شارح الدرس: الاضطرابات الوراثية | نجوى شارح الدرس: الاضطرابات الوراثية | نجوى

شارح الدرس: الاضطرابات الوراثية الأحياء

في هذا الشارح، سوف نتعلَّم كيف نَستخدم المخطَّطات الوراثية للتنبؤ باحتمالات وراثة النسل للاضطرابات الوراثية المتنحية أو السائدة.

تتحكَّم الجينات وأشكالها المختلفة، التي تُسمَّى الأليلات، في عدد كبير من صفاتنا. يُحدِّد تركيب أليلاتك والتعبير عنها صفات مثل لون عينيك أو شعرك، وإذا ما كان لديك نمش، وأيضًا إذا ما كنت قادرًا على طي لسانك! لكن للأسف، تُوجَد أيضًا أليلات قد تسبِّب أمراضًا تؤدِّي إلى الإعاقة أو الموت. في هذا الشارح، نتناول بعض الأمثلة على هذه الاضطرابات الوراثية، وكيف يمكننا استخدام مربعات بونت لدراسة وراثة أليلاتها.

تعريف: الجين

الجين هو مقطع من الحمض النووي (DNA) يتضمَّن المعلومات اللازمة لانتاج وحدة وظيفية، مثل البروتين. وهو الوحدة الوظيفية للوراثة.

تعريف: الأليل

الأليل هو نسخة بديلة من الجين.

يَنتج العديد من الاضطرابات الوراثية عن أليلات متنحية. والأليلات المتنحية هي التي يُعبَّر عنها في صفات الشخص فقط في حال وجود نسختين منها، أو في حال عدم وجود أليل سائد، وعادةً ما يُشار إليها بأحرف صغيرة.

تعريف: الأليل السائد

الأليل السائد هو الأليل الذي يُعبَّر عنه دائمًا في النمط الظاهري إذا كان موجودًا في النمط الجيني.

تعريف: الأليل المتنحي

الأليل المتنحي هو الأليل لا يُعبَّر عنه في النمط الظاهري الأ في حالة وجود نسختين منه، أو في حال عدم وجود أليل سائد.

نتناول مثالًا: ينتج مرض «التليُّف الكيسي» عن أليل متنحي. عادةً ما يعاني المصابون بالتليُّف الكيسي من تراكم المخاط في رئتَيْهم وجهازهم الهضمي. وقد يعانون من مشكلات في التنفس، ومن مشكلات متكرِّرة في الصدر، ويكونون أكثر عرضةً لسوء التغذية بسبب حدوث مشكلات في هضم الطعام. في عام 2017 قُدِّر عدد المصابين بالتليُّف الكيسي في أوروبا بأكثر من 48‎ ‎000 شخص.

يحدث التليُّف الكيسي بسبب تغيُّر في تتابع DNA لجين CFTR. إذا افترضنا أن الأليل المتنحي الذي يسبِّب التليُّف الكيسي يمكن تمثيله بحرف f صغير، والأليل الذي يسمح بالتعبير عن جين CFTR الطبيعي يمكن تمثيله بحرف F كبير، فلا بد أن يحمل الشخص المصاب بالمرض تركيب الأليلات «ff» في نمطه الجيني لكي يُصاب بالتليُّف الكيسي.

مثال ١: تعريف الأليلات المتنحية من خلال التليُّف الكيسي

التليُّف الكيسي اضطراب وراثي يسبِّبه أليل متنحٍّ. أيٌّ ممَّا يلي يوضِّح ما يعنيه ذلك؟

  1. يجب أن يحمل الشخص نسختين من الأليل لكي يُعبَّر عن التليُّف الكيسي في النمط الظاهري.
  2. يؤثِّر التليُّف الكيسي على النسل مرة واحدة فقط كل جيلين.
  3. يمكن أن يحمل الشخص أكثر من نسخة واحدة من الأليل دون أن يُصاب بالتليُّف الكيسي.
  4. يجب أن يحمل الشخص ثلاث نسخ من الأليل لكي يُعبَّر عن التليُّف الكيسي في النمط الظاهري.
  5. يُعبَّر عن المرض في النمط الظاهري للشخص حتى إذا احتوى نمطه الجيني على أليل واحد فقط.

