في هذا الشارح، سوف نتعلَّم كيف نتعرَّف على الزاوية الموجَّهة، ونقيسها، وكذلك كيف نُوجِد قياسات الزوايا المكافئة لها.
لكي نتمكن من التعامل مع الزوايا الموجَّهة، سنسترجع بعض الحقائق الأساسية عن الزوايا.
تعريف: الزوايا حول نقطة ما
مجموع قياسات الزوايا حول نقطة يساوي . بعبارة أخرى، الدورة الكاملة تساوي . ويمكن توضيح ذلك على مخطط الأرباع، حيث الدورة يساوي و الدورة يساوي .
يمكننا أيضًا قياس الزوايا بالـراديان:
بقسمة الطرفين على اثنين، نحصل على:
سنشرح الآن ما نعنيه بمصطلح «الزاوية الموجَّهة».
تعريف: الزاوية الموجَّهة
الزاوية الموجَّهة هي الزاوية التي لها اتجاه. وبوجه خاص، يمكن تعريفها بزوج مرتَّب يمثِّل شعاعين (يُسمَّيان ضلعَي الزاوية) لهما نفس نقطة البداية (تُسمَّى رأس الزاوية).
إذا قيست الزاوية عكس اتجاه دوران عقارب الساعة، نقول إنها زاوية موجبة، وإذا قيست في اتجاه دوران عقارب الساعة، تكون زاوية سالبة.
دعونا نستكشف معنى هذا التعريف بصورة أكبر. نفترض أن لدينا الزوج المرتب . هذا يعني أن لدينا شعاعين: ، ويمثِّل الضلع الابتدائي، وكذلك ، ويمثِّل الضلع النهائي، والشعاعان يلتقيان عند الرأس ، كما هو موضَّح.
إذن، يمكننا القول إن زاوية موجَّهة. علاوةً على ذلك، بما أن الزاوية مقيسة عكس اتجاه دوران عقارب الساعة، فإننا نقول إنها موجبة. يمكن أيضًا أن نقيس الزاوية في اتجاه دوران عقارب الساعة، ونحصل حينها على زاوية سالبة، كما هو موضَّح.
من ناحية أخرى، إذا كان لدينا الزوج المرتَّب ، فإن ذلك يقابل الزاوية الموجَّهة الآتية التي لها قياسان مُمكِنان.
يمكننا ملاحظة أن و ليسا سواءً؛ لأن القياسين الموجب والسالب للزاويتين حلَّ كلٌّ منهما موضع الآخر.
في المثال الأول، سنتناول كيفية إيجاد هذه الزوايا المكافئة، مقيسةً بالـدرجات.
مثال ١: إيجاد أقل قياس موجب يكافئ الزاوية بالدرجات
أوجد أقل قياس موجب يكافئ الزاوية التي قياسها .
الحل
لنفترض أن الزاوية الموجَّهة التي قياسها هي الزاوية المحصورة بين الشعاعين ، حيث هو الضلع الابتدائي، هو الضلع النهائي.
بما أن زاوية موجبة، فسنقيس الزاوية المحصورة بين هذين الشعاعين عكس اتجاه عقارب الساعة. نعلم أن الدورة الكاملة تساوي ؛ ومن ثَمَّ فعلينا إكمال دورة كاملة واحدة على الأقل للوصول إلى الزاوية المطلوبة.
في الواقع، ، وهو ما يزال أقل من ؛ لذا علينا إكمال دورتين كاملتين.
علينا أن نحصل على ، و. هذا يعني أن علينا التحرك عكس اتجاه عقارب الساعة.
إذن أقل قياس موجب يكافئ الزاوية التي قياسها هو .
سنتناول الآن كيفية إيجاد قياسات الزواية الموجبة المكافئة عندما يكون لدينا زاوية سالبة مقيسة بالـدرجات.
مثال ٢: إيجاد أقل قياس لزاوية موجبة تكافئ زاوية سالبة
أوجد أقل قياس موجب يكافئ .
