في هذا الشارح، سوف نتعلَّم كيف سعى الخديوي إسماعيل إلى الاستقلال بمصر عن الدولة العثمانية، وما الخطوات التي اتَّخذها في سبيل تحقيق ذلك.
تولَّى الخديوي إسماعيل حُكْم مصر بعد وفاة عمِّه محمد سعيد باشا، وكان يشعر بذاته شعورًا عميقًا؛ كونَه ابنَ إبراهيم باشا، الذي قاتل في قارَّات العالم القديم الثلاث؛ ليوطد دعائم ملك مصر، ويوسِّع نطاقه، وكذلك كونُه حفيدَ محمد علي باشا، الذي أخرج مصر من ظُلْمة التأخر والجهل إلى نور الحداثة والتطور.
سياسة الخديوي إسماعيل عند تولِّيه الحكم
وضع الخديوي إسماعيل نُصْب عينيه أهمية أنْ يضع خطةً للنهوض بمصر؛ تجعل التاريخ يصفه بما وصف به أباه وجَدَّه من العظمة، وصمَّم على تنفيذ تلك الخطة، وعدم الحِياد عنها مهما قابله من عقبات وأزمات، وكانت تلك الخطة ترتكز على ثلاثة محاور؛ هي:
- السير بمصر نحو المدنية الحديثة بكل عزم وقدَمٍ راسخة.
- السعي إلى الاستقلال السياسي بمصر عن الدولة العثمانية.
- النهوض بمصر إلى مَصافِّ الدول العظمة.
برأيك هل هذه المحاور قابلة للتنفيذ، خاصة بعد تطبيق تسوية لندن ١٨٤٠ م؟
كان الخديوي إسماعيل يعلم أن تحقيق هذه المحاور عن طريق القوة، مثلما حدث في عصر محمد علي باشا، يكاد يكون مستحيلًا؛ لعدة أسباب، لعل أهمها:
- عدم نُضوج العقلية العامَّة في مصر نضوجًا يساعد الخديوي إسماعيل على تحقيق ما يسعى إليه، خاصة بعد انهيار سياسة الاحتكار وما ترتَّب عليها من نتائج سلبية على المستوى الاقتصادي والتعليمي والعسكري؛ ومن ثَمَّ لم يكن الشعب المصري ليتحمل مِثل هذه المخاطرة.
- مركز مصر السياسي والعسكري من الدولة العثمانية ومن الدول الأوروبية يجعلها أضعف مِن أن تحاول مرة ثانية الحصول على استقلالها بالقوة، فما حدث مع جَدِّه مازال عالِقًا في أذهان الدولة العثمانية والدول الأوروبية معًا.
لذلك قرَّر أن يحقِّق أهدافه بالدهاء والإقناع، والتحالف مع الدول الأوروبية التي يجد أن كِفَّتها أرجح في مِيزان السياسة الدولية.
وفي أول خُطَبه بعد أن تولَّى الحُكْم، أعلن الخديوي إسماعيل عن الخطة التي وضعها لنفسه فيما يختص بإدارة مصر الداخلية، ومما جاء فيها:
«بما أن أساس كل إدارة جيدة إنما هو النظام والاقتصاد في المالية؛ فإني سأجعلهما نِبراسي في كل أعمالي، وأعمل على توطيد أركانهما بكل ما في وسعي. ولكي أُقدِّم مثالًا صالحًا للجميع، ودليلًا محسوسًا على إرادتي هذه الأكيدة؛ فإني قد عزمت منذ الآن على ترك الطريقة المتَّبَعة من أسلافي، وعلى تقرير مرتَّبٍ سنوي لي، لن أتجاوزه أبدًا، فأتمكن بذلك من تخصيص عموم إيرادات القُطْر؛ لإنماء شئونه الزراعية وتحسينها.
وإني قررت أيضًا إلغاء طريقة السُّخرة المشئومة، التي اتَّبعتْها الحكومة دائمًا في أشغالها، والتي هي السبب الأهم، بل الأوحد، الحائل دون بلوغ القُطْر كل النجاح الذي هو جدير به.
وإني لَمُتيقِّنٌ أن التجارة الحرة ستجد فائدتها ومصلحتها في هذه الإجراءات، فتنشر الرخاء، وتُعمِّمه بين جميع الطبقات من الأهالي والسكان.
