في هذا الشارح، سوف نتعلَّم كيف نشتَقُّ اسم التفضيل وكيف نميِّز حالاته وأحكامه.
تعريف: اسم التفضيل
اسم مشتق من الفعل، مصوغ على وزن «أَفْعَل» للمذكر، و«فُعلَى» للمؤنث، يدل على أن شيئين اشتركا في صفة، وزاد أحدهما على الآخر في تلك الصفة.
ويتكون أسلوب التفضيل من ثلاثة أركان: «المُفضَّل، واسم التفضيل، والمُفضَّل عليه».
ولنتأمل المثال الآتي: «الطائرة أسرع من القطار». في هذا المثال نلاحظ أن الطائرة «المفضَّل»، والقطار «المفضَّل عليه» اشتركا في صفة السرعة، وقد زادت الطائرة فيها على القطار؛ فقلنا إنها «أسرع».
مثال ١: تحديد اسم التفضيل
أيُّ جملة من الجمل الآتية اشتملت على اسم تفضيل؟
- ما أجمل الاستيقاظ مبكرًا!
- أهديتُ إلى أمي وردًا أحمر.
- العلم أنفع من المال.
- سيف أكرم ضيوفه وسَعِد بهم.
الحل
الجملة التي اشتملت على اسم التفضيل هي «العلم أنفع من المال». فاسم التفضيل «أنفع» يدل على اشتراك العلم والمال في صفة النفع، وزاد العلم على المال في هذه الصفة. وإذا تأملنا جملة «ما أجمل الاستيقاظ مبكرًا»، فسنجد كلمة «أجمل» لا تدل على التفضيل لأنها فعل للتعجب. وكلمة «أحمر» في جملة «أهديتُ إلى أمي وردًا أحمر» لا تدل على التفضيل وإنما هي لوصف الورد. وأما كلمة «أكرم» في جملة «سيف أكرم ضيوفه وسَعِد بهم» لا تدل على التفضيل وإنما هي فعل ماض.
بعد أن تعرَّفنا معنى اسم التفضيل، نتناول الآن كيفية صوغه من الفعل مباشرة.
يُصاغ اسم التفضيل على وزن «أَفْعَل» للمذكر، و «فُعلَى» للمؤنث مباشرةً إذا كان فعله مستوفيًا لشروطٍ سبعة؛ وهي:
«ثلاثي، ليس الوصف منه على وزن أفعل الذي مؤنثه فعلاء، مُثبَت مبني للمعلوم، مُتصرِّف، تامٌّ، قابل للتفاوت».
ولمزيد من الإيضاح نتأمل المثال الآتي: «نهر النيل أطول من نهر الفُرات».
اسم التفضيل في المثال السابق «أطول»، مشتق من الفعل «طَوِل»، وهو فعل مستوفٍ للشروط السابقة فهو:
- فعلٌ ثلاثي.
- ليس الوصف منه على وزن أفعل الذي مؤنثه فَعْلاء، وإنما الوصف منه على «أفعل - أطول» للمذكر، و «فُعلى - طُولى» للمؤنث.
والأفعال التي يكون الوصف منها على وزن أفعل الذي مؤنثه فعلاء تلك التي تدل على اللون أو العيوب الحسية؛ مثل: «حَمِرَ»، والوصف منه «أَحْمَر - حَمْرَاء»، و«خَضِرَ» والوصف منه «أَخْضَر - خَضْرَاء»، و«عَوِرَ» والوصف منه «أَعْوَر - عَوْرَاء»، فهذه الأفعال لا نشتق منها اسم التفضيل مباشرة. - فعلٌ مُثْبَتٌ؛ أي غير مسبوق بأداة نفي مثل: «ما، لا».
- فعلٌ مبنيٌّ للمعلوم؛ أي غير مبني للمجهول مثل: «عُلِمَ، فُهِم».
- فعلٌ مُتصرِّف؛ أي إنه ليس من الأفعال الجامدة مثل: «نعم - بئس - عسى - ليس».
- فعلٌ تامٌّ؛ أي إنه ليس من الأفعال الناقصة مثل: «كان وأخواتها».