الحل

الأليلات نسخ مختلفة من الجين نفسه. وتُعَد الأليلات مسئولة عن تحديد كثير من الصفات الموروثة جينيًا، مثل لون العينين ولون الشعر الطبيعي، ولكن، قد ينتج عن بعض الأليلات أيضًا وراثة للأمراض الوراثية. ينتج مرض التليُّف الكيسي عن حدوث طفرة في جين CFTR، ويؤدِّي إلى حدوث مشكلات مثل تراكم المخاط في الجهازين التنفسي والهضمي.

يحمل الشخص أليلين لكل جين في تركيبه الجيني، أو «نمطه الجيني». والأليلات المتنحية هي أليلات لا يمكن التعبير عنها في صفات الشخص، أو نمطه الظاهري، إلا في حال وجود نسختين منها، أو في حال عدم وجود أليل سائد. ويُعبَّر عن الأليلات السائدة حتى إذا وُجِدت نسخة واحدة فقط منها في النمط الجيني للشخص. يمكن أن يحمل شخص ما كلًّا من الأليل السائد المُعبَّر عنه، الذي يسمح لجين CFTR بأن يؤدِّي وظيفته على نحو صحيح، والأليل المتنحي الذي يسبِّب مرض التليُّف الكيسي ولا يُعبَّر عنه. الأمراض التي تسبِّبها أليلات متنحية لن «تتخطَّى» الأجيال بالضرورة. يوضِّح المخطَّط الآتي كيف يمكن لنسل شخص مُصاب بالتليُّف الكيسي أن يرث أيضًا الأليلات؛ ومن ثَمَّ يرث المرض.

فإذا ورث الطفل أليل تليُّف كيسي واحدًا من الأب المصاب بالتليُّف الكيسي، وأليلًا واحدًا من الأم، فسيحمل أليلين متنحيين في نمطه الجيني؛ ومن ثَمَّ، يُصاب بالمرض أيضًا.

إذن الخيار الصحيح الوحيد من بين الخيارات الموضَّحة هو أنه يجب أن يحمل الشخص نسختين من أليل التليُّف الكيسي لكي يُعبَّر عنه في نمطه الظاهري.

يمكننا أن ندرس وراثة هذه الأليلات باستخدام مربع بونت. مربعات بونت هي مخطَّطات توضيحية مفيدة للغاية لوراثة الأليلات من جاميتات الأبوين، أو الخلايا الجنسية، إلى النسل. يوضِّح الشكل 2 وراثة أليل التليُّف الكيسي.

يحمل الشخص أليلين لكل جين. إذا كان هذان الأليلان متماثلين، على سبيل المثال، إذا كان كلاهما متنحيين، يكون الشخص متماثل الزيجوت لهذين الأليلين. وإذا كانا مختلفين؛ أي أحدهما متنحٍّ والآخر سائد، يكون الشخص متغاير الزيجوت.

تعريف: متماثل الزيجوت

يكون الشخص متماثل الزيجوت لصفةٍ ما إذا كان يحمل أليلين متطابقين للجين.

تعريف: متغاير الزيجوت

يكون الشخص متغاير الزيجوت لصفةٍ ما إذا كان يحمل أليلين مختلفين للجين.

في الشكل 2، يمكننا أن نلاحظ أن الأبوين كلا متغايرا الزيجوت. وعند إنتاج الجاميتات، وهي البويضات من الأم، والحيوانات المنوية من الأب، ستحتوي كلٌّ من هذه الجاميتات على أليل واحد فقط لجين معيَّن. وعندما تندمج هذه الجاميتات خلال الإخصاب، يرث النسل أليلًا واحدًا لكل صفة من الأم، وأليلًا واحدًا من الأب؛ ومن ثَمَّ، يحمل العدد الصحيح من الأليلات.

إذا نظرنا إلى الأنماط الجينية الموضَّحة في مربع بونت في الشكل 2، فسنجد أنها 1×FF و2×Ff و1×ff. من إجمالي أربع تركيبات محتملة، يوجد تركيبان متغايرتا الزيجوت لأليل التليُّف الكيسي (Ff). إحدى هذه التركيبات الأربع المحتملة متماثلة الزيجوت ذات إليلين سائدين (FF) وواحدة متماثلة الزيجوت ذات إليلين متنحيين (ff). نعلم أنه إذا وُجِد أليل سائد في النمط الجيني، فسيُعبَّر عنه دائمًا. هذا يعني أن ثلاثًا من هذه المجموعات الأربع، أو نسبة 75%، ستُنتج نسلًا غير مصاب بالتليُّف الكيسي. وتركيب واحد فقط من أصل أربع تركيبات، أو نسبة 25%، ستُنتج نسلًا يحمل أليلين متنحيين؛ ومن ثَمَّ يرث مرض التليُّف الكيسي.