أما التعليم، وهو أسُّ النجاح والرُّقيِّ، وإقامة معالم العدالة بقِسطاس حقٍّ، وهي محور كل أمن؛ فإني سأخصُّهما بفائق عنايتي، فينْجُم عن النظام في المالية والإدارة، وعن توزيع العدالة توزيعًا لا تشوبه شائبة؛ زيادةٌ في سهولة المعاملات، وضمانةٌ لسلامتها بين الأوروبيِّين والقُطْر.»
أولًا: الفرمانات التي حصل عليها الخديوي إسماعيل
سعى الخديوي إسماعيل إلى الاستقلال التامِّ، والتخلص من القيود التي فُرضت على محمد علي باشا في معاهدة لندن ١٨٤٠م وفرمانَيْ ١٨٤١م، كما سعى إلى تغيير نظام وراثة العرش من أكبر أفراد الأسرة العلويَّة سنًّا، ليكون في أكبر أبناء إسماعيل نفسه باعتباره حاكمًا لمصر.
وقد استضاف الخديوي إسماعيل السلطان العثماني «عبد العزيز» في مصر، وقد صاحَبَ هذه الزيارة صرْفُ مبالغَ كبيرةٍ في مراسم الاستقبال، واكراميات وهدايا ملأت سفينة كاملة بالإضافة إلى ستين ألف جنيه عثماني دفعها للصدر الأعظم فؤاد باشا؛ ليبذل مَساعيَهُ الطيبة لدى السلطان لاستصدار الفرمانات اللازمة.
وانتهت مساعي الصدر الأعظم إلى رفع الجِزية السنوية التي تدفعها مصر للحكومة العثمانية من أربعمائة ألف جنيه عثماني إلى سَبعمائة وخمسين ألفًا.
وقد استدان الخديوي إسماعيل في سبيل ما سبق ذكره ثلاثة ملايين جنيه، وحصل على العديد من الفرمانات لتحقيق هذه الأهداف؛ منها:
فرمان ١ ٨٦٦م: الذي يُعدُّ بداية استقلال الخديوي إسماعيل بحكم مصر؛ فقد تقرر فيه ما يأتي:
- تغيير وراثة العرش لتصبح في الأكبر سنًّا من أبناء إسماعيل الذكور.
- زيادة عدد الجيش إلى ٣٠ ألف جندي بدلًا من ١٨ ألف.
- حق مصر في ضرب النقود.
- منح الرُّتَب المدنية إلى الرتبة الثانية.
مثال ١: الموقف المالي في عهد الخديوي إسماعيل
تدهور موقف مصر المالي نتيجة خطة الخديوي إسماعيل في الاستقلال بحكم مصر، وذلك من خلال .
- توطيد علاقته بالدول الأوروبية
- توطيد علاقته بالسلطان العثماني
- سعيه لرفع الجزية السنوية
- توقُّف مشروعات التنمية الاقتصادية في مصر
الحل
الإجابة الصحيحة هي ب: «توطيد علاقته بالسلطان العثماني»؛ لأن الخديوي إسماعيل أدرك أن تحقيق الاستقلال السياسي بمصر لن يتحقق بالقوة كما كان الحال في عهد جده محمد علي باشا، لذلك سعى إلى الحصول على الاستقلال من خلال دفْع الإكراميات والرشاوى الأمر الذي أرهق ميزانية الدولة المصرية.
أما الاختيار أ: «توطيد علاقته بالدول الأوروبية» فهو خطأ؛ لأن الخديوي إسماعيل كانت علاقته بالدول الأوروبية قائمة على الاستدانة؛ لتحقيق أغراضه السياسية.
أما الاختيار ج: «سعيه لرفع الجزية السنوية» فهو خطأ؛ لأن رفْع الجزية السنوية كان نتيجة لمساعيه السياسية لدى السلطان العثماني، وكذلك لتدخل الصدر الأعظم لاستصدار الفرمانات التي تُحقق له الاستقلال.
أما الاختيار د: «توقُّف مشروعات التنمية الاقتصادية في مصر» فهو خطأ؛ لأن توقُّف مشروعات التنمية الاقتصادية كان نتيجة تدخل رأس المال الأجنبي في مجالات الاستثمار المختلفة.
فرمان ١ ٨٦٧م: حصل إسماعيل بمقتضاه على لقب «الخديوي»، وهو لقب تركي يعني «المُعظَّم»، بدلًا من لقب «الوالي»، وبذلك تمتَّع الخديوي إسماعيل ببعض الاستقلال في إدارة شئون البلاد الداخلية والمالية، وعقْد المعاهدات الخاصة بالبريد والجمارك ومرور البضائع والرُّكَّاب داخل البلاد، وشئون الضبط للجاليات الأجنبية.
