطية إلى حدٍّ ما. أولًا، تُجمع المعلومات الحسية عن طريق الأعصاب الحسية (أو الواردة) التابعة للجهاز العصبي الطرفي، ثم تُنقل المعلومات إلى الجهاز العصبي المركزي لدمجها ومعالجتها. داخل الجهاز العصبي المركزي، يحدِّد الدماغ استجابة حركية مُنسقة. وبناءً على نوع الاستجابة المطلوبة، يجري تنسيق المخرجات الحركية من خلال الجهاز العصبي الجسمي أو الذاتي. إذا كانت الاستجابة الحركية إرادية، مثل الضغط على مفتاح على لوحة المفاتيح، يُستخدم الجهاز العصبي الجسمي. وإذا كانت الاستجابة الحركية لا إرادية، مثل السعال أو التنفس، يُستخدم الجهاز العصبي الذاتي. يساعدنا التنسيق بين هذه الوظائف الحركية، استجابةً للمعلومات الحسية، في الحفاظ على الاتزان الداخلي لإبقاء بيئتنا الداخلية في حالة مستقرة وثابتة إلى حدٍّ ما. تُلخَّص هذه العملية كالآتي:
إذن، للإجابة عن هذا السؤال، نبحث عن مجموعة المربعات التي توضِّح هذا السريان الخطي للمعلومات. يجب أن يوضِّح المربع الأول استقبال المعلومات من المحيط الداخلي أو الخارجي بواسطة القسم الحسي من الجهاز العصبي الطرفي. ويجب أن يوضِّح المربع الثاني كيفية انتقال المعلومات الحسية التي جمعها الجهاز العصبي الطرفي إلى الجهاز العصبي المركزي حتى يتسنَّى معالجتها بواسطة الدماغ. ويجب أن يوضِّح المربع الثالث انتقال الاستجابة المنسقة من الدماغ إلى القسم الحركي من الجهاز العصبي الطرفي. ويجب أن يوضِّح المربع الأخير كيف تساعد هذه الاستجابة الحركية في الحفاظ على الاتزان الداخلي، أو الحفاظ على بيئة داخلية مستقرة وطبيعية في جسم الإنسان.
يتضمَّن الخياران (أ) و(د) المربع الأول الصحيح، الذي يوضِّح تلقِّي المعلومات من المحيط الداخلي أو الخارجي. لذا، يمكننا أن نقلِّص اختياراتنا إلى واحدة من هاتين الإجابتين. لكي نستبعد إحدى هاتين الإجابتين المحتملتين، علينا أن نبحث عن الإجابة التي تحتوي على المعلومة الصحيحة في المربع الثاني، وهي معالجة المعلومات الحسية. تحتوي إجابة واحدة على المعلومة الصحيحة في المربع الثاني. للتأكُّد من أننا اخترنا الإجابة الصحيحة، سنحتاج إلى التأكُّد من أن المربعين الثالث والرابع يوضِّحان تنسيق الاستجابة والحفاظ على الاتزان الداخلي.
إذن الشكل الذي يوضِّح وظيفة الجهاز العصبي للإنسان هو (د).
نلخِّص ما تعلَّمناه في هذا الشارح.
النقاط الرئيسية
- ينقسم الجهاز العصبي إلى مُكوِّنين أساسيين؛ هما الجهازان العصبيان المركزي والطرفي.
- يتضمَّن الجهاز العصبي المركزي الدماغ والحبل الشوكي.
- ينقسم الجهاز العصبي الطرفي إلى قسمين: حسي وحركي.
- ينقل القسم الحسي من الجهاز العصبي الطرفي المعلومات الحسية من المستقبلات الحسية إلى الجهاز العصبي المركزي.
- يُرسل القسم الحركي إشارات في الاتجاه المعاكس للإشارات الحسية؛ حيث ينقل الأوامر من الجهاز العصبي المركزي للتحكُّم في انقباض العضلات الملساء والهيكلية والقلبية.
- ينقسم القسم الحركي من الجهاز العصبي الطرفي إلى الجهازين العصبيين الجسمي والذاتي.
- يتحكَّم الجهاز العصبي الجسمي في عضلات الجسم الإرادية عن طريق نقل الأوامر من الجهاز العصبي المركزي إلى العضلات الهيكلية في الأطراف.
- ينظِّم الجهاز العصبي الذاتي وظائف الجسم التي تحدث لا إراديًّا، مثل ضغط الدم ومعدل التنفس.