توضِّح الخانات في مربع بونت تركيبات الأليلات المحتملة لكل نسل يُولَد لهذين الأبوين. ومن المهم أن نتذكَّر أنه لا يوضِّح عدد الأطفال من التركيبات الأربع الذين سيرثون المرض، بل يوضِّح احتمال وراثة المرض لكل طفل يُولَد. هذا يعني أن الزوجين قد يُنجبان أربعة أطفال جميعهم غير مصابين بالتليُّف الكيسي، أو قد يُنجبان أربعة أطفال جميعهم مصابون به.

مثال ٢: تفسير مربع بونت لتوضيح وراثة مرض وراثي

تاي ساكس مرض وراثي يسبِّبه الأليل المتنحي (t). يوضِّح مربع بونت الأنماط الجينية لذكر وأنثى، والأنماط الجينية المتوقَّعة لنسلهم. ما احتمال أن يرث طفل مولود لهذين الأبوين مرض تاي ساكس بالنسبة المئوية؟

الأبالأم
Tt
T TTTt
tTttt

الحل

للإجابة عن هذا السؤال، علينا أولًا أن نتعرَّف على بعض المصطلحات الأساسية. الأليلات هي نسخ مختلفة لنفس الجين، ويحمل الفرد أليلين لكل صفة يتحكَّم فيها جين. الأليلات المتنحية هي أليلات لا يمكن التعبير عنها إلا في حال وجود نسختين منها، أو في حال عدم وجود أليل سائد، في حين يُعبَّر عن الأليلات السائدة حتى في حال وجود نسخة واحدة منها فقط. يرث الطفل أليلًا واحدًا لصفة معيَّنة من أمه وأليلًا آخر من أبيه. النمط الجيني للشخص هو تركيب الأليلات الذي يحمله، وهو ما يظهر في الخانات المركزية لمربعات بونت.

مربع بونت هو مخطَّط مفيد للغاية يوضِّح احتمال وراثة نسل زوجين لأليلات معيَّنة. من المهم أن نلاحظ أن هذا الاحتمال يتعلَّق بكل طفل يُولَد لهذين الأبوين، وليس لكل أربعة أطفال مولودين.

إذا نظرنا إلى مربع بونت في السؤال، فسنجد أن الأنماط الجينية المحتملة لكل طفل مولود لهذين الأبوين هي TT وTt وTt وtt. ولكي نبسِّط ذلك، نجد أنه لكل طفل مولود يُوجَد احتمال بنسبة 1 إلى 4 أن يحمل النمط الجيني TT، واحتمال بنسبة 2 إلى 4 أن يحمل النمط الجيني Tt، واحتمال بنسبة 1 إلى 4 أن يحمل النمط الجيني tt.

ينص السؤال على أن مرض تاي ساكس يسبِّبه أليل متنحٍّ (t). وكما ذكرنا من قبل، لكي يُعبَّر عن الأليل المتنحي، لا بد من وجود نسختين منه في النمط الجيني. وهذا يعني أن التركيب الوحيد الموضَّح في مربع بونت، الذي يعني أن الطفل سيرث مرض تاي ساكس، هو tt. وكما رأينا سابقًا، يُوجَد احتمال بنسبة 1 إلى 4 لحدوث ذلك. يطلب منا السؤال أن نُعطي الإجابة بالنسبة المئوية؛ لذا، علينا تحويل الاحتمال 1 إلى 4 إلى نسبة مئوية، ويمكننا القيام بذلك باستخدام العملية الحسابية الآتية: (1÷4)×100%=25%.

وبدلًا من ذلك، يمكننا أن نتذكَّر أن رُبع 100% هو 25%.

ومن ثَمَّ، فإن احتمال أن يُولَد طفل لهذين الأبوين ويرث مرض تاي ساكس تساوي 25%.

نُلقي نظرة على مثال لاضطراب وراثي آخر. يُعَد مرض هنتنجتون مرضًا وراثيًّا يُضعف قدرة الشخص على الحركة، كما يؤثِّر سلبًا على ذاكرته وإدراكه، وقد يؤثِّر على سيطرته على انفعالاته. عادةً لا تظهر الدلائل الأولى لمرض هنتنجتون على الشخص حتى يصل إلى عمر 30 سنة. هذا يعني أنه من الممكن أن يتقدَّم الأفراد في العمر وينجبوا أطفالًا قبل أن يعرفوا أنهم قد ورثوا هذا المرض. على عكس مرض التليُّف الكيسي، ينتج مرض هنتنجتون عن أليل سائد، وهو ما يعني أنه لا بد أن يحمل الشخص نسخة واحدة فقط من الأليل في نمطه الجيني لكي يُصاب بالمرض. يوضِّح الشكل (3) كيف يمكن توريث مرض هنتنجتون من الأبوين إلى النسل.