- من الأفعال القابلة للتفاوت؛ وهي الأفعال التي يصلح أن يتفاضل فيها الناس. فالفعل: «طَوِل» يصلح أن يتفاضل فيه الناس. ومن الأفعال التي لا تصلح للتفاوت والتفاضل: «مات، هلك، فَنِي».
والسؤال الآن ماذا نفعل إذا فَقَد الفعل شرطًا أو أكثر من هذه الشروط؟
وللإجابة عن هذا السؤال نتناول كيفية صَوْغ اسم التفضيل من الأفعال التي لا تستوفي الشروط التي ذكرناها سابقًا:
أولاً: إذا كان الفعل المراد اشتقاق اسم التفضيل منه غير ثلاثيٍّ مثل: «أكرم - انطلق - استقام»، أو كان الوصف منه على أفعل الذي مؤنثه فعلاء مثل: «خَضِرَ، حَمِرَ، صمَّ، عَرِج»، اشتققنا منه اسم التفضيل بخطوتين:
- نأتي باسم تفضيل مناسب مستوفٍ للشروط مثل: «أشد، أعظم، أكثر، أحسن».
- ثم نأتي بعده بالمصدر الصريح من الفعل الأصلي المراد التفضيل منه، ويكون منصوبًا على أنه تمييز.
فإذا أردنا التفضيل من الفعل الخماسي «انطلق» نقول: «الصاروخ أشد انطلاقًا من الطائرة»، فقد أتينا باسم تفضيل مناسب وهو «أشد»، متبوعًا بالمصدر الصريح للفعل وهو «انطلاقًا» منصوبًا على التمييز.
وكذلك إذا أردنا التفضيل من الفعل «خَضِرَ» نقول: «الحديقة أكثر خُضْرَةً من أرض الملعب»، فقد أتينا باسم تفضيل مناسب وهو «أكثر»، متبوعًا بالمصدر الصريح وهو «خُضرة» منصوبًا على التمييز.
مثال ٢: صَوْغ اسم التفضيل من غير الثلاثي
الجملة الصحيحة التي صِيغَ فيها اسم التفضيل من الفعل «ارتقى» هي:
- الصادق أكثر ترقية من غيره.
- الصادق أكثر ارتقاءً من غيره.
- الصادق أرقى من غيره.
- الصادق راقٍ عن غيره.
الحل
الإجابة الصحيحة هي «الصادق أكثر ارتقاءً من غيره»؛ لأن الفعل «ارتقى» غير مستوفٍ للشروط لأنه فعل خماسي، وللتفضيل منه أتينا باسم تفضيل مناسب من فعل مُستوفٍ للشروط وهو «أكثر» متبوعًا بالمصدر الصريح للفعل وهو «ارتقاء». ولا يصح أن تكون الإجابة جملة «الصادق أكثر ترقية من غيره» لأن «ترقية» مصدر الفعل «رقَّى». وكذلك لا يصح أن تكون الإجابة جملة «الصادق أرقى من غيره» لأن اسم التفضيل «أرقى» مشتق من الفعل الثلاثي «رَقِيَ». وأما جملة «الصادق راقٍ عن غيره»، فلم تشتمل على اسم تفضيل، وكلمة «راقٍ» هي اسم فاعل.
مثال ٣: صَوْغ اسم التفضيل من فعلٍ الوصف منه على وزن «أفعل - فعلاء»
أيُّ جملة من الجمل الآتية تُفاضِل بين السماء والبحر في الفعل «زَرِق»؟
- السماء أشد زُرْقة من البحر.
- السماء أزرق من البحر.
- السماء أشد ازرقاقًا من البحر.
- السماء زرقاء عن البحر.