الحل
لنفترض أن الزاوية الموجَّهة هي الزاوية المحصورة بين الشعاعين ، ، حيث هو الضلع الابتدائي، هو الضلع النهائي.
بما أن زاوية سالبة، فسنقيس الزاوية بين هذين الشعاعين في اتجاه عقارب الساعة. هذا يعني أن الزاوية التي قياسها ستكون كما هو موضح في الشكل.
علينا إيجاد أقل قياس موجب مكافئ لـ ؛ ومن ثَمَّ فعلينا قياس الزاوية نفسها ولكن في الاتجاه الآخر. فتشير الزاوية الموجَّهة الموجبة إلى أن علينا القياس عكسَ اتجاه عقارب الساعة.
تذكر أن مجموع قياسات الزوايا حول نقطة ما يساوي ؛ ومن ثَمَّ يمكن إيجاد قياس موجب مكافئ لـ بطرح من :
إذن فإن أقل قياس موجب مكافئ لـ هو .
قبل أن نتناول المثال التالي، سنقدم تعبيرًا جديدًا هو «الزوايا المتكافئة». في السؤال السابق، كانت و مثالًا على زاويتين متكافئتين لأن لهما نفس الضلعين الابتدائي والنهائي.
تعريف: الزوايا المتكافئة
الزوايا المتكافئة لها نفس الضلعين الابتدائي والنهائي.
لإيجاد الزاوية المكافئة، يمكننا جمع أو طرح (أو راديان) من الزاوية المعطاة.
لاحظ أنه بما أنه يمكننا جمع أو طرح أكبر عدد ممكن من مضاعفات قدر ما نريد، فيوجد عدد لانهائي من الزوايا المكافئة لأي زاوية موجَّهة معطاة.
والآن سنوجِد قياس الزاوية المكافئة الموجبة أو السالبة عندما تكون الزاوية الأصلية معطاة بالراديان.
مثال ٣: إيجاد القياسين الموجب والسالب للزوايا المكافئة لزاوية معطاة
أوجد زاوية قياسها موجب وزاوية قياسها سالب مكافئتين لزاوية قياسها .
- ،
- ،
- ،
- ،
- ،
الحل
لنتناول الزاوية . يمكننا تحويل هذا القياس إلى الدرجات باستخدام حقيقة أن راديان يساوي :
في = ، إذن .
لكننا سنحتفظ بالزاوية بالراديان لأن الخيارات الخمسة معطاة بهذه الوحدة.
وبما أن الزاوية التي لدينا موجبة، فعلينا قياسها عكس اتجاه عقارب الساعة من الضلع الابتدائي، كما هو موضح.
تذكر أن الزوايا المتكافئة لها نفس الضلعين الابتدائي والنهائي. هذا يعني أن علينا إيجاد طرق بديلة للتعبير عن الزاوية نفسها.
يمكننا إيجاد قياسات الزوايا المكافئة عن طريق جمع أو طرح راديان من الزاوية المعطاة.
لإيجاد زاوية أخرى قياسها موجب علينا الاستمرار في التحرك عكس اتجاه عقارب الساعة. هذا يعني أن علينا جمع إلى الزاوية التي لدينا:
إذن فالزاوية ذات القياس الموجب المكافئة لزاوية قياسها هي راديان.
وبطريقة مشابهة، يمكننا إيجاد زاوية قياسها سالب بالتحرك في اتجاه عقارب الساعة. هذا يعني أن علينا طرح من الزاوية التي لدينا:
إذن فالزاوية ذات القياس السالب المكافئة لزاوية قياسها هي راديان.
الزاويتان هما و.
في الأمثلة الثلاثة الأولى، رأينا أن هناك عددًا لانهائيًّا من الطرق لوصف زاوية معطاة. وفي بعض الأحيان نحتاج إلى حصر قياس الزاوية المعطاة. في هذه الحالة، نستخدم أصغر زاوية في الوضع القياسي.