يوضِّح الشكل (3) كيف يؤدِّي وجود أليل واحد (H) إلى وراثة طفل للمرض، حتى وإن كان الأليل الآخر متنحيًا. احتمال أن يرث طفل يُولَد للأبوين في الشكل 3 مرض هنتنجتون يساوي 50%، وهو احتمال كبير للغاية إذا وضعنا في الاعتبار أن أحد الأبوين فقط هو من يحمل الأليل، إلا أن هذا من السمات المعتادة للأمراض الوراثية السائدة.

مثال ٣: إكمال مربع بونت لتوضيح وراثة مرض وراثي سائد

تعدُّد الأصابع إضطراب وراثي، وفي معظم الحالات يسبِّبه أليل سائد (D). استخدم مربع بونت المكتمل جزئيًّا، الذي يوضِّح الأنماط الجينية لذكر وأنثى، لتوقُّع النسبة المئوية لاحتمال أن يرث الطفل المولود لهذين الأبوين صفة تعدُّد الأصابع.

الأبالأم
dd
D
d

الحل

للإجابة عن هذا السؤال، علينا أولًا التعرُّف على بعض المصطلحات الأساسية. الأليلات هي نسخ مختلفة لنفس الجين، ويحمل الفرد أليلين لكل صفة يتحكَّم فيها جين. الأليلات المتنحية هي أليلات لا يمكن التعبير عنها إلا في حال وجود نسختين منها، في حين يُعبَّر عن الأليلات السائدة حتى في حال وجود نسخة واحدة منها فقط. يرث الطفل أليلًا واحدًا لصفة معيَّنة من أمه وأليلًا آخر من أبيه. والنمط الجيني لشخص هو تركيب الأليلات التي يحملها، وهو ما يظهر في الخانات المركزية لمربعات بونت.

مربع بونت هو مخطَّط مفيد للغاية يوضِّح احتمال وراثة نسل زوجين لأليلات معيَّنة. من المهم أن نلاحظ أن هذا الاحتمال يتعلَّق بكل طفل يُولَد لهذين الأبوين، وليس من بين كل أربعة أطفال مولودين.

نُكمل مربع بونت لتوضيح تركيبات الأليلات المحتملة التي قد يرثها النسل.

الأبالأم
dd
DDdDd
ddddd

يمكننا إكمال كل مربع من الجدول بأخذ أليل من الأم (رأس العمود) وأليل من الآب (بداية الصف). يجب أن تحتوي كل خانة على أليلين لكي توضح النمط الجيني المحتمل. إذن التركيبات المحتمَلة هي: 2×Dd و2×dd.

وبالنظر مرة أخرى إلى السؤال، يمكننا ملاحظة أن مرض تعدُّد الأصابع يسبِّبه أليل سائد (D). نعلم أنه إذا وُجِد أليل سائد في النمط الجيني، فإنه يُعبَّر عنه، حتى وإن كان الأليل الآخر متنحيًا. هذا يعني أنه من بين التركيبات الأربع المحتمَلة، يعبِّر اثنتان عن الأليل السائد D، ويكون الطفل مصابًا بمرض تعدُّد الأصابع. يطلب منا السؤال إيجاد الإجابة بالنسبة المئوية، ويمكننا حسابها باستخدام العملية الحسابية الآتية: (2÷4)×100%=50%.

وبدلًا من ذلك، يمكننا تذكُّر أنَّ نصف 100% يساوي 50%.

إذن احتمال أن يرث طفل مولود لهذين الأبوين مرض تعدُّد الأصابع يساوي 50%.

تُوجَد بعض الاختلافات الأساسية التي يمكننا ملاحظتها عندما يَنتج الاضطراب الوراثي عن أليل سائد بدلًا من أليل متنحٍّ. إذا كان الاضطراب ناتجًا عن أليل سائد، فسيحتاج النسل إلى نسخة واحدة فقط من هذا الأليل في نمطه الجيني ليرث هذا الاضطراب. هذا يعني أن احتمال وراثة النسل للمرض وإصابته به أكبر من احتمال حدوث ذلك إذا كان ما يسبِّبه أليل متنحٍّ. لنقارن بين مربعَي بونت؛ أحدهما يوضِّح وراثة أليل مرض التليُّف الكيسي، والآخر يوضِّح وراثة أليل مرض هنتنجتون.