الحل
الإجابة الصحيحة هي «السماء أشد زُرْقة من البحر»؛ لأن الفعل «زَرِقَ» غير مستوفٍ للشروط لأن الوصف منه على وزن أفعل الذي مؤنثه فعلاء، وللتفضيل منه أتينا باسم تفضيل مناسب من فعل مُستوفٍ للشروط وهو «أشد» متبوعًا بالمصدر الصريح للفعل وهو «زرقة». ولذلك فإن جملة «السماء أزرق من البحر» غير صحيحة؛ لأن الفعل «زَرِقَ» لا نشتق منه اسم التفضيل مباشرة. ولا يصح أن تكون الإجابة جملة «السماء أشد ازرقاقًا من البحر»؛ لأن المصدر «ازرقاق» مصدر لفعل غير خماسي هو «ازرقَّ». ولا يصح كذلك أن تكون الإجابة جملة «السماء زرقاء عن البحر» لأنها لم تشتمل على اسم التفضيل، وكلمة «زرقاء» على وزن «فعلاء».
ومن الأمور التي ينبغي أن نلتفت إليها أنه يجوز أن نأتي بالتفضيل من فعل مُستوفٍ للشروط بالطريقة المُتَّبعة للتفضيل من فعل غير مُستوفٍ للشروط فنقول في الفعل «دقَّ»: «الذكاء البشري أدق من الذكاء الاصطناعي»، أو «الذكاء البشري أشد دِقةً من الذكاء الاصطناعي». والفارق بين الجملتين أننا في الجملة الثانية أضفنا معنًى لم يكن موجودًا في الأولى؛ فقد وصفنا فيها الدقة بأنها «أشد».
ثانياً: إذا كان الفعل المراد اشتقاق اسم التفضيل منه منفيًّا أو مبنيًّا للمجهول اشتققنا منه اسم التفضيل بخطوتين:
- نأتي باسم تفضيل مناسب مستوفٍ للشروط.
- نأتي بعده بالمصدر المؤوَّل «أنْ والفعل المضارع» من الفعل الأصلي المراد التفضيل منه.
فإذا أردنا التفضيل من الفعل المنفي «لا يخون» نقول: «الوطني أجدر ألا يخون وطنه»، فقد أتينا باسم تفضيل مناسب وهو «أجدر»، متبوعًا بالمصدر المؤول للفعل وهو «ألا يخون»، مع ملاحظة أن «ألا» تتكوَّن من «أن + لا»، ويجوز أن نكتبها مفصولة فنقول: «الوطني أجدر أن لا يخون وطنه».
وكذلك إذا أردنا التفضيل من الفعل المبني للمجهول «يُحَبُّ» نقول: «الصدوق أحق أن يُحَبَّ»، فقد أتينا باسم تفضيل مناسب وهو «أحق»، متبوعًا بالمصدر المؤوَّل من الفعل المبني للمجهول «أن + يُحبَّ».
مثال ٤: صَوْغ اسم التفضيل من الفعل المنفي
الجملة الصحيحة التي صِيغَ فيها اسم التفضيل من الفعل المنفي «لا يُهمِل» هي:
- المُتفوِّق أحرص أن يُهمِل واجباته.
- المُتفوِّق حريص ألَّا يُهمِل واجباته.
- المُتفوِّق حريص أن يهمل واجباته.
- المُتفوِّق أحرص ألَّا يُهمِل واجباته.
الحل
الإجابة الصحيحة هي «المُتفوِّق أحرص ألَّا يُهمل واجباته»؛ لأن الفعل «لا يُهمِل» غير مستوفٍ للشروط لأنه منفيٌّ، وللتفضيل منه أتينا باسم تفضيل مناسب من فعل مُستوفٍ للشروط وهو «أحرص» متبوعًا بالمصدر المؤول للفعل وهو «ألَّا يهمل». ولا يصح أن تكون الإجابة جملة «المُتفوِّق أحرص أن يُهمل واجباته»؛ لأننا أثبتنا الفعل المنفي فتغير المعنى تمامًا. وكذلك لا يصح أن نختار جملة «المُتفوِّق حريص ألَّا يُهمل واجباته»؛ لأننا لم نأتِ باسم تفضيل مناسب على وزن أفعل مستوفٍ للشروط.
مثال ٥: صَوْغ اسم التفضيل من الفعل المبني للمجهول
«يُكافَأ المجتهد» الجملة التي صِيغَ فيها اسم التفضيل من الفعل الوارد سابقًا هي:
- المجتهد أَوْلى بالمكافأة.