فرمان ١ ٨٧٢م: يحق له الاستدانة من الخارج دون إذن السلطان العثماني.
الفرمان الشامل ١ ٨٧٣م: سُمِّي بالشامل؛ لأنه أعطى لمصر حقها الكامل في الاستقلال، فيما عدا أربع نقاط هي:
- دفْع الجزية السنوية للدولة العثمانية.
- عقْد المعاهدات السياسية.
- حق التمثيل الدبلوماسي.
- صناعة المدرعات الحربية.
من خلال فَهمك لما سبق هل نفَّذ الخديوي إسماعيل ما قاله في خُطبته عن إدارة شئون البلاد؟
سنلاحظ من خلال تحليل الأحداث التي مرَّت بها مصر في عهد الخديوي إسماعيل أنه لم يُنفِّذ ما وعد به في خُطبته، بل العكس صحيح، فقد أرهق ميزانية الدولة بكثرة نفقاته المالية، سواء في المشروعات العمرانية التي نفَّذها عند افتتاح قناة السويس وتكاليف حفل الافتتاح، أم في الرشاوى والهدايا التي كان يُقدِّمها للسلطان العثماني والمقرَّبين منه؛ للحصول على فرمانات تُحقِّق له الاستقلال، بالإضافة إلى توسُّعاته في شرق أفريقيا وساحل البحر الأحمر التي كلَّفتْ خِزانة الدولة مبالغَ طائلةً كما سنعرِف لاحقًا.
وبالرغم من ذلك يُعدُّ عصر الخديوي إسماعيل نهايةَ فترةٍ انتقالية، امتدت منذ تقلُّص نفوذ محمد علي باشا بسبب تسوية لندن ١٨٤٠م وفرمان ١٨٤١م؛ حيث توقفت مشروعات التنمية التي كانت تُقام في إطار نظام الاحتكار، وفُتحت أسواق البلاد أمام المنتجات الأجنبية وخاصة البريطانية؛ تطبيقًا لاتفاقية بلطة ليمان التي كان محمد علي باشا قد رفض تطبيقها، وبدأ رأس المال الأجنبي يدخل في مجالات الاستثمار المختلفة الأمر الذي تسبب في توقف التنمية الذاتية أو تجمُّدها في المجتمع المصري.
ثانيًا: توسُّعات الخديوي إسماعيل
كان الخديوي إسماعيل ينظر إلى أرض الجنوب من مصر نظرة مختلفة عن أسلافه؛ فقد كان يرى أن السودان وما يليَها من أراضي هي المجال الطبيعي لتوسُّع ملكه، وأن الخيرات التي قد تعود على مصر من هذا التوسُّع أضعافُ ما تمتلكه مصر نفسها، وظَلَّ يسعى إلى أن يقيم سلطنة عظيمة، تمتدُّ من البحر الأبيض شَمالًا إلى خط الاستواء جنوبًا، ومن البحر الأحمر شرقًا إلى أقصى تُخوم الصحراء غربًا.
وكانت أُولى الخطوات التي اتخذها الخديوي إسماعيل في تحقيق هذا الحُلُم أنْ طلب من السلطان العثماني أن يتنازل له عن ممتلكات الدولة العثمانية على سواحل البحر الأحمر؛ حتى لا يصطدم بالدولة العثمانية عسكريًّا، وبالفعل نجح في الحصول على فرمان سنة ١٨٦٥م بتنازل السلطان العثماني عن أملاك الدولة العثمانية في سواكنَ ومُصَوَّع مقابلَ مبلغ من المال سنويًّا.
ثم اتجه الخديوي إسماعيل في توسُّعاته إلى جنوب شرق أفريقيا عام ١٨٧٥م، ونتج عن هذه التوسُّعات:
- بسْط نفوذ مصر في الجنوب والجنوب الشرقي علــى ساحل البحـر الأحمـر عام ١٨٧٥م.
- دخول الخديوي إسماعيل في حرب مع الحبشة عام ١٨٧٥م؛ لأنه حاصرها بتوسُّعاته، وانتهت بهزيمته وخسارته ٣ مليون جنيه في وقت كانت خِزانة الدولة تُعاني من ضائقة الديون.
- أعاد لأذهان الدول الأوروبية خطر جَدِّه محمد علي باشا، من حيث بروز قوة مصر مرة أخرى.
- جعلته مصدر خطر على المصالح الأوروبية التي كانت تتوسَّع هي الأخرى شرق إفريقيا.
- صعَّدت من الأزمة المالية التي بدأت تُنْذِر بخطر التدخل الأجنبي عام ١٨٧٥م.