تعريف: أصغر زاوية في الوضع القياسي
أصغر زاوية في الوضع القياسي هي الزاوية المحصورة بين الضلعين الابتدائي والنهائي، وتُقاس عكس اتجاه عقارب الساعة، وقيمتها بالـدرجات تكون في وبالـراديان تكون في .
إذا كانت الزاوية هي أصغر زاوية في الوضع القياسي، فإن أو .
في المثالين الأخيرين، سنوضح كيفية إيجاد أصغر زاوية في الوضع القياسي بالـراديان.
مثال ٤: إيجاد أصغر زاوية في الوضع القياسي
إذا كانت لدينا الزاوية ، فأوجد أصغر زاوية في الوضع القياسي.
الحل
أصغر زاوية في الوضع القياسي هي الزاوية المقيسة عكس اتجاه عقارب الساعة بين الضلعين الابتدائي والنهائي، وقيمتها تساوي راديان حيث .
هذا يعني أن علينا إيجاد قياس الزاوية المكافئة لـ راديان التي تقع بين ٠ و راديان بما في ذلك هاتين القيمتين. الخطوة الأولى هي محاولة تبسيط الكسر. بما أن ، فإن الزاوية تكافئ راديان.
والدورة الكاملة تساوي راديان؛ لذا علينا حساب عدد الدورات الكاملة التي يمكننا إكمالها:
؛ ومن ثَمَّ يمكننا إكمال ٤٥ دورة كاملة زائد دورة أخرى.
نعلم أن دورة يساوي راديان.
إذن فإن أصغر زاوية في الوضع القياسي لـ تساوي راديان.
مثال ٥: إيجاد أصغر زاوية في الوضع القياسي
إذا كانت لدينا الزاوية ، فأوجد أصغر زاوية في الوضع القياسي.
الحل
أصغر زاوية في الوضع القياسي هي الزاوية المقيسة عكس اتجاه عقارب الساعة، والمحصورة بين الضلعين الابتدائي والنهائي، وقيمتها راديانحيث .
هذا يعني أن علينا إيجاد قياس الزاوية المكافئة لـ راديان التي تقع بين ٠ و راديان.
وبما أن الزاوية راديان قياسها سالب، فستُقاس في اتجاه عقارب الساعة.
وبما أن يساوي والدورة الكاملة تساوي راديان، يمكننا إكمال دورتين كاملتين ثم مواصلة التحرك بمقدار راديان في اتجاه عقارب الساعة. هذا موضح في الشكلين التاليين.
وبما أننا نقيس في اتجاه عقارب الساعة، فإن هذه الزاوية سالبة؛ فهي تساوي راديان. وأصغر زاوية في الوضع القياسي يجب أن تكون موجبة؛ لذا علينا إيجاد قياس الزاوية المكافئة لهذه الزاوية، والتي تُقاس عكس اتجاه عقارب الساعة.
لإيجاد قياس الزاوية المكافئة التي نحتاج إليها، أي إيجاد أصغر زاوية موجبة في الوضع القياسي، نطرح من :
وبناءً عليه، فإن أصغر زاوية في الوضع القياسي لـ هي راديان.
سنختم هذا الشارح بتلخيص بعض النقاط الرئيسية التي تناولناها.
النقاط الرئيسية
- الزاوية الموجَّهة هي زاوية ذات اتجاه؛ الزاوية التي تقاس عكس اتجاه عقارب الساعة تكون موجبة، والزاوية التي تقاس في اتجاه عقارب الساعة تكون سالبة.
- الزوايا المتكافئة لها نفس الضلعين الابتدائي والنهائي. يوجد عدد لانهائي من الزوايا المكافئة.
- أصغر زاوية في الوضع القياسي هي الزاوية التي تُقاس عكس اتجاه عقارب الساعة بين الضلعين الابتدائي والنهائي، وتكون قيمتها حيث أو .