- المجتهد أَوْلى أن يكافأ.
- المجتهد أكفأ من غيره.
- المجتهد هو الأكفأ.
الحل
الإجابة الصحيحة هي «المجتهد أَوْلى أن يكافأ»؛ لأن الفعل «يُكافَأ» غير مستوفٍ للشروط لأنه مبني للمجهول، وللتفضيل منه أتينا باسم تفضيل مناسب من فعل مُستوفٍ للشروط وهو «أولى» متبوعًا بالمصدر المؤول للفعل وهو «أنْ يُكافَأ». ولا يصح أن تكون الإجابة جملة «المجتهد أَوْلى بالمكافأة»؛ لأننا لم نأتِ فيها بالمصدر المؤوَّل من الفعل. وكذلك لا يصح أن نختار جملة «المجتهد أكفأ من غيره» أو جملة «المجتهد هو الأكفأ»؛ لأن اسم التفضيل «أكفأ» مشتق من فعلٍ ثلاثي.
ثالثاً: الأفعال الناقصة، والجامدة، وغير القابلة للتفاوت، لا يمكن أن نشتق منها اسم تفضيل.
وقبل أن ننتقل إلى الحديث عن حالات اسم التفضيل نودُّ الإشارة إلى أنه يوجد في اللغة العربية أسماء تفضيل حُذِفَت منها الهمزة؛ مثل: «خير»، «شر». ومنها في القرآن الكريم قول الله تعالى: «وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ». واسم التفضيل «حَبُّ» مثل: «وحَبُّ شيءٍ إلى الإنسان ما مُنِعا».
بعد أن تعرَّفنا معنى اسم التفضيل، وكيفية صوغه، نتعرف الآن حالات استعماله وحكم كل حالة بما يساعدنا في استخدام اسم التفضيل بصورة صحيحة، ويمكننا التعرُّف على ذلك من خلال الجدول الآتي:
الحالة | المثال | الحكم |
---|---|---|
المجرد من «أل» والإضافة | أنتَ أكرم من أختِكَ أنتِ أكرم من أخوكِ أنتما أكرم من أخويكما أنتم أكرم من أُخوتكم أنتن أكرم من أُخوتِكُنَّ | يلزم الإفراد والتذكير، ويذكر المُفضَّل عليه بعده مجرورًا بــ «مِنْ» |
المضاف إلى نكرة | هذا المعلم أصدق معلم هذه المعلمة أصدق معلمة هذان المعلمان أصدق معلمين هاتان المعلمتان أصدق معلمتين هؤلاء المعلمون أصدق معلمين هؤلاء المعلمات أصدق معلمات | يلزم الإفراد والتذكير، ويكون المضاف إليه مُطابِقًا للمُفضَّل في النوع والعدد |
المضاف إلى معرفة | الطالبة المجتهدة أحسن الطالبات - حُسنَى الطالبات الطالبان المجتهدان أحسن الطلاب - أحسنا الطلاب الطالبتان المجتهدتان أحسن الطالبات - حُسنَيا الطالبات الطلاب المجتهدون أحسن الطلاب - أحاسن الطلاب الطالبات المجتهدات أحسن الطالبات - حُسنيات الطالبات | يجوز فيه مطابقة ما قبله أو عدم المطابقة |
المُقتَرن بـ «أل» | الأخ هو الأفضل الأخت هي الفُضلى الأخوان هما الأفضلان الأختان هما الفُضليان الأخوة هم الأفضلون أو الأفاضل الأخوات هن الفُضليات | يطابق ما قبله في جميع أحواله، ولا يُذكَر المُفضَّل عليه في الكلام؛ لأننا نفهمه من السياق |
ونود أن نلفت الانتباه في الأمثلة السابقة إلى أن اسم التفضيل يأتي مذكرًا ومؤنثًا ومفردًا ومثنًى وجمعًا. فنقول: أحسن «للمفرد المذكر»، وحُسنى «للمفرد المؤنث»، أحسنان «للمثنى المذكر»، حُسنيان «للمثنى المؤنث»، أحاسن «لجمع المذكر»، حُسنيات «لجمع المؤنث».