ونتيجة لهذه التوسُّعات، بدأت الدول الأوروبية تتدخل في شئون مصر الداخلية، وضغطت على السلطان العثماني بعزل إسماعيل، وتوْلية ابنه الخديوي توفيق حكم البلاد عام ١٨٧٩م، واستمر التدخل في شئون مصر الذي انتهى باحتلال بريطانيا لمصر عام ١٨٨٢م.
مثال ٢: موقف الدول الأوروبية من توسُّعات الخديوي إسماعيل
لماذا تدخَّلت الدول الأوروبية لمنْع ظهور محمد علي جديد في عهد الخديوي إسماعيل؟
- بسبب الدَّوْر الحضاري لمصر في القرن الأفريقي
- بسبب مشروعات التنمية التي بدأها الخديوي إسماعيل
- لوقْف توسُّعات الخديوي إسماعيل ومحاولات استقلاله
- بسبب الصراع الاستعماري في القرن الإفريقي
الحل
الإجابة الصحيحة هي د: «بسبب الصراع الاستعماري في القرن الإفريقي»؛ حيث كانت منطقة القرن الأفريقي ذات أهمية استراتيجية في حركة الملاحة الدولية بالنسبة إلى الدول الاستعمارية خاصة بريطانيا؛ لأن هذه المنطقة هي مدخل البحر الأحمر وخليج عدن وقناة السويس، ومن ثَمَّ تعرُّضها للسيطرة من قِبَل أيِّ قوة أخرى، مِثل: الخديوي إسماعيل، يُهدِّد حركة الملاحة البحرية عمومًا، والبريطانية خصوصًا؛ لذلك تدخلت الدول الأوروبية لمنع وصول الخديوي إسماعيل لدرجة من القوة تُمكِّنه من إحكام سيطرته على هذه المنطقة.
أما الاختيار أ: «بسبب الدَّوْر الحضاري لمصر في القرن الإفريقي» فهو خطأ؛ لأن الدول الأوروبية لا يعنِيها الدور الحضاري لمصر طالما لا يُهدِّد مصالحها الاستعمارية في المنطقة.
أما الاختيار ب: «بسبب مشروعات التنمية التي بدأها الخديوي إسماعيل» فهو خطأ، لأن مشروعات التنمية التي قام بها الخديوي إسماعيل كانت في مجالات الصحة والتعليم والعمارة، وليست مشروعات توسُّعيَّة تُهدِّد مصالح الدول الأوروبية.
أما الاختيار ج: «لوقْف توسُّعات الخديوي إسماعيل ومحاولات استقلاله» فهو خطأ؛ لأن الدول الأوروبية كانت لا تهتم بتوسُّعات الخديوي إسماعيل جنوبَ القارة، أو محاولات استقلاله عن الدولة العثمانية، بقدر ما تهتم بالحفاظ على سيطرتها على الساحل الشرقي لقارة إفريقيا، خاصة بعد افتتاح قناة السويس وازدهار حركة التجارة الدولية، كما أن الدول الأوروبية كانت تُدرِك حجم القوة العسكرية للجيش المصري في عهد الخديوي إسماعيل، وأنه ليس بقدر الكفاءة التي كان عليها أيام محمد علي باشا.
ثالثًا: الدور الحضاري لمصر في القرن الأفريقي في عصر الخديوي إسماعيل
أَوْلى الخديوي إسماعيل منطقة القرن الأفريقي اهتمامًا كبيرًا، وعمِل على النهوض به، ونقل مظاهر التحضر والحداثة إليه، ولعل من أبرز المجالات التي شهِدت تطويرًا من الخديوي إسماعيل في هذه المنطقة ما يأتي:
المجال الصحي: حين تسلَّمت الإدارة المصرية هذه المناطق كانت الأمراض تنتشر فيها، مِثل: الكوليرا والدوسنتاريا والجدري؛ لذلك قررت الإدارة المصرية إنشاء وَحدات صحية في سواكنَ ومُصَوَّع.
مجال المواصلات: أنشأت الإدارة المصرية خطًّا للبريد يصل هذه المناطق بمصر، ورتَّبتْ خطوطًا مِلاحية بحرية من مُصَوَّع إلى سواكنَ إلى جدة، ومن سواكنَ إلى السويس.
مجال تشْييد المباني: تم بناء مساكن صحية للأهالي، وتشييد مستشفياتٍ ومساجدَ وكنيسةٍ، كما اهتمت الإدارة المصرية بمسألة المياه العذبة اهتمامًا كبيرًا؛ حيث مدَّت مواسيرَ من العيون والآبار.