في الشكل (4)، يمكننا المقارنة بين وراثة هذه الأليلات والتعبير عنها في النمط الظاهري عندما يكون الأبوان متغايري الزيجوت للأليلات المسبِّبة للأمراض. كلا الأبوين المتغايري الزيجوت لمرض التليُّف الكيسي غير مصاب بالمرض؛ إذ يَنتج المرض عن أليل متنحٍّ، وفي كلتا الحالتين يُوجَد أليل سائد «يحجُب» التعبير عن الأليل المتنحي. ولكن، كلا الأبوين المتغايري الزيجوت لمرض هنتنجتون مصابًا بالمرض. في المثال الذي يوضِّح وراثة التليُّف الكيسي، يُوجَد احتمال بنسبة 25% أن يُصاب أي فرد من نسل هذين الأبوين بالمرض. ولكن، في حال مرض هنتنجتون، يُوجَد احتمال بنسبة 75% أن يرث أي فرد من النسل الأليل السائد ويُصاب بالمرض.

يمكن أن تتسبَّب وراثة الأليل المتنحي المسبِّب للمرض في أن يكون بعض الأشخاص «حاملين للمرض». ويحدث هذا عندما يكون الشخص متغاير الزيجوت للأليل. كما نلاحظ في مربع بونت الخاص بالتليُّف الكيسي في الشكل 4، يُوجَد احتمال بنسبة 50% أن يحمل النسل تركيب الأليلات «Ff»؛ أي إنه لن يتأثَّر بالمرض؛ لأنه يلزم وجود نسختين من الأليل المتنحي كي يُعبَّر عنه في النمط الظاهري. ولكن، يحمل النسل الأليل المتنحي، ومن الممكن أن ينقله إلى نسلهم؛ لذا، يُسمَّى هؤلاء الأفراد «حاملي المرض». ويمكننا أن نرى تأثير حاملي المرض في مربع بونت في الشكل 4؛ فالأبوان متغايرا الزيجوت لأليل التليُّف الكيسي؛ ومن ثَمَّ يكونان حاملين للمرض. لا يظهر حاملو المرض في وراثة الأليلات السائدة؛ لأن الأشخاص المتغايرو الزيجوت لهذه الأمراض سيصابون بالمرض.

قد تكون وراثة بعض الأليلات خطيرة للغاية، لدرجة أنها قد تقتل الكائن الحي قبل أن يُولَد. يعتمد لون فراء الفئران الأصفر على وجود أليل سائد Y، ويمنح الأليل المتنحي y الفئران لون الفراء البني. ولكن، إذا ورث جنين فأر داخل رحم أمه أليلَي Y، فسيموت أثناء المرحلة الجنينية. يُعرَف أليل الفراء الأصفر بأنه «جين مُميت». ويوضِّح الشكل 5 كيف يُورَث هذان الأليلان من أبوين متغايرَي الزيجوت والأنماط الظاهرية للنسل.

مثال ٤: تحليل مربعات بونت لتحديد التأثيرات المحتمَلة للأليلات المُميتة

في وراثة لون الفراء في الفئران؛ الأليل الذي يُنتج فئرانًا ذات فراء أصفر اللون (Y) سائد على الأليل الذي ينتج فئرانًا ذات فراء بني اللون (y). ولكن، إذا ورث جنين فأر أليلين سائدين، فسيموت في رحم الأم. بعد الاطلاع على المخطَّط الجيني الآتي، استنتجَ طالب أن أيًّا من الفئران لن يرث الأليلات المُميتة ويموت في رحم الأم. هل الطالب على صواب؟ ولماذا؟

الحل

يطلب منا السؤال تحديد بعض الأنماط الجينية من الأنماط الظاهرية الموضَّحة لتحديد إذا ما كان الطالب محقًّا في قوله إنه لن ترث أيُّ فئران من النسل أليلين من أليلات الفراء الأصفر السائدة YY؛ ومن ثَمَّ، لن تموت قبل أن تُولَد.

يمكننا أن نلاحظ من الأنماط الظاهرية الموضَّحة أن نسبة سمة النمط الظاهري السائد إلى نسبة سمة النمط الظاهري المتنحي (أي عدد الفئران الصفراء : عدد الفئران البنية) تظهران بنسبة 13. ومن ثَمَّ، يمكننا افتراض أن الفأر ذا الفراء البني قد ورث أليلين متنحيين yy. نعلم أن النسل يرث أليلًا واحدًا للصفة من أمه والآخر من أبيه. هذا يعني أن النمط الجيني لكلا الأبوين يجب أن يحتوي على أليل متنحٍّ. وبما أن كليهما يمثِّل النمط الظاهري الأصفر، إذن يمكننا أيضًا تحديد أنه لا بد أن كليهما يحملان الأليل الأصفر السائد. إذن لا بد أن الأبوين يحملان النمطين الجينيين Yy.

نستخدم نمطهما الجيني في إكمال مربع بونت، ونوضِّح احتمال أن يرث النسل نمطًا جينيًّا معيَّنًا.

كما نلاحظ، تُوجَد ثلاثة أنماط جينية محتمَلة يمكن أن يرثها النسل: يوجد احتمال بنسبة 2 إلى 4 أن يحمل الفئران النمط الجيني Yy، وأن يكون لهم فراء أصفر اللون، ولكنهم لن يتأثَّروا بالأليلات المُميتة. ويُوجَد احتمال بنسبة 1 إلى 4 أن يحمل الفئران النمط الجيني yy، وأن يكون لهم فراء بني اللون. وأخيرًا، يُوجَد احتمال بنسبة 1 إلى 4 أن يحمل الفئران النمط الجيني YY، وهما الأليلان المُميتان، وتموت في الرحم قبل أن تُولَد.

ومن ثَمَّ، فإن الطالب مخطئ. يُوجَد احتمال بنسبة 25% أن يُولَد نسل لهذين الأبوين يرث أليلين سائدين Y ويموت في رحم الأم قبل الولادة.

يمكن أن تؤثِّر الجينات المُميتة سلبًا على النباتات والحيوانات على حدٍّ سواء. يظهر لون أوراق النباتات الأخضر من إنتاج صبغة الكلوروفيل، والكلوروفيل ضروري لامتصاص أشعة الشمس التي يحتاج إليها النبات في عملية البناء الضوئي. إذا لم يستطِع نبات إجراء عملية البناء الضوئي، فلن يتمكَّن من إنتاج غذائه، ويعاني من أجل البقاء. الجين المسئول عن إنتاج الكلوروفيل في نبات الذرة C سائد على الجين المسئول عن غياب الكلوروفيل c. إذا لُقِّحت نباتات الذرة المتغايرة الزيجوت لهذه الأليلات ذاتيًّا، تنتج بعض البادرات الخالية تمامًا من الكلوروفيل. قد تنمو هذه النباتات في البداية، لكنها سرعان ما تذبل وتموت. النباتات التي لا تحتوي على الكلوروفيل متماثلة الزيجوت ذات الأليلات المتنحية؛ أي إنها تحمل النمط الجيني cc، وهذا مثال على جين مُميت متنحٍّ.

نراجع بعض النقاط الأساسية التي تعلَّمناها عن الاضطرابات الوراثية .

النقاط الرئيسية

  • الأليلات هي نسخ بديلة لجين يتحكَّم في صفات معيَّنة.
  • يمكن أن تتسبَّب بعض الأليلات المتنحية والسائدة في حدوث اضطرابات وراثية؛ على سبيل المثال، التليُّف الكيسي ومرض هنتنجتون على الترتيب.
  • إذا كان المرض ينتج عن أليل متنحٍّ، فقد يكون النسل حاملًا للمرض، ولكن، إذا كان المرض ينتج عن أليل سائد، فلن يحتوي النسل على حاملين للمرض.
  • قد تكون بعض الأليلات مُميتة عند وجودها في النمط الجيني للكائن الحي؛ على سبيل المثال، الأليل الذي يُشفر للون الفراء الأصفر في الفئران أو غياب الكلوروفيل في النباتات.
  • يمكن استخدام مربعات بونت لدراسة وراثة الأليلات والتنبؤ باحتمال وجود نسل يرث الأمراض الوراثية.

انضم إلى نجوى كلاسيز

شارك في الحصص المباشرة على نجوى كلاسيز وحقق التميز الدراسي بإرشاد وتوجيه من معلم خبير!

  • حصص تفاعلية
  • دردشة ورسائل
  • أسئلة امتحانات واقعية

تستخدم «نجوى» ملفات تعريف الارتباط لضمان حصولك على أفضل تجربة على موقعنا. اعرف المزيد عن سياسة الخصوصية