مثال ٦: تحديد اسم التفضيل المضاف إلى نكرة
يلزم اسم التفضيل الإفراد والتذكير إذا كان مضافًا إلى نكرة. الجملة التي تُمثِّل ذلك هي:
- المُخلِصة فضلى الصديقات.
- المُخلِصة أفضل من المُتكاسِلة.
- المُخلِصة هي الفضلى بين الفتيات.
- المُخلِصة أفضل صاحبة.
الحل
الإجابة الصحيحة هي «المخلصة أفضل صاحبة»؛ لأن اسم التفضيل «أفضل» مضاف إلى نكرة، وحكمه أن يلزم الإفراد والتذكير. وإذا تأملنا الجمل الأخرى وجدنا أن اسم التفضيل فيها لم يكن مضافًا إلى نكرة؛ ففي جملة «المخلصة فضلى الصديقات» جاء مضافًا إلى معرفة، وفي جملة «المخلصة الفضلى بين الفتيات» جاء مقترنًا بأل، وفي جملة «المخلصة أفضل من المُتكاسِلة» جاء مجردًا من «أل» والإضافة.
مثال ٧: تحديد حالة اسم التفضيل المقترن بــ «أل» وحكمه
«الأنبياء الأعْلَون قَدْرًا بين البشر» حدد حالة اسم التفضيل وحكمه في الجملة السابقة:
- مضاف إلى معرفة، وحكمه يجوز فيه الإفراد والتذكير أو المطابقة
- مُجرَّد من «أل» والإضافة، وحكمه الإفراد والتذكير
- مُقترِن بــ «أل»، وحكمه مطابقته للمُفضَّل
- مضاف إلى نكرة، وحكمه الإفراد والتذكير
الحل
الإجابة الصحيحة هي مقترن بــ «أل»، فاسم التفضيل «الأعْلَون» جاء مقترنًا بـ «أل»، وحكم هذا النوع مطابقته للمُفضَّل.
بعد أن تعرَّفنا ما سبق، ننتقل الآن إلى إعراب اسم التفضيل. ويُعرَب اسم التفضيل حسب موقعه في الجملة. ويمكننا أن نلاحظ في الجمل الآتية كيف أعربنا اسم التفضيل «أكثر» الذي جاء في مواقع إعرابية مختلفة. في جملة «القرية أكثرُ هدوءًا من المدينة» يُعرَب خبرًا مرفوعًا وعلامة رفعه الضمة. وفي جملة «رأيت أكثرَ الرجال علمًا» يعرب مفعولًا به منصوبًا وعلامة نصبه الفتحة. وفي جملة «إن القرية أكثر هدوءًا من المدينة» يعرب خبر إنَّ مرفوعًا وعلامة رفعه الضمة.
مثال ٨: إعراب اسم التفضيل
ما إعراب كلمة «أشد» في قول الشاعر «وظُلم ذوي القربى أشد مضاضةً … على النفس مِن وَقْع الحُسام المُهنَّدِ»؟
- نعت مرفوع
- مضاف إليه مجرور
- خبر مرفوع
- بدل مجرور
الحل
الإعراب الصحيح هو «خبر مرفوع»، فكلمة أشد أَخْبَرتْ عن المبتدأ «ظُلم».
ولنا أن نسأل: كيف نعرب الاسم الواقع بعد اسم التفضيل؟
وللإجابة عن هذا السؤال نقول إن الاسم الواقع بعد اسم التفضيل قد يكون:
- معرفة، وفي هذه الحالة يُعرَب مضافًا إليه مثل: «أبي أكرمُ الناس».
- نكرة، وفي هذه الحالة ننظر إليها، فإذا كانت منصوبة «يظهر على آخرها تنوين الفتح»، تُعرَب تمييزًا منصوبًا مثل: «العامل المجتهد أعلى قدرًا من غيره». وإذا كانت مجرورة، تُعرَب مضافًا إليه مجرورًا مثل «معلمي أفضل أستاذٍ».
وعلينا أن نلتفت إلى أمر مهم وهو أنه توجد كلمات لا تظهر علامة الإعراب على آخرها مثل: «مكانة، ودرجة، ومنزلة …» وهنا قد يلتبس علينا الأمر، هل نعربها تمييزًا أم مضافًا إليه؟ ولكي نستطيع إعراب مثل هذه الكلمات نتبع الآتي:
نضع الكلمة قبل المُفضَّل فإن استقام المعنى، أعربناها تمييزًا؛ مثل كلمة «متانة» في جملة «الفولاذ أشد من الحديد متانةً». إذ يمكن أن نأتي بها قبل المفضل ويستقيم المعنى فنقول: «متانة الفولاذ أشد من الحديد». أما إذا لم يستقم المعنى أعربناها مضافًا إليه مثل: «المتفوقة أحسن طالبةٍ بين زميلاتها». فكلمة «طالبة» لا يمكن أن نقدمها على المفضَّل.
مثال ٩: إعراب ما بعد اسم التفضيل تمييزًا
ما إعراب كلمة «اتساعًا» في جملة «المحيطات أعظم اتساعًا من البحار»؟
- مفعول به منصوب
- حال منصوبة
- بدل منصوب
- تمييز منصوب
الحل
الإعراب الصحيح هو «تمييز منصوب»؛ لأن كلمة «اتساعًا» نكرة منصوبة ميَّزت اسم التفضيل.
مثال ١٠: إعراب ما بعد اسم التفضيل مضافًا إليه
ما إعراب كلمة «سيدة» في جملة «أمي أفضل سيدة رأيتها»؟
- تمييز منصوب
- مضاف إليه مجرور
- حال منصوبة
- نعت مجرور
الحل
الإعراب الصحيح «مضاف إليه مجرور»؛ فكلمة «سيدة» أضيفت إلى اسم التفضيل «أفضل».
النقاط الرئيسية
- اسم التفضيل اسم مُشتقٌّ على وزن «أَفْعَل» للمذكر ، و«فُعلى» للمؤنث، يدل على أن شيئين اشتركا في صفة وزاد أحدهما على الآخر في تلك الصفة.
- يتكون أسلوب التفضيل من ثلاثة أركان: «المُفضَّل واسم التفضيل والمُفضَّل عليه».
- يُشتَرط في الفعل الذي نشتق منه اسم التفضيل مباشرة أن يكون ثلاثيًّا، ليس الوصف منه على وزن أفعل الذي مؤنثه فعلاء، مثبتًا، مبنيًّا للمعلوم، تامًّا متصرفًا، قابلًا للتفاوت.
- إذا لم يكن الفعل المراد اشتقاق اسم التفضيل منه ثلاثيًّا، أو كان الوصف منه على أفعل الذي مؤنثه فعلاء، نأتي باسم تفضيل مناسب مستوفٍ للشروط متبوعًا بالمصدر الصريح من الفعل الأصلي المراد التفضيل منه، ويكون منصوبًا على أنه تمييز.
- إذا كان الفعل المراد اشتقاق اسم التفضيل منه منفيًّا أو مبنيًّا للمجهول نأتي باسم تفضيل مناسب مستوفٍ للشروط متبوعًا بالمصدر المؤوَّل «أنْ والفعل المضارع» من الفعل الأصلي المراد التفضيل منه.
- لا يمكن اشتقاق اسم التفضيل من الأفعال الناقصة، والأفعال غير القابلة للتفاوت، والأفعال الجامدة.
- لاسم التفضيل أربع حالات هي:
- مُجرَد من «أل» والإضافة: يلزم الإفراد والتذكير.
- مضاف إلى نكرة: يلزم الإفراد والتذكير، ويكون المضاف إليه مُطابِقًا للمُفضَّل في النوع والعدد.
- مُقتَرن بـ «أل»: يطابق ما قبله في جميع أحواله، ولا يُذكَر المُفضَّل عليه في الكلام.
- مُضاف إلى معرفة: يجوز فيه مطابقة ما قبله أو عدم المطابقة.
- يُعرب اسم التفضيل حسب موقعه في الجملة.