المجال الاقتصادي: في الزراعة حثَّتِ الإدارةُ الأهاليَ على زراعة الأراضي البُور، ووفَّرت لهم المياه اللازمة، وجُلِبتْ بعض بذور الخَضْراوات والفواكه من مصر؛ لزراعتها في هذه المناطق.
وفي الصناعة: تعلَّم بعض الشباب الصوماليِّين من جنود الجيش المصري حِرْفة البِرادة والحِدادة، كما تعلَّم الأهالي صناعة الأقمشة، وفي مجال التجارة: قد كانت تسير في هذه المناطق بأمان؛ نظرًا لتوفير الطرق والأمن.
المجال الاجتماعي: حاولت الإدارة المصرية نشْر السلام الاجتماعي بين الأهالي والقبائل، وشكَّلتِ الإدارة المصرية مجالس صُلح للفصل في المنازعات؛ حتى إنها أحيانًا كانت تدفع دِيَّات القتلى إذا عجزت القبائل عن الوفاء بها؛ حقنًا للدماء، كما أُرسل بعض علماء الأزهر الشريف؛ لتثقيف الأهالي في الدين الإسلامي، وكذلك أُنشئتْ بعض المدارس؛ لتعليم الحساب والخط والنحو.
مثال ٣: الدور الحضاري لمصر في القرن الأفريقي
حاولت الإدارة المصرية نشر السلام الاجتماعي في منطقة القرن الأفريقي من خلال .
- إنشاء محاكم مدنية
- تشكيل مجالس الصلح
- نشر الأمن والأمان في المنطقة
- تشكيل لجان لفض المنازعات
الحل
الإجابة الصحيحة هي ب: «تشكيل مجالس الصلح»؛ حيث كانت منطقة القرن الأفريقي ذات طابع قبلي يعتمد في حلِّ النزاعات بين القبائل على نظام المجالس العُرفية؛ لذلك قرَّرت الحكومة تشكيل مجالس الصلح لحلِّ الخلافات التي قد تنشأ بين القبائل بعضها وبعض، حتى إنها كانت تدفع ديات القتلى لعجز القبائل عن الوفاء بها حقنًا للدماء.
أمَّا الاختيار أ: «إنشاء محاكم مدنية» فهو خطأ؛ لأن الدولة المصرية لم تُنشئ محاكم في منطقة القرن الأفريقي.
وأمَّا الاختيار ج: «نشر الأمن والأمان في المنطقة» فهو خطأ؛ لأن انتشار الأمن والأمان كان نتيجة لتشكيل مجالس الصلح، وليس السبب في نشر السلام الاجتماعي.
وأمَّا الاختيار د: «تشكيل لجان لفض المنازعات» فهو خطأ؛ لأنها لم تكن لجانًا، وإنما كانت مجالس للصلح.
النقاط الرئيسية
- سعى الخديوي إسماعيل إلى الاستقلال التامِّ، والتخلُّص من القيود التي فُرضت على محمد علي باشا في معاهدة لندن ١٨٤٠م وفرمانَيْ ١٨٤١م.
- يُعَدُّ فرمان ١٨٦٦م بداية استقلال الخديوي إسماعيل بحُكْم مصر؛ حيث نصَّ على تغيير وراثة العرش؛ لِتصبح في الأكبر سنًّا من أبناء إسماعيل الذكور.
- حصل إسماعيل بمقتضى فرمان ١٨٦٧م على لقب «الخديوي»، وهو لقب تركي يعني «المُعظَّم»، بدلًا من لقب «الوالي».
- الفرمان الشامل ١٨٧٣م سُمِّيَ بالشامل؛ لأنه أعطى لمصر حقَّها الكامل في الاستقلال، فيما عدا أربع نقاط.
- اتجه الخديوي إسماعيل في توسُّعاته إلى جنوب شرق أفريقيا عام ١٨٧٥م، ودخل في حربٍ مع الحبشة، انتهت بهزيمته وخسارته ٣ مليون جنيه.
- تدخلت الدول الأوروبية في شئون مصر الداخلية، وضغطت على السلطان العثماني؛ لعزل إسماعيل وتولية ابنه الخديوي توفيق حكم البلاد عام ١٨٧٩م.
- أَوْلى الخديوي إسماعيل منطقة القرن الأفريقي اهتمامًا كبيرًا، وعمِل على النهوض به، ونقْل مظاهر التحضُّر والحَداثة